مشاهدة النسخة كاملة : كيف يرتقي المسلم في درجات اليقين ويزيد من تعلقه برب العالمين؟


abomokhtar
14-09-2012, 07:59 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيكم، وجزاكم خيراً على ما تبذلونه من جهود جبارة في خدمة هذا الدين.
لدي سؤالان:

1- كيف يرتقي المسلم في درجات اليقين، ويزيد من تعلقه برب العالمين، ويحب لقاءه ويشتاق إليه؟

2- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل، فهل ما نفعله عندما نتكلم عن موضوع ما، فنسمع شيئاً طيباً حسنا فنتفاءل خيراً فهل هذا معنى الفأل؟

أسأل الله العظيم باسمه الأعظم أن يتقبل صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم.




الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ونحن صراحة نعلن إعجابنا بطريقة السؤال والسؤال عن هذا الأمر المهم، أن يسأل الإنسان عن الإيمان، عن اليقين، عن الكيفية التي يعبد بها ربنا العظيم سبحانه وتعالى، فهنيئًا لك بهذه الروح، ونعتقد أن التفكير بهذه الطريقة وهذا السؤال هو البداية الصحيحة للسير في الطريق الذي يُرضي الله تبارك وتعالى، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك للخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وأيضًا نعلن سعادتنا بفكرة السؤال، ونتمنى من الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولك الأحوال، ونبين لك أن الإنسان يرتقي في درجات اليقين بتعميق معاني الإيمان، بمراقبته لله تبارك وتعالى، بالإكثار من الطاعات السرية مثل الصيام التي تكون بين الإنسان وبين ربه تبارك وتعالى، والطاعات الخفية كقيام الليل والصيام، والتهجد لله والابتهال لله، والقيام بأعمال يجتهد الإنسان في إخفائها، كذلك أيضًا بالقراءة عن عظمة العظيم سبحانه وتعالى والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته سبحانه وتعالى.

وطبعًا هناك أشياء واضحة، أن الإنسان يزداد بها إيمانًا كما صح عن رسولنا – عليه صلوات الله وسلامه – وكما جاء في كتاب الله تبارك وتعالى عندما مدح الأخيار فقال: {ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم} فالإنسان يزداد إيمانًا على إيمانه بتلاوة الكتاب، والمواظبة على ذكر الله تبارك وتعالى وشكره سبحانه وتعالى.

وإذا عرف الإنسان ربه تعلق به، إذا عرف نعم الله تبارك وتعالى أحب العظيم المُنعم الوهاب المتفضل، واهب النعم من غير سابقة استحقاق سبحانه وتعالى، وإذا علم رحمة الرحيم وتوبة التواب ومغفرة الغفور وما أعده الله تبارك وتعالى لأوليائه من الكرامة ومن النعيم، فإن هذا أيضًا يجعل الإنسان يشتاق إلى لقاء ربه تبارك وتعالى ويزداد إيمانًا ويقينًا.

- أما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُعجبه الفأل الحسن، وكان يتفاءل بالأسماء الجميلة، ودائمًا المؤمن يُحسن الظن بربه تبارك وتعالى ويرجو من الله خيرًا، والإنسان ينبغي دائمًا أن يكون عنده هذا الفأل الحسن، عندما يسمع كلامًا طيبًا، وعندما يسمع أسماء جيدة، لذلك لما جاء سهيل ابن عمرو إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال - صلى الله عليه وسلم – (سهل الأمر).

والإنسان يُعطى على قدر نيته، وإذا تفاءل الإنسان بالخير فإنه يجد الخير، وإذا جاءنا إنسان فأعطانا مبشرات فينبغي أن نستبشر، خاصة في لحظات يحتاج الإنسان إلى من يُبشره بالخير، عليه أن يتفاعل ويحسن الظن بالله تبارك وتعالى، فإن من السنة مثلاً أن نقول للمريض (ما شاء الله، أنت طيب، ووجهك طيب، ونعتقد أنك على خير) فيقول (الحمد لله) ويتفاءل خيرًا، ولا يجوز أن يقول ما قاله ذاك الرجل عندما دخل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانت الحمة شديدة عليه، فقال له - صلى الله عليه وسلم - : (طهور إن شاء الله) فما قبل الرجل هذه البشارة والفأل الحسن، قال: (أي طهور، بل هي حمّة تفور، على شيخ كبير تزيره القبور) فقال النبي - صلى الله عليه وسلم –: (فنعم إِذنْ) فمات الرجل. فالإنسان ينبغي أن يتفاءل الخير ليجد الخير.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يزيدك إيمانًا وثباتًا، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونتمنى أن نسمع عنك خيرًا، واعلمي أن الله تبارك وتعالى هو الوهاب، وهو الكريم سبحانه وتعالى، وقد يستحسن من الأعرابي عندما قال: من الذي يحاسب الناس؟ قال له: الكريم، فصرخ واستبشر وفرح، قالوا: لماذا؟ قال: لأن الكريم لا يُدقق في الحساب. يعني الكريم دائمًا يتسامح، والله أكرم الأكرمين سبحانه وتعالى، ولو يؤاخذ بما كسبت أيدينا وبما فعلنا لهلك الناس، ولكن يعفو ويصفح ويسامح ويستر سبحانه وتعالى.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يتوب علينا وعليك، وأن يرزقك السداد والرشاد، وأن يُكثّر من أمثالك من الصالحات، هو ولي ذلك والقادر عليه.

abomokhtar
14-09-2012, 08:02 PM
السؤال
أعاني من الوسواس القهري, ومن الشك الدائم في كل شيء, في الأهل والأصدقاء, ونفسي دائما تأتي لي بأفكار أني عملت شيئا خطأ, أو سأعمل, أو أني شخص سيئ.

فهل أعالج نفسي بنفسي؟ وهل هذه أعراض مرض ما؟



الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asmaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أحد سمات الوسواس القهري هو أن يفقد الإنسان الثقة في نفسه, وأن يبدأ في التردد والتشكك، وأحيانًا يلجأ الإنسان للتفاصيل وللتحاليل السلبية جدًّا للأمور، لأنه يحاول أن يكون كل شيء دقيق ومنضبط، هذا قد يظهر في شكل وسواس قهرية كمرض، أو قد تكون سمة من سمات الشخصية، وأعتقد أن حالتك لم تصل لمرحلة المرض الكلي، إنما هو جزء مرتبط بشخصيتك.

العلاج: إن تمكنت من الذهاب إلى طبيب نفسي، هذا جيد، وإن لم تتمكني هنالك أساليب جيدة، وهنالك أدوية جيدة جدًّا تعالج مثل هذه الحالات.

أولاً: عليك دائمًا باللجوء إلى الاستخارة في الأمور التي تتطلب اتخاذ قرارات مهمة، لأن الاستخارة حقيقة تُنهي تمامًا التردد، لأن الإنسان بطبيعة الحال يكون قد استخار الله تعالى، يكون قد طلب الخير ممن بيده الخير، وهنا ينتهي الأمر عند هذا الحد.

ثانيًا: حقري الأفكار القلقية وأفكار الشك، وحاولي أن تحسني الظن بالناس، وهذا هو المطلوب شرعًا، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم}.

ثالثًا: عليك بإدارة وقتك بصورة جيدة, الفراغ وعدم الاستفادة من الوقت بصورة فعالة يجعل الإنسان دائمًا يوسوس, ويشرح وساوسه ويفصلها، وهذا يدخله في نوع من الحلقة المفرغة التي لا نهاية لها, فاجعلي لحياتك معنىً، اجعلي لها هدفًا، وإن شاء الله تعالى من خلال ذلك تبدأ الثقة في نفسك تتحسن، وتزيل عنك هذه التوترات.

من المهم جدًّا أيضًا أن تساعدي في أعمال المنزل، وأن تكون لك مشاركات إيجابية في كل ما يخص الأسرة، هذا مهم، وسوف يشعرك بقيمتك الذاتية.

النصيحة الأخيرة هي: أن تكوني منضبطة جدًّا في إدارة الوقت، لأن من يدير وقته بصورة صحيحة يستطيع أن يُدير حياته، فخصصي أوقات معينة للمهام التي تودين أن تقومين بها، خصصي وقتا للراحة، ووقتا للتواصل الاجتماعي، ووقتا للترفيه عن النفس، ووقتا للعبادة ... وهكذا، من خلال إدارة الوقت سوف تحسين بقيمة ذاتية ممتازة جدًّا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك دواء ممتاز جدًّا وبسيط وفاعل جدًّا يساعد في علاج مثل هذا النوع من التردد الوسواسي. الدواء يعرف علميًا باسم (فلوكستين) ويسمى تجاريًا باسم (بروزاك) ويسمى في مصر تجاريًا باسم (فلوزاك) يمكنك أن تتحصلي عليه, وتتناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم –قوة الكبسولة هي عشرين مليجرامًا– هو لا يحتاج لوصفة طبية، وهو سليم وغير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية أبدًا.

مدة العلاج في حالتك هي أربعة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم بعد ذلك تتوقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

abomokhtar
14-09-2012, 08:03 PM
السؤال
بسم لله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في 18 عشر من عمري، مشكلتي باختصار أنا دائماً في حالة اكتئاب وضيق وعدم أكتراث لأي شيء دائماً مزاجي معكر، أعاني من الوسوسة بدأت في الوضوء والصلاة ثم انتقلت للطعام ثم حتى في علاقاتي، أخاف أن أجرح، أوسوس حتى في أغراضي مثلاً إذا وضعت حقيبتي هنا أشعر بالشؤم وعدم الارتياح وأغير مكانها عدة مرات، تأثر مستواي الدراسي كثيراً من الخمول والكسل الذي أنا فيه، لا أكترث لأي شيء انعزلت عن الناس والمجتمع كنت بارعة في الرسم وتخليتُ عن هذه الهواية بسبب كسلي وخمولي أصبحت ضعيفة التركيز وكثيرا ما أنسى، الكل بدا يلحظ حالتي هذه وأنا أجيب بأن لاشيء تتوهمون فقط.

أنا مقبلة على مرحلة جامعية ولست متحمسة كباقي من هم في عمري لست مقبلة على الحياة، دائماً أشعر بتأنيب الضمير بسبب أو من دون سبب حتى أفكر بأفكار غير منطقية وتخيلات غير منطقية، أمشي في الغرفة يميناً وشمالاً وأفكر ولا أنتبه لنفسي، أحيانا وأنا أمشي أفكر، أعاني من شرود ذهني بدرجة كبيرة أصبت بالجفاف لأنني أصلا لا أنتبه لنفسي أنني جائعة أو إذا كنت أريد شرب الماء وكله بسبب الشرود.

أصبحت لا أتحكم بنفسي بالنسبة للشرود الذهني أي أنني أشرد لساعات دائماً يائسة، ومتشائمة، وأحياناً أشعر أني متبلدة المشاعر، وأحيانا الأتفه الأسباب أتعصب، أنام لساعات طويلة أشعر أنني أكره الناس والحياة مشتتة دائماً، أصبحت كثيرة الصمت لا أحب أن أخالط الناس دائما أسأل لماذا أعيش؟ لماذا أنا هنا وأشعر أني بدون فائدة لست راضية عن نفسي فقدت شهيتي الأكل، أصبحت أنظر إلى فكرة الانتحار كثيرا، وأعلم أنها حرام وأحاول طرد هذه الفكرة ومن دون جدوىز

أرجو الرد سريعا وشكرا وعذرعلى الإطالة، وأرجو الرد بأسرع وقت تعبت ولا أعرف ماالحل؟










الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد.

فإن رسالتك واضحة ومعبرة جدًّاً، مجموعة الأعراض التي تحدثت عنها والتي تعانين منها منذ فترة تحمل بالفعل صفات القلق الاكتئابي مع وجود وساوس قهرية كما ذكرت، والتداخل ما بين الوساوس والقلق والاكتئاب معروفة جدًّا من حيث العلاقة المرضية، يعني أن هذه الحالات يمكن أن تتواجد لدى إنسان في نفس الوقت وإن شاء الله تعالى وسائل العلاج هي نفسها تقريبًا.

لا شك أن التفكير السلبي قد سيطر عليك لدرجة جعلك تحسين بالإحباط والتشاؤم وشرود الذهن، والتفكير في الانتحار لا شك أنه دليل قاطع على عمق الألم النفسي الذي وصلت إليه، لكن الذي يطمئننا أنك تعرفين تمامًا أن الإنسان لا يمكن أن يحل مشكلة بمشكلة أفظع منها خاصة حين يتعلق الأمر بالحلال والحرام، الدنيا بخير، وأنتِ إن شاء الله تعالى بخير، وهذا كله سوف يزول.

ما دامت هنالك نوع من التوجسات الانتحارية أنا أفضل في مثل حالتكِ أن تكوني تحت العلاج النفسي المباشر من قبل الطبيب المختص، فالذي أرجوه منك هو أن تتحدثي مع والدتك أو والديك حول هذا الأمر، وأنك بالفعل تعانين من أعراض نحسب أنها مهمة ونحسب أنه من الضروري ألا يتم تجاهلها، يمكن أن تُشيري إلى هذا النصح الذي أسديناه لك بأن حالتك بالفعل هي قلق اكتئابي مع وجود أعراض وسواسية، وهذا يتطلب المتابعة المباشرة مع الطبيب النفسي، والمملكة العربية السعودية فيها الكثير من الأطباء المتميزين.

من جانبي: أخطرتك حول التشخيص وهذا مهم جدًّا، والذي أود أن أبشرك به أن هذه الحالات يمكن أن تعالج مائة بالمائة، أرجو ألا تتأخري أبدًا، وقدمي نفسك لمرافق العلاج النفسي، وهي الحمد لله تعالى متوفرة جدًّا في المملكة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد

abomokhtar
14-09-2012, 08:05 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

مشكلتي بدأت بالتدريج، وهي كأنني أضع الأضواء على شخص معين، وتكون كل حواسي وتفكيري معه، وتصيبني حركاته بتوتر شديد، حتى أقوم من المكان الذي هو فيه، وإذا قمت لا تنتهي معاناتي، بل تبدأ معاناة أخرى، وأبدأ بسؤال نفسي، لم فعل هذه الحركة؟ ولم وضع يده هكذا؟ حتى تأتيني رغبة في البكاء، أو توبيخ الشخص.

ومشكلتي أيضا: أنني حتى لو جلست في مكان لا أكون أراهم فيه، فإن كل تركيزي يكون معهم، فأسمع أصواتهم، وأقول في داخلي لقد وضع يده هكذا، وأيضا إذا جلست تجدني أنزل رأسي حتى لا أرى حركاتهم، ولا أستطيع أن أجلس بجانبهم، وأحاول أن أجلس في مكان لا أراهم فيه.

والمشكلة الأكبر: أن ذلك لا يحدث معي إلا مع أخي وأختي، أي أن المعاناة تتكرر كل يوم!

أصبحت لا أرغب في الخروج من المنزل، لأنني سأكون معهم، ولن أستطيع الهروب منهم، وأصبحت نادرا ما أتجاذب أطراف الحديث معهم، ﻷنني لا أستطيع أن أتحمل حركاتهم.

ولقد قمت باستشارة طبيب في التويتر، وقال: يبدو لي أن هذا وسواس، ولقد حاولت كثيرا أن أذهب إلى طبيب مختص، ولكني للأسف لم أستطع، ولقد بحثت في الإنترنت عن علاج الوسواس، فوجدت الكثير يمتدح السيروكسات أو الزيروكسات، لا أعرف اسمها تماما، فما رأيك يا دكتور؟؟

هل أستطيع أن أصرف لنفسي الدواء نظرا لأنني لا أستطيع الذهاب لطبيب مختص، ولا أرغب أن أعيش بقية حياتي هكذا؟

وبماذا تنصحني؟ وما هي الجرعة التي يجب علي تناولها؟ وهل سأستمر بالعلاج طويلا؟ ؛ أم أنك تظن بأني لا أحتاج للدواء؟

وجزاكم الله خير الجزاء، وأسكنكم فسيح جناته، وفرج عليكم في الدنيا والآخرة.




الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفيات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنا أتفق مع الأخ الطبيب الذي ذكر لك أن الذي ينتابك يبدو بأن هذه الحالة هي حالة وسواسية، بالفعل هذا النمط من السلوك، والتهيؤات، والروابط التي ذكرتها – أي الروابط النفسية للحدث – تشير أن كل الذي تعانين منه هو حقيقة نوع من الوساوس القهرية، وأفضل شيء للتعامل مع الوساوس هو من خلال التحقير، أن يحقره الإنسان، وأن يرفضه تمامًا، أو أن يتجاهله، وأن يصرف انتباه عنه من خلال ممارسة أخرى بنشاط آخر، أو تغيير حبل التفكير، فهذا سيؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، وتبدأ الوساوس في الضعف، وتنتهي تمامًا - إن شاء الله تعالى -.

لا تمتنعي عن الخروج مع إخوتك، فهذا فيه نوع من التثبيت للوساوس، بل اخرجي معهم، وقولي لنفسك: (إن كانت أتتني هذه الروابط الوسواسية في السابق، فليس من الضروري أن تأتيني هذه المرة)، وهذا مهم جدًّا، هنا تكوني قد خففت وطأة وفعالية الروابط الوسواسية.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أن عقار بروزاك هو الأفضل والأسلم لمثل هذه الحالات، والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة – أي عشرين مليجرامًا – يتم تناولها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف من الدواء.

هنالك إشكالية بسيطة، وهي أن عمرك ليس واضحًا، نحن لا ننصحك باستعمال البروزاك قبل سن العشرين، وإن أراد الإنسان أن يستعمله، يجب أن يكون تحت الإشراف الطبي المباشر.

أود أن أنصحك أيضًا بتطبيق تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة كبيرة جدًّا لتخفيف حدة القلق، خاصة حين يكون مرتبطًا بالوساوس، حتى تتمكنين من تطبيق تمارين الاسترخاء بصورة جيدة: إسلام ويب لديها تحت رقم 2136015 (http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2136015) ، فأرجو أن تقرئيها، وتطلعي على محتوياتها، وتحاولين تطبيقها بدقة، وسوف تجدين فيها نفعا كبيرا جدًّا بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على ثقتك في إسلام وتواصلك مع هذا الموقع.

abomokhtar
14-09-2012, 08:08 PM
السؤال
قبل ثلاث سنين يأتيني خفقان فجأة, وخوف, وضيقة صدر, ولا أستطيع النوم, أتقلب على الفراش 7 ساعات, بعدها أنام ساعتين, مع ملل فظيع, جاءتني بعد ترك الدراسة, ولم أستطع الزواج, فهل هي أعراض اكتئاب؟ رغم أني محافظة على الصلاة في أوقاتها.

وشكرا لكم.



الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن رسالتك مختصرة جدًّا، ومن خلال ما ذكر فيها أستطيع أن أقول لك إنه ربما تكون لك صفات وسمات ما يعرف بقلق الاكتئاب, أو الاكتئاب القلقي, أو القلق الاكتئابي، بمعنى أنه لديك أعراض قلق, ولديك أعراض اكتئابية بسيطة.

أود أن أنبهك لحقيقة هامة جدًّا وهي أن محافظتك على الصلاة شيء عظيم، وأرجو ألا يوسوس لك الشيطان, ويُدخل في عقلك ووجدانك فكرة لماذا أنت هكذا بالرغم من محافظتك على الصلاة؟ الإجابة بسيطة جدًّا, وهو أن هذه الحالات النفسية البسيطة -وغيرها- يُصاب بها البر والفاجر، المسلم والكافر، الغني والفقير –وهكذا– لكن قطعًا المسلم يتقبل الابتلاء بصورة أفضل، وهذا يقوي من دفاعاته النفسية، وأنت -إن شاء الله تعالى– تسيرين على هذا الطريق، فلا يوجد أي تناقض ما بين وجود الأعراض والالتزام بالدين، فالإنسان هو إنسان في نهاية الأمر، وإن كانت هنالك فوارق أشرنا إليها.

أنا أريدك أن تذهبي وتقابلي الطبيب الباطني –مثلاً– أو طبيبة الأسرة، وذلك لأن تقومي بإجراء فحوصات بسيطة جدًّا، تتأكدي من مستوى الدم –أي من قوة الهيموجلوبين– لديك حتى نتأكد من أنك لا تعانين من فقر في الدم، تأكدي من مستوى السكر، هنالك فحص معين يسمى وظائف الغدة الدرقية، لا بد أيضًا أن نتأكد من ذلك، لأن زيادة إفراز الغدة الدرقية أحيانًا يؤدي إلى القلق, والتوتر, والضيقة, وتسارع ضربات القلب.

إذن القاعدة الطبية الصحيحة والجيدة هي أن نبدأ بإجراء فحص عام، وهذا بسيط جدًّا، وإن شاء الله تعالى النتائج تكون مطمئنة تمامًا.

أنا أميل كثيرًا للجانب النفسي كما ذكرت لك، لكن سيكون من الأصلح والأفضل أن نبدأ هذه البداية الطبية.

بعد أن يتم التأكد من كل ما يتعلق بصحتك الجسدية، بعد ذلك ننتقل للجانب النفسي وهو واضح جدًّا بالنسبة لي، وهذا يعالج من خلال ما نسميه بالتفكير الإيجابي، فيجب ألا تنغمسي في الأفكار السلبية، أمامك -إن شاء الله تعالى– فرص طيبة في الحياة، الحياة طيبة وجميلة، وأنت صغيرة في السن، وإن شاء الله تعالى من خلال التفكير فيما هو طيب وإيجابي ينتقل الفكر السلبي ليتحول إلى فكر إيجابي، وساعدي نفسك من خلال الإكثار من التواصل الاجتماعي المفيد، المشاركة فيما يخص الأسرة، الالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم، الصحبة الطيبة الصالحة المفيدة... هذه هي الأسس التي يغير الإنسان من خلالها نمط الحياة، وحين يتغير نمط الحياة يحس الإنسان براحة نفسية.

الجانب الآخر هو: أعتقد أنك في حاجة إلى علاج دوائي. إن استطعت أن تقابلي الطبيب النفسي هذا جيد، وإن لم تستطيعي فهنالك أدوية ممتازة جدًّا تحسن المزاج بشكل واضح، وكذلك تحسن النوم، من هذه الأدوية يوجد دواء يعرف تجاريًا باسم (ريمارون) واسمه العلمي هو (ميرتازبين) هذا الدواء مفيد وجيد، يزيل القلق والاكتئاب، ويحسن النوم، والجرعة المطلوبة في حالتك هي نصف حبة فقط -أي خمسة عشر مليجراما، لأن الحبة تحتوي على ثلاثين مليجرامًا- يتم تناول هذه الجرعة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يتم التوقف من تناول هذا الدواء.

وبجانب الريمارون هنالك دواء آخر بسيط جدًّا (مساعد) يعرف باسم (إندرال) واسمه العلمي (بروبرالانول) أعتقد أن تناوله بجرعة عشرة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم بجرعة عشرة مليجراما –أي حبة واحدة– يوميًا لمدة شهر آخر سيكون أيضًا أمرًا جيدًا ومفيدًا. هذه الأدوية بسيطة وجميلة وممتازة جدًّا.

حسني صحتك النومية أيضًا من خلال تجنب النوم النهارين، والحرص على أذكار النوم، وتثبيت وقت النوم ليلاً، وتجنب شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة والبيبسي والكولا، وذلك بالطبع في فترة المساء.

تطبيق تمارين الاسترخاء أيضًا سوف يفيدك جدًّا، وفي هذا السياق ارجعي لاستشارة تحت رقم (2136015 (http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2136015)) وطبقي ما ورد فيها من إرشادات بسيطة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مريم السباعى.
17-09-2012, 10:16 PM
بجد حلوة كتير المشكلات دى وحلولها خصوصا انى فىيا اشياء بعانى منها تتفق مع بعض المشكلات الواردة جزاكم الله كل خير