Mr.Ahmed EL-hady
31-10-2012, 04:46 PM
ان الشريعة ليست مجرد حدود .. فالعدل شريعة والرحمة شريعة والعلم شريعة والعمل شريعة والله أمر بالعلم والعمل في أكثر من ألف موضع
وأمر بقطع يد السارق في موضع واحد وأول الأوامر مطلقا كان "اقرأ باسم ربك الذي خلق"
وبرغم هذا الأمر الصريح بالقراءة وهو الأمر الذي له أولوية مطلقة في الإسلام فنحن أمة لا تقرأ ولا تعقل بل نفكر في المظاهرات والهتافات والمسيرات لنطبق الشريعة ..
ولكن ما هي الشريعة .. إنها هذا كله .. إنها العلم والعمل والعدل والرحمة ومكارم الأخلاق ..
وي ليست مجرد حدود .. وما الحدود إلا سياج الأمن والحماية الذي تضربه الشريعة حول خيمة المسلمين ..
ولكن الشريعة ككل أكبر من موضوع الحدود فهي قانون الرحمة العام وقانون الحب ودستور النماء والتطور للمجتمع الإسلامي.
وما أقول هذا الكلام إلا حبا في الشريعة وتمسكا بها وخوفا عليها من سوء النيات وسوء التفسير وسوء الفهم وسوء التطبيق وحرصا عليها من متاجرة المتاجرين المتآمرين
و
الشريعة واجبه وهي حق ، ولكن الطريق إليها ليس العقاب وحده ، ولكن الإصلاح أولاً ... لابد من إصلاح إيجابي يجعل الفضيلة ممكنه قبل أن نعاقب تاركها
وان القوة لا تلد لا مراكز قوة تأتى ومعها الاذلال والارهاب والتنكيل وليس الحرية والكرامة والعزة. ولقد راينا
بأعيننا ماذا يفعل الجالسون فى مراكز القوة . ولن تاتى الشريعة بهذه الوسائل ابدا لأن الشريعة رحمة
ومحبة ولا وسائل لتحقيقها الا الرحمة والمحبة. الشريعة هى قمة الحكمة الربانية .. وهى تحتاج الى ذروة
الحكمة البشرية فى الفهم وفى التطبيق .. وأى كلام غير ذلك غوغائية ومزايدات حزبية وبالونات دخان
للتعمية وأى تطبيق للشريعة بدون فهم لن يكون سوى اجراءات مظهرية ومجرد مرهم سطحى لخراج معبا
بالصديد ان التقوى هى روح الأمر كله .. وحينما تزداد حرارة الايمان وتسكن القلوب الى ربها لا يعود الواحد منا
يختار الا ما اختار له ربه ويصبح هواه فيما شرعه له الله دون تكلف.وحسن التربية فى البيت والمدرسة
والجامعة والمصنع.وحسن القدوة فى الاب والمدرس ورئيس العمل وزعيم الحزب.وحسن الدعوة الى منهج
الله بالقول الحسن والسلوك الحسن.كل هذه وسائل أكثر فى تطبيق الشريعة من الزايدات الانتخابية وفى
القرآن يعلمنا ربنا قائلا فى آياته ” ” وقولوا للناس حسنا ” .ولن تجدوا واحدا يرفض الحسن من كل شيىء والشريعة هى الحسن
وفى الفقه شيىء يسمونه شيوع البلوى .. أن البلوى اذا شاعت وعمت فانها تكون مدعاة للاستثناء ومدعاة
الى الاصلاح المتدرج. وقديما كان شرب الخمر بلوى عامة وشائعة فى المجتمع القرشى ولهذا نرى أن الأيات
التى نزلت بالتحريم نزلت متدرجة .. فى البداية نزلت ايات تقول أن للخمر فوائد وأن لها مضار وأن ضرها أكبر
من نفعها .. ثم نزلت الآيات التى تحرم شرب الخمر وقت الصلاة ثم أخيرا نزلت الآيات التى تحرم شرب الخمر
أطلاقا. وقد كان سبب هذا التدرج فى التحريم هو شيوع البلوىوكذلك كان الغاء الرق فى الاسلام بالتصفية
التدريجية بالعتق واخذ الفدية من الأسير أو اطلاقه دون استرقاق والسبب أن الرق كان هو الاخر بلاء شائعا
وكان تحريمه بضربة واحدة باترة معناها خروج ألوف المتعطلين والمتسولين بلا عمل سوى السرقة أو الدعارة .
. ولأن الغاء الرق كان أمرا مستحيلا من طرف واحد فقد كان المسلمون والمشركون طرفين فى حرب سجال
ولو أن المسلمين امتنعوا عن أسترقاق الأسرى من طرفهم دون معاملة مساوية فى الطرف الاخر لكان هذا
الشرع ظلما للمسلمين الذين يقعون اسرى وأرقاء على الطرف الآخر .. ان شيوع البلوى كان دائما عاملا هاما
فى التشريع ودافعا الى التدرج فىالاصلاح ..أن الحقيقة التى يجب أن يفطن لها الجميع أن الشباب لم ينحرف
وحده ولكن البيئة انحرفت والمناخ الاجتماعى انحرف والفن انحرف والفكر أنحرف والسياسة أنحرفت .. وفى
داخل البرلمان وجدنا تجار مخدرات يعتصمون بالحصانة البرلمانية وفيهم زعامات . .. وكبار اللصوص هم الأولى
بقطع الأيدى ومنتجو الافلام ال***ية هم الأولى بالرجم ومافيا المخدرات وبعضهم فى أعلى المناصب هم
الاولى بالشنق .. واذا ناديتم بالشريعة فانا اقول نعم وأنا أنادى معكم. ولكنى أسأل أولا .. من يقطع يد من
فى هذه الغابة ..ومن منكم لم يرتكب خطيئة ليكون الرامى بأول حجر .. أقول الشريعة واجبة وهى حق ولكن
الطريق اليها ليس العقاب وحده ولكن الاصلاح أولا .. لابد من إصلاح اجتماعى يجعل الفضيلة ممكنة قبل أن
نعاقب تاركها .. ومن ثم لابد من التدرج والأخذ بمبدأ تطبيق الشريعة على مراحل لأن اصلاح المناخ
الاجتماعى والفنى والفكرى والسياسى والاقتصادى لا يمكن أن يتم بين يوم وليلة .هذه نظرة واقعية أعلم
أنها لن تعجب هؤلاء الذين يحلمون بأصلاح كل شيىء بأنقلاب ويتصورون أن المدافع الرشاشة يمكن أن
تحسم كل شيىء وتأتى بالشريعة على ظهور الدبابات وأن الفضائل يمكن أن تصنع قهرا وأن الشرف يمكن أن
يولد بالرعب.وأقول لهؤلاء ان العنف لا يلد الا النفاق والكذب والتعلق وان الخوف لا يلد الا السلبية واللامبالاة
د. مصطفي محمود
..
وأمر بقطع يد السارق في موضع واحد وأول الأوامر مطلقا كان "اقرأ باسم ربك الذي خلق"
وبرغم هذا الأمر الصريح بالقراءة وهو الأمر الذي له أولوية مطلقة في الإسلام فنحن أمة لا تقرأ ولا تعقل بل نفكر في المظاهرات والهتافات والمسيرات لنطبق الشريعة ..
ولكن ما هي الشريعة .. إنها هذا كله .. إنها العلم والعمل والعدل والرحمة ومكارم الأخلاق ..
وي ليست مجرد حدود .. وما الحدود إلا سياج الأمن والحماية الذي تضربه الشريعة حول خيمة المسلمين ..
ولكن الشريعة ككل أكبر من موضوع الحدود فهي قانون الرحمة العام وقانون الحب ودستور النماء والتطور للمجتمع الإسلامي.
وما أقول هذا الكلام إلا حبا في الشريعة وتمسكا بها وخوفا عليها من سوء النيات وسوء التفسير وسوء الفهم وسوء التطبيق وحرصا عليها من متاجرة المتاجرين المتآمرين
و
الشريعة واجبه وهي حق ، ولكن الطريق إليها ليس العقاب وحده ، ولكن الإصلاح أولاً ... لابد من إصلاح إيجابي يجعل الفضيلة ممكنه قبل أن نعاقب تاركها
وان القوة لا تلد لا مراكز قوة تأتى ومعها الاذلال والارهاب والتنكيل وليس الحرية والكرامة والعزة. ولقد راينا
بأعيننا ماذا يفعل الجالسون فى مراكز القوة . ولن تاتى الشريعة بهذه الوسائل ابدا لأن الشريعة رحمة
ومحبة ولا وسائل لتحقيقها الا الرحمة والمحبة. الشريعة هى قمة الحكمة الربانية .. وهى تحتاج الى ذروة
الحكمة البشرية فى الفهم وفى التطبيق .. وأى كلام غير ذلك غوغائية ومزايدات حزبية وبالونات دخان
للتعمية وأى تطبيق للشريعة بدون فهم لن يكون سوى اجراءات مظهرية ومجرد مرهم سطحى لخراج معبا
بالصديد ان التقوى هى روح الأمر كله .. وحينما تزداد حرارة الايمان وتسكن القلوب الى ربها لا يعود الواحد منا
يختار الا ما اختار له ربه ويصبح هواه فيما شرعه له الله دون تكلف.وحسن التربية فى البيت والمدرسة
والجامعة والمصنع.وحسن القدوة فى الاب والمدرس ورئيس العمل وزعيم الحزب.وحسن الدعوة الى منهج
الله بالقول الحسن والسلوك الحسن.كل هذه وسائل أكثر فى تطبيق الشريعة من الزايدات الانتخابية وفى
القرآن يعلمنا ربنا قائلا فى آياته ” ” وقولوا للناس حسنا ” .ولن تجدوا واحدا يرفض الحسن من كل شيىء والشريعة هى الحسن
وفى الفقه شيىء يسمونه شيوع البلوى .. أن البلوى اذا شاعت وعمت فانها تكون مدعاة للاستثناء ومدعاة
الى الاصلاح المتدرج. وقديما كان شرب الخمر بلوى عامة وشائعة فى المجتمع القرشى ولهذا نرى أن الأيات
التى نزلت بالتحريم نزلت متدرجة .. فى البداية نزلت ايات تقول أن للخمر فوائد وأن لها مضار وأن ضرها أكبر
من نفعها .. ثم نزلت الآيات التى تحرم شرب الخمر وقت الصلاة ثم أخيرا نزلت الآيات التى تحرم شرب الخمر
أطلاقا. وقد كان سبب هذا التدرج فى التحريم هو شيوع البلوىوكذلك كان الغاء الرق فى الاسلام بالتصفية
التدريجية بالعتق واخذ الفدية من الأسير أو اطلاقه دون استرقاق والسبب أن الرق كان هو الاخر بلاء شائعا
وكان تحريمه بضربة واحدة باترة معناها خروج ألوف المتعطلين والمتسولين بلا عمل سوى السرقة أو الدعارة .
. ولأن الغاء الرق كان أمرا مستحيلا من طرف واحد فقد كان المسلمون والمشركون طرفين فى حرب سجال
ولو أن المسلمين امتنعوا عن أسترقاق الأسرى من طرفهم دون معاملة مساوية فى الطرف الاخر لكان هذا
الشرع ظلما للمسلمين الذين يقعون اسرى وأرقاء على الطرف الآخر .. ان شيوع البلوى كان دائما عاملا هاما
فى التشريع ودافعا الى التدرج فىالاصلاح ..أن الحقيقة التى يجب أن يفطن لها الجميع أن الشباب لم ينحرف
وحده ولكن البيئة انحرفت والمناخ الاجتماعى انحرف والفن انحرف والفكر أنحرف والسياسة أنحرفت .. وفى
داخل البرلمان وجدنا تجار مخدرات يعتصمون بالحصانة البرلمانية وفيهم زعامات . .. وكبار اللصوص هم الأولى
بقطع الأيدى ومنتجو الافلام ال***ية هم الأولى بالرجم ومافيا المخدرات وبعضهم فى أعلى المناصب هم
الاولى بالشنق .. واذا ناديتم بالشريعة فانا اقول نعم وأنا أنادى معكم. ولكنى أسأل أولا .. من يقطع يد من
فى هذه الغابة ..ومن منكم لم يرتكب خطيئة ليكون الرامى بأول حجر .. أقول الشريعة واجبة وهى حق ولكن
الطريق اليها ليس العقاب وحده ولكن الاصلاح أولا .. لابد من إصلاح اجتماعى يجعل الفضيلة ممكنة قبل أن
نعاقب تاركها .. ومن ثم لابد من التدرج والأخذ بمبدأ تطبيق الشريعة على مراحل لأن اصلاح المناخ
الاجتماعى والفنى والفكرى والسياسى والاقتصادى لا يمكن أن يتم بين يوم وليلة .هذه نظرة واقعية أعلم
أنها لن تعجب هؤلاء الذين يحلمون بأصلاح كل شيىء بأنقلاب ويتصورون أن المدافع الرشاشة يمكن أن
تحسم كل شيىء وتأتى بالشريعة على ظهور الدبابات وأن الفضائل يمكن أن تصنع قهرا وأن الشرف يمكن أن
يولد بالرعب.وأقول لهؤلاء ان العنف لا يلد الا النفاق والكذب والتعلق وان الخوف لا يلد الا السلبية واللامبالاة
د. مصطفي محمود
..