abomokhtar
20-11-2012, 09:10 PM
تقديم/ هشام النجار
لكن لماذا الموال بالذات من بين ألوان الفنون هنا؟! الموال ممتد بصوت متصاعد ونفس واسع يأبى الوصول إلى محطة السكوت.. فالألم ممتد ويبدو أنه لا ينتهي أبداً ولا يموت.. فالإنسان خُلق في كبد وعائش إلى الأبد في رحم المعاناة.
ولأن الموال يُكرر ويُعاد.. وهكذا حالنا مع المآسي والمصائب والفواجع.. تتكرر على أجسادنا وقلوبنا وأعصابنا ومشاعرنا وتُعاد.
ولأن الموال حزين.. يغنيه موجوع بآهات متكررة بشكل أقرب إلى الأنين.. على ناي المحنة القاسية والفاجعة المُدوية.. والمصيبة التي تكاد تطيش بالعقل وتعصف بالكيان هو يحمى عقله وكيانه من السقوط أمام العاصفة المدوية بالغناء الحزين.. ومن في مصر اليوم ليس حزين؟!!.
من في مصر لم تسقط دموعه ويحترق قلبه وهو يقرأ قصص وروايات عن حياة وتاريخ ومواقف وعادات خمسين طفلاً وطفلة.. قبل أن يدهس القطار مشاعرهم وأحلامهم وطموحاتهم وكراريسهم وأقلامهم وأدوات التلوين والرسم؟!! قبل أن يدهس براءتهم جملة واحدة؟!! قبل أن يقوم أن يحملهم ويوصلهم في الرحلة الختامية إلى محطة الموت؟!!.
والموال طويل كأنه ملحمة.. يغنيه أحدهم فينام الناس أمامه ويستيقظون وهو لا يزال يغنى ويردد صوت الوجع.. ومآسينا ملحمية طويلة لا تنتهي.. وُلدنا فصحونا عليها قبل عشرات السنين ويبدو أننا سنموت وستبقى مآسينا حية، مستعصية، مُصرة على البقاء.
سنودع وزير هنا وسنودع رئيس وزراء.. لكن هل سنودعُ المحن والحزن يا سادة .. أم أننا سنبقى على موعد ننتظر حزناً قادماً مع أقرب قطار؟!.
موال على صوت الوجع للشاعر/ هشام فتحي:
(أب يفقد في حادث أسيوط أربعة أبناء.. يااااااااه.. صورة أغرب من خيال الفاجعة.. وموال تائه على شفاه الناحة)
موال على صوت الوجع
مواااااااااااااالْ
ما قادرشي قلبي اللي اتوجع
ينسى الألم يا خالْ
دمع العنين فوق الخدود
وكتير دفنته بالايدين والشالْ
البيت فراغ ما بينتهيش
ولا عدش غير الصورة
بين المحفظة تتشالْ
موال على صوت الوجع
والدنيا لعب عيال
تدينا فرحه باليمين
تاخد فرحنا والعمر بشمالْ
والدنيا قالوا عليها
في الأمثالْ
ما لهاش أمان
مالهاش حبيب
زي الصبية تهز في الخلخالْ
وف لمحه واحده تختفي
وف كل يوم باحْوال
موال على صوت الوجع
موااااااااااااال
فاكر يا (ادهم ) ضحكتك
لابس تملي بدلتك
وتقول لي كيف الحال؟
دلوقت صورتك والورق
والشنطة ......
ألف سؤالْ
مين اللي ضيّع فرحتي
يا دنيا حابسة بسمتي
ما تخر في الغربالْ
دلوقت شفتك في القطر
بتهدِي فينا جبالْ
************
دقّيت عليه الباب
أدان الفجر سارح في المكانْ
ولدي اللي ساكن مهجتي
ما تقوم يا واد خلص الأدانْ
نضارته كانت جنب منّه
اتكسرت
دفتر وبراية وقلم
وحكاية بتهز المكانْ
الساعة ستة وقلب
مرة بيتخطف
يمكن دي لحظة شوق
ودوامة حنانْ
والطفل لابس بدلته
والبرد طارح شملته
واخته الجميلة صغيّره
عمال تسلم ع الجيرانْ
دق الجرس
الحق يا واد
واسمع كلام المشرفة
خالتك (حنان)
مش عارفه ليه
النوم بيهرب
والقلق مالي القلوب بركان
عدينا ترعة منفلوط
فاضل يا دوب المزلقانْ
مكتوب على سور البلد
كل اللي كان في الدنيا فانْ
يا عمو هيه الساعة كام
يسأل كتير
مشغول بيلعب بالورق
واخته اما تلعب بالعروسة والخيطان
صورة ملاك بالمريله
متزينه
واتريه هناك الموت
ما بين المدرسه والمزلقان
****************
موال على صوت الوجع
نفس الوجع يا خال
وهنعمل إيه يا وطن
مش لاقي بينك فرحتي
غير الكلام يتقال
راسم خريطة مغيره
عامل بحلمي اللي اتسرق
بدل الحلق سلسالْ
يمكن وجودي في الكفن
هو التمن
يا مصر للاندال
يمكن وجودي في القبور
بين السطور
بيغيّر الأحوال
لكن وجودك يا وطن
من غير أنا
في الدنيا
يبقى خيااااااااااااااااال
لكن لماذا الموال بالذات من بين ألوان الفنون هنا؟! الموال ممتد بصوت متصاعد ونفس واسع يأبى الوصول إلى محطة السكوت.. فالألم ممتد ويبدو أنه لا ينتهي أبداً ولا يموت.. فالإنسان خُلق في كبد وعائش إلى الأبد في رحم المعاناة.
ولأن الموال يُكرر ويُعاد.. وهكذا حالنا مع المآسي والمصائب والفواجع.. تتكرر على أجسادنا وقلوبنا وأعصابنا ومشاعرنا وتُعاد.
ولأن الموال حزين.. يغنيه موجوع بآهات متكررة بشكل أقرب إلى الأنين.. على ناي المحنة القاسية والفاجعة المُدوية.. والمصيبة التي تكاد تطيش بالعقل وتعصف بالكيان هو يحمى عقله وكيانه من السقوط أمام العاصفة المدوية بالغناء الحزين.. ومن في مصر اليوم ليس حزين؟!!.
من في مصر لم تسقط دموعه ويحترق قلبه وهو يقرأ قصص وروايات عن حياة وتاريخ ومواقف وعادات خمسين طفلاً وطفلة.. قبل أن يدهس القطار مشاعرهم وأحلامهم وطموحاتهم وكراريسهم وأقلامهم وأدوات التلوين والرسم؟!! قبل أن يدهس براءتهم جملة واحدة؟!! قبل أن يقوم أن يحملهم ويوصلهم في الرحلة الختامية إلى محطة الموت؟!!.
والموال طويل كأنه ملحمة.. يغنيه أحدهم فينام الناس أمامه ويستيقظون وهو لا يزال يغنى ويردد صوت الوجع.. ومآسينا ملحمية طويلة لا تنتهي.. وُلدنا فصحونا عليها قبل عشرات السنين ويبدو أننا سنموت وستبقى مآسينا حية، مستعصية، مُصرة على البقاء.
سنودع وزير هنا وسنودع رئيس وزراء.. لكن هل سنودعُ المحن والحزن يا سادة .. أم أننا سنبقى على موعد ننتظر حزناً قادماً مع أقرب قطار؟!.
موال على صوت الوجع للشاعر/ هشام فتحي:
(أب يفقد في حادث أسيوط أربعة أبناء.. يااااااااه.. صورة أغرب من خيال الفاجعة.. وموال تائه على شفاه الناحة)
موال على صوت الوجع
مواااااااااااااالْ
ما قادرشي قلبي اللي اتوجع
ينسى الألم يا خالْ
دمع العنين فوق الخدود
وكتير دفنته بالايدين والشالْ
البيت فراغ ما بينتهيش
ولا عدش غير الصورة
بين المحفظة تتشالْ
موال على صوت الوجع
والدنيا لعب عيال
تدينا فرحه باليمين
تاخد فرحنا والعمر بشمالْ
والدنيا قالوا عليها
في الأمثالْ
ما لهاش أمان
مالهاش حبيب
زي الصبية تهز في الخلخالْ
وف لمحه واحده تختفي
وف كل يوم باحْوال
موال على صوت الوجع
موااااااااااااال
فاكر يا (ادهم ) ضحكتك
لابس تملي بدلتك
وتقول لي كيف الحال؟
دلوقت صورتك والورق
والشنطة ......
ألف سؤالْ
مين اللي ضيّع فرحتي
يا دنيا حابسة بسمتي
ما تخر في الغربالْ
دلوقت شفتك في القطر
بتهدِي فينا جبالْ
************
دقّيت عليه الباب
أدان الفجر سارح في المكانْ
ولدي اللي ساكن مهجتي
ما تقوم يا واد خلص الأدانْ
نضارته كانت جنب منّه
اتكسرت
دفتر وبراية وقلم
وحكاية بتهز المكانْ
الساعة ستة وقلب
مرة بيتخطف
يمكن دي لحظة شوق
ودوامة حنانْ
والطفل لابس بدلته
والبرد طارح شملته
واخته الجميلة صغيّره
عمال تسلم ع الجيرانْ
دق الجرس
الحق يا واد
واسمع كلام المشرفة
خالتك (حنان)
مش عارفه ليه
النوم بيهرب
والقلق مالي القلوب بركان
عدينا ترعة منفلوط
فاضل يا دوب المزلقانْ
مكتوب على سور البلد
كل اللي كان في الدنيا فانْ
يا عمو هيه الساعة كام
يسأل كتير
مشغول بيلعب بالورق
واخته اما تلعب بالعروسة والخيطان
صورة ملاك بالمريله
متزينه
واتريه هناك الموت
ما بين المدرسه والمزلقان
****************
موال على صوت الوجع
نفس الوجع يا خال
وهنعمل إيه يا وطن
مش لاقي بينك فرحتي
غير الكلام يتقال
راسم خريطة مغيره
عامل بحلمي اللي اتسرق
بدل الحلق سلسالْ
يمكن وجودي في الكفن
هو التمن
يا مصر للاندال
يمكن وجودي في القبور
بين السطور
بيغيّر الأحوال
لكن وجودك يا وطن
من غير أنا
في الدنيا
يبقى خيااااااااااااااااال