aymaan noor
16-10-2012, 11:05 AM
أهل الثقه
https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/577052_410137655707082_920225018_n.jpg
بقلم: فاروق الباز
أكبر المصائب حالياً هى أننا لم نتعلم من أخطاء الماضي القريب، فمازال أولو الامر يفضلون "أهل الثقة" علي أهل الخبرة و المعرفة في المواقع الادارية. كيف لا يعي مسؤول أن هذا المسار كان سبباً رئيسياً في خيبة العهد البائد؟
لقد تسبب هذا الفكر المغرور في القضاء علي منافع ثورة 1952 التي إبتدع قادتها تعين من يثق بهم الحاكم الآمر بالمناصب الهامة بغض النظر عن مستوي المعرفة أو العلم بالشيء. إستمر الحال هكذا حتي تفشي الي اقصي الحدود في عصر مبارك حيث نتج عنة الخمول المريب في كل أركان الدولة. معظم من أمسك بزمام الأمور في الوزارات و المحافظات والمؤسسات و الشركات كان ولاؤهم الأول والأخير للنظام و ليس للعمل المطلوب اى للمهنة.
تم التمادي في هذا المسار بتطبيق مخطط محكم لترويض و تأهيل وتدريب من إعتبره النظام أهلاً للثقة. بدأ المخطط بزيارات من مجموعات رسمية تمثل المخابرات العامة وأخري من الرقابة الادارية. نقلت هذه المجموعات "الخبر السار" لمن يود النظام ترويضه أنه في عين الأعتبار لموقع ما، بطريقة تزيد ضغط الدم و سرعة ضربات قلب الشخص المختار. يأتي بعد ذلك التساؤل عن رآي الشخص في مسيرة الدولة وحكم الرئيس. طبعا يسهب الشخص المختار ما لا نهاية له في المديح والتعظيم ليؤكد أنة خير مؤهل للتعيين في الموقع المرموق.
إني لا اعتقد ان مثل هذا التأهيل يتم حاليا كما كان الوضع في الماضي، في نفس الوقت يبدو أن التعينات في الأماكن المرموقة تتم حسب رأى "الجماعة" لإختيار أشخاص " إحنا عارفينهم كويس" معني هذا هو أن الإختيار ما زال يتم علي هوي النظام وأن الولاء للنظام يبقي في مكانة أعلي من الولاء للمهنة وللصالح العام. ليس عندى من شك ان الاعتماد علي أهل الثقة بصورة أو بأخري هو بداية الهلاك.
يلزم التغير الذي تتطلبة ثورة 25 يناير الشابة أختيار قيادات تتسم بالرؤية والخبرة والعلم والمعرفة والريادة في كل المواقع الادارية الهامة بالدولة. لذلك لابد أن يكون إختيار القادة بعيدا عن المحسوبيه والطائفيه والحزبيه السياسيه وما الي ذلك من فكر عقيم .مصر تحتاج الي أحسن ما فيها من قدرات للخروج من الركود الاقتصادي والخمول الفكري وما إليهما.
لابد إذا ان نعى أن اختيار فرد ما لموقع قيادي بالدولة يجب ان يشمل على تقصى أحسن الخبرات المصريه الوطنية المخلصة للتأكد من أختيار افضل ما لدينا. ربما تم ذلك تبعا للخطوات التالية :
أولاً : سؤال أهل الخبرة من داخل وخارج الحكومه ومن النظام ومن خارجه اقتراح عدة اسماء لأفراد يعتقد انهم خير من يقوم بالعمل المطلوب .
ثانيا: سؤال كل من تم اقتراحهم بتحديد رؤيتهم بالتفصيل، وتحديد أولويات وخطة العمل الزمنية للوصول إلي الغرض المنشود اذا ما وكلت إليهم المهمة الوطنية.
ثالثا: مقارنة البرامج المقترحة و الياتها بواسطة مجموعة من أهل الخبرة تشمل عددا متوازيا من داخل النظام وخارجة.
رابعا: إختيار الشخص الأنسب وإعلان الخطة المقترحة علي الملأ لكي يعرف الجميع شكل المسار وان يتعاونوا في تحقيق أهدافه.
تعني هذه الخطوات ان أخيار القادة يجب أن يكون بناءً علي رؤية و مقدرة و فكر وأن يكون الهدف الاول والأخير هو الولاء للمهنة. وجود أهل الرؤيه والخبرة و العلم والمعرفة في المواقع الادارية العليا هو حجر الأساس الذي يستمد النظام منه قوته وثباته. وهذا ما يجب عملة إذا كان الغرض هو نجاح النظام ورفعة ورقى مصر.
قيل لنا ان هذا هو عصر النهضة الحضارية في مصر اليوم. قيل أيضاً أن ما كان يحصل في الماضي لن يعود ليكبل أيدى الحاضر. اسعدتنا هذه المقولات وتأملنا خيراً في مصدرها. تطلعنا لحكم عادل رشيد يرفع من شأن كل مصري و مصرية بالحق و العدل و المساواة لكى يرسخ في فكرالناس دوافع التميز لكونه المقياس الوحيد للوصول الي أرقي المراكز. لكننا الآن نردد " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعـلون" صدق الله العظيم.
https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/577052_410137655707082_920225018_n.jpg
بقلم: فاروق الباز
أكبر المصائب حالياً هى أننا لم نتعلم من أخطاء الماضي القريب، فمازال أولو الامر يفضلون "أهل الثقة" علي أهل الخبرة و المعرفة في المواقع الادارية. كيف لا يعي مسؤول أن هذا المسار كان سبباً رئيسياً في خيبة العهد البائد؟
لقد تسبب هذا الفكر المغرور في القضاء علي منافع ثورة 1952 التي إبتدع قادتها تعين من يثق بهم الحاكم الآمر بالمناصب الهامة بغض النظر عن مستوي المعرفة أو العلم بالشيء. إستمر الحال هكذا حتي تفشي الي اقصي الحدود في عصر مبارك حيث نتج عنة الخمول المريب في كل أركان الدولة. معظم من أمسك بزمام الأمور في الوزارات و المحافظات والمؤسسات و الشركات كان ولاؤهم الأول والأخير للنظام و ليس للعمل المطلوب اى للمهنة.
تم التمادي في هذا المسار بتطبيق مخطط محكم لترويض و تأهيل وتدريب من إعتبره النظام أهلاً للثقة. بدأ المخطط بزيارات من مجموعات رسمية تمثل المخابرات العامة وأخري من الرقابة الادارية. نقلت هذه المجموعات "الخبر السار" لمن يود النظام ترويضه أنه في عين الأعتبار لموقع ما، بطريقة تزيد ضغط الدم و سرعة ضربات قلب الشخص المختار. يأتي بعد ذلك التساؤل عن رآي الشخص في مسيرة الدولة وحكم الرئيس. طبعا يسهب الشخص المختار ما لا نهاية له في المديح والتعظيم ليؤكد أنة خير مؤهل للتعيين في الموقع المرموق.
إني لا اعتقد ان مثل هذا التأهيل يتم حاليا كما كان الوضع في الماضي، في نفس الوقت يبدو أن التعينات في الأماكن المرموقة تتم حسب رأى "الجماعة" لإختيار أشخاص " إحنا عارفينهم كويس" معني هذا هو أن الإختيار ما زال يتم علي هوي النظام وأن الولاء للنظام يبقي في مكانة أعلي من الولاء للمهنة وللصالح العام. ليس عندى من شك ان الاعتماد علي أهل الثقة بصورة أو بأخري هو بداية الهلاك.
يلزم التغير الذي تتطلبة ثورة 25 يناير الشابة أختيار قيادات تتسم بالرؤية والخبرة والعلم والمعرفة والريادة في كل المواقع الادارية الهامة بالدولة. لذلك لابد أن يكون إختيار القادة بعيدا عن المحسوبيه والطائفيه والحزبيه السياسيه وما الي ذلك من فكر عقيم .مصر تحتاج الي أحسن ما فيها من قدرات للخروج من الركود الاقتصادي والخمول الفكري وما إليهما.
لابد إذا ان نعى أن اختيار فرد ما لموقع قيادي بالدولة يجب ان يشمل على تقصى أحسن الخبرات المصريه الوطنية المخلصة للتأكد من أختيار افضل ما لدينا. ربما تم ذلك تبعا للخطوات التالية :
أولاً : سؤال أهل الخبرة من داخل وخارج الحكومه ومن النظام ومن خارجه اقتراح عدة اسماء لأفراد يعتقد انهم خير من يقوم بالعمل المطلوب .
ثانيا: سؤال كل من تم اقتراحهم بتحديد رؤيتهم بالتفصيل، وتحديد أولويات وخطة العمل الزمنية للوصول إلي الغرض المنشود اذا ما وكلت إليهم المهمة الوطنية.
ثالثا: مقارنة البرامج المقترحة و الياتها بواسطة مجموعة من أهل الخبرة تشمل عددا متوازيا من داخل النظام وخارجة.
رابعا: إختيار الشخص الأنسب وإعلان الخطة المقترحة علي الملأ لكي يعرف الجميع شكل المسار وان يتعاونوا في تحقيق أهدافه.
تعني هذه الخطوات ان أخيار القادة يجب أن يكون بناءً علي رؤية و مقدرة و فكر وأن يكون الهدف الاول والأخير هو الولاء للمهنة. وجود أهل الرؤيه والخبرة و العلم والمعرفة في المواقع الادارية العليا هو حجر الأساس الذي يستمد النظام منه قوته وثباته. وهذا ما يجب عملة إذا كان الغرض هو نجاح النظام ورفعة ورقى مصر.
قيل لنا ان هذا هو عصر النهضة الحضارية في مصر اليوم. قيل أيضاً أن ما كان يحصل في الماضي لن يعود ليكبل أيدى الحاضر. اسعدتنا هذه المقولات وتأملنا خيراً في مصدرها. تطلعنا لحكم عادل رشيد يرفع من شأن كل مصري و مصرية بالحق و العدل و المساواة لكى يرسخ في فكرالناس دوافع التميز لكونه المقياس الوحيد للوصول الي أرقي المراكز. لكننا الآن نردد " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعـلون" صدق الله العظيم.