سناء مصطفى
22-10-2012, 11:32 AM
" وَقَضَى رَبٌّك ..."
جلس الأب وبين دروب الذكرى تاهْ
وبِكَفَّيْهِ
كان يُضَمِّدُ هذا الجرحِ النازفِ من خصلات ٍ بيضْ
كان الشَّعرُ جميلا أسود
كان القلبُ رقيقا أبيض
كان الحلمُ بلونِ الوردِ ودفء البرد وزقزقةِ العصفور الباكى
كدّ كثيرا
ثم أخيرا ...
ضحك بشَجَن ٍ حين تذكرَ يومَ العُرْس ِ
محبوبتُه مثلُ الشمس ِ
ترنيمةُ عشق ٍ غناها أنْسَتْهُ أحزانَ الأمس ِ
حَلَّقَ مثل الطير الشادى حين أتاه الصوتُ اللاهفْ
عَبْر الهاتفْ :
" إنى أحمل فى أحشائى بعضا منك "
ياالله ...
أىّ شعور فى الأكوانِ
يعدِلُ كلمةْ " ياأبتاه " !
لكنْ مهلا ...
حين اخضرّت ورقةُ " أحمد "
ذَبُلتْ أخرى
سَقَطَتْ فى لحظةِ ميلاده
لَفَحَتْ خدّ الأبّ الغارق فى أحزانه
دمعةُ قدر ٍ كان رحيما
عاش لإبنهْ
عاش لأحمد
مرّ المشهدُ تِلْوَ المشهد
حتى جاءت لحظةُ عُرْسِهْ
سطر الابن فى الأوراق بعضاً من أحلامٍ غضة
حمل الزوجة والأمتعة وفارق بعضه
ترك أباه مجترّا أطياف الذكرى فى وحدتهِ
كل صباح ....
كان يعِدُّ كوب اللبن وبعض الكعك
" أحمد " يعشقُ هذا الكعك
والغائب قد يأتى فجأةْ
لكن ظلّ الباب كسيرا لا يطرقه إلا الصمتْ
يمضى الوقتْ
يَفْتِكُ غولُ اليأس بقلبهْ
فيهاتفه بين الحين وبين الحين :
" حتما قادمُ يا أبتاه"
كلّ صباح
ظلّ يُعِدُّ كوب اللبن وبعضَ الكعكِ
ويقرأُ فى مصحفه سورةْ
*******
" جئتُك أَبَتِ "
دقَّ البابَ ولم ينتظر ِ
هَرَعَ المفتاحُ إلى الثُّقبِ
" أبتِ جِئتُك "
فوق المنضدةِ قد أَلْفَى
كوبَ اللبن وطبقَ الكعكِ و روحاً راضيةً قد فاضت
ثم دموعاً فوق المصحف ِ عند الآيةْ:
" وقضى رَبُّك .... "
شعر / سناء مصطفى أحمد
جلس الأب وبين دروب الذكرى تاهْ
وبِكَفَّيْهِ
كان يُضَمِّدُ هذا الجرحِ النازفِ من خصلات ٍ بيضْ
كان الشَّعرُ جميلا أسود
كان القلبُ رقيقا أبيض
كان الحلمُ بلونِ الوردِ ودفء البرد وزقزقةِ العصفور الباكى
كدّ كثيرا
ثم أخيرا ...
ضحك بشَجَن ٍ حين تذكرَ يومَ العُرْس ِ
محبوبتُه مثلُ الشمس ِ
ترنيمةُ عشق ٍ غناها أنْسَتْهُ أحزانَ الأمس ِ
حَلَّقَ مثل الطير الشادى حين أتاه الصوتُ اللاهفْ
عَبْر الهاتفْ :
" إنى أحمل فى أحشائى بعضا منك "
ياالله ...
أىّ شعور فى الأكوانِ
يعدِلُ كلمةْ " ياأبتاه " !
لكنْ مهلا ...
حين اخضرّت ورقةُ " أحمد "
ذَبُلتْ أخرى
سَقَطَتْ فى لحظةِ ميلاده
لَفَحَتْ خدّ الأبّ الغارق فى أحزانه
دمعةُ قدر ٍ كان رحيما
عاش لإبنهْ
عاش لأحمد
مرّ المشهدُ تِلْوَ المشهد
حتى جاءت لحظةُ عُرْسِهْ
سطر الابن فى الأوراق بعضاً من أحلامٍ غضة
حمل الزوجة والأمتعة وفارق بعضه
ترك أباه مجترّا أطياف الذكرى فى وحدتهِ
كل صباح ....
كان يعِدُّ كوب اللبن وبعض الكعك
" أحمد " يعشقُ هذا الكعك
والغائب قد يأتى فجأةْ
لكن ظلّ الباب كسيرا لا يطرقه إلا الصمتْ
يمضى الوقتْ
يَفْتِكُ غولُ اليأس بقلبهْ
فيهاتفه بين الحين وبين الحين :
" حتما قادمُ يا أبتاه"
كلّ صباح
ظلّ يُعِدُّ كوب اللبن وبعضَ الكعكِ
ويقرأُ فى مصحفه سورةْ
*******
" جئتُك أَبَتِ "
دقَّ البابَ ولم ينتظر ِ
هَرَعَ المفتاحُ إلى الثُّقبِ
" أبتِ جِئتُك "
فوق المنضدةِ قد أَلْفَى
كوبَ اللبن وطبقَ الكعكِ و روحاً راضيةً قد فاضت
ثم دموعاً فوق المصحف ِ عند الآيةْ:
" وقضى رَبُّك .... "
شعر / سناء مصطفى أحمد