مشاهدة النسخة كاملة : أشْواق شَاعر إلى البيت الحَرام ووحدة الأمة للشاعر/ سُلطان عبد الرحيم


abomokhtar
27-10-2012, 09:52 AM
تقديم / هشام النجار
أهَاجَ مشاعرَنا هذا النظمُ الشعري للأرض المباركة المقدسة.. ليس هذا فحسب.. إنما وضعنا شاعرُنا في واقعِ الرحلة.. فكأن الأجساد شاركت الأرواح الانتقال الميمون.. لتتبرك وتغتسل هي الأخرى من خطاياها وآثامها الكثيرة .
كم نتخفف من الدنيا في تلك الرحلة - الدنيوية الأخروية -.. فهي الرحلة الوحيدة التي يشعر معها الإنسان أنه انعزل وانخلعَ تماماً من الدنيا بكل ما فيها من أغراض ومساوئ وأهداف وطموحات وألاعيب وأطماع.. إلى دنيا أخرى تماماً.. مختلفة تماماً .. إلى دنيا الله، إلى زيارة الرسول، إلى آثار الصحابة والتابعين، إلى الخشوع والاتصال الوثيق بالسماء، إلى القيام والصلاة والذكر والدعاء والترتيل .
هناك نجتمع من كافة الألوان والأجناس ومن أقصى الأرض إلى أقصاها من جميع بلدان العالم.. فنصحو على الحقيقة الغائبة عنا.. أننا قوة لا يُستهان بها.. وأننا لو توحدنا على الدين والعقيدة.. وفارقنا المكان بأجسادنا ولم تفترق أرواحنا ولم ينتهي تواصلنا ولم يتوقف تعاوننا.. فلن تستطيع قوة مهما بلغت وارتفعت وتضخمت هزيمتنا والوقوف في مواجهتنا.. فضلاً عن إذلالنا وأهانتنا وانتقاص حقوقنا و****** مقدساتنا ونهب ثرواتنا واحتلال أراضينا.
رضينا أم أبينا نحن أبناء هذا الدين.. ننتمي لتلك الأرض.. تشع منا تلك القداسة.. فوق كاهلنا نحمل هذه الرسالة.. ومطلوب منا وواجب علينا تبليغ الأمانة والقيام بواجبنا نحو هذا الدين العزيز الذي أكرمنا الله به.. ونحو هذه الأمة التي شرفنا الله بالانتماء إليها.
الرحلة ليست فسْحة ولا سياحة خلوية.. إنما من أعظم أهدافها تحقيق التجرد الذاتي والخلوص إلى معاني العبودية الحقيقية.. ثم تحقيق التجرد الجماعي والخلُوص إلى معاني الانتماء لأمة عظيمة شريفة في حجْم أمة الإسلام.
ويُلام من ذهب وعاد كما ذهب.. فلا تجرد ولا ذكرى ولا تصميم ووحدة وتعاون لنصرة قضايا الأمة .
ويُلام من قرأ هذا النص ولم تتحرك أشواقه إلى البيت الحرام وإلى الأرض المقدسة ووحدة ونصرة الأمة.
أشواق شاعر إلى البيت الحرام ووحدة الأمة
للشاعر/ سلطان عبد الرحيم
تاقت النفوس إلي صحبة الحجيج وحالت الأقدار دون ذهاب الأجساد.. لكن القلوب قد ذهبت إلى الحجاز لتشم هناك عبير الحجاز.




أرض الحجاز وموطن الأعلام من مهجتي أهدي إليك سلامي
فلتنعمي ولتسلمي يا قبلتي تفديك روحي قبل حد حسامي
سأظل مشغوفا بحبك أرتجي وصلا ً وأهفو نحو نيل مُرامي
نبضات قلبي في هتاف دائم يا منبع التوحيد أنت غرامي
كم في رحابك قبلتي من عبرة تجلو جيوش الهم والآلام
في الذكريات الطيبات لدعوة ستظل خالدة مدى الأيام
فهنا أضاء النور قدسي السنا فسرى يبدد قسوة الإظلام
وتشرفت هذي البقاع بموعد جمع الملاك بأطهر الأنسام
والكون هلل فرحة وتضوعت مسكا ربوعك من شذى الإسلام
يا أرض أحمد والصحابة فاخري فلأنت قلب العالم المترامي
ولأنت شمس قد طوى ديجوره وأزحت غيم الباطل الهدام
أرض الحجاز لقد أهجت مشاعري والحب يُزكي دافع الإلهام
قد جئت ألتمس الدواء وأرتجي للروح ترياقا من الأسقام
ومع الحجيج وفي مناسك رحلتي يسمو جناني فوق كل حطام
فأطوف بيت الله ألتمس الهدى متجردا بملابس الإحرام
مستقبلا للركن ألثم موطنا في البيت سنة قائدي وإمامي
أسعى إلى المسعى فأذكر ساعة كانت لهاجر غاية الأوزام
وعلى ربا الجبل الكريم مدامعي تحكي رجوعا عن خطا الأثام
أدعو إله العالمين بلهفة فعساه يمحو صفحة الإجرام
يا من سحائب جوده تسع الورى مولاي أحسن بالجواب مقامي
فإليك أشكو ما يحرق مهجتي دوما ويقق راحتي ومنامي
يا رب أمة مصطفاك لقد غدت من بؤسها في ضيعة الأيتام
وتشرذمت يالهف نفسي رغم ما تحوي من الأعداد والأرقام
مُر الخطوب بساحها وتلفها سحب الأسى بالذل والإرغام
وغدا بنوها للذئاب فريسة والقدس صار بقبضة الحاخام
سالت دماء المسلمين رخيصة تحت القنابل في لظي الألغام
فتشاغلوا عن همها بتناحر فأطل ليل بالغ الإدهام
فارحم إلهي ما بدا من ضعفها واهد القلوب لوحدة ووئام
يا رب قيض من يقود جموعنا خلف الرسول القائد المقدام
وارفع لوانا في الدنا ليصونه نور الكتاب وقوة الصمصام
ليشق أسجاف الظلام جميعها صبح الفلاح بوجهه البسام