ابو الفاروق
15-09-2012, 12:25 PM
منذ سنوات كان غضبى وحماسي يأخذني إلي الشارع أنا وغيري للتظاهر والتنديد والترويج لمقاطعات اقتصادية لمنتجات الدول التي يسيء شعبها أو حكومتها , لكتاب الله أو لرسول الله , وهذا كان أقصي ما في وسعي ووسع كل مسلم يعيش علي أرض مصر في ظل نظام كان يقمع الهواء الطلق , وكنا دائماً ما ننتظر ردة الفعل الرسمية التي سيكون لها الصدى والتأثير الأكبر على الردع والحد من تلك الإهانات مدعومة بتأييد شعبي , إلا أننا ودائماً أيضا ما كنا نصاب بخيبة أمل وبإحباط شديدين , نتيجة لتوجيه الردع لعزتنا وكرامتنا كمسلمين والحد من غضبتنا لله ولرسوله , بالاعتذار لتلك الدول عما بدر من القلة المندسة في حقها .
حالة من الاستياء والضيق الشديد تسيطر على الشارع المصري والعالم الإسلامي بوجه عام , عقب نشر مجموعة من المقاطع على موقع التواصل الاجتماعي "اليوتيوب" من فيلم يسيء للرسول , صل الله عليه وسلم , جدير بالذكر أن هناك مجموعة من " أقباط المهجر " قد تبنت إنتاج وتصوير هذا الفيلم وعرضه في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية .
بالطبع لكي يستطيع الإنسان الحكم على الأشياء فلابد له من التعامل معها كي يكون الحكم منطقي وموضوعي , والتعامل هنا سيكون بالمشاهدة والاستماع لهذا الفيلم , وبالفعل قمت بمشاهدة بعض من هذه المقاطع , وعندما أردت الحكم عليها وجدت الأمر من الصعوبة البالغة أن أحكم بمنطق وبموضوعية على " اللامنطق - واللاموضوعي , لأنني بذلك سأضفي عليه نوعاً من المنطق , واكتشفت أنني لم أشاهد أو أستمع لشيء فالحقيقة أن هذا الفيلم وما يحتويه هو والعدم سواء .
أما في حال وصفه فحدث ولا حرج , فهو "كوكتيل" من الاستفزازات مضاف إليها بعض القطع من التفاهات , ونصف كوب من سائل لزج يسمي الغباء , مقدماً في كأس عنوانه الفتنه , صنع في سلسلة محلات "الشيف شيطان " .
بأبي أنت وأمي يا رسول الله , كلي وما املك فداء لله ولرسول الله صلّ الله عليه وسلم , كي لا يُفهم ضمنياً من كلماتي أنني لم أغضب مما يحدث , فغضب المسلم لا يكون إلا لله ولرسوله , وكيف لا أغضب وهناك من هم شركاء لنا في الوطن وقد شاطرونا مشاعرنا وغضبوا وهم لا يدينون بالإسلام , ويكفيني منهم تلك الروح الوطنية حتى لو كانت شكلية.
ولكن كم من مرة تم فيها إهانة رسولنا الكريم بل وإهانة كتاب الله المقدم على الرسول صلّ الله عليه وسلم ؟
منذ سنوات كان غضبى وحماسي يأخذني إلي الشارع أنا وغيري للتظاهر والتنديد والترويج لمقاطعات اقتصادية لمنتجات الدول التي يسيء شعبها أو حكومتها , لكتاب الله أو لرسول الله , وهذا كان أقصي ما في وسعي ووسع كل مسلم يعيش علي أرض مصر في ظل نظام كان يقمع الهواء الطلق , وكنا دائماً ما ننتظر ردة الفعل الرسمية التي سيكون لها الصدى والتأثير الأكبر على الردع والحد من تلك الإهانات مدعومة بتأييد شعبي , إلا أننا ودائماً أيضا ما كنا نصاب بخيبة أمل وبإحباط شديدين , نتيجة لتوجيه الردع لعزتنا وكرامتنا كمسلمين والحد من غضبتنا لله ولرسوله , بالاعتذار لتلك الدول عما بدر من القلة المندسة في حقها
الآن تبدلت الأحوال وأختلف الزمان وتغير النظام وكم أطمع وأتمني أن أضم السياسيات في سلة المتغيرات السابقة , ولا أود أن أصاب بالغثيان بسبب تفلسف بعض "السياسفسطائيون" وتقديمهم لبعض التبريرات من نوعية أن هذه الدول لا يوجد بها سقف للحريات وأن من قام بهذه المهاترات أفراد لا حكومات أو أننا أكبر من أن نرد عليها أو سنرفع دعوى قضائية .. الخ من مبررات ومنومات لن تكون مقبولة خاصة لو خرجت من أفواه حاملي شعار الإسلام هو الحل وتطبيق شرع الله في الأرض أو من غيرهم من " المتأمريكين".
فنحن لا نبغي حرب وقتال ولا نسعى إليهم ولا نروج لاعتداءات على جماد أو أعلام وأفراد داخل سفارات , كي لا نهديهم ما يسعون إليه على طبق من فضه , فالأخر يتهمني بالإرهاب وأنا أؤكد اتهامه بهذه الأفعال الغير مجدية , فالجدران سيتم إصلاحها والأعلام سيتم رفعها بأيادي وأموال مصرية , وسينتهي بنا الحال لا محال بتقديم اعتذار رسمي .
إن كانت هذه البلدان لا سقف لحرية مواطنيها فلهم حريتهم في بلدانهم لا دخل لنا فيها , ونحن لنا المثل حرية في بلدنا , وان كانت الإساءة أتت من أفراد لا حكومات فهي قد وجهت إلي أشرف خلق الله على الأرض الأعظم والأطهر من كل البلدان والحكومات , وهذا بالنسبة لنا يتطلب الاعتذار الرسمي من حكومات تلك الدول عما بدر من القلة التي أساءت في حق رسولنا , كما نحن نعتذر عن الإساءة لإهانة الجدران والأعلام , وبسماحة الإسلام وعما تعلمنا من سنة رسول السلام سنسامح وسنأخذ في الاعتبار أن ما حدث ما هو إلا موقف فردي لا يعبر عن شعب بأكمله وعلي ألا يتكرر مرة أخري وإن تكرر فعلى تلك الدول اتخاذ موقف قانوني حيال هذه القلة .
هذه ليست أضغاث أحلام أو أوهام وإنما واقعاً سهل المنال , فالأمر بسيط ولا يتطلب سوي استدعاء رسمي وسريع قبل تفاقم الأمر, لسفراء تلك الدول وتوجيه اللوم الواضح والصريح لهم في خطاب رسمي مكتوب , وطلب الرد أيضا بشكل رسمي من حكومات بلدانهم , فطلب الاعتذار وانتظاره بلا شك أفضل من تقديمه , وان عادوا عدنا , فإن لم يستجيبوا نستكمل باقي الخطوات الرسمية والتصعيد لأعلى المستويات حتى طرد السفير وقطع العلاقات , فمن ذا الذي يغضب وينتصر لله ولرسوله ولا ينصره الله , وملايين بل ومليارات تسانده وتناصره .
لن احكم على أحد الآن , ولا أريد أن أكون في صفوف المتربصين , بل سأنتظر وكلي ثقة , في أنني لن أصاب بخيبة أمل وإحباط أو بالغثيان , أرجوكم لا تخذلونا وكونوا أداة لنصرنا لا لذبحنا.
http://tahrir2day.com/2011-05-09-11-48-39/2011-08-10-09-21-47/328-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A1/8836-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AE%D8%B0%D9%84%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85.html
لا تخذلونا ..!!
بقلم محمد الفاروق
اراء وكتاب
حالة من الاستياء والضيق الشديد تسيطر على الشارع المصري والعالم الإسلامي بوجه عام , عقب نشر مجموعة من المقاطع على موقع التواصل الاجتماعي "اليوتيوب" من فيلم يسيء للرسول , صل الله عليه وسلم , جدير بالذكر أن هناك مجموعة من " أقباط المهجر " قد تبنت إنتاج وتصوير هذا الفيلم وعرضه في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية .
بالطبع لكي يستطيع الإنسان الحكم على الأشياء فلابد له من التعامل معها كي يكون الحكم منطقي وموضوعي , والتعامل هنا سيكون بالمشاهدة والاستماع لهذا الفيلم , وبالفعل قمت بمشاهدة بعض من هذه المقاطع , وعندما أردت الحكم عليها وجدت الأمر من الصعوبة البالغة أن أحكم بمنطق وبموضوعية على " اللامنطق - واللاموضوعي , لأنني بذلك سأضفي عليه نوعاً من المنطق , واكتشفت أنني لم أشاهد أو أستمع لشيء فالحقيقة أن هذا الفيلم وما يحتويه هو والعدم سواء .
أما في حال وصفه فحدث ولا حرج , فهو "كوكتيل" من الاستفزازات مضاف إليها بعض القطع من التفاهات , ونصف كوب من سائل لزج يسمي الغباء , مقدماً في كأس عنوانه الفتنه , صنع في سلسلة محلات "الشيف شيطان " .
بأبي أنت وأمي يا رسول الله , كلي وما املك فداء لله ولرسول الله صلّ الله عليه وسلم , كي لا يُفهم ضمنياً من كلماتي أنني لم أغضب مما يحدث , فغضب المسلم لا يكون إلا لله ولرسوله , وكيف لا أغضب وهناك من هم شركاء لنا في الوطن وقد شاطرونا مشاعرنا وغضبوا وهم لا يدينون بالإسلام , ويكفيني منهم تلك الروح الوطنية حتى لو كانت شكلية.
ولكن كم من مرة تم فيها إهانة رسولنا الكريم بل وإهانة كتاب الله المقدم على الرسول صلّ الله عليه وسلم ؟
منذ سنوات كان غضبى وحماسي يأخذني إلي الشارع أنا وغيري للتظاهر والتنديد والترويج لمقاطعات اقتصادية لمنتجات الدول التي يسيء شعبها أو حكومتها , لكتاب الله أو لرسول الله , وهذا كان أقصي ما في وسعي ووسع كل مسلم يعيش علي أرض مصر في ظل نظام كان يقمع الهواء الطلق , وكنا دائماً ما ننتظر ردة الفعل الرسمية التي سيكون لها الصدى والتأثير الأكبر على الردع والحد من تلك الإهانات مدعومة بتأييد شعبي , إلا أننا ودائماً أيضا ما كنا نصاب بخيبة أمل وبإحباط شديدين , نتيجة لتوجيه الردع لعزتنا وكرامتنا كمسلمين والحد من غضبتنا لله ولرسوله , بالاعتذار لتلك الدول عما بدر من القلة المندسة في حقها
الآن تبدلت الأحوال وأختلف الزمان وتغير النظام وكم أطمع وأتمني أن أضم السياسيات في سلة المتغيرات السابقة , ولا أود أن أصاب بالغثيان بسبب تفلسف بعض "السياسفسطائيون" وتقديمهم لبعض التبريرات من نوعية أن هذه الدول لا يوجد بها سقف للحريات وأن من قام بهذه المهاترات أفراد لا حكومات أو أننا أكبر من أن نرد عليها أو سنرفع دعوى قضائية .. الخ من مبررات ومنومات لن تكون مقبولة خاصة لو خرجت من أفواه حاملي شعار الإسلام هو الحل وتطبيق شرع الله في الأرض أو من غيرهم من " المتأمريكين".
فنحن لا نبغي حرب وقتال ولا نسعى إليهم ولا نروج لاعتداءات على جماد أو أعلام وأفراد داخل سفارات , كي لا نهديهم ما يسعون إليه على طبق من فضه , فالأخر يتهمني بالإرهاب وأنا أؤكد اتهامه بهذه الأفعال الغير مجدية , فالجدران سيتم إصلاحها والأعلام سيتم رفعها بأيادي وأموال مصرية , وسينتهي بنا الحال لا محال بتقديم اعتذار رسمي .
إن كانت هذه البلدان لا سقف لحرية مواطنيها فلهم حريتهم في بلدانهم لا دخل لنا فيها , ونحن لنا المثل حرية في بلدنا , وان كانت الإساءة أتت من أفراد لا حكومات فهي قد وجهت إلي أشرف خلق الله على الأرض الأعظم والأطهر من كل البلدان والحكومات , وهذا بالنسبة لنا يتطلب الاعتذار الرسمي من حكومات تلك الدول عما بدر من القلة التي أساءت في حق رسولنا , كما نحن نعتذر عن الإساءة لإهانة الجدران والأعلام , وبسماحة الإسلام وعما تعلمنا من سنة رسول السلام سنسامح وسنأخذ في الاعتبار أن ما حدث ما هو إلا موقف فردي لا يعبر عن شعب بأكمله وعلي ألا يتكرر مرة أخري وإن تكرر فعلى تلك الدول اتخاذ موقف قانوني حيال هذه القلة .
هذه ليست أضغاث أحلام أو أوهام وإنما واقعاً سهل المنال , فالأمر بسيط ولا يتطلب سوي استدعاء رسمي وسريع قبل تفاقم الأمر, لسفراء تلك الدول وتوجيه اللوم الواضح والصريح لهم في خطاب رسمي مكتوب , وطلب الرد أيضا بشكل رسمي من حكومات بلدانهم , فطلب الاعتذار وانتظاره بلا شك أفضل من تقديمه , وان عادوا عدنا , فإن لم يستجيبوا نستكمل باقي الخطوات الرسمية والتصعيد لأعلى المستويات حتى طرد السفير وقطع العلاقات , فمن ذا الذي يغضب وينتصر لله ولرسوله ولا ينصره الله , وملايين بل ومليارات تسانده وتناصره .
لن احكم على أحد الآن , ولا أريد أن أكون في صفوف المتربصين , بل سأنتظر وكلي ثقة , في أنني لن أصاب بخيبة أمل وإحباط أو بالغثيان , أرجوكم لا تخذلونا وكونوا أداة لنصرنا لا لذبحنا.
http://tahrir2day.com/2011-05-09-11-48-39/2011-08-10-09-21-47/328-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A1/8836-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AE%D8%B0%D9%84%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85.html
لا تخذلونا ..!!
بقلم محمد الفاروق
اراء وكتاب