مشاهدة النسخة كاملة : ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.. إكسير الدعوة إلى الله


abomokhtar
19-09-2012, 12:42 AM
بقلم/ تراجي الجنزوري
إن الله عز وجل لم يخلق الخلق عبثاً.. ولن يتركهم سدى.. بل خلق الخلق ليعبدوه وبالإلهية يفردوه.. فخلقهم من أجل هدف حدده لهم "أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ".
وجعل الدعوة إلى الله السبيل الأعظم لإقامة هذا الدين .
والسائر في الدعوة إلى الله يجد أن: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".. إكسير الدعوة إلى الله
"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" رأس الأمر وعمود وذروة سنام الدعوة إلى الله.
"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" بها تلين القلوب وتنشرح الصدور "فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ".
"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" بها تطيب الحياة .
"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" بها يجبر الكسر ويستر العيب ويرقع الخرق.
"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" معها تنعدم المشاكل.. وينعدم دور المحاكم.
"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" عندها سنقول وداعا للركود الدعوي..ومرحبا برواجه
"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" معها يصير الصعب سهلا ً..ويتسع الضيق.. ويتيسر العسير.
إن الله وزع الأخلاق كما وزع الأرزاق
عندما تتعامل مع الناس يعاملونك على ما يريدون ويبغون هم.. لا على ما تريد وتبغي أنت.. فمنهم من إذا بششت في وجه غضب وأساء بك الظن.. ومنهم من إذا أهديته.. تجده يغتابك في المجالس.. ولا كل من أثنيت عليه وتلطفت معه يعاملك بمثلها.
فهؤلاء المنهج الرباني معهم "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"
محمد (صلى الله عليه وسلم) خير من دفع الإساءة بالإحسان
انظر إليه يوم الطائف..ودماؤه التي سالت منه ليس منكم ببعيد.. أساءوا إليه إساءة ما بعدها إساءة.. فقابلها بالحسنى..عندما جاءه جبريل يريد أن يطبق عليه الأخشبين.
فقال: إني أريد أن يخرج الله من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله .
عندنا وبيننا.. تقوم الدنيا ولا تقعد إذا لا أقول نيل من أحد الدعاة.. ولكن إذا خطأه أحد.. وبين أن رأيه في مسألة كذا جانبه فيها الصواب.. عندها تسمع في الفضائيات.. وتقرأ في المواقع ما يزكم الأنوف ويصم الآذان .
يأتي أحد الناس إلى المصطفى (صلى الله عليه وسلم) يستعين به على دية مقتول..أي أنه قتل.. فأعطاه (صلى الله عليه وسلم) شيئا.. ثم قال له : أحسنت إليك ؟.. قال : لا... لا أحسنت ولا أجملت .
فغضب الصحابة وهموا أن ينالوا منه.. فمنعهم النبي (صلى الله عليه وسلم)..ثم قام إلى منزله ودعا الأعرابي..ثم زاده شيئا من مال وجده في بيته..فقال: "أحسنت إليك؟".. فقال الأعرابي: نعم.. فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا ً.
وجعل رسول الله أصحابه يسمعون منه ما قال في الثانية.. حتى لا يبقي في صدورهم شيئا ً.
ثم بين لهم أني لو أطاعتكم حيث قال ما قال لدخل النار.. يعني: لو طردتموه لعله يرتد عن الدين فيدخل النار.
حتى مع من جاء يقتله
يأتي فضالة بن عمير يوم فتح مكة.. يطوف حول النبي.. إن وجد فرصة قتله.. فانتبه النبي إليه.. قائلا "أفضالة؟!".. قال: نعم .
قال : " ماذا كنت تحدث به نفسك ؟ ".
قال : كنت أذكر الله.
فضحك (صلى الله عليه وسلم) وقال له : " استغفر الله " ثم وضع يده على صدره..عندها قال فضالة : فذهب ماك ان بي وصار رسول الله أحب شيء إلي.
د / ناجح إبراهيم مثال حي في: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"
ولا أزكيه على الله.. فعندما كنا في سجن دمنهور.. وبعد المبادرة فتح الله علينا فتحا عظيما.
وفي تلك الفترة وفد على السجن بعض الغلاة.. وعدوا المبادرة التي فرج الله بها كرب 12000 أسرة.. وتحسنت بسببها السجون.. عدوها تراجعا ووصفوها بأوصاف تليق بهم.
ثم تطاولوا بالكلام على منظريها.. وخصوا بالذكر د / ناجح.
فما غيرت شيئا في طباعه النبيلة وأخلاقه الكريمة.. وقابل إساءتهم وبذاءتهم.. بالإحسان والحسنى.
فشفع لهم عند المسئولين في أن يتم عليهم فتح الزنازين أسوة بأخوة الجماعة.. وأن يزوروا أهلهم زيارة بطانية.. وسعى سعيا حثيثا حتى ادخل لهم في عنابرهم غسالات.. وديب فريزر.. وسخانات .
فعندها قلت: حقا ً هذه هي أخلاق الدعاة .
حيث عاملهم بالفضل لا بالعدل.. وبالإحسان لا بالميزان.. وقابل السيئة بالحسنة.
فتحولت قلوبهم وصار الشيخ من أحب الناس إليهم.. وأتذكر كم كان بكاؤهم ونحيبهم يوم أن من الله على الشيخ بالإفراج..فحزنوا حزنا جما لفراقه .
فهل لنا في هذا التوجيه الرباني والخلق النبوي "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" سبيل؟!!
أسأل الله أن يوفقنا لمراضيه ويجنبنا معاصيه



الرابط
http://www.egyptianislamicgroup.com/Public/articles/road/9/47966523.shtml

مستر محمد سلام
19-09-2012, 02:07 AM
شكرا لمشاركتكم الفعالة في قسم
حي علي الفلاح
استاذي الفاضل ابو مختار

ونتمي منكم مزيدا من العطاء

مستر مصطفى الناقه
19-09-2012, 07:03 AM
جزاكم الله خيراً

يوسف الملوانى
19-09-2012, 02:05 PM
شكرا لمشاركتكم الفعالة