مشاهدة النسخة كاملة : الرسول بين ظلم الأعداء وغفلة الأتباع


abomokhtar
30-09-2012, 12:00 AM
بقلم د/ ناجح إبراهيم
يا رسول الله اللهم إني أبرأ إليك ممن كل من أساء إليك.. بدء ً من أبي جهل وأبي لهب .. وانتهاء ً بأصحاب الرسوم الكاريكاتيرية الدانمركية أو الفيلم المسيء الذي تولى كبره ثلة قليلة من الموتورين الحاقدين الذين يأكلون على كل الموائد ويقتاتون بدماء بني وطنهم من مسلمي ومسيحي مصر .
يا رسول الله اللهم إني أبرأ إليك مما صنع مسليمة الكذاب من قبل .. ويكفيك يا سيدي شرفا ً أن الله سبحانه ربط اسم مسيلمة على مر العصور والدهور بالكذاب .. ألا يرضيك ذلك يا سيدي يا رسول الله من ربك العظيم.
ألا يرضيك يا سيدي يا رسول الله أن الله قد أوجب على نفسه أن يقطع ويقصم ظهر كل من أساء إليك " إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ".
ألا يرضيك يا سيدي يا رسول الله أن الله قد كفاك في حياتك وبعد مماتك كل مستهزئ وكل طاعن وساخر بقوله تعالى " إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ".
يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إننا كما نبرأ من هؤلاء الذين يسيئون إليك من أعدائك وخصومك نعتذر إليك نيابة عن بعض أتباعك من الذين أفرطوا أو فرطوا في فهم دينك.
نعتذر إليك عن بعض المسلمين الذين أساءوا إلي رسالتك ولم يقدموها غضة طرية نابضة فتية إلي العالم ولكن البعض قدموها مشوهة ممسوخة راكدة باهتة .. لا حياة فيها ولا روح.
نعتذر إليك من بعض المسلمين الذين يسبون الدين مع كل غضبة مصطنعة.. ومع كل خناقة مفتعلة.. وكأن دين الإسلام هو "الحيطة الواطية" الوحيدة التي يستطيع الجميع القفز عليها والإساءة إليها دون لوم ولا عتاب .. والغريب أن آلاف المسلمين يسمعون سب الدين في مصر كل يوم.
نعتذر إليك نيابة عن الذين يسرقون الكهرباء العمومية.. ويرتشون ويفتحون الأدراج حتى اليوم.
نعتذر إليك نيابة عن الموظف المصري الذي يبلغ متوسط عمله اليومي 27 دقيقة في اليوم الواحد.
نعتذر إليك نيابة عن الذين سرقوا أموال أوقاف المساجد ومعاهد العلم وأوقاف اليتامى ونحوها.. وتربحوا المليارات منها دون توبة أو أوبة .. فضلا ً عن مقاومة كل إصلاح.
نعتذر إليك عن الأخلاق التي تردت وتتردى في كل يوم عن سابقه.. لنسمع جميعا ً أحط الألفاظ وأكثرها فحشا ً في الأماكن العامة.. في الوقت الذي يعلق بعضهم لافتة " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " على الجدران دون أن يكون لها مردود في الواقع والحياة .. إنهم يصدون عنك يا سيدي بطريق غير مباشر
نعتذر إليك عن الذين يكفرون المسلمين.. أو ي***ون جنودنا في رفح أو ينصبون من أنفسهم قضاة.. فيحكموا على هذا بالكفر والآخر بالفسق والثالث بالبدعة والرابع بـ"عدو الله".. ناسين أننا دعاة وهداه ولسنا قضاة أو ولاة .. ناسين خطاب القرآن في الوقت نفسه " لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ " .. " َليْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ ".
نعتذر إليك يا سيدي يا رسول الله نيابة عمن يريد نصرتك بحرق الإنجيل أو التوراة .. فقد كان الإنجيل والتوراة مع الصحابة ولكنك لم تأمرهم بحرقه .. ولكنك قلت لعمر بن الخطاب حينما رأيته يقرأ في التوراة " لو كان موسى بن عمران حيا ً ما كان له إلا أن يتبعني ".. وأمرت أصحابك في البداية بعدم قراءته حتى لا يختلط بوحي السماء العظيم القرآن .. ثم سمحت بعد ذلك لأصحابك بقراءته والتحديث عنه بعد أن استقرت كتابة القرآن والحديث.
نعتذر إليك عن كل من ي*** أو يسرق غيره.. أو يدبر لجريمة أو يساعد على تخريب الاقتصاد أو لا يتقن عمله .
نعتذر إليك نيابة عن شباب الترامادول الذي دمر أكباد وأجساد وعقول الشباب المصري .
نعتذر إليك نيابة عن كل شاب يبيع الحشيش على نواصي الشوارع في كل أرض مصر المحروسة ليبيع شبابها بثمن بخس دراهم معدودة.
نعتذر إليك ممن يسيء إلي اليتيم ولا يرحم الفقير ولا يعطي ذا الحاجة ولا يؤدي زكاته .
يا سيدي يا رسول الله نبرأ لك كثيراً من كل أعدائك .. ونعتذر لك أكثر وأكثر من تقصير وجهل وغفلة بعض أتباعك.. لأنهم الأهم عندنا .. والأبقى لدينا .. وهم ذخيرة الحاضر وعدة المستقبل