مشاهدة النسخة كاملة : عزيزى الليبرالى المتدين!


أ/محمد ابراهيم
08-11-2012, 11:30 AM
عزيزى الليبرالى المتدين ، يا من تفخر بمحافظتك على الصلاة فى وقتها ، وتؤكد أنك من صوَّام شهر رمضان ، بل ربما تُخرج صورك لتبرهن على حجك واعتمارك قائلا: انظر إلى صورتى وأنا أبكى فى مناسك الحج ! …تأمل!...أى دلالة يا رجل إلا نبض الإيمان وحرارته فى القلوب!، ألا يدلك ذلك على صدق محبتنا لدين الله بل والانصياع لأوامره وكفِّ النفس عن نواهيه ؟!


عزيزى الليبرالى المتدين؛ لعلك تتفق معى أنَّ العقيدة النابضة الحية ليست وجداناً متواريا مستسراً فى القلب ، أليس كذلك؟!
كأنى بك تقول متلهفاً: نعم ؛ وهذا ما دفعنى للتمسك بالعبادة والحفاظ عليها رغم كونى ليبرالياً!، وأكبر دليل على صدقى أننى لا أرائى أحداً بل أرجو ما عند ربى.


رائعٌ ما تقول يا سيدى ! ….لكنَّ السؤال الذى يفرض نفسه بقوة الآن:
لقد تيقنا من حرارة الإيمان فى قلبك ، وبرهان ذلك حبك للعبادة والتزامك بها، فما هو وجه التفرقة لالتزامك بأمر الله فى العبادات ورفضك للوحى الإلهى فى أمور المعاملات مثلا؟! ما هو وجه التفرقة ؟!


هل علمتَ أنَّ دين الله محصورٌ فى الشعائر التعبدية والمشاعر الوجدانية ؟!
لقد نزل قوله تعالى ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) فى نزاع بين مسلميْنِ فى سقيا ماء!


_ إنَّ البعض حينما يقال له ذلك يركب التعاسيف والتعاريج من القول ليبرهن أنه مع الإسلام وشموليته والانصياع التام لأمر الله، لكنه _فقط_ ينكر علينا فى فهم روح الشريعة ويسرها ومقاصدها؛ فمثلا الأستاذ /مجدى الجلاد رئيس تحرير جريدة الوطن كتب عقب عودته من الحج مقالا بعنوان:" الحج بأجندة" قال فيه :
(يقابلك رجل ذو لحية كثيفة.. أعرف أنه سلفى قبل أن ينطق «أستاذ مجدى.. حج مقبول.. دعواتك لشرع الله.. إن لم تدعُ فى عرفات وروضة الرسول صلى الله عليه وسلم بتطبيق الشريعة فى مصر فأنت آثم.. وإن لم تخرج فى مظاهرات المطالبة بالشريعة، فأنت آثم».. أتركه هو وغيره كثيرون، ثم أستقبل «القبلة»: اللهم إنى أحبك وأخافك.. أطبق شرعك فى كل شىء.. اللهم إن كان فى تطبيق الشريعة خير لمصر وأهلها، فانثرها فى نفوسنا كما تنثر سماؤك قطرات الندى على ورق الشجر.. يارب إن بداخلى قناعة بأن تطبيق الشريعة لا ينبغى أن يسبق تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر وسد حاجات الناس.. فهل يجوز أن نقطع يد السارق بينما 42٪ من أهل مصر تحت خطر الفقر، بخلاف جيوش العاطلين والعوانس.. وإلا لماذا عطل سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه حد السرقة فى عام الفاقة والرمادة والجوع..؟!)


ودون التوقف مع جزئيات كلمات الأستاذ فى دعائه الذى يشبه دعاء الاستخارة لتنفيذ أمر الله ! ….فالذى أفهمه ويفهمه غيرى أنَّ الأستاذ مجدى الجلاد _ الليبرالى المتدين_ مع تطبيق الشريعة، لكنه يرفض التعسف فى تطبيقها؛ وقد برهن على ذلك بموقف عمر رضى الله عنه عام الرمادة حينما علم أن من يسرق حينها إنما يسرق لجوعٍ ملجىء بما يمثل شبهةً يُدرأ معها الحد !، فهل ابتكر عمر رضى الله عنه شيئا جديدا أتى به من بنات أفكاره أم تعامل مع الشريعة بشموليتها كما تطلب يا أستاذ مجدى ؟!
وهل علمتَ أحداً قط قال لا بد من قطع يد السارق إن سرق لجوعٍ ملجىء؟!


دعونا نتفق على أمور بلازم قولكم:
_ أنكم ملتزمون بأمر الله والانصياع له
_ أنكم تأخذون الدين بشموليته دون تعسف فى الفهم والتطبيق


إنَّ كلامك هذا أيها _ الليبرالى المتدين_ حجة عليك يوم أن تقف بين يدى الله ، ثم السؤال المُلحّ الآن: متى نراك أيها الليبرالى المتدين لا تقف فى صف المحاربين للشريعة !، بل متى وأين وكيف _أيها الليبرالىُّ المتدين_ ستطالب بالشريعة؟!
كريم ابو ذكوان

أبو إسراء A
08-11-2012, 02:53 PM
الذى لايقبل بعضا من الشرع كمن رفض الشرع كله ، فالليبرالى الذى يقول نطبق الشريعة فى العبادات و نتحاكم إلى القانون الوضعى فى المعاملات ، فهو بذلك من حيث يدرى أو لا يدرى قد رفض الشرع كله .