مشاهدة النسخة كاملة : قواعد منهج الإصلاح الإسلامي


عبدالجكيم درويش
09-11-2012, 01:37 PM
الإصلاح هو الغَايَةُ مِنْ الرسالة النبوية[/COLOR]

انا لا نتحدث عن وظائف الرسالة أو النبوة بتفصيل، وإنما نتناول الهدف العام من الرسالة، لماذا أرسل الله الرسل؟

لماذا أرسل النبي صلى الله عليه وسلم

رسالة النَّبي صلى الله عليه وسلم في لبّها بيَّنها صلى الله عليه وسلم في كلمات معدودات، قال فيها:
{ إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ }[1]

فجعل الغاية من رسالته، والهدف السامي من شريعته، هو إصلاح الأخلاق بإظهار مكارمها من الأخلاق التي سارت مثلاً ومبادىء عالية وأخلاقاً راقية في عالم الناس، ليسعى الناس جميعاً إلى روضاتها الدانية.

وهذه الرسالة تظهر في إصلاح بناء الفرد الداخلي، فإن ديننا الإسلامي يسعى في كل أحواله القرآنية وسننه النبوية، إلى بناء إنسان كريم الأخلاق، أشار إليها القرآن مراراً وأثنى على أهلها، من ذلك مثلاً قوله تعالى: } "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً ™ { (الفرقان)

فإذا نظرنا في هذه الآية نظرة متأنية، وهي وصفٌ كريمa لعباد الرحمن الذين تخلقوا بأخلاق القرآن، والذى أشارت إليه السيدة عائشة رضى الله عنها حين سألها سائل عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلمفأجابته: ... { كَانَ خُلُقُهُ القُرْآنَ }[2]

وأخلاق القرآن في آيات الفرقان التي ذكرناها عالياً، تبدأ أولاً بالأخلاق ... ثم تُثَنِّى بالعبادات .. وانتبهوا للترتيب!.فهي تصف عباد الرحمن بأنهم يمشون على الأرض هوناً، أى وصفهم في مشيهم في حياتهم بالتواضع وعدم الزهو والخيلاء، لأنهم عملوا بنصيحة لقمان الحكيم لابنه: } وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ { (18لقمان)، أليس هذا هو الإصلاح؟!

أن يمشوا متواضعين بين الناس ويعرفون حقيقة أنفسهم، فلا يستهويهم البطر ولا الزهو بالنعم، ولا تأخذهم الخيلاء، وإنما يتأدبون بأدب الصلاح في القرآن، فيعلمون أن النعم كلَّها سببها توفيق الله ومعونة الله، فيردُّون الأمر لله، ويقولون كما قال الله: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِشَهِيدًا ﴿ { (79النساء).

الذين يمشون على الأرض هوناً ويتحملون أذية الخلق: } وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما {، لا يردُّون عليهم الكيل كيلين، أو الصاع صاعين، وإنما دأبُهم: } وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {(40الشورى)، وهديُهم في أخلاقهم مع أحبابهم وجيرانهم وزملائهم ومجتمعهم: } وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {(34فصلت).

ولمَّا كان الوصول بالمسلمين لهذه الأخلاق وأخذهم للتخلق بتلك الآداب هو الغاية من الرسالة بعد التوحيد، كان هذا ما يستشعره صلى الله عليه وسلم نحو أصحابه أجمعين رجالاً ونساءاً .. أطفالاً وشباباَ، ويراه صلى الله عليه وسلم تكليفاً من الله نحوهم، ولذا كان يظلُّ وراء الواحد منهم إلى أن يصلح حاله، فيعالجه من مرضه بتخليصه من أخلاقه الذميمة التى تقطعة عن الله، ويحلِّيه بالأخلاق الحميدة ... ولا يزال به حتى يوصله بالله!!

كيف يوصله بالله؟! هل لربُّنا زمان أو مكان؟ لا،لكن يَصِلُ قلبه بالله! يعنى يصير في حال مع الله عندما يقول: يارب، يجد أمامه إستجابة من الله لكل ما يهواه ويتمناه! وإذا لم يصل لهذه المرحلة، نقول له أنت تحتاج إلى علاج، لأن أى مؤمن وأى مسلم قال لنا ربُّنا كلِّنا: } وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {(غافر).

فنحن جميعاً - أى واحد منا يدعو لابد أن يستجيب له الله تعالى - فإذا لم يصل إلى هذه الحالة، نقول له:

عالج قلبك أولاً من أجل أن تصل فيه حرارة الإيمان وتتصل بالرحمن، فساعة ما تقول: يارب!، تسمعه وهو يقول: لبيك عبدى!! .. تقول:
} الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ { يقول الله: حمدني عبدي، تقول: } الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ { يقول: أثنى علىَّ عبدي، تقول: } مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ { فيقول: مجَّدني عبدي! هذه محادثة بينك وبين من يقول للشيء كن فيكون، محادثة تتم على الأقل سبع عشرة مرة كل يوم!! هذه هي الغاية من الرسالة!

ولذا كان يظلُّ صلى الله عليه وسلم وراءهم إلى أن يوصلهم لهذا الحال! وكان صلى الله عليه وسلم يكشف لهم عن خبيئة نفوسهم ويصف لهم العلاجات المختلفة ليوصلهم لما يجب أن يكون عليه كل مسلم ومؤمن آمن بالله، وصدَّق بحبيب الله ومصطفاه في حياته وعمله وصلاته وصلته بالله .

فأى مؤمن يقول: { لا إله إلا الله مُحَمَّدٌ رسول الله } ولم يكن في قلبه ولا في نفسه ولا في صدره هذه الأمراض، التى تحجب الإنسان عن تحقيق المراد، يكون بينه وبين الله عَهْدٌ، فعندما يقول: يارب، يجد الله تعالى أقرب إليه من نفسه التى بين جنبيه! .. لأنه تعالى أقرب إلى كل شىء من نفس الشيء، لكن أنت تركت عدَّة التليفون الخاصة بك التى ولدت بها وهى قلبك الروحاني، ولدت بها صافية سليمة نظيفة على الفطرة، فتركتها للهوى إلى أن صدأت:
{ إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد }[3]

الأجهزة صَدَأتْ من الأهواء ومن حُبِّ الدنيا وهو رأس كل خطيئة، والسعار عليها بالمشوار!، ولن تجلب لك غير البوار! نريد أن نَخْرُجَ من هنا وقد نلنا رضا العزيز الغفار! كيف وقد صدأت! وياليتها صدأت فقط! بل امتلأت بأمراض وشهوات وفتن! حتى اسودَّت مرآتها فصارت لا تشهد حقا ولا تعكس نوراً، فهى تحتاج لإصلاحها! واسمع لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ..
{ تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُوداً عُوداً، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْل الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَاداً كَالْكُوزِ مُجَخِّيا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفاً وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَراً إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ }[4]

فهذا القلب المسودُّ! تحمله بين جنبيك وهو آلة وصلك بالله! فتأتي لتتصل به ولكنه لا يعمل، والخط مقطوع والجهاز يحتاج صيانة! وتتعجب كيف تدعو الله ولا يجيب! أنت لم تصلح جهاز الإتصال! أنت تصلى وتصوم وتقوم الليل وتقرأ القرآن، لكن جهاز الإرسال معطَّل وملوث ولم تصلحه ولم تطهره كما أمر النبى صلى الله عليه وسلم، أنت تحتاج إلى دخول ورشة الإصلاح الإيمانية على الطريقة النبوية! وعندما يتم إصلاح قلبك فيا سعدك ويا هناك! كلما خاطبت مولاك أجابك وكلما سألته لبَّاك!
نماذج من تربية النبي للأمة

فالإصلاح هو الغاية من إرسال النبي صلى الله عليه وسلم إلينا، فالغاية من رسالته صلى الله عليه وسلم كانت إصلاح وتربية المجتمع بأسره بإصلاح قلوب أهله! ليخرج أفراده لإصلاح الوجود كله! ولذلك سنعرج سريعاً وننتناول نماذج من تربيته صلى الله عليه وسلم الإيمانية للأمة ... كيف كان يصلح أصحابه بتربيتهم التربية الإيمانية:

- تربيته صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكرام من الرجال ومن النساء.
- ثمَّ تربيته صلى الله عليه وسلم للشباب بكل أعمارهم!

تَرْبِيَةُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لأصْحَابِهِ من الرجال

حرص النَّبِي صلى الله عليه وسلم على تربية أصحابه على مكارم الأخلاق، وعلى شريف الخصال، وعلى عزيز الطباع، ليصلح قلوبهم ويصيروا في هديهم وفى سمتهم وفي سلوكهم صورة طيبة لما يدعو إليه هذا الدين، وكان يتابع أصحابه على هذا النهج القويم، وإليكم الإشارة بمثال واحد حتى لانطيل :

فهذا صِدِّيقُهُ وصفيُّه أبو بكر، كيف كان يربيه على مكارم الأخلاق؟ ويتابعه ليُزَكِّي نفسه، وتنطبع روحه عليها في كل وقت وحين، وقد ورد:

{ أن رجلا سبَّ أبا بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم والنبي جالسٌ لا يقول شيئاً، فلمَّا سكت؛ ذهب أبو بكر يتكلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم، واتبعه أبو بكر فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : كان يسبُّني وأنت جالسٌ فلما ذهبت أتكلم قمت، قال صلى الله عليه وسلم: إن الملك كان يردٌّ عنك، فلما تكلَّمت ذهب الملك ووقع الشيطان، فكرهت أن أجلس }.[1]
بل أكثر من ذلك، أنَّه لمَّا خرج مع أصحابه في عام الحديبية ناوياَ العمرة إلى بيت الله الحرام، وحمل أبو بكر متاعه ومتاع النبي صلى الله عليه وسلم على جمل، وكلَّف به عبداً من عبيده وحده، حرصاً على زاد النبي وزاده معه.

وفى الطريق شرد الجمل، وعند منزل ما، طلب أبو بكر من الغلام شيئاً من الطعام، فعلم أن الجمل ضاع منه، ولا أمل في عودته، فانفعل الصديق وأخذ يسبُّه ويضربه، وإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم يقول له: { يا أبا بكر أصديقين ولعانين كلا وربِّ الكعبة - مرتين أو ثلاثا }، يعني: أنت في مقام الصديقية العظيم بعد مقام النبوة؛ إذاً لا تسب ولا تلعن، لإن هذا لا يليق بأخلاق الصديقين الذين أنعم الله عليهم مع النبيين والشهداء والصالحين، بل إنه صلى الله عليه وسلم في تربيته له حثَّه على مقام أعلى لينال منزلة أرقى عند الله، وعاهده صلى الله عليه وسلم على هذا وكذلك نفراً من أصحابه كأبي ذر وثوبان، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: { مَنْ يَضْمَنْ لِي خُلَّةً، وَأَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ ؟ قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: لاَ تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئَاً }.[2]

أى لا تسأل إلا الله تعالى، فكان رضى الله عنه يركب أحياناً في أسفاره، فيسقط حبل ناقته، فينزل ويأخذه بيده ثم يعاود الركوب، وكان ذلك وهو خليفة للمسلمين، فقالوا له: ياخليفة رسول الله، إنا نكفيك هذا! فيقول: { قد علمت هذا ولكن حبيبى صلى الله عليه وسلم أوصانى ألا أسأل الناس شيئاً }.

هكذا كانت تربية النَّبى صلى الله عليه وسلم لأصحابه التربية الإيمانية المتكاملة، على مكارم الأخلاق، وشملت هذه التربية الرجال والنساء، والشباب والفتيات، والصبيان والغلمان لأن هذا كان الأمر المكلف به من الله نحو خلق الله أجمعين من العالمين!.وسنفصل قليلاً من تربيته صلى الله عليه وسلم للنساء وللشباب.

تَرْبِيَةُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم لِلنِسَاءِ

ضربنا مثلاً للرجال، وكذلك نضرب مثلاً للنساء، فقد ذكرت عائشة أعزُّ زوجاته، زوجته صفيَّة بنتَ حُيَىِّ بن أخطب رضى الله عنهاوقالت عنها: (إنها قصيرة)، وكان وصفاً صادقاً، لأنها فعلاً كانت قصيرة الطول، لكن المعلم الأول صلى الله عليه وسلم قال لها: { يا عائشة لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْهُ }.[3]

أى لكدَّرته وعكَّرته بعد صفوه، يريد منها ألا تعاود هذا القول، وألا تصف مسلمة بشيء تكرهه ولو كان فيها، مادام الأمر لا يستدعي ذلك شرعاً، فيتعوَّد لسانُها على العِفَّة الدائمة،

ومع السيدة عائشة ما أكثر المواقف التربويَّة التي تركت ذخراً لتربية نساء الأمة من حوادث عديدة اشتهرت مثل مطالبة نساءه صلى الله عليه وسلم له بزيادة النفقة، وإعتزال رسول الله لهنَّ وتخييرهن، وفي حادثة الإفك، وقلادة الأبواء، وفي الكثير غيرها كان صلى الله عليه وسلم يربي السيدة عائشة التربية الإيمانيَّة المتكاملة، التي بلغ من كمالها أنَّ عائشة لكونها لم تلد، كان صلى الله عليه وسلم يكل إليها الكثير من شئون رعاية أسامة بن زيد وهو صغير، ويعلِّمها بنفسه كيف تعتني به وتنظِّفه وتداويه، وكذا كثيراً من شئون الأطفال والبنات اليتيمات! إنها الدورات التربويَّـة النبويَّـة المتكاملة لأشد نسائه صلى الله عليه وسلم حفظاً واستيعاباً.

ولذا كانت السيدة عائشة بدورها هي موصل التربية والتعليم إلى نساء وفتيات الأمة، فتنقل لهن هذه الدروس التربوية في الشرائع والأخلاق والحياة الزوجية من إختيار الزوج وحقوقه وحقوقهن وأنهن شقائق الرجال والمشاكل الإجتماعية وزينة المرأة وتدبير البيت وتربية الأبناء وغيرها، وكانت نساء الأمة يتناوبن في الإجتماع عندها بعد خروج النبى r، فتقوم بتدريسهن ما علمها رسول الله وتجيب أسئلتهن وما لا تعرف تعيده للمعلم الأول، وهكذا، وكانت كثيراً ما تمدحهن وتحثهن على التعلم وتقول: { نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ }.[4]، فكانت حجرات أمهات المؤمنين تكاد تكون حلقات تربية وورش تهذيب لبنات ونساء وفتيات الأمة على إختلاف أعمارهن، هذا كله غير التلقِّى المباشر من الحلقات التربوية التى كان يعقدها صلى الله عليه وسلم بالمسجد للنساء والفتيات خاصة، وغير الدروس العامة اللائي كنَّ يحضرنها بالمسجد ويجلسن بآخره بعد الرجال والصبيان.

واستمرَّت السيدة عائشة من بعده صلى الله عليه وسلم على ذلك النهج التربوي إلى آخر عمرها، ومن ذلك ما يروى أنها رضى الله عنها دخل عليها نسوة من الشام فقالت لهن دون سؤال لتعليمهن: { لَعَلَّكُنَّ مِنَ الْكُورَةِ الَّتي تَدْخُلُ نِسَاؤُهَا الْحَمَّامَاتِ ؟
قُلْنَ: نَعَمْ، قالَتْ: أمَا إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَا مِنْ امْرَأَةٍ تَخْلَعُ ثِيَابِهَا
في غَيْرِ بَيْتِهَا إلاَّ هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الله تعالى }.[5]
[COLOR="Plum"]
[1] أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت، تخريج أحاديث الإحياء العراقي

[2]{ أصديقين}: أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت، {يضمن} عَنْ ثوبانَ: أَبُو نعيم، وبمعنى قريب لأبي ذر وأبي بكر.

[3] رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها

[4] صحيح البخاري وابن ماجه وابن خزيمة.

[5] سنن أبي داوود، عن أبى المليح.

[1] رواه البيهقي عن أبي هريرة

[2] رواه أحمد عن عائشة ومسلم وأبو داود وابن عساكر.

[3] رواه البيهقي في شعب الإيمان، وعبد الرازق فى الجامع، وأبو نعيم فى الحلية، والخطيب عن عبد الله بن عمر.

[4] صحيح مسلم عن حُذَيْفَةُ، (أسود مُرْبَادّا: شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي سَوَادٍ، مُجَخِّيَّا: مَنْكُوساً)[COLOR="Blue"]