باختصار
بقلم : محمد عمارة
omara109*************
حتي نرتقي بالعملية التعليمية
نستطيع ان نؤكد ان وظيفة المعلم لاتنحصر في مجرد نقل المعلومة من الكتاب الي التلميذ وانما تتسع لتشمل تربية الطالب تربية شاملة متكاملة حتي يستطيع ان يواجه الحياة في المستقبل مواجهة نفسية وعقلية واجتماعية واقتصادية سليمة وصحيحة.
واذا كانت المنظومة التعليمية تشمل المدرسة كمبني والادارة المدرسية والمناهج التعليمية فان المعلم هو حجر الزاوية بها وهو صاحب رسالة سامية رفيعة المستوي ويدرك عبء حمل هذه الرسالة ويتحملها بامانة وهو الذي علمنا وعلم اباءنا ويعلم ابناءنا واحفادنا ويدفع بمصر الي التقدم والازدهار لانه الركيزة الاساسية في بناء التعليم وتطويره وقد كرم رسول الله صلوات الله عليه وسلم المعلمين حين وضعهم في صف واحد مع الانبياء والشهداء في قوله "يشع يوم القيامة ثلاثة الانبياء ثم العلماء ثم الشهداء" وكما جاء في شعر شوقي "قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا" المؤسف والمؤلم معا ان حقوقهم قد ضاعت في فترة العهد البائد الذي افسد العملية التعليمية من اولها الي اخرها حيث ان المعلم كان لايتم تعيينه في التدريس الي بعد موافقة جهاز أمن الدولة اللعين والذي كان يحول المدرسين الذين ينتمون الي التيارات الاسلامية الي اعمال ادارية ويبعدهم عن التدريس.
ومما يؤسف له ان مستوي المدرسين المادي بالنسبة لنظرائهم في الوظائف الاخري مثل القضاء والنيابة والاعلام والبترول والشرطة والجيش ضعيف للغاية اننا نطالب حكومة ثورة يناير الرائعة ان تضع قضايا ومطالب المعلمين علي رأس الاولويات فتزيد من مواردهم المالية لتلبية احتياجاتهم المعيشية وتوفير حياة كريمة آمنة لهم ولاسرهم وتحقيق رعاية صحية متميزة ووقايتهم من الامراض وخاصة امراض المهنة لان كل ذلك يساعدهم في اجادة عملهم والتفاني في اداء رسالتهم.
كما ان الواجب يفرض علي كل من بيدهم مقاليد الامور ان يجنبوا المعلم البحث مكرها عن موارد مالية قد لاتشبع رغبته ولايقرها المجتمع بل ولايرضي عنها هو نفسه لانه يجب ان يبقي ويظل القدوة والمثل الاعلي في سلوكياته وعطائه ودوره الريادي في المجتمع.. ان الامر يتطلب انصافهم باعطائهم حقوقهم في الترقيات الي الدرجات المالية الاعلي وصرف الحوافز والمكافآت والبدلان وتحقيق مطالبهم العادلة حتي تتمكن من تطوير المنظومة التعليمية ونرتقي بها ونحقق الجودة المطلوبة بشكل متكامل وصولا الي مخرجات تعليمية متميزة ومسايرة لسوق العمالة الحديثة وتحقيق للتنمية والتعامل مع المستجدات المحلية والاقليمية والعالمية.