أثار عرض الفيلم المسئ للنبي "صلي الله عليه وسلم" ردود أفعال غاضبة في الشارع السياسي المصرى وتباينت ردود الأفعال حول إصرار بعض أقباط المهجر وعلى رأسهم موريس صادق بالتعاون مع عدد من اليهود على الإساءة للإسلام من وقت لآخر .

ولأول مرة منذ فترة جمع الفيلم المسئ للرسول المصريين حول قضية محددة وهى تأكيد كراهيتهم للولايات المتحدة الأمريكية وإن كان هناك تباين فى المواقف حول بعض التصرفات التى صاحبت الاحتجاجات الشعبية أمام السفارة الأمريكية. ففى الوقت الذى أجمعت فيه كل القوى والتيارات السياسية بمختلف انتماءاتهم على رفض هذا التصرف المتعصب تباين الموقف حول ردة الفعل بعد الوقفة الاحتجاجية التى نظمت أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة والتى تم خلالها تسلق سور السفارة وإنزال العلم الأمريكى . وحذرت بعض التيارات السياسية والدينية من حالة الحماسة التى تسيطر على عدد كبير من الشباب لأنها من الممكن أن تسئ للإسلام أكثر مما تفيده.
فحركة 6 أبريل -الجبهة الديمقراطية- بالشرقية أدانت بشدة الفيلم المسيء للرسول والذى نشر على اليوتيوب وشبكات التواصل الاجتماعى .
وأعلنت الحركة فى بيان نشرته على صفحتها على"فيس بوك" عن إدانتها وبشدة لهذا العمل المشين وهؤلاء المزورين لتاريخ الإسلام والرسول مؤكدة أن هذا التصرف الأحمق يهدف إلى المساس بأمن مصر القومى فى صورة نشر الفتنة الطائفية. وطالب البيان باتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية وسياسية رادعة لمن تسول له نفسه مجرد التفكير فى هذه الافعال واتخاذ موقف صريح مع الدول التى تؤوى هؤلاء الأشخاص.

من جانبه قام الناشط السياسى وائل غنيم بتوجيه رسالة علي لسان صانع الفيلم المسئ للرسول موريس صادق حيث كتب وائل غنيم علي صفحته الرسمية بالفيسبوك " من المتطرف موريس صادق إلى مقتحمي السفارات وقتلة الدبلوماسيين: نشكركم على حسن تعاونكم معنا فمجهوداتكم هي خير مروج لحملات الكراهية التي أقودها على الإسلام والمسلمين". وجه وائل غنيم رسالة لعدد من النخب السياسية يحثهم فيها على ضرورة توعية المحتجين على الفيلم المسئ للرسول حتى لا تأتى هذه الاحتجاجات بنتائج عكسية. وقال غنيم فى تدوينات له عبر موقع التواصل الاجتماعى" فيس بوك" : " لا تلوموا من لا خبرة لهم على عدم معرفة نتائج ردود أفعال سيئة يعتقدون أنها تخدم قضيتهم .. بل وجهوا اللوم إلى نخب تخشى الصدع بالحق خوفا على شعبيتهم". مشيرا إلى أنه رُبّ مُؤمِنٍ بِقَضيّة أشدُّ إضرارًا لَهَا مِن ألدِّ أعدَائِها".
• بلاغ ضد أقباط المهجر
فى سياق متصل تقدم السيد حامد، وناصر العسقلاني المحاميان وأعضاء لجنة الحريات بالنقابة العامة للمحامين ببلاغ للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود يتهمون كلا من نبيل موريس، ونبيل بسادة، وعصمت زقلمة، وإيليا باسيلي، وإيهاب يعقوب، وجاك عطا الله، وعادل رياض، ممثلي أقباط المهجر لاسائتهم للرسول "صلى الله عليه وسلم" والدين الاسلامى واتهامهم بالتحريض علي الفتنة الطائفية، وبث مخططات تخريبية تدعي إلي تخريب مصر والإساءة للمسلمين جميعا.

وتضمن البلاغ الذي حمل رقم 3393لـسنة 2012 بلاغات النائب العام أن المشكو في حقهم أنتجوا فيلم سينمائي يسئ إلي رسول الله " صلي الله عليه وسلم"، مما كان له أثر سيئ علي نفوس المسلمين متهمهم بالعمل على زرع الفتنة بين أبناء الشعب المصري حيث أنهم بتاريخ 27 أغسطس الماضي طالبوا فيه بتقسيم مصر إلي 5دويلات منها دولة مسيحية ودولة يهودية ودولة نوبية ودولة إسلامية وهذا يعتبر خيانة عظمي.
وطالبا في نهاية بلاغهما النائب العام بإتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المشكو في حقهم، وتقديمهم جميعا للمحاكمة العاجلة. أما الداعية الإسلامى عمرو خالد فأعرب عن استياءه الشديد من إنتاج عددًا من أقباط المهجر لفيلم مسئ للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وأوضح خالد فى تدوينات له عبر موقع التواصل الإجتماعى " فيس بوك" أن الإساءة إلى الرسول تعد إساءة لكل مسلم بل إساءة للإنسانية لأنه معلم البشرية و رسول الإصلاح و الخير و العطاء. طالب خالد العالم الإسلامى بمحاكمة كل من أساء للرسول.

• قائمة مطالب

من جانبه هاجم د.عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الاسلامية محاولات الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقال فى بيان أصدره اليوم "اتوجه بالتحية إلى كل المتظاهرين الذين تظاهروا اليوم أمام السفارة الأمريكية معترضين على هذا الفيلم المسئ للنبي الكريم وكان من بينهم المسلم والمسيحي وشباب الألتراس والحركات الثورية والتيارات الاسلامية لغضبتهم من هذا العمل الشائن وأدعوهم إلى أن يعبروا عن مشاعرهم الغاضبة وفقا لضوابط". وحدد دربالة هذه الضوابط فى عدم التعدي على أي سفارة من السفارات القائمة على أرض مصر والتي تلتزم الدولة المصرية بحمايتها وفقا لالتزاماتها الدولية والتفريق بين المتطرفين من أقباط المهجر الذين يقفون وراء هذا الفيلم الأثيم والذين يدعون إلى تدخل الأمم المتحدة في الشئون المصرية وبين باقي أقباط المهجر وأقباط الداخل المصري الذين يرفضون هذا السلوك.

وطالب الحكومة الأمريكية بإدانة هذا العمل الذي يؤدي للكراهية بين الشعوب واتخاذ الاجراءات القانونية ضد من يثيرالأحقاد والكراهية بين الشعوب. أما الدكتور كمال الهلباوى، القيادى السابق بجماعة الاخوان المسلمين، انه من حق المسلمين التظاهر امام السفارة الامريكية اعتراضًا على الفيلم المسيء للرسول "صلى الله عليه وسلم"، ولكن لا يجب ان تصل الامور لهذه الدرجة ويتم إنزال العلم الامريكى، مشيرا الى مصر عضو فى الامم المتحدة وهناك اتفاقيات ولا يجوز انزال علم دولة من فوق سفارتها واصفا ذلك بالتلفيات. وأكد الهلباوى انه لا يتوقع اى رد ايجابى لامريكا لهذا الفيلم المسيء لاننا تعودنا من امريكا على التلفظ والاساءة الى الاديان.

• الإساءة للإسلام

ومن جانبه قال محمد أبو حامد النائب السابق بمجلس الشعب إن الدفاع عن الرسول والإسلام يكون بإظهار حقيقة الإسلام وليس باقتحام السفارة الأمريكية، لأن ذلك يسيء للإسلام والدولة المصرية ولن يحقق أية نتيجة إيجابية. وأضاف أبو حامد على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" "نرفض الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن نرفض أيضًا وبكل قوة أن يرفع علم تنظيم القاعدة على أرض مصر فهم حقيقة من يسيئون للإسلام".

وطالب أبو حامد الرئيس محمد مرسي أن يتحرك لإحتواء أقباط المهجر بالمواطنة العادلة التي لا تميز بين أبناء الوطن الواحد لأي سبب من الأسباب واتخاذ موقف تجاه الإساءة المتكررة للمقداسات الإسلامية.وأكد أن الأقباط لا يتحملون مسئولية الفيلم المسيء للرسول ولا يتحملون مسئولية تصرفات موريس صادق. وفى محاولة لضمان عدم الخروج على النص بالشكل الذى يمكن أن يسبب لمصر حرجا دوليا ناشد الدكتور طارق الزمر المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية الشباب الموجودين أمام السفارة الأمريكية أن يظهروا بمظهر حضاري وإسلامي صميم, خاصة أنه يمكن تصوير تلك الوقفة خاصة في أمريكا بشكل مغاير تماما للهدف التي قامت من أجله.

ومن جانبهم أعرب الثوار المشاركون فى وقفة نصرة النبى محمد صلوات الله وسلامه عليه ضد الإساءة من اقباط المهجر بعرض فيلم مسئ للنبى الكريم عن شكرهم للمشاركين فى هذة الوقفة خاصة الأقباط الذين أعلنوا رفضهم التام للتعدى السافر على الرسول. وأصدر عدد من الثوار والمثقفين والساسة بيانا بعنوان: "إنا كفيناك المستهزئين" ووقع عليه كل من "ممدوح اسماعيل المحامى والشيخ محمد عبده الداعيه الاسلامى, والاعلامى الدكتور وسام عبدالوارث والمنسق العام لائتلاف صوت الحكمة, وايمن عامر المنسق للائتلاف العام للثورة والمتحدث الرسمى للربيع العربى.

وجاء فى البيان فى هذه اللحظة الحاسمة التى يتعرض فيه الاسلام والمسلمون لحرب شرسة تريد الإساءة بكل طرقها خرجت الجموع المخلصة من الشعب المصرى اليوم لتعلن غضبها من أجل نصرة الرسول صلوات الله وسلامه عليه ضد خطة اقباط المهجر والمخابرات الامريكية للإساءة والنيل من مقام النبى الكريم،

وحدد الثوار فى بيانهم عدة مطالب للحكومة الأمريكية من أجل الوصل لحل لهذه الأزمة فى مقدمتها تقديم اعتذارا رسميا من الإدارة الأمريكية عن هذا العمل الإجرامى واللاإنسانى ووقف عرض الفيلم فورا، ودعوا رئاسة الجمهورية إلى اتخاذ موقف حاسم يحفظ لمصر مكانتها وهيبتها، كما دعو لاجتماع يضم كافة المهتمين بالحدث اليوم الأربعاء للإعداد لمليونية فى حالة عدم تقديم اعتذار ومنع عرض الفيلم.

وجاء فى البيان يقلقنا السكوت غير المبرر من رئاسة الجمهورية على ماحدث من اساءة من مقام النبى وتهدد الوحده كما أننا لا نتفهم حتى الآن موقف حزب الحرية والعداله من هذا الحدث". وعلى صفحته الشخصية على "فيس بوك"عبر الفنان خالد النبوي عن موقفه من الفيلم المسئ للرسول بقوله يغيب العقل عندما يقترب أحد من عقيدة الأخر بسوء فليلتزم الجميع بإحترام جميع العقائد ولا يجب أن نلقي الضوء علي ما يزيد النار إشتعالا ".

وتواصلت ردود الأفعال الغضبة من هذا الفيلم حتى امتدت للمصريين المقيمين بالخارج ففى إيطاليا استنكر عيسي إسكندر رئيس اتحاد المصريين في ايطاليا الفيلم المسيء للرسول الكريم، وقال "أننا ضد الإساءة للأديان والأنبياء وضد التعصب الديني والإهانة للأديان والإساءة للمقدسات الدينية سواء كان الإسلام أو المسيحية".

وطالب رئيس الاتحاد بالابتعاد عن هذا المخطط الذي هدفه الاساسى تفكيك الترابط بين شعوب العالم المتحضرة.

وتواصلت ردود الأفعال على المستوى السياسى حيث أكد حزب المصريين الأحرار بالمنيا فى بيانا له أن الفيلم المسئ للرسول محمد" صلى الله عليه وسلم" مخطط صهيونى تموله قلة من أقباط المهجر وهدفه تقسيم البلاد وتأجيج الفتن الطائفية لمنع الاستقرار.

وطالب البيان جميع المصريين التحلى بالعقلانية والمحافظة على اللحمة الوطنية بين عنصرى الأمة، كما رفض أية محاولة للاستهانة بالأديان وازدرائها وإثارة الفتن، مطالبا جميع الهيئات والمؤسسات الدينية ورجال الدين بتقديم خطاب دينى يحض على نبذ التعصب الدينى واحترام الأديان وعدم المساس بالمقدسات الدينية. وأكد الحزب فى بيانه أنه قد آن الأوان لعمل اتفاقية دولية لاحترام الرموز الدينية لجميع الأديان وتطبيق جميع دول العالم قوانين منع العنصرية والتحريض على الكراهية، والتأكيد على أن حرية التعبير لا تعنى بأى حال من الأحوال الإساءة أو التهجم على الرموز والمقدسات الدينية وخاصة أن جميع الأديان السماوية تنشد الحب والسلام والتعايش السلمى مع الآخرين.

أما حزب الحرية والعدالة فأصدر بيانا حول الفيلم المسئ للرسول أعرب خلاله عن استنكاره الشديد للفيلم الذى أصدره أقباط المهجر ويحمل إساءات بالغة للنبي "محمد" صلي الله عليه وسلم، ويعتبره جريمة عنصرية، ومحاولة فاشلة لإثارة الفتنة الطائفية بين عنصري الامة المسلمين والمسيحيين.

وأضاف البيان أن هذا الفيلم غير مقبول أخلاقيا ودينيا ويمثل خروجا فادحا على حرية الرأي والتعبير، وتعديا صارخا على المقدسات الدينية للشعوب، وعلى الاعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان، والتى تؤكد أن حرية التعبير عن الأديان يجب ان تكون مقيدة بضوابط القانون التى تحقق المصالح العامة لحماية الحياة والاخلاق والحقوق والحريات.

وأكد الحزب فى بيانه رفض الشعب المصرى لكل المحاولات الدنيئة الرامية إلى تأجيج الفتنى الطائفية بين وإدخال البلاد في دوامة لا تنتهي من العنف.

وأشار البيان إلى أن مكافحة هذه الظواهر السلبية، يجب أن تكون من خلال تعزيز الحوار فيما بين الأديان والثقافات وتعزيز التفاهم المتبادل والعمل المشترك من أجل مواجهة العنصرية والتطرف.

وناشد الحزب العقلاء من أبناء هذا الوطن وخاصة رجال الدين في مؤسستي الازهر والكنيسة، و رجال الاعلام المخلصين العمل الجاد من أجل وأد تلك الفتنة، وفضح القائمين عليها، والعمل على إحالتهم للمحاكمة العاجلة، بتهمة الاساءة للاديان السماوية، حتى لا يتكرر هذا العمل مرة أخرى

وفى محاولة لامتصاص غضب الشباب المحتج وخوفا من القيام بأعمال تسيئ لسمعة مصر الدولية طالب الدكتور اسامة عبد الوارث رئيس ائتلاف صوت الحكمة وأحد الداعين للتظاهر أمام السفارة الامريكية احتجاجا على الفيلم المسئ للرسول، المتظاهرين بالانسحاب من امام السفارة الأمريكية مشددا على ضرورة تأجيل المظاهرة حتى غدا لإعطاء الفرصة بتقديم اعتذار رسمي.

كانت صحيفة “تايمز أوف إنديا” قد ذكرت إن سام باسيل مخرج الفيلم المسيء للإسلام أكد تلقيه عروضًا كثيرة لعرض الفيلم الذى يسئ فيه لشخص الرسول الكريم محمد(ص)،مشيرا الى ان الفيلم باللغة الإنجليزية ولم يقم بترجمته للعربية.

وأضافت الصحيفة ان منتج الفيلم أيضا نفي علمه بالجهة التي قامت بوضع الترجمة العربية علي المقاطع الموجودة علي موقع "يوتيوب" والتي تبلغ 14 دقيقة من أصل ساعتين هي مدة الفيلم.
المصدر : مجلة اخبار مصر بعد ثورة 25 يناير (http://egyptrevolution-2011.blogspot.com/2012/09/blog-post_1050.html)