aymaan noor
16-09-2012, 12:09 AM
أين الدولة الجديدة وخطط الإدارة الرشيدة ؟
بقلم: سكينة فؤاد
لمصلحة من أن تشتعل مصر, وأن يكتمل انهيار اقتصادها وأن ينقسم أبناؤها ويتحولوا إلي جماعات تأكل بعضها, وأن تتجدد العداوة بين الشعب وشرطته؟.
من يصب الزيت علي النار من يسارع إلي تحويل الغضب من الأجتراء علي مقام سيد الخلق إلي نار تريد أن تحرق كل شيء في مصر بدلا من أن يظل غضب ومواجهات تليق وتعبر عن سمو الإسلام وقيمه الأصيلة وحضارته ومفاهيمه الانسانية والأخلاقية التي مازلنا عاجزين عن تقديمها للعالم والارتفاع إلي قدرها.
ولكن هل الأمر يتوقف علي تحويل الغضب المشروع إلي خناجر في صدرونا؟! في رأيي أن الأمر يتجاوز إلي ماهو أخطر.. وبداية أين القيادات والحكماء الذين يرشدون ويصححون بوصلة غضب الشباب ويوقفون مخططات استنفاد طاقاتهم في مالا جدوي وعائد حق منه وبما لا يسمح لكارهين في الداخل والخارج بتحويلهم إلي وقود للنيران والحرائق التي فشلت الثورات المضادة في استكمال تحقيق أهدافها, تلك الحرائق وحلقات الدم التي منذ انطلاق الثورات العربية ـ وأتوقف بالتحديد أمام الحالة المصرية ـ فالقتال والاشتباكات في ميدان التحرير والكر والفر عادت تجدد أحداث الأيام التي عاشتها مصر بلا قيادة أو بقيادة الثورة المضادة واختلاط الثوار الحقيقيين بميليشيات البلطجة التي توالي فيما بعد اكتشاف كيف كانت من إعداد وتجهيز وتمويل عملاء النظام البائد, وبين ما نشر من عجائب ومدهشات حول أحد كبراء تنظيمات البلطجة, الذي قبض عليه أخيرا ـ إنه كان يقود عصابات من نحو200.000 بلطجي بعضهم كان يتقاضي شهريا عشرة آلاف جنيه من المؤكد من أموال مصر المنهوبة التي لم نتمكن من الاقتراب منها حتي الآن بالإضافة إلي أن من صنعوا هذه الخميرة الجديدة للفتنة ما كانوا يحلمون بنتائج أسوأ مما جلبه مردود العنف وحرائق الغضب. وهل نسينا أنه بعمق التاريخ ارتكبت جرائم التطاول من الحاقدين وازدادت دائما مع تنامي إشراقات الرسالة وتزايد أعداد المؤمنين ـ هل نسينا ملايين الصفحات التي سودت بالأكاذيب والأدعاءات وكلما ازدادت العداوات شراسة ازداد الإسلام إشراقا وانتشارا.
إذا كان مائة يهودي دفعوا5 ملايين دولار ليكذبوا ويتطاولوا علي الإسلام ورسوله الكريم. فالسؤال ماذا دفع وماذا فعل بعض أبنائه وقد صعدوا إلي مقاعد الحكم ليقدموا صورته وحضارته واستنارته هذا إذا كانوا في الأصل يؤمنون أنه حضارة واستنارة وماذا يجب أن يفعلوا ليوقفوا الإساءات التي يلحقها بعض ابنائه به! المشهد الموجع والمؤسف يؤكد أنه كما يحتاج الإسلام الحماية من بعض أبنائه تحتاج مصر الحماية من بعض أبنائها!
كشفت الأزمة عن ماقصرنا فيه جميعا وفي المقدمة منا مؤسسة الأزهر المحترمة وخطاب ديني لا يكف الكثير منه عن الصراخ ليلا ونهارا بينما معطيات الواقع تقول إنه بعيد تماما عن ترشيد واستثمار ما لدي الشباب من طاقات عاطفية عظيمة ناحية دينهم ورسولهم ـ فإذا كانت الأز مة استغلتها الثورة المضادة لتطلق حلقة جديدة من حلقات جرائمها ضد هذا الوطن فما أكثر الشباب الذين غضبوا عن مشاعر حقيقية تستحق الاحترام والحماية من ضربهم بالخرطوش ونرجو ألا يكون بالرصاص الحي وألا تكون الفتنة استعادة الكراهية والمرارة وكل ما ترتب علي سياسات القمع الأمنية التي عاش تحتها المصريون أكثر من ثلاثين عاما!
ميليشيات الأحداث والصبية الصغار من رماة الأحجار والمولوتوف والذين قال المستشار زكريا عبدالعزيز أنه شاهدهم بعينه يملأون محيط السفارة الأمريكية ماذا يعرف عن الإسلام هؤلاء الصبية التعساء من مخرجات العشوائيات وأهم استثمارات الفقر والمرض والتخلف!
للأسف هذا الجنون الذي دار لثلاثة أيام حتي الآن في ميدان التحرير ومحيط السفارة يعلن أن مصر مازالت بلا قيادة تستطيع أن تمسك بزمام الأمور وأن الثورة المضادة مازالت قادرة علي إدارة حلقة جديدة من حلقات التآمر والدم وأن من يطلقون عليهم الدولة العميقة مازالوا يحكمون مصر. ولماذا لا يحكمون ولم يصدر حتي الآن حكم بإدانة مسئول واحد عن جريمة من جرائم القتل وإهدار دم الثوار وآخر المفرج عنهم من قيل إنه المسئول عن إخفاء وتدمير جميع الأدلة الجنائية وليتأكد أن لدينا وأظن أنها المرة الأولي في التاريخ مقتولا بلا قاتل, إلا إذا صدقنا الطرف الثالث أو الخفي الذي نجحوا أيضا في إخفاء كل أثر له!
المشهد يؤكد أنه مازالت هناك قوي كامنة من دولة الفساد والاستبداد قادرة علي تحويل كل حدث أو أزمة تحدث إلي حرائق وحروب أهلية تحقق مالم تستطع تحقيقه بجمع حلقات الثورة المضادة السابقة, كذلك يؤكد المشهد كما أنه مازالت دولة قديمة لم تمس أو تضار أو تحاسب أو يسترد جنيها واحدا من نهبها العظيم تعمل باصرار علي استعادة وجودها ونفوذها أيضا لا توجد دولة جديدة تواجه ميراث الفساد مواجهة علمية ووطنية وشعبية وتملك مشروعا سياسيا يلتف حوله الشباب ويثق به ويعمل من أجل تحقيقه الملايين المنهكة بهذا الميراث! ولا يبرر أحد ما يحدث بمشروعية الغضب الذي يجتاح الكثير من الدول الإسلامية. ومن الذي لا يغضب وهل قصر في الغضب الموقف التركي المحترم الذي أدان الفيلم الجريمة وأدان الشطط وقتل الأبرياء ومع ذلك فلا تنسي الولايات المتحدة المبجلة في غضبها علي قتل أربعة من أبنائها حجم مخزون الغضب لقتل مئات الآلاف من الأبرياء من العرب والمسلمين الذين كانت المسئولة الأولي عن قتلهم, ومع ذلك أيضا علمنا ديننا الحنيف ألا تزر وازرة وزر أخري.
لقد بحثت وسط الخرائب التي ترتبت علي فتنة الفيلم السافل عن أدوار لمؤسساتنا الفاعلة في الخارج.. هل لسفاراتنا الموقرة والمنتشرة في أغلب دول العالم أنشطة ومسئوليات ثقافية؟ هل لوزارة الثقافة امتدادات وأذرع تقوم بمهمات ثقافية في الخارج تنضم إلي المهمات الجليلة التي تقوم بها معارض آثارنا الفرعونية؟ أيضا لدينا هيئة الاستعلامات لعلها توضح لنا ما خفي علينا من انجازات في تصحيح الصور الذهنية المغلوطة التي لم يتوقف أبدا صناعها, وأين سياساتها لاختراق الأوكار الصهيونية وسائر الأوكار المعادية والمتخصصة في صناعة الأكاذيب والفتن ونشر كل ما يدعم ويهئ المشروع الصهيوني للشرق الأوسط, وللأسف فشلت تيارات الإسلام السياسي في إدارة الأزمة حضاريا وثقافيا وسياسيا وداخليا وخارجيا.
ويا سيدي ياسيد الخلق.. من ذا الذي يستطيع أن يطاول القامة والقيمة وكان أولي بأمتك أن تكون النموذج والمثال الذي يعلم الدنيا ويخرس جميع المتنطعين والمتآمرين والسفلة ولكننا مشغولون ومتصارعون بتوافه الأمور.
>> فرض الحديث نفسه علي قلمي, فقد كنت أعد للكتابة عن قضايا الأمن الغذائي والحيوي والصحي, والتي تناولتها لسنوات طويلة قبل الثورة.. وكنت بالتحديد أعد للكتابة عن صفقة العجول المريضة! وفي متابعة ما يحدث لا أظن أن هذه الصفقة تختلف كثيرا عن صفقات وممارسات العقول والنفوس المريضة.. ولنا عودة بمشيئة الله.
بقلم: سكينة فؤاد
لمصلحة من أن تشتعل مصر, وأن يكتمل انهيار اقتصادها وأن ينقسم أبناؤها ويتحولوا إلي جماعات تأكل بعضها, وأن تتجدد العداوة بين الشعب وشرطته؟.
من يصب الزيت علي النار من يسارع إلي تحويل الغضب من الأجتراء علي مقام سيد الخلق إلي نار تريد أن تحرق كل شيء في مصر بدلا من أن يظل غضب ومواجهات تليق وتعبر عن سمو الإسلام وقيمه الأصيلة وحضارته ومفاهيمه الانسانية والأخلاقية التي مازلنا عاجزين عن تقديمها للعالم والارتفاع إلي قدرها.
ولكن هل الأمر يتوقف علي تحويل الغضب المشروع إلي خناجر في صدرونا؟! في رأيي أن الأمر يتجاوز إلي ماهو أخطر.. وبداية أين القيادات والحكماء الذين يرشدون ويصححون بوصلة غضب الشباب ويوقفون مخططات استنفاد طاقاتهم في مالا جدوي وعائد حق منه وبما لا يسمح لكارهين في الداخل والخارج بتحويلهم إلي وقود للنيران والحرائق التي فشلت الثورات المضادة في استكمال تحقيق أهدافها, تلك الحرائق وحلقات الدم التي منذ انطلاق الثورات العربية ـ وأتوقف بالتحديد أمام الحالة المصرية ـ فالقتال والاشتباكات في ميدان التحرير والكر والفر عادت تجدد أحداث الأيام التي عاشتها مصر بلا قيادة أو بقيادة الثورة المضادة واختلاط الثوار الحقيقيين بميليشيات البلطجة التي توالي فيما بعد اكتشاف كيف كانت من إعداد وتجهيز وتمويل عملاء النظام البائد, وبين ما نشر من عجائب ومدهشات حول أحد كبراء تنظيمات البلطجة, الذي قبض عليه أخيرا ـ إنه كان يقود عصابات من نحو200.000 بلطجي بعضهم كان يتقاضي شهريا عشرة آلاف جنيه من المؤكد من أموال مصر المنهوبة التي لم نتمكن من الاقتراب منها حتي الآن بالإضافة إلي أن من صنعوا هذه الخميرة الجديدة للفتنة ما كانوا يحلمون بنتائج أسوأ مما جلبه مردود العنف وحرائق الغضب. وهل نسينا أنه بعمق التاريخ ارتكبت جرائم التطاول من الحاقدين وازدادت دائما مع تنامي إشراقات الرسالة وتزايد أعداد المؤمنين ـ هل نسينا ملايين الصفحات التي سودت بالأكاذيب والأدعاءات وكلما ازدادت العداوات شراسة ازداد الإسلام إشراقا وانتشارا.
إذا كان مائة يهودي دفعوا5 ملايين دولار ليكذبوا ويتطاولوا علي الإسلام ورسوله الكريم. فالسؤال ماذا دفع وماذا فعل بعض أبنائه وقد صعدوا إلي مقاعد الحكم ليقدموا صورته وحضارته واستنارته هذا إذا كانوا في الأصل يؤمنون أنه حضارة واستنارة وماذا يجب أن يفعلوا ليوقفوا الإساءات التي يلحقها بعض ابنائه به! المشهد الموجع والمؤسف يؤكد أنه كما يحتاج الإسلام الحماية من بعض أبنائه تحتاج مصر الحماية من بعض أبنائها!
كشفت الأزمة عن ماقصرنا فيه جميعا وفي المقدمة منا مؤسسة الأزهر المحترمة وخطاب ديني لا يكف الكثير منه عن الصراخ ليلا ونهارا بينما معطيات الواقع تقول إنه بعيد تماما عن ترشيد واستثمار ما لدي الشباب من طاقات عاطفية عظيمة ناحية دينهم ورسولهم ـ فإذا كانت الأز مة استغلتها الثورة المضادة لتطلق حلقة جديدة من حلقات جرائمها ضد هذا الوطن فما أكثر الشباب الذين غضبوا عن مشاعر حقيقية تستحق الاحترام والحماية من ضربهم بالخرطوش ونرجو ألا يكون بالرصاص الحي وألا تكون الفتنة استعادة الكراهية والمرارة وكل ما ترتب علي سياسات القمع الأمنية التي عاش تحتها المصريون أكثر من ثلاثين عاما!
ميليشيات الأحداث والصبية الصغار من رماة الأحجار والمولوتوف والذين قال المستشار زكريا عبدالعزيز أنه شاهدهم بعينه يملأون محيط السفارة الأمريكية ماذا يعرف عن الإسلام هؤلاء الصبية التعساء من مخرجات العشوائيات وأهم استثمارات الفقر والمرض والتخلف!
للأسف هذا الجنون الذي دار لثلاثة أيام حتي الآن في ميدان التحرير ومحيط السفارة يعلن أن مصر مازالت بلا قيادة تستطيع أن تمسك بزمام الأمور وأن الثورة المضادة مازالت قادرة علي إدارة حلقة جديدة من حلقات التآمر والدم وأن من يطلقون عليهم الدولة العميقة مازالوا يحكمون مصر. ولماذا لا يحكمون ولم يصدر حتي الآن حكم بإدانة مسئول واحد عن جريمة من جرائم القتل وإهدار دم الثوار وآخر المفرج عنهم من قيل إنه المسئول عن إخفاء وتدمير جميع الأدلة الجنائية وليتأكد أن لدينا وأظن أنها المرة الأولي في التاريخ مقتولا بلا قاتل, إلا إذا صدقنا الطرف الثالث أو الخفي الذي نجحوا أيضا في إخفاء كل أثر له!
المشهد يؤكد أنه مازالت هناك قوي كامنة من دولة الفساد والاستبداد قادرة علي تحويل كل حدث أو أزمة تحدث إلي حرائق وحروب أهلية تحقق مالم تستطع تحقيقه بجمع حلقات الثورة المضادة السابقة, كذلك يؤكد المشهد كما أنه مازالت دولة قديمة لم تمس أو تضار أو تحاسب أو يسترد جنيها واحدا من نهبها العظيم تعمل باصرار علي استعادة وجودها ونفوذها أيضا لا توجد دولة جديدة تواجه ميراث الفساد مواجهة علمية ووطنية وشعبية وتملك مشروعا سياسيا يلتف حوله الشباب ويثق به ويعمل من أجل تحقيقه الملايين المنهكة بهذا الميراث! ولا يبرر أحد ما يحدث بمشروعية الغضب الذي يجتاح الكثير من الدول الإسلامية. ومن الذي لا يغضب وهل قصر في الغضب الموقف التركي المحترم الذي أدان الفيلم الجريمة وأدان الشطط وقتل الأبرياء ومع ذلك فلا تنسي الولايات المتحدة المبجلة في غضبها علي قتل أربعة من أبنائها حجم مخزون الغضب لقتل مئات الآلاف من الأبرياء من العرب والمسلمين الذين كانت المسئولة الأولي عن قتلهم, ومع ذلك أيضا علمنا ديننا الحنيف ألا تزر وازرة وزر أخري.
لقد بحثت وسط الخرائب التي ترتبت علي فتنة الفيلم السافل عن أدوار لمؤسساتنا الفاعلة في الخارج.. هل لسفاراتنا الموقرة والمنتشرة في أغلب دول العالم أنشطة ومسئوليات ثقافية؟ هل لوزارة الثقافة امتدادات وأذرع تقوم بمهمات ثقافية في الخارج تنضم إلي المهمات الجليلة التي تقوم بها معارض آثارنا الفرعونية؟ أيضا لدينا هيئة الاستعلامات لعلها توضح لنا ما خفي علينا من انجازات في تصحيح الصور الذهنية المغلوطة التي لم يتوقف أبدا صناعها, وأين سياساتها لاختراق الأوكار الصهيونية وسائر الأوكار المعادية والمتخصصة في صناعة الأكاذيب والفتن ونشر كل ما يدعم ويهئ المشروع الصهيوني للشرق الأوسط, وللأسف فشلت تيارات الإسلام السياسي في إدارة الأزمة حضاريا وثقافيا وسياسيا وداخليا وخارجيا.
ويا سيدي ياسيد الخلق.. من ذا الذي يستطيع أن يطاول القامة والقيمة وكان أولي بأمتك أن تكون النموذج والمثال الذي يعلم الدنيا ويخرس جميع المتنطعين والمتآمرين والسفلة ولكننا مشغولون ومتصارعون بتوافه الأمور.
>> فرض الحديث نفسه علي قلمي, فقد كنت أعد للكتابة عن قضايا الأمن الغذائي والحيوي والصحي, والتي تناولتها لسنوات طويلة قبل الثورة.. وكنت بالتحديد أعد للكتابة عن صفقة العجول المريضة! وفي متابعة ما يحدث لا أظن أن هذه الصفقة تختلف كثيرا عن صفقات وممارسات العقول والنفوس المريضة.. ولنا عودة بمشيئة الله.