مشاهدة النسخة كاملة : نصيحة للرئيس أو تحذير


darch_99
11-11-2012, 06:50 PM
نصيحة للرئيس أو تحذير (http://almesryoon.com/permalink/49634.html)


ليس بالأخلاق وحدها تستقيم البلاد, وينصلح حال العباد, القوة.. الحزم.. الشجاعة كلها مثلث أساس الحكم, المثلث يأتي في المرتبة الثانية بعد الرأي, الرأي قبل شجاعة الشجعانِ/ هو أول و هي المحل الثاني/ فإذا هما اجتمعا لنفس حرة/ بلغت من العلياء أي مكانِ... يعني رؤية وقوة. ويد الحكومة رخوة مهتزة, سيفها المتمثل في الداخلية موجود في تقارير نشرات الأخبار, أحد تلك التقارير جاء به: "وقد تمكنت أجهزة الأمن من القبض على سارق غطاء بالوعة.. هذا حدث على الهواء, بينما الأرض والماء والهواء وأنفس رجال الشرطة مستباحة في سيناء, والتوك توك منتشر في طول البلاد وعرضها, ومديرو الأمن مشغولون بتأمين مسجد يصلي به السيد الرئيس, لا لشيء سوى محاولة إعادة نفس المنطق القديم.
الحكومة تتخذ قرارًا ثم ترجع فيه, أو ترجئه, أو تقول إنه قد أسيئ فهمه, الحكومة تعرقل الرئيس, والمعارضة التي تمتهن المعارضة لأي سبب تعوق الرئيس, ومستشارو الرئيس بعضهم يورط الرئيس في قرارات لا تستقيم, من قبيل مسلسل"النائب العام"..
قرارات الحكومة هي لتسيير الأمور, تمامًا كما فعلت حكومة شرف, والتي جاءت من الميدان فأصابت بإهمالها وطيبة قلبها كل مكان, لا هدف واضحًا, ولا رؤية معلنة, لم ننته من دعوة الدكتور هشام قنديل لإحياء الملابس القطنية, حتى وصلنا لغلق المحال.. ثم إرجاء قرار الغلق بعد جس نبض غضب الخلق.
رموز الثورة باختلاف مشاربهم الفكرية, وبافتراق دوافعهم الانتخابية لا هم لهم سوى الصوت العالي, وصيحات الانتقام, لا يكاد يمر يوم دون بلاغات للنائب العام, شعارها مطاردة الفاسدين, وحقيقة أغلبها تصفية حسابات و ظهور على الشاشة. فأي بلد ذلك الذي تعلوه الكراهية؟ وهل الكراهية وحدها تنجب قمحًا؟ أو تنبت صغارًا للمستقبل؟
الرئيس, والبلد كله, يُحارب من الصديق والعدو, لا تكاد تجد دولة تريد استقرار الوضع, فالأصدقاء يخافون مكانتهم ويتجنبون العدوى, من عودة مصر العائدة بإذن الله, والأعداء لا ينامون من كوابيس يقظة تماسيح النيل التي تغمض عينيها, فتظنها الفريسة الغبية نائمة.
هذا مختصر المشهد, نضعه أمام أعين الناس وأمام الرئيس الذي انتخبناه, ولو عاد الزمن لانتخبته, حتى تتم النصيحة, حتى لا نفاجأ بسناريوهات كارثية, حتى لا نجد أنفسنا أمام هوجة وفتنة واضطرابات ينتجها الفقر, ويغذيها الجهل, وتشعلها الفضائيات القبيحة.
أعتذر لكم عن الكلام المتشائم, لكن "يا بخت من بكاني وبكى الناس عليا, ولا ضحكني وضحك الناس عليا".