مشاهدة النسخة كاملة : فن مساعدة الأعداء عند المسلمين


abomokhtar
14-09-2012, 11:07 AM
بقلم/ معتز بالله عبد الفتاح (http://www.elwatannews.com/editor/28)
"الحكمة أن تختار ما تتجاهله" عبارة قرأتها في كتاب "فن الحرب"لسن تسو (Sun Tzu) الذي كتبه منذ نحو 2500 سنة.
وهو نفس المعنى المتضمن فيقول الشاعر:
ولو أن كل كلب عوى ألقمته حجرالصار الصخر مثقالا بدينار
وهو معنى قريب من قول الحق سبحانه: "وَإِذَا خَاطَبَهُمُالْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا".. وقوله تعالى: "وَإِذَا مَرُّوابِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا".
وأعاد تأكيد المعنى في أكثر من آية ومنها: "وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْو أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالنَاوَلَكُمْ أَعْمَالكُمْ سَلَام عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ"
ما مناسبة هذا الكلام؟
هي استعدادنا الدائم لأن نخدم قضايا أعدائنا ضد أنفسنا بما في ذلكالاحتجاج الترويجي لفيلم مسيء لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
لاأنسى محاضرة لسلمان رشدي حضرتها في الخارج.. وكيف أنه يعتبر نفسه محظوظا بسببفتوى الإمام الخومينى بإهدار دمه التي أدت إلى أن تزداد روايته التافهة"آيات شيطانية" مبيعا ً.
تلك الرواية التي طبعت منها إحدى دور النشرالبريطانية خمسين ألف نسخة.. ومن خبرة سلمان رشدي مع رواياته الثلاث السابقةكان هذا العدد من النسخ يتطلب أربعة أعوام حتى ينفد.
إلى أن قرر الإمامالخومينى أن "يدافع عن الإسلام" فأصدر فتواه الشهيرة التي بموجبها أصبحسلمان رشدي مطلوبا ً للقتل وأصبح كتابه واحدا ً من أكثر الكتب مبيعا ً في العالمووصلت مبيعاته في عام 1990م.. أي بعد عام من الفتوى الشهيرة للإمام الخومينىإلى 4 ملايين نسخة بثماني لغات.. أي بدلا من أن الكتاب كان يقرأ بمعدلخمسين ألف نسخة في الأربع سنوات أصبح يقرأ بمعدل 4 ملايين نسخة في العامالواحد ولم تزل الرواية تباع على نطاق واسع حتى الآن.. ويالها من خدمةللإسلام!
والأمر لم يكن بعيدا عن الدور العبقري الذي لعبه المسلمون ضد دينهمبأن حولوا صحيفة محلية تافهة في الدنمارك إلى المصدر الرئيسي للأخبار عنالإسلام والمسلمين بعد أن نشرت رسوما تافهة للرسول عليه الصلاة والسلام.
وأتلقى على الإيميل الخاص بى من بعض المعارف الذين غلبت عندهم العاطفةالدينية على التفكير المنطقي نسخا من آيات محرفة أو شتائم في الرسول الكريممحمد (صلى الله عليه وسلم) والصحابة العظام.. ومعها تحذير بألا تزوروا هذهالمواقع التي تنشر مثل هذه الشتائم وتكون المفاجأة أن تنتشر هذه المواقعأكثر بين المسلمين.
وقد شبهتها لبعض الأصدقاء بأن تجد نسخة من قرآن محرففتقوم بتصويرها عشرات النسخ لتحذر المسلمين منها.. وكأنك بذلك تضر بالإسلاممن حيث قصدت أن تخدمه.. ويا له من دين لو كان له أتباع عقلاء.
أتذكر ما فعله رسولنا الكريم حينما أراد أن يحافظ على سمعة الدينوعلى مصداقيته بأن رفض نصيحة عمر بن الخطاب بأن يقتل عبد الله بن أبى بنسلول الذي كاد يحدث فتنة بين المسلمين بعد غزوة بني المصطلق فقال:
"والله لئنرجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز (يقصد الأنصار) منها الأذل (يقصدالمهاجرين)".
لكن الرسول الكريم رفض قتله قائلا ً: " حتى لا يشيع في الناس أنمحمدا ً يقتل أصحابه.. فيعرف العرب عن الإسلام من أعدائه وليس من أتباعه"
ففضل عليه السلام أن يحتمل أذى المنافق عن أن يخسر الدين مصداقيته.
ويقولالأستاذ العقاد معلقا ً:
هل نفهم من موقف الرسول الكريم أنه يقبل الباطلالذي يأباه عمر؟
الإجابة بالنفي القاطع.
لكن عمر تسيطر عليه روح الجنديالمحارب التي أحسبها تسيطر على فكر الكثيرين من الذين يهرعون للمصادرة والمنع.. فالفرق بين الرسول محمد وخليفته عمر كما يشير العقاد.. كالفارق بينالإنسان العظيم والرجل العظيم.
فالإنسان محمد يعرف دروبا من الباطلويعرف دروبا من الإنكار.. لأنه يعرف ما في النفس الإنسانية من عوج وتعريجوتتابعها بين قوة وضعف وخير وشر وصحة ومرض يجعل المنع .. بل والسيف واحدا ً منوجوه الإنكار وليس الوجه الوحيد.
فهل لنا أن نحتمل أذى من نبغض أفعالهم حتى لا نسهم في نشر أفكارهم «الضارة»؟

مستر مصطفى الناقه
14-09-2012, 05:02 PM
جزاكم الله خيرا