باسمة
04-10-2012, 06:19 PM
يقولون إن الأغلبية البرلمانية تشكل الحكومة مثل كل العالم (لم يُسمح بذلك في مصر) لكنها لا تضع الدستور لأنه أمر يخص المجتمع كله، كلام عظيم، فالبرلمان شيء، والدستور شيء آخر، فلماذا هجوم التحالفات على التأسيسية بمجرد اقتراب الانتخابات؟ والقصة كالآتي:
نلاحظ العدد الضخم من الأحزاب على الساحة، بحيث لا تستطيع أن تتذكر أسماء عشرها ومع ذلك فالأمر يمثل بداية إيجابية للحياة السياسية بعد الثورة، وبالتالي فالتحالفات السياسية تمثل بالتأكيد نضجًا وتقدمًا سياسيًّا بشرط أن تكون تحالفات حقيقية، وبمعنى أن تكون لها رؤية فكرية سياسية اقتصادية اجتماعية تنطلق منها مشاريع وبرامج تنموية تمس مصالح المواطنين على الأرض (أمن- تعليم- صحة- مرور- بطالة... خلافة)، وبالتالي لا بد لهذه التحالفات ورؤيتها الفكرية أن تمثِّل وتعِّبر عن مصالح شريحة (أو شرائح) كبرى في المجتمع وإلا ستضمحل وتتبخر.
هذه الأحزاب والحركات والتيارات لا بد أن تكون متجمعة تحت مظلة هذه الرؤية، ثم تتعاون وتتحالف من خلال الانتخابات الحرة بهدف الاستقواء في مواجهة التحالفات الأخرى (التي تمتلك رؤية فكرية مختلفة تعبِّر عن مصالح شرائح أخرى)؛ حتى تستطيع تحقيق أغلبية برلمانية، وبالتالي تستطيع تشكيل الحكومة بما يعني وصولها للسلطة وإدارة مؤسسات الدولة التنفيذية؛ مما يمكنها من تفعيل رؤيتها بتطبيق مشاريعها وبرامجها على الأرض بما يحقق مصالح الشرائح التي تعبِّر عنها في إطار نظرة مستقبلية لحياة أفضل لأغلبية المجتمع (وليس أقلية مسيطرة) وبالتأكيد سيكون هناك دعم شعبي من هذه الشرائح لهذه التحالفات برموزها ومشاريعها وهو المطلوب؛ مما يعني تحقيق "الشعبية" وهو الأساس.
ومن البديهي أنه لا يمكن تحقيق شعبية إلا بتوافق رؤية ومشاريع هذه التحالفات مع مبادئ وقيم وثقافة المجتمع، أما إذا كانت هذه التحالفات في إطار أي شيء آخر، مثلاً وليس حصرًا، مجرد تجمعات نخبوية مع تغطية إعلامية بدون رؤية وبرامج تنموية منطلقة من ثقافة الشعب، يعني بدون نجاحات جماهيرية فستتحول كلها سريعًا إلى فرقعات إعلامية مرحلية.
ومن البديهي أيضًا أنه لا بد لكل نظام حكم من مبادئ وثقافه يرجع إليها بشأن وضع الخطوط الفارقة بين الصواب والخطأ بخصوص التوجهات العامة في كل مجالات الحياة وفي مجال الحرية بعد الثورة لا مجال؛ إلا لأن تكون ثقافة نظام الحكم هي نفسها ثقافة المجتمع، وكذلك لا بد أن تكون الأحزاب والتيارات والحركات والتحالفات السياسية، فليست السياسة أصلاً إلا وسيلة لتنظيم المجتمع لتحقيق حياة أفضل للمواطنين، ومن ينجح يستمر على الساحة وهكذا.
والتحالفات السياسية الآن على الساحة تمثل:
أولاً: التحالف الإسلامي الأول الإخوان ومن سيتحالف معهم مثل السلفيين.
ثانيًا: التحالف الإسلامي الثاني السلفيون(في حالة عدم تحالفهم مع الإخوان) ومن سيتحالف معهم.
ثالثًا: التحالف الإسلامي الثالث الوسط مع مصر القوية (أبو الفتوح) ومن سيتحالف معهم.
رابعًا: التحالف الليبرالي (مصطلح محل نظر) حزب الوفد وحزب الدستور وعمرو موسى وغيرهم.
خامسًا: التحالف الشعبي حمدين صباحي ومن معه من بعض الأحزاب.
والحقيقة أن الحيوية الشبابية الثورية هي الأساس لأنها لن تسمح لأحد بإعادة الحالة السلطوية التي كانت قبل الثورة، يعني القوة الوحيدة الآن القادرة على الحسم هي "الشعب" والذي يبدو لي أن الرموز السياسية المطروحة حاليًّا على الساحة غالبًا لن تكون هي القيادات التي ستتولى العملية السياسية التي ستؤدي لتحقيق التنمية والنهضة في المرحلة القادمة.
فإذا كانت هذه التحالفات بالفعل عميقة حقيقية بالشروط السالف ذكرها فأهلاً بها لمصلحة الجميع و"المياه ستكذب الغطاس" وفقًا للمثل المصري الأشهر، أما إذا كانت غير ذلك مثل مجرد التجمع ضد التيار الإسلامي عمومًا والإخوان خصوصًا فستكون كل مجهودات هذه التحالفات في مصلحة الإخوان والتيار الإسلامي وبشكل مباشر في الانتخابات القادمة.
نحن لا نمتلك خصوصًا الآن، ترف أن تكون التحالفات والمجهودات المجتمعية والميزانيات المالية والتغطيات الإعلامية لمجرد تحقيق مراكز سلطوية في المجتمع، حتى وإن كان ذلك من خلال صناديق الاقتراع؛ لأن الشعب في النهاية ليس أمامه إلا اختيار أفضل المعروض، فليست المشكلة الآن في الاختيار من خلال الصناديق؛ لأننا استطعنا جعل الانتخابات نزيهة إلى حد معقول جدًا، المشكلة في المعروض من خلال الصناديق، اتقوا الله في مصر أم الدنيا، فليست السياسة إلا وسيلة لتحقيق حياة أفضل للمواطنين.
نلاحظ العدد الضخم من الأحزاب على الساحة، بحيث لا تستطيع أن تتذكر أسماء عشرها ومع ذلك فالأمر يمثل بداية إيجابية للحياة السياسية بعد الثورة، وبالتالي فالتحالفات السياسية تمثل بالتأكيد نضجًا وتقدمًا سياسيًّا بشرط أن تكون تحالفات حقيقية، وبمعنى أن تكون لها رؤية فكرية سياسية اقتصادية اجتماعية تنطلق منها مشاريع وبرامج تنموية تمس مصالح المواطنين على الأرض (أمن- تعليم- صحة- مرور- بطالة... خلافة)، وبالتالي لا بد لهذه التحالفات ورؤيتها الفكرية أن تمثِّل وتعِّبر عن مصالح شريحة (أو شرائح) كبرى في المجتمع وإلا ستضمحل وتتبخر.
هذه الأحزاب والحركات والتيارات لا بد أن تكون متجمعة تحت مظلة هذه الرؤية، ثم تتعاون وتتحالف من خلال الانتخابات الحرة بهدف الاستقواء في مواجهة التحالفات الأخرى (التي تمتلك رؤية فكرية مختلفة تعبِّر عن مصالح شرائح أخرى)؛ حتى تستطيع تحقيق أغلبية برلمانية، وبالتالي تستطيع تشكيل الحكومة بما يعني وصولها للسلطة وإدارة مؤسسات الدولة التنفيذية؛ مما يمكنها من تفعيل رؤيتها بتطبيق مشاريعها وبرامجها على الأرض بما يحقق مصالح الشرائح التي تعبِّر عنها في إطار نظرة مستقبلية لحياة أفضل لأغلبية المجتمع (وليس أقلية مسيطرة) وبالتأكيد سيكون هناك دعم شعبي من هذه الشرائح لهذه التحالفات برموزها ومشاريعها وهو المطلوب؛ مما يعني تحقيق "الشعبية" وهو الأساس.
ومن البديهي أنه لا يمكن تحقيق شعبية إلا بتوافق رؤية ومشاريع هذه التحالفات مع مبادئ وقيم وثقافة المجتمع، أما إذا كانت هذه التحالفات في إطار أي شيء آخر، مثلاً وليس حصرًا، مجرد تجمعات نخبوية مع تغطية إعلامية بدون رؤية وبرامج تنموية منطلقة من ثقافة الشعب، يعني بدون نجاحات جماهيرية فستتحول كلها سريعًا إلى فرقعات إعلامية مرحلية.
ومن البديهي أيضًا أنه لا بد لكل نظام حكم من مبادئ وثقافه يرجع إليها بشأن وضع الخطوط الفارقة بين الصواب والخطأ بخصوص التوجهات العامة في كل مجالات الحياة وفي مجال الحرية بعد الثورة لا مجال؛ إلا لأن تكون ثقافة نظام الحكم هي نفسها ثقافة المجتمع، وكذلك لا بد أن تكون الأحزاب والتيارات والحركات والتحالفات السياسية، فليست السياسة أصلاً إلا وسيلة لتنظيم المجتمع لتحقيق حياة أفضل للمواطنين، ومن ينجح يستمر على الساحة وهكذا.
والتحالفات السياسية الآن على الساحة تمثل:
أولاً: التحالف الإسلامي الأول الإخوان ومن سيتحالف معهم مثل السلفيين.
ثانيًا: التحالف الإسلامي الثاني السلفيون(في حالة عدم تحالفهم مع الإخوان) ومن سيتحالف معهم.
ثالثًا: التحالف الإسلامي الثالث الوسط مع مصر القوية (أبو الفتوح) ومن سيتحالف معهم.
رابعًا: التحالف الليبرالي (مصطلح محل نظر) حزب الوفد وحزب الدستور وعمرو موسى وغيرهم.
خامسًا: التحالف الشعبي حمدين صباحي ومن معه من بعض الأحزاب.
والحقيقة أن الحيوية الشبابية الثورية هي الأساس لأنها لن تسمح لأحد بإعادة الحالة السلطوية التي كانت قبل الثورة، يعني القوة الوحيدة الآن القادرة على الحسم هي "الشعب" والذي يبدو لي أن الرموز السياسية المطروحة حاليًّا على الساحة غالبًا لن تكون هي القيادات التي ستتولى العملية السياسية التي ستؤدي لتحقيق التنمية والنهضة في المرحلة القادمة.
فإذا كانت هذه التحالفات بالفعل عميقة حقيقية بالشروط السالف ذكرها فأهلاً بها لمصلحة الجميع و"المياه ستكذب الغطاس" وفقًا للمثل المصري الأشهر، أما إذا كانت غير ذلك مثل مجرد التجمع ضد التيار الإسلامي عمومًا والإخوان خصوصًا فستكون كل مجهودات هذه التحالفات في مصلحة الإخوان والتيار الإسلامي وبشكل مباشر في الانتخابات القادمة.
نحن لا نمتلك خصوصًا الآن، ترف أن تكون التحالفات والمجهودات المجتمعية والميزانيات المالية والتغطيات الإعلامية لمجرد تحقيق مراكز سلطوية في المجتمع، حتى وإن كان ذلك من خلال صناديق الاقتراع؛ لأن الشعب في النهاية ليس أمامه إلا اختيار أفضل المعروض، فليست المشكلة الآن في الاختيار من خلال الصناديق؛ لأننا استطعنا جعل الانتخابات نزيهة إلى حد معقول جدًا، المشكلة في المعروض من خلال الصناديق، اتقوا الله في مصر أم الدنيا، فليست السياسة إلا وسيلة لتحقيق حياة أفضل للمواطنين.