مشاهدة النسخة كاملة : هام : حول قضية تطوير الثانوية العامة والقبول بالجامعات


عبقرينومان
26-05-2008, 02:15 PM
جاء افتتاح الرئيس حسني مبارك لمؤتمر تطوير التعليم الثانوي وسياسات القبول‏,‏ والكلمة التي وجهها للمؤتمر تأكيدا لرؤية الرئيس لأهمية دور التعليم في بناء الوطن‏..‏ وجاء خطاب رئيس الدولة لمؤتمر التعليم كعادته أمينا وصادقا ومنبها لمجموعة من المشكلات والأوضاع بالغة الخطورة والتي أصبحت تعرقل مسيرتنا في شتي المجالات ثم تناولها الرئيس حسني مبارك إجمالا في صورة تساؤلات استغرقت نحو نصف الخطاب‏.‏

ويقول الدكتور عادل قاسم عضو هيئة التدريس بكلية التجارة بجامعة الزقازيق أن هذا الخطاب المهم جدا لم يكتف الرئيس خلاله بعرض لتلك الظواهر والأوضاع‏..‏ بل وطالب بضرورة الحوار حولها للوصول إلي التشخيص الصحيح والدقيق لها‏.‏ وتلك للأسف‏..‏ هي الفريضة الغائبــة تماما عندنا‏,‏ حيث الخفة والسطحية بل والفهلوة علي حد قول زويل هي السائدة وصاحبة الصوت الأعلي دائما‏..‏ وقائمة الكوارث الدامغة لنا بهذا المجال تطول وتطول‏:‏ من أبو طرطور‏..‏ لأبراج القلعة‏..‏ وجراج رمسيس‏..‏ وراس البر‏..‏ وصولا للتعليم بتجاربه الفئرانية وطفحه وعشوائياته‏..!!‏

من هنا وإستجابة لدعوة الرئيس فإن السعي للتشخيص الدقيق والصحيح ـ للمشكلات التي أشار إليها الرئيس من جذورها‏..‏ يتطلب أن نتناولها منهجيا من خلال دراسة للواقع والتشخيص ثم للعلاج نبدأ من أسئلة محورية مترابطة ثلاثة‏:‏ السؤال المحوري الأول وهو سؤال كاشف لماذا أصبح التعليم والبحث العلمي هو قاطرة النمو والازدهار بالخارج وصولا لماليزيا وتايوان في حين أنه من أكبر مشكلاتنا الاقتصادية والمجتمعية ـ علي مستوي الدولة والأسر معا ـ بل ويكاد يكون من أكبر مسببات البطالة عندنا كما أشار الرئيس‏..‏؟‏!‏ فما السر في ذلك‏!!‏

لعل الإجابة يفصح عنها السؤال الموجع والمسكوت عنه وهو من الذي يدير التعليم أصلا عندنا بتجاربه وكوارثه وعشوائياته هل هم التربويون المتخصصون أم كل من هب ودب؟

دعنا من الوزراء المتلاحقين الذي يرغب كل منهم أن تكون له بصمته أو بالأحري وصمته التي تضيف لعشوائيات التعليم كارثة بعد أخري ـ والقائمة تطول من كارثة الثانوية الحديثة‏..‏ للتحسين‏..‏ وصولا لإلغاء السنة السادسة ثم عودتها ولا يهم ما سببه القرار الأول من كارثة السنة المزدوجة للجامعات بمدرجاتها ومعاملها المتهالكة‏,‏ أو القرار الثاني من السنة الفراغ‏..!!‏

فهل هذه أوضاع يستقيم معها أي تصور لإصلاح جذري وحقيقي للتعليم‏..‏ وتحقيق نهضة من خلاله لإنقاذ مصر وأجيالها الضائعة‏..‏ ؟‏!‏

ويطرح الدكتور عادل قاسم السؤال الثالث والمتعلق بمشكلة الثانوية العامة ذاتها والتي تجئ كأبشع تعبير عن جوانب الخلل المنهجي والهيكلي بمنظومتنا التعليمية بأسرها‏..‏؟

تلك المشكلة التي يتم تناولها نتيجة لكل ما سبق بحلول سطحية تبعد تماما عن مسبباتها الحقيقية ـ فتزيدها تأزما وتعقيدا ـ والتي تدور حول كراسي موسيقية ثلاث لا خروج عنها ولا علاقة لها أصلا بجوهر المشكلة وهي المقررات‏..‏ والامتحانات‏..‏ وقواعد القبول بالجامعات‏.‏

فمن عام واحد لعامين بمرحلتين‏..‏ للعودة ثانية لعام واحد‏..!!.‏ ومن مواد إجبارية واختيارية‏..‏ لتبديلها معا‏.‏ ومن مواد منتهية‏..‏ لمتصلة‏.‏ ومن ثلثي الدرجة للمرحلة الأولي‏..‏ للتوزيع بالقسطاس‏..!!.‏ ومن تحسين‏..‏ إلي لا تحسين‏.‏ ومن المجموع مجردا‏..‏ لمقابلات شخصية وامتحان قدرات‏.‏ ومـن‏..‏ إلـــي‏..!!‏

وهكذا طاحونة من التعديلات الفارغة والتبديلات والمشكلة تتأزم عاما بعد آخر وهو أمر طبيعي لانفصالها التام عن الأبعاد الحقيقية للمشكلة‏.‏

‏6‏ جـوانب محـورية
تلك الأبعاد التي يمكن إرجاعها مبدئيا ـ وفقا لوجهة نظرنا المتواضعة ـ لستة جوانب محورية تتداخل فيها النتائج مع الأسباب تتركز في‏:‏

أولا‏:‏ أن الثانوية العامة بوضعها الراهن هي بوابة الدخول الرئيسية وشبه الوحيدة‏‏ للجامعات لأغلب الطلاب‏..‏ التي لا تستوعب بعد التكدس أكثر من ثلثي المتقدمين للامتحان‏.‏ فأين يذهب عشرات الآلاف الآخرون أيا كانت نظم الامتحانات‏..‏ أو قواعد التنسيق‏..‏ ؟ وما هـو بالتالي مصيرهم‏..‏ ؟‏!‏

ثانيا‏:‏ أنها‏(‏ وتلك كارثة‏)‏ لا تمثل مؤهلا أو شيئا في حد ذاته لمن يفشل في دخول الجامعة‏..‏ ولا تصلح إلا لوظائف الكتبة والسعاة في عصر التكنولوجيا المعقدة والفضائيات‏.‏
ومن ثم فإنها تعد بمثابة حكم نهائي بالفشل والضياع لعشرات الآلاف سنويا من الطلاب بأسرهم خاصة مع عدم وجود أية فرص للإعادة والتحسين‏.‏
وهو الأمر الذي لن يغير منه التوجه الحالي لاعتبارها شهادة مؤهلة لسوق العمل ـ فأي سوق عمل هذا‏..‏ ؟ وبأي مقررات ومهارات‏..!!!!‏

ثالثا‏:‏ لكون هذه شهادة جوفاء‏..‏ فهي تعجز عن كشف ميول وقدرات الطلاب للكليات التي يصلحون لها‏.‏ وكل ما تملكه هو‏‏ معيار المجموع المجرد‏..‏ الذي ـ وإن كان محايدا بالتطبيق ـ إلا أنه أدي لكوارث تربوية فادحة يأتي في مقدمتها الانحراف بالعملية التعليمية برمتها من كونها تحصيلا للمعرفة وتنمية للقدرة علي التفكير والتحليل‏..‏ إلي حصد أجوف للدرجات‏..!!‏ مع سيادة مناهج الصم والتلقين‏..‏ فالتقيؤ بالامتحان‏..‏ فالنسيان‏.‏ ودعك من الغش الجماعي والبراشيم وتوحش واحتدام مأساة الدروس الخصوصية‏..‏ بأساطين الملخصات والتوقعات‏.‏

رابعا‏:‏ ومع الاحتكام للمجاميع‏..‏ واحتدام صراعها بأوكازيوناتها الحكومية السخية سادت أوضاعا لاعقلانية أو منطقية يأتي في مقدمتها ما يعرف‏‏ بأزمة المتفوقين‏..,‏ والتي تتعلق في شق منها بإحباط عشرات الآلاف منهم بأسرهم لعدم استيعابهم بكليات القمة برغم أن مجاميعهم تقارب الدرجات النهائية‏..!!‏
في حين يتعلق الشق الآخر بظاهرة فشل شريحة أخري منهم بكليات القمة التي التحقوا بها‏..!!‏

خلل المنظومة التعليمية
تلك الأزمة‏‏ الوهمية الكاذبة‏‏ التي تخفي وراءها خللا فاضحا بمنظومتنا التعليمية لم يقتصر فقط علي التحول بهاـ فلسفة ومضموناـ إلي نظام‏‏ للحشو والتفريغ‏..‏ بل وامتد أيضا إلي الامتحانات ذاتها‏..‏ والتي باتت توضع استرضاء للأهالي‏..‏ واستجداء للصحافة والفضائيات ـ بصرف النظر عن الاعتبارات العلمية والتربوية‏.‏ مرورا بعمليات التصحيح‏..‏ والتي تركز وبثوان خاطفة علي الكلمات والعبارات‏..‏ دون طريقة التفكير‏..!!‏ وانتهاء بل وابتداء بمهزلة تجاوز البعض للدرجات النهائية ـ بما لا يحدث إلا في عالم السيرك والبهلوانات‏..‏ دون سائر الدول ذات التعليم الجاد المحترم‏..!!‏
من هنا كان من الطبيعي أن ينعكس كل ما سبق في صورة انتفاخ كاذب ومضحك في المجاميع‏:‏ لا تعبر إلا عن‏‏ خواء‏.‏
الأمر الذي يوضح‏‏ بشكل قاطع‏..‏ وبجلاء‏‏ أن ما يسمي بأزمة المتفوقين‏_‏ والذي تفرد له البرامج والبكائيات‏_‏ غير حقيقي بالمرة أو ذي موضوع‏..,‏ لأنهم وفق المقاييس التربوية السليمة ليسوا بمتفوقين‏..,‏ بل أصحاب مجاميع منتفخة خادعة خاوية لتصل الملهاة البهلوانية لذروتها عندما يتم اعتبار كل الحاصلين علي‏80%‏ فأكثر‏_‏ وعددهم يقارب‏190‏ألفا‏(‏ أي طلاب المرحلتين الأولي والثانية‏)_‏ نابغين‏..!!‏ تصرف لهم مكافآت تتجاوز‏15‏ مليون جنيها سنويا‏..!!_‏ بما لا يحدث إلا ببلاد‏‏ النيام نيام‏..!!‏
ثم نشكو بعد ذلك يا عيني من قلة الإمكانيات‏..‏ أو من تخلف تعليمنا‏‏ التحفة‏‏ العظيم‏..!!‏

خامسا‏:‏ الهروب الجماعي من علمي لأدبي في عصر لغته الأساسية التكنولوجيا بتقنياتها المتقدمة والمعقدة بشتي العلوم والمجالات‏..‏ والوظائف والمشروعات‏..!!‏
وتلك نتيجة منطقية لتقلص الأماكن بالكليات العملية‏(‏ الصيدلة‏..‏ والطب بأنواعه‏..‏ والحاسبات والهندسة‏)..‏ والتي لا تستوعب أكثر من‏9%‏ من مجموع المتقدمين للامتحان‏..‏ والذين يقاربون الدرجات النهائية‏.‏
فلماذا إذن الاكتواء بالعلمي وبدروسه الخصوصية الباهظة ومعاناته‏..‏ إذا كانت سترسي في النهاية علي تجارة أو حقوق أو آداب‏..‏ ؟‏!‏
وهل مثل هذا الأمر يحل بقانون‏..‏ أو بما يقال حاليا عن إجبار‏80%‏ من الطلاب علي التخصص علمي‏..‏ في حين أن أغلب الأماكن المتاحة بالجامعات للكليات النظرية‏..!!‏

سادسا‏:‏ وهو الأخطر من كل ما سبق‏..‏ وكنتيجة حتمية له وهو عقم وجمود نظامنا التعليمي برمته ـ بما في ذلك الجامعات ـ وتخلفه عن مسايرة مستحدثات العلم والعصر‏..‏ وانفصاله بالتالي عن متطلبات سوق العمل بالداخل أو بالخارج‏,‏ بما يفضي تلقائيا لانضواء خريجيه عاما بعد آخر لجيوش العاطلين‏.‏
بما يعنيه ذلك وتلك كارثة أن حلم دخول الجامعة كمطمح مصيري لملايين الطلاب وأسرهم لا يمثل في جوهره حلا لمشكلتهم والوطن من قبلهم وأنه ليس بأكثر من حل معنوي غالبا ومسكن لتأجيل مشكلة البطالة لسنوات أخري‏..!!‏

وهو الأمر الذي لا يغير منه‏‏ نهائيا‏‏ أي توسعات بالجامعات بصورتها القائمة حكومية‏..‏ أو خاصة‏..‏ أو أكاديميات بيــر الســـــــلم‏‏ الإنجلش‏..!!..,‏ والتي لا تخرج أغلبيتها عن كونها استنساخا براقا لذات أنماط التخلف والجمود السائدة‏..‏ وإن جري التدريس فيها بلكنة أجنبية‏..‏ ثم بقبعات زاهية يوم التخرج أقرب‏‏ للسلطانية‏..‏ ارتضينا أن نرتديها جميعا في ظل غيبوبتنا التعليمية القائمة والقاتمة‏..!!‏
ويختتم الدكتور عادل قاسم الجزء الأول من دراسته مشيرا إلي أن نظامنا التعليمي بأوضاعه وتقيحاته‏_‏ والتي تطفح بالثانوية‏(‏ فالجامعة‏)_‏ يمثل أزمة مجتمعية كبري تتعدي مجرد المقررات ونظم الامتحانات وقواعد القبول والتي يجري تبديلها معا‏‏ كالثلاث ورقات‏..‏ إلي وضعها هي‏‏ بكينونتها وأبعادها‏..‏ وبما تشمله من عورات لم نشأ تكرارها‏_‏ كتسرب ملايين‏‏ التوربينيين‏‏ بابتدائي‏..‏ وعجز طلاب بإعدادي عن مجرد كتابة أسمائهم‏..‏ و‏..‏ و‏..!!‏

ومن ثم فإن أية حلول تتجاهل أو تلتف حول تلك الأبعاد تعد من قبيل الخداع وتضييع الوقت والضحك علي النفس والذقون‏.‏
فما هو الحل إذن لتلك المعضلة التعليمية والاجتماعية والاقتصادية المركبة‏..‏ ؟؟

وكيف نحول نظامنا التعليمي في مجمله من مصدر للأزمات والنكبات‏..‏ لباعث للنهضة والتقدم‏..‏ وسبيل لحل المشكلات كما في كل دول العالم المتقدم‏..‏ ؟‏!‏
وكيف يمكن أن نحدث بالتالي إعادة الهيكلة الشاملة كما طالب الرئيس‏..‏ ؟
هذا هو ما يطرحه الجزء الثاني من الدراسة في الأسبوع القادم بإذن الله‏.‏

mR . mOstafa Fathi
26-05-2008, 11:56 PM
ونحن ننتظر ...
الجزء الثاني من الدراسة في الأسبوع القادم بإذن الله‏

agm_tiger
29-05-2008, 12:28 AM
نفسى افهم حاجة واحدة التعليم عندنا بايظ ليه

Abou Assma
29-05-2008, 03:03 PM
نفسى افهم حاجة واحدة التعليم عندنا بايظ ليه

التعليم مش بايظ ولا حاجه التعليم حلو شيل الصف السادس رجع الصف السادس خلى الثانويه العامه سنه خليها سنتين خليها تلاته كله لتطوير التعليم والحدق يفهم المفروض يكون فيه سياسه ثابته تمتد حتى لو الوزير رحل عن الوزاره مش الوزير اتغير ياتى الوزير الجديد ويعمل جديد يمحو السابق