abomokhtar
21-10-2012, 06:08 PM
بقلم/ تراجي الجنزوري
إن الله عز وجل لما فرض الفرائض وشرع الشرائع.. لم يفرضها عبثا ً ولم يشرعها سدي .. بل من أجل غاية وحكمة بالغة.. وهي تطهير النفس من أدرانها.. وسبيلا ً إلي اكتساب الأخلاق الطيبة الحميدة.
الصلاة:-
" وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ".
والصيام:-
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
الزكاة:-
" خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ".
وإذا انتقلنا إلي الحج:-
نجد أنه تربية عملية للروح.. ورياضة مؤثرة في النفس .. وهو رحلة روحية تحمل في رحابها مقومات التغير بداية بتطهير النفس ونهاية بتعميق مبادئ الإيمان وترسيخ تعاليم الإسلام: " الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ".
الحج وتغيير السلوك
المسلم عندما يدخل في مناسك الحج يفرض علي نفسه رقابة سلوكية صادقة تحاسبه محاسبة شديدة علي كل مخالفة صغيرة كانت أو كبيرة.. فإذا ما ارتكب محظورا أو مخالفة علي التو والفور وجب أن يعود إلي ضميره فيكفر عن هذا المحظور .
وهذه السلطة "سلطة الضمير" ليست خارجية.. وفي ذلك تربية لهذا الضمير.. وارتقاء به.. وإعلاء من منزلته وقيمته .
وفي الطواف أيضا ً وسيلة لتربية هذه الرقابة الذاتية.. فالحاج يطوف حول الكعبة ويطوف حولها نسوة .. وقد يكون في الطواف شيء من الزحام مما قد يقع فيه البصر علي مالا يجوز.
وليست هناك أي رقابة خارجية تضبط كل مخالفة .. ولم يمنع الإسلام طواف الرجال مع النساء .. ولعل في هذا أكبر الأثر في تربية الضمير.
وكذلك السعي بين الصفا والمروة .. وبذلك يصل إلي مرتبة الإحسان أن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه .
الحج ومكارم الأخلاق:
الناظر إلي فريضة الحج يجد أن لها جوا ً خاصا ً وحياة خاصة يحياها الحجيج .. فالحاج إنسان رقت مشاعره وسمت أخلاقة فتجرد من ذاته وملذاته حتى صار شعثا ً لا يأبه بالحياة ولا ينظر إليها.
فالحج مدرسة يرتفع بها المسلم إلى آفاق أعلى وأرفع.. يتعلم فيها بذل الجهد مع الصبر.. يتعلم كيف يكون لطيفا ً .. يتعلم أن يكون في عبادة دائمة..
الحج سلام ورحمة:
شعيرة تجعل المسلم سلم ورحمة أينما حل وارتحل.. مباركا ًأينما كان.. والله حتى مع الحيوان الأعجم فلا يقترب من الصيد ولا يتجه إلي الطير فيفزعه ومع الإنسان " فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ " ويصل سلمه حتى مع النباتات.. ويصير المسلم في هذه البقاع مصدر رحمة.
الحج إحياء لذكريات ربانية:
إحياء لذكري الأسرة التي لا تبالي في الله بشيء
إحياء لذكري الأم التي تثق في الله ثقة مطلقة "الله أمرك بهذا".
إحياء لذكري الولد الذي يقدم نفسه قربانا لله تعالي.
إحياء لذكري الوالد الذي يضحي بابنه في سبيل الله وإرضاء له.
إحياء لذكري الإسلام والاستسلام من الأسرة جميعها .
إحياء لذكري القبول الذي ينفي الرد والانقياد الذي ينفي الرفض: " فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ".
إحياء لذكري بركة الاستسلام: "وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ".
الحج إحياء لذكريات نبوية:
هنا مشي رسول الله.. هنا وقف رسول الله .. هنا حلق .. هنا كبر .. هنا هلل .. هنا لبي .. من هنا أحرم .. عندها تطيب .. فيها اغتسل .. هنا نحر وضحي .. هنا سعي .. هنا طاف .
كل ذلك مع استشعار كيفية فعله صلي الله عليه وسلم ليزيد إيمان المسلم بل ومشاهدة الأراضي المقدسة وأماكن غزوات النبي وصحبه الكرام التي شع فيها نور الإسلام ليقوي الأيمان ويؤجج في تقوسهم ذكريات غالية استغرقت ثلاثة وعشرين عاما اكتمل فيها بناء الدعوة على يد.
الحج هو المظهر العملي لوحدة الأمة:
أري الناس أفواجا ً ومن كل بقعة إليك انتهوا من غربة وشتات
تساووا فلا أنساب فيها تفاوتت لديك ولا الأقدار مختلفات
حقا أتوا من كل فج عميق .. أتوا من أوطان مختلفة .. وبألوان مختلفة ..ولهجات مختلفة .
أتوا ليقفوا في صعيد واحد .. بنداء واحد ..ولباس واحد ...أمام بيت واحد.. قاصدين إلها ً واحدا ً .. متبعين نبيا ً واحداً ... وهو المظهر العملي لوحدة الأمة " وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ".
ففيه أعظم تعارف للشعوب وهو المعول الذي يهدم الحواجز بين أبناء الأمة.. حاجز القومية والوطنية ..ويحيي في الإنسان مشاعر العطف علي المسلمين والانتصار لهم ويحيوا روح الأخوة .
وبذلك ينبغي أن يكون مؤتمرا جامعا ً .. يتدارس فيه قادة وعلماء المسلمين وسائل تقدمهم ونهضتهم.. ويرسموا لمستقبلهم مراقي العز والسؤدد.. حيث يفد إلي هذه الأماكن المقدسة كثير من العلماء والمتخصصين فيكون في ذلك فرصة طيبة لعقد الندوات والمؤتمرات لمناقشة مشكلات المسلمين الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.
كما أن في الحج لقاءات وثنائيات بين رجال الأعمال للتعرف علي منتجات الدول الإسلامية .. مما يكون سببا في ازدهار التجارة ونشاطها .
إن الله عز وجل لما فرض الفرائض وشرع الشرائع.. لم يفرضها عبثا ً ولم يشرعها سدي .. بل من أجل غاية وحكمة بالغة.. وهي تطهير النفس من أدرانها.. وسبيلا ً إلي اكتساب الأخلاق الطيبة الحميدة.
الصلاة:-
" وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ".
والصيام:-
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
الزكاة:-
" خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ".
وإذا انتقلنا إلي الحج:-
نجد أنه تربية عملية للروح.. ورياضة مؤثرة في النفس .. وهو رحلة روحية تحمل في رحابها مقومات التغير بداية بتطهير النفس ونهاية بتعميق مبادئ الإيمان وترسيخ تعاليم الإسلام: " الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ".
الحج وتغيير السلوك
المسلم عندما يدخل في مناسك الحج يفرض علي نفسه رقابة سلوكية صادقة تحاسبه محاسبة شديدة علي كل مخالفة صغيرة كانت أو كبيرة.. فإذا ما ارتكب محظورا أو مخالفة علي التو والفور وجب أن يعود إلي ضميره فيكفر عن هذا المحظور .
وهذه السلطة "سلطة الضمير" ليست خارجية.. وفي ذلك تربية لهذا الضمير.. وارتقاء به.. وإعلاء من منزلته وقيمته .
وفي الطواف أيضا ً وسيلة لتربية هذه الرقابة الذاتية.. فالحاج يطوف حول الكعبة ويطوف حولها نسوة .. وقد يكون في الطواف شيء من الزحام مما قد يقع فيه البصر علي مالا يجوز.
وليست هناك أي رقابة خارجية تضبط كل مخالفة .. ولم يمنع الإسلام طواف الرجال مع النساء .. ولعل في هذا أكبر الأثر في تربية الضمير.
وكذلك السعي بين الصفا والمروة .. وبذلك يصل إلي مرتبة الإحسان أن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه .
الحج ومكارم الأخلاق:
الناظر إلي فريضة الحج يجد أن لها جوا ً خاصا ً وحياة خاصة يحياها الحجيج .. فالحاج إنسان رقت مشاعره وسمت أخلاقة فتجرد من ذاته وملذاته حتى صار شعثا ً لا يأبه بالحياة ولا ينظر إليها.
فالحج مدرسة يرتفع بها المسلم إلى آفاق أعلى وأرفع.. يتعلم فيها بذل الجهد مع الصبر.. يتعلم كيف يكون لطيفا ً .. يتعلم أن يكون في عبادة دائمة..
الحج سلام ورحمة:
شعيرة تجعل المسلم سلم ورحمة أينما حل وارتحل.. مباركا ًأينما كان.. والله حتى مع الحيوان الأعجم فلا يقترب من الصيد ولا يتجه إلي الطير فيفزعه ومع الإنسان " فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ " ويصل سلمه حتى مع النباتات.. ويصير المسلم في هذه البقاع مصدر رحمة.
الحج إحياء لذكريات ربانية:
إحياء لذكري الأسرة التي لا تبالي في الله بشيء
إحياء لذكري الأم التي تثق في الله ثقة مطلقة "الله أمرك بهذا".
إحياء لذكري الولد الذي يقدم نفسه قربانا لله تعالي.
إحياء لذكري الوالد الذي يضحي بابنه في سبيل الله وإرضاء له.
إحياء لذكري الإسلام والاستسلام من الأسرة جميعها .
إحياء لذكري القبول الذي ينفي الرد والانقياد الذي ينفي الرفض: " فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ".
إحياء لذكري بركة الاستسلام: "وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ".
الحج إحياء لذكريات نبوية:
هنا مشي رسول الله.. هنا وقف رسول الله .. هنا حلق .. هنا كبر .. هنا هلل .. هنا لبي .. من هنا أحرم .. عندها تطيب .. فيها اغتسل .. هنا نحر وضحي .. هنا سعي .. هنا طاف .
كل ذلك مع استشعار كيفية فعله صلي الله عليه وسلم ليزيد إيمان المسلم بل ومشاهدة الأراضي المقدسة وأماكن غزوات النبي وصحبه الكرام التي شع فيها نور الإسلام ليقوي الأيمان ويؤجج في تقوسهم ذكريات غالية استغرقت ثلاثة وعشرين عاما اكتمل فيها بناء الدعوة على يد.
الحج هو المظهر العملي لوحدة الأمة:
أري الناس أفواجا ً ومن كل بقعة إليك انتهوا من غربة وشتات
تساووا فلا أنساب فيها تفاوتت لديك ولا الأقدار مختلفات
حقا أتوا من كل فج عميق .. أتوا من أوطان مختلفة .. وبألوان مختلفة ..ولهجات مختلفة .
أتوا ليقفوا في صعيد واحد .. بنداء واحد ..ولباس واحد ...أمام بيت واحد.. قاصدين إلها ً واحدا ً .. متبعين نبيا ً واحداً ... وهو المظهر العملي لوحدة الأمة " وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ".
ففيه أعظم تعارف للشعوب وهو المعول الذي يهدم الحواجز بين أبناء الأمة.. حاجز القومية والوطنية ..ويحيي في الإنسان مشاعر العطف علي المسلمين والانتصار لهم ويحيوا روح الأخوة .
وبذلك ينبغي أن يكون مؤتمرا جامعا ً .. يتدارس فيه قادة وعلماء المسلمين وسائل تقدمهم ونهضتهم.. ويرسموا لمستقبلهم مراقي العز والسؤدد.. حيث يفد إلي هذه الأماكن المقدسة كثير من العلماء والمتخصصين فيكون في ذلك فرصة طيبة لعقد الندوات والمؤتمرات لمناقشة مشكلات المسلمين الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.
كما أن في الحج لقاءات وثنائيات بين رجال الأعمال للتعرف علي منتجات الدول الإسلامية .. مما يكون سببا في ازدهار التجارة ونشاطها .