مشاهدة النسخة كاملة : مزاج كل شخص يحدد لونه المفضل


abomokhtar
22-10-2012, 07:54 PM
عماد الدين السيد يكتب :


في الإسلام
الدولة الدينية حرام شرعاً، لأنها تمنع عزل الحاكم، وتمنع محاسبته، وتجعله ظل الله في الأرض، وهو يخالف شرعاً الحديث: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والحديث: أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.

في الإسلام
الدولة العلمانية حرام شرعاً، لأنها تعزل الدين تماماً عن الحياة، ولا تعير نصوصاً كاملة وآيات من القرآن أي انتباه، فتتجاهل مثلاً آيات الربا في المعاملات الاقتصادية، وآيات الميراث في القضاء.

في الإسلام
لا دولة إلا الدولة المدنية، التي تتيح للشعب المشاركة في الحياة السياسية ومعارضة الحاكم بل والخروج عليه، وتتيح للشعب الاحتكام لقوانين وضعية مستمدة من القرآن والسنة وفقاً لما يؤمن به الشعب، وتتيح لغير المسلمين الاحتكام لشرائعهم، وتعظم من قيمة القضاء في الفصل بين الناس وفق أدلة وبراهين واضحة لا شبهة فيها، وترفض تماماً أي عقاب من الحاكم على الرعية، بل وتعتبره أمراً مشيناً يستحق الرد بثورة

ما يدور الآن في الإعلام:
تصدير أن الدولة في الإسلام هي دولة دينية، وأن الإخوان يسعون لها، وأن الدولة العلمانية هي دولة مدنية، وأن الليبراليين واليساريين يسعون لها. وأن معركة الدستور هي القضاء على هيمنة الإسلاميين ومنع كتابة دولة دينية

ما يدور في الواقع:
الليبراليين واليساريين يسعون إلى دولة علمانية، وهذا ما يفسر الاعتراض على نص " دون الإخلال بأحكام الشريعة الإسلامية" ... بينما الدولة العلمانية حرام شرعاً عند الإخوان
ويُتهم الإخوان بسعيهم نحو دولة دينية بينما هي كذلك في عقيدتهم حرام شرعاً

يسعى الإخوان لدولة مدنية - آه والله العظيم - تستمد قوانينها من النصوص القطعية من القرآن والسنة ... وهذا لا يعني أن الشيخ يحكم، وأن الحاكم هو ظل الله على الأرض ... لكنها تعني مثلاً: هل نصدر قانوناً يسمح مثلاً بتأسيس بالسماح بالزواج المدني مثلاً: الذي يسمح بزواج مسلمة من مسيحي أم لا نفعل؟! ... أو هل في محاكم المواريث يرث الذكر مثل حظ الأنثيين أم يتم التوزيع بالتساوي

سؤال: هل الدولة العلمانية دولة مدنية؟
نعم، وهي تختلف عن الدولة المدنية في الإسلام في أن الدولة العلمانية تستمد دستورها وقوانينها من العلم، بينما تستمد الدولة المدنية في الإسلام دستورها وقوانينها من القرآن والسنة

سؤال: هل تسعى النخبة في مصر لدولة مدنية؟
لا، لأن النخبة المصرية رفضت الديمقراطية وقررت أن تفرض وصاية على الشعب وتتهمه بالتخلف، وبالتالي رأت نفسها هي الوحيدة التي تفهم، وهي الوحيدة التي من حقها أن تقرر، فالشعب مثلاً كان جاهلاً لما اختار " نعم " في استفتاء مارس، وبالتالي يجب أن نلغي هذا الاختيار ونفرض اختيار " لا " كما صرح البعض.
بالتالي: النخبة في مصر تسعى - آه والله العظيم - لوجه آخر من الدولة الدينية، حيث لا يصبح الحاكم هو ظل الله على الأرض، بل تصبح قلة من الشعب تُسمى " النخبة " هي ظل العلم على الأرض ... هي من تقرر وتخطط للشعب الجاهل الذي لا يفقه شيئاً، ولو جاءت نتائج الانتخابات عكس ما يريدون صار اتهام الشعب بالجهل والرشوة كافياً للانقلاب على هذه النتائج

سؤال: ما سر معركة الدستور؟
هناك معركتان في الدستور ... الأولى معركة الهوية: هناك من يقاتل من التيار الإسلامي ومن التيار العلماني لصبغ مصر بصبغة إسلامية متشددة أو علمانية متشددة ... وهو ما يفسر الصراع على المادة الثانية والخلاف حول كلمة مباديء الشريعة

المعركة الثانية هي معركة الصلاحيات ... وهي المعركة الأشد ... هل الدولة بنظام رئاسي أم برلماني؟ ... ما وضع الموسسة العسكرية في الدستور؟ ... ما وضع القضاء؟ ... وهكذا

سؤال أخير: ماذا تفعل بعد كل هذا الصراع؟
نصائح محددة:
- لا تستمع نهائياً للإعلام ... معد البرامج ينتقي الضيوف ليقولوا كلاماً محدداً ليتم التأثير عليك بطريقة معينة
- لا تستمع للشائعات الكثيرة عبر فيسبوك وتويتر ... الدستور ليس به مواد لزواج القاصرات ولا لمضاجعة الوداع
- اقرأ مسودة الدستور ... حاول أن تفهم ... اذهب لشخص تؤمن أنه سيكون صادق معك وتناقش معه ... مسودة الدستور مطروحة للنقاش المجتمعي حتى يتم تعديلها وليس لفرضها ...
- استمع لجلسات الجمعية التأسيسية عبر قناة صوت الشعب ... مهمة جداً ومفيدة جداً وستفهم منها الكثير
- شاهد حلقات Qabila - قبيلة عن التعريف بالدستور ... بسيطة وشيقة
- اقرأ بعض المقالات المهمة عن الدستور ... كيف تعرف أن المقال مهم؟ ... عندما تجد أشخاصاً ذوي ثقة بالنسبة لك قد اهتموا به ... لكن بعد قراءته أبحث عن وجهة نظر مخالفة في مقال آخر واقرأ من مسودة الدستور النقاط محل الخلاف ثم قرر ماذا ترى؟!
- لا مانع من أن ترسل برأيك للتأسيسية عبر موقعها ...عندي معلومات أكيدة أن كل الرسائل تُقرأ

أخيراً ...
ثق أن كل الحديث عن دولة مدنية أو دينية كلام للتهويل والتخويف ... ركز على النقاط محل الخلاف ... وقرر

لا تقل لا لأن فلان قال لا ... ولا تقل نعم لأن فلان قال نعم ... أنت وحدك من له الحق في القرار ... لأن الأمر هنا لا علاقة له بالصواب والخطأ ... الأمر هنا هو شكل الدولة ... هل تريدها أن ترتدي فستاناً أحمر اللون أم أصفر أم برتقالي أم من كل الألوان ...

ومزاج كل شخص يحدد لونه المفضل ...

aymaan noor
23-10-2012, 11:41 AM
في الإسلام
لا دولة إلا الدولة المدنية، التي تتيح للشعب المشاركة في الحياة السياسية ومعارضة الحاكم بل والخروج عليه، وتتيح للشعب الاحتكام لقوانين وضعية مستمدة من القرآن والسنة وفقاً لما يؤمن به الشعب، وتتيح لغير المسلمين الاحتكام لشرائعهم، وتعظم من قيمة القضاء في الفصل بين الناس وفق أدلة وبراهين واضحة لا شبهة فيها، وترفض تماماً أي عقاب من الحاكم على الرعية، بل وتعتبره أمراً مشيناً يستحق الرد بثورة

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك