الأستاذة / أم أمل
25-09-2012, 12:00 AM
قصة نزلت بسببها آية من القرآن الكريم،
فتعالوا نسمع الحكاية من بدايتها:
لمَّا جاء الحارث بن أبي ضرار الخزاعي-
وكان سيدًا على قومه وقبيلته- إلى رسول الله(صلي الله علية وسلم)
دعاه إلى الإسلام، فأسلم، ثم دعاه النبي (صلي الله علية وسلم) إلى
الزكاة، فأقرَّ بها (أي قَبِلها ورضي بها)،
ثم قال الحارث: أرجع إلى قومي فأدعوهم
إلى الإسلام، وأداء الزكاة، فمَن استجاب لي
جمعت زكاته، ثم ترسل إليَّ عاملاً
(أي جامع الزكاة) في موعد؛ ليأتيك بما جمعت
من الزكاة. فوافق النبي (صلي الله علية وسلم).
أسرع قوم الحارث في دخول الإسلام بعد دعوته
لهم، فقد كانوا يُحبُّون الحارث ويصدقونه
ويحترمونه، ثم جمع الحارث الزكاة منهم،
وجاء الموعد الذي اتفق مع رسول الله(صلي الله علية وسلم) أن يبعث فيه إليه من يأخذ له الزكاة التي جمعها،
لكن الحارث فوجئ أن أحدًا لم يأتِه من عند
النبي (صلي الله علية وسلم) فبدأ يقلق هو وقومه ويتساءلون
عن سر تأخر عامل النبي .
في أثناء هذه الفترة، بعث رسول الله (صلي الله علية وسلم) أحد عُمَّاله إلى الحارث ليقبض ما جُمِع من
الزكاة، وكان بعض رجال قبيلة الحارث يخرجون
إلى مشارف (الأماكن العالية) مدينتهم لعلهم
يرون عامل رسول الله (صلي الله علية وسلم) حين يأتي؛ ليُبشِّروا
قومهم وينبهونهم؛ ليُحسنوا استقباله والترحيب
به، فإنه آتٍ من عند حبيبهم النبي فلما اقترب
عامل النبي إلى قُرْب منازل قبيلة الحارث ورآهم
من بعيد يقفون ويُلوِّحون له بأيديهم خاف؛ لأنه
تذكر أنه كانت بين قومه وبين قوم الحارث
عداوات في أيام الجاهلية، فخشي إن أمسكوا به
اليوم أن يقتلوه، فأدار ظهره ورجع مسرعًا إلى
رسول الله (صلي الله علية وسلم) وقال: يا رسول الله(صلي الله علية وسلم)، إن قوم الحارث
منعوا الزكاة، وأرادوا قتلي.
والحقيقة أن قوم الحارث لما رأوا شخصًا قادمًا
من بعيد ظنوه عامل رسول الله (صلي الله علية وسلم)، ففرحوا جدًّا،
وراحوا يهللون في سعادة ومرح، غير أنهم
فوجئوا به يدير ظهره لهم قبل أن يصلهم،
ويُسرع بالرجوع، فأَعلَمُوا الحارث بالخبر
.
ظن الحارث أن العامل قد جاءته رسالة من النبي
(صلي الله علية وسلم) يأمره فيها بالرجوع، وأنه قد حدث فيهم –
أي في الحارث وقومه- غضب من الله
(عز وجل)، فدعا الحارث بسروات (أي أشراف
وسادة) قومه، فقال لهم: إن رسول الله (صلي الله علية وسلم) كان
وقَّت لي وقتًا (أي حدد لي موعدًا) يرسل إليَّ
عامله ليقبض الزكاة، وليس رسول الله (صلي الله علية وسلم) يخلف
الموعد، ولا أرى رجوع عامله إلا من غضبٍ منه
علينا، فانطلقوا لنأتي رسول الله (صلي الله علية وسلم) فنعلم الأمر.
وكان النبي (صلي الله علية وسلم) لما سمع بما قاله عامله اشتد غضبه، وأمر بتجهيز مجموعة من الجند،
ليرسلها إلى قوم الحارث لتأديبهم؛ لأنهم منعوا
الزكاة، وأرادوا قتل عامله، ولكن في هذه
الأثناء، أقبل الحارث وأشراف قومه إلى مدينة
رسول الله (صلي الله علية وسلم)؛ ليعرفوا سبب رجوع عامل الزكاة،
فإذا بهم يرون جيشًا خارجًا من المدينة، فلما
رأى قائد جيش النبي (صلي الله علية وسلم) الحارث وقومه تعجَّب
كيف يجرؤ الحارث على المجيء بنفسه بعد أن
منع الزكاة، وأراد قتل جامع الزكاة، وقال الجند
وهم غير مصدقين أعينهم: أهذا الحارث الذي
أرسلنا النبي (صلي الله علية وسلم)0 لتأديبه يأتينا بنفسه؟!
فلما صار الحارث قريبًا منهم وهو لا يعلم شيئًا
عما حدَث، قال لهم الحارث: إلى مَن بُعثتم
(أي أُرسِلتم)؟ فقالوا في غضبٍ: إليك.
قال وقد بدأ يشعر أن هناك أمرًا مريبًا: ولِمَ؟
قالوا: إن رسول الله (صلي الله علية وسلم) كان بعث إليك عامله لجمع
الزكاة، فزعم العاملُ أنك منعته الزكاة،
وأردت قتله.
فطلب منهم أن يأخذوه إلى النبي (صلي الله علية وسلم)، فأوصلوه
إليه، فلما دخل الحارث على رسول الله (صلي الله علية وسلم)، نظر
إليه النبي (صلي الله علية وسلم) غاضبًا وقال له: منعت الزكاة، وأردت قتل رسولي. قال الحارث: لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا أتاني، وما أتيتُك إلا حين
تأخَّر عليَّ عاملُك، وخَشِيت أن تكون سَخْطة من
الله (عز وجل) ورسوله (صلي الله علية وسلم) علينا.
وهنا أنزل الله على نبيه (صلي الله علية وسلم) قوله تعالى: )يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ
تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ
نَادِمِينَ (6)([الحجرات: 6].
فلما واجه الحارثُ عاملَ الزكاة بالحقيقة، أقرَّ
(اعترف) العاملُ (جامع الزكاة) بكذبه، وأنه لم
يذهب إليهم خوفًا على حياته؛ لأنه ظن أنهم
سيقتلونه بثأر قديم من الجاهلية.
فتعالوا نسمع الحكاية من بدايتها:
لمَّا جاء الحارث بن أبي ضرار الخزاعي-
وكان سيدًا على قومه وقبيلته- إلى رسول الله(صلي الله علية وسلم)
دعاه إلى الإسلام، فأسلم، ثم دعاه النبي (صلي الله علية وسلم) إلى
الزكاة، فأقرَّ بها (أي قَبِلها ورضي بها)،
ثم قال الحارث: أرجع إلى قومي فأدعوهم
إلى الإسلام، وأداء الزكاة، فمَن استجاب لي
جمعت زكاته، ثم ترسل إليَّ عاملاً
(أي جامع الزكاة) في موعد؛ ليأتيك بما جمعت
من الزكاة. فوافق النبي (صلي الله علية وسلم).
أسرع قوم الحارث في دخول الإسلام بعد دعوته
لهم، فقد كانوا يُحبُّون الحارث ويصدقونه
ويحترمونه، ثم جمع الحارث الزكاة منهم،
وجاء الموعد الذي اتفق مع رسول الله(صلي الله علية وسلم) أن يبعث فيه إليه من يأخذ له الزكاة التي جمعها،
لكن الحارث فوجئ أن أحدًا لم يأتِه من عند
النبي (صلي الله علية وسلم) فبدأ يقلق هو وقومه ويتساءلون
عن سر تأخر عامل النبي .
في أثناء هذه الفترة، بعث رسول الله (صلي الله علية وسلم) أحد عُمَّاله إلى الحارث ليقبض ما جُمِع من
الزكاة، وكان بعض رجال قبيلة الحارث يخرجون
إلى مشارف (الأماكن العالية) مدينتهم لعلهم
يرون عامل رسول الله (صلي الله علية وسلم) حين يأتي؛ ليُبشِّروا
قومهم وينبهونهم؛ ليُحسنوا استقباله والترحيب
به، فإنه آتٍ من عند حبيبهم النبي فلما اقترب
عامل النبي إلى قُرْب منازل قبيلة الحارث ورآهم
من بعيد يقفون ويُلوِّحون له بأيديهم خاف؛ لأنه
تذكر أنه كانت بين قومه وبين قوم الحارث
عداوات في أيام الجاهلية، فخشي إن أمسكوا به
اليوم أن يقتلوه، فأدار ظهره ورجع مسرعًا إلى
رسول الله (صلي الله علية وسلم) وقال: يا رسول الله(صلي الله علية وسلم)، إن قوم الحارث
منعوا الزكاة، وأرادوا قتلي.
والحقيقة أن قوم الحارث لما رأوا شخصًا قادمًا
من بعيد ظنوه عامل رسول الله (صلي الله علية وسلم)، ففرحوا جدًّا،
وراحوا يهللون في سعادة ومرح، غير أنهم
فوجئوا به يدير ظهره لهم قبل أن يصلهم،
ويُسرع بالرجوع، فأَعلَمُوا الحارث بالخبر
.
ظن الحارث أن العامل قد جاءته رسالة من النبي
(صلي الله علية وسلم) يأمره فيها بالرجوع، وأنه قد حدث فيهم –
أي في الحارث وقومه- غضب من الله
(عز وجل)، فدعا الحارث بسروات (أي أشراف
وسادة) قومه، فقال لهم: إن رسول الله (صلي الله علية وسلم) كان
وقَّت لي وقتًا (أي حدد لي موعدًا) يرسل إليَّ
عامله ليقبض الزكاة، وليس رسول الله (صلي الله علية وسلم) يخلف
الموعد، ولا أرى رجوع عامله إلا من غضبٍ منه
علينا، فانطلقوا لنأتي رسول الله (صلي الله علية وسلم) فنعلم الأمر.
وكان النبي (صلي الله علية وسلم) لما سمع بما قاله عامله اشتد غضبه، وأمر بتجهيز مجموعة من الجند،
ليرسلها إلى قوم الحارث لتأديبهم؛ لأنهم منعوا
الزكاة، وأرادوا قتل عامله، ولكن في هذه
الأثناء، أقبل الحارث وأشراف قومه إلى مدينة
رسول الله (صلي الله علية وسلم)؛ ليعرفوا سبب رجوع عامل الزكاة،
فإذا بهم يرون جيشًا خارجًا من المدينة، فلما
رأى قائد جيش النبي (صلي الله علية وسلم) الحارث وقومه تعجَّب
كيف يجرؤ الحارث على المجيء بنفسه بعد أن
منع الزكاة، وأراد قتل جامع الزكاة، وقال الجند
وهم غير مصدقين أعينهم: أهذا الحارث الذي
أرسلنا النبي (صلي الله علية وسلم)0 لتأديبه يأتينا بنفسه؟!
فلما صار الحارث قريبًا منهم وهو لا يعلم شيئًا
عما حدَث، قال لهم الحارث: إلى مَن بُعثتم
(أي أُرسِلتم)؟ فقالوا في غضبٍ: إليك.
قال وقد بدأ يشعر أن هناك أمرًا مريبًا: ولِمَ؟
قالوا: إن رسول الله (صلي الله علية وسلم) كان بعث إليك عامله لجمع
الزكاة، فزعم العاملُ أنك منعته الزكاة،
وأردت قتله.
فطلب منهم أن يأخذوه إلى النبي (صلي الله علية وسلم)، فأوصلوه
إليه، فلما دخل الحارث على رسول الله (صلي الله علية وسلم)، نظر
إليه النبي (صلي الله علية وسلم) غاضبًا وقال له: منعت الزكاة، وأردت قتل رسولي. قال الحارث: لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا أتاني، وما أتيتُك إلا حين
تأخَّر عليَّ عاملُك، وخَشِيت أن تكون سَخْطة من
الله (عز وجل) ورسوله (صلي الله علية وسلم) علينا.
وهنا أنزل الله على نبيه (صلي الله علية وسلم) قوله تعالى: )يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ
تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ
نَادِمِينَ (6)([الحجرات: 6].
فلما واجه الحارثُ عاملَ الزكاة بالحقيقة، أقرَّ
(اعترف) العاملُ (جامع الزكاة) بكذبه، وأنه لم
يذهب إليهم خوفًا على حياته؛ لأنه ظن أنهم
سيقتلونه بثأر قديم من الجاهلية.