مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يرفض العلمانيون تطبيق الشريعة ..؟!


abomokhtar
23-10-2012, 05:36 PM
أحمد توحيد يكتب .. لماذا يرفض العلمانيون تطبيق الشريعة ..؟!


أعجب كثيراً لمن يسمون أنفسهم بالنخبة المثقفة الذين يعملون جاهدين على منع تطبيق الشريعة الإسلامية بكل ما أوتوا من قوة المال والإعلام بإطلاقهم صرخات مدوية فى الفضاء بحجة أننا حين نطبق الشريعة سوف تقطع أيادى اللصوص ويرجم الزانى وأننا بهذا نعود إلى العصر الحجرى ، لكنهم لا يتحدثون ابداً عن باطنهم العفن ولا يتذكرون الحضارة الإسلامية العظيمة التى علمت العالم والتى أخذت منها أوروبا الطريق إلى التقدم.

وحين نقول ماذا قدمت الشريعة للأمة الإسلامية سوف نستشهد بأقوال أبناء الغرب الذين هم قبلة العلمانيين فى بلادنا .

يقول المفكر ليوبولد فايس :
لسنا نبالغ إذا قلنا أن العصر العلمى الحديث الذى نعيش فيه لم يدشن فى مدن أوروبا ولكن فى المراكز الإسلامية فى دمشق وبغداد والقاهرة وقرطبة .

و يقول جوستاف لوبون :
ولم يكد العرب يتمّون فتح الأندلس حتى بدأوا يقومون برسالة الحضارة فيها ، فاستطاعوا فى أقل من قرن أن يحيوا ميت الأرضين ويعمروا خراب المدن ويقيموا فخم المبانى ويوطدوا وثيق الصلات التجارية بالأمم الأخرى ، ثم شرعوا يتفرغون لد
راسة العلوم والآداب ويترجمون كتب اليونان واللاتين ، وينشئون الجامعات التى ظلّت وحدها ملجأ للثقافة فى أوروبا زمناً طويلاً .


هكذا كانت الطفرة العلمية التى كان يعيش فيها المسلمون فى الوقت الذى كانت تعج فيه أوروبا برائحة القاذورات ، وهنا يخبرنا الكاتب ساندور ماراي، الذي ولد في بداية القرن العشرين في عائلة بورجوازية ذات أصول نمساوية هنغارية، وأصدر كتاباً يؤرخ لتاريخ القذارة في أوروبا، بل أيضا لتاريخ القاذورات في عصره، حين يعترف بأن الإعتقاد الذي كان شائعاً في عائلته الغنية هو أن الإغتسال الكثير يضر بالصحة.


هذا فى الوقت الذى يخبرنا فيه جون براند ترند :
إن قرطبة التى فاقت كل حواضر أوروبا مدنية أثناء القرن العاشر الميلادى كانت فى الحقيقة محط إعجاب العالم ودهشته ، كمدينة فينيسيا فى أعين دول البلقان ، وكان السياح القادمون من الشمال يسمعون بما هو أشبه بالخشوع والرهبة عن ت
لك المدينة التى تحوى 70 مكتبة و 900 حمام عمومى ، فإن أدركت الحاجة حكام ليون أو النافار أو برشلونة إلى جرّاح أو مهندس أو معمارى أو خائط ثياب فلا يتجهون إلا إلى قرطبة .

والسؤال هنا .. هل كانت الأمة الإسلامية أمة جاهلة ؟ يجيب عن هذا السؤال المستشرق مارتن بلسنر فيقول :
"ما زالت مؤلفات المسلمين في الجغرافيا تحتل مكانًا مهمًّا حتى يومنا هذا؛ لأن المعلومات التي تتضمنها تزيد في علمنا بالجغرافيا التاريخية المتعلقة بالبلدان التي تناولتها هذه المؤلفات، وبالتالي تنمِّي بصورة غير مباشرة معلوماتنا عن تاريخ تلك البلدان؛ فتراث الإسلام في هذا الميدان له أهمية خاصة" .



ويقول ول ديورانت عن الخرائط التي رسمها الإدريسي :
"وكانت هذه الخرائط أعظم ما أنتجه علم رسم الخرائط في العصور الوسطى، لم ترسم قبلها خرائط أتم منها، أو أدق، أو أوسع وأعظم تفصيلاً.



وتؤكد على هذا المستشرقة زيجريد هونكه فتقول:
قد حمل مشعل الحضارة العربية عبر الأندلس ألوف من الأسرى الأوروبيين ، عادوا من قرطبة وسرقسطة وغيرها من مراكز الثقافة الأندلسية ، كما مثّل تجار ليون وجنوة والبندقية و نورمبرج دور الوسيط بين المدن الأوروبية والمدن
الأندلسية ، واحتكّت ملايين الحجاج المسيحيين الأوروبيين فى طريقهم إلى سانتياجو بالتجّار العرب والحجاج المسيحيين القادمين من شمال الأندلس ، كما ساهم سيل الفرسان والتجار ، ورجال الدين المتدفقين سنويّاً من أوروبا إلى أسبانيا فى نقل أسس الحضارة الأندلسية إلى بلادهم ، وحمل اليهود من تجار و أطباء ومتعلمين ثقافة العرب إلى بلدان الغرب ، كما اشتركوا فى أعمال الترجمة بمدينة طليطلة ، ونقلوا عن العربية عدداً كبيراً من القصص والأساطير والملاحم .


هذا غيض من فيض مما كان عليه المسلمون حين طبقوا شريعة الله فى الأرض .. أمن أجل هذا يرفض العلمانيون تطبيق الشريعة الإسلامية التى جعلت المسلمون أسياد العالم حقبة من الزمان ؟ أم أنهم يريدون لبلادنا أن تظل فى جهل مدقع حتى لا تنهض مرة أخرى ليسود الإسلام العالم مرة ثانية ؟