alqadhi
23-11-2012, 10:22 AM
حگاية رحلــــة «أسيــــوط» التـــى جمــــعت آيــــات والأطفــــال فــــى «فــــردوس» الدنيــــا قبـــل صعودهـــم للسمـــاء
«ح» حضور.. «غ» غياب.. «م» متوفى فى گشف حضور فصل 2-2.....
http://www.shorouknews.com/uploadedimages/Sections/Egypt/Eg-Politics/original/kids-assuit.jpg
فى معهد نور الأزهر النموذجى الخاص توافدت ملائكة وزهور قرى مركز منفلوط مع أول ضوء لشمس ذلك اليوم التى أخذت فى الإشراق بحمرة شديدة، وكأنها تنازع للإصرار على البزوغ بصباح يوم جديد، محاولين تجاوز الأزمة بـ«كيس شيبسى، وإزازة بيبس»، قام «بابا وماما فى البيت» بإغرائهم بها حتى «يذهبوا للمدرسة ويتعلموا كل ما هو جديد» هكذا حاول الأهالى إقناع أبنائهم للذهاب للمعهد، بعد أربعة أيام من الحادث، الذى حفر فى ذاكرة التلاميذ، الذين يحملون على أكتفاهم أوجاع فقد زملائهم إلى جانب حقائب المدرسة التى امتلأت بالكتب والكراريس، متذكرين أيضا صحبة، لن يروها مرة أخرى.
محمد وأحمد وعبدالمطلب وعمرو الغياب الحضور فى قائمة 2/2
يدق جرس المعهد، فيتدافع التلاميذ للوقوف فى صفوف متراصة فى طابور الصباح، وتنطلق الإذاعة المدرسية، مستهلة اليوم بالقرآن الكريم، ثم مع الحديث الشريف، وتلقى التلميذة هويدا الحديث موجهة رسالة قوية لكل من قصر، وساهم بإهماله فى فقد زملائها، وهى تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، ويأتى الدور على سمية لتلقى حكمة اليوم «من حفر حفرة لأخيه أوقعه الله فيها» وكأنها توجهها لأشخاص بعينهم. ويقوم الأطفال بملء قلوبهم وأفواههم بتحية العلم، «تحيا جمهورية مصر العربية» ولسان حالهم يقول نموت نحن وتحيا مصر، مرددين الله أكبر والعزة لله.
ينطلق الطلاب بعد تحية العلم إلى فصولهم ولكن قبل أن يدخل كل منهم إلى الفصل يصطدم بقائمة الفصل الذى كتب فيها اسمه وأسماء زملائه على باب الفصل، فبالأمس القريب، كان عبدالمطلب حسن عطية، وعمرو عبدالرحيم أحمد، وأحمد أشرف طلعت، أحمد محمد، يملئون فصل 2/2 بمعهد نور الأزهر صخبا وحضورا، وتنير أسماؤهم قائمة الفصل، ولكن اليوم كتب أمامه (م) متوفى حيث خلت مقاعدهم وأماكنهم فى القصل ولكن ظلوا موجودين على قوائمه. فى حين كتب أمام حبيبة أحمد مصطفى، وروان حسين عبدالرحمن، وسيد ياسر طلعت «مصاب». حيث رقدوا بمستشفى أسيوط التعليمى، على أسرة المرض، وكل منهم يملؤه الأمل فى العودة، غير مدركين حتى الآن أنهم عندما يعودوا لن يجدوا أربعة من تلك الوجوه التى دأبوا على رؤيتها فى الفصل واللعب معهم، والجلوس إلى جوارهم فى «تختة واحدة».
بيان مهم
«الغائبون فى الفترة ما بعد الإجازة وما قبلها قررت إدارة المعهد خصم كل يوم غياب بدرجة من درجات الطالب، وسوف يخطر أولياء الأمور بالغياب وذلك لاستكمال العملية التعليمية» كانت هذه صيغة بيان تم تعليقها فى مدخل المعهد، لتحذير الطلاب من الغياب، ولكن السؤال الذى يتردد على لسان كل من يقرأ البيان، وماذا عن الذين غابوا بسبب الإهمال، وهل سيعاقب من كان سبب فى غيابهم بخصم أيام من أعمارهم عقاب لهم على تغييب هؤلاء الملائكة عن أهاليهم وزملائهم.
بشائر القدر كما رأها «ملائكة» بنى عدى
وكأنهم كانوا يشعرون بقرب رحيلهم عن هذا العالم، «أستاذة آيات مدرسة الانجليزى كانت جادة جدا ووقورة، ولكن فى يوم الرحلة التى كانت يوم الأربعاء الذى سبق الحادثة، كانت هناك رحلة للمعهد، إلى حديقة الفردوس التى ربما حمل اسم الحديقة فى القصة دلالة كبير، وأخذت آيات تلعب مع الأطفال على غير عادتها للدرجة التى جعلتها تؤجل ميعاد ترك الحديقة والعودة من الساعة الواحدة إلى الساعة الرابعة عصر ذلك اليوم» يحكى زميلها بالمعهد الداعية أحمد عبدالله الذى كان مشرف الرحلة فى ذلك اليوم، مضيفا «جاءتنى فى ذلك اليوم وتقول لى تعالى العب مع الولاد يا عالم الوشوش هتتقابل تانى ولا لأ» ويتابع عبدالله وكأنها كانت تشعر بقرب موعدها.
آيات التى حصلت على جائزة المدرسة المثالية بحسب رئيس مجلس ادارة المعهد الدكتور محمود مخلوف، مضيفا أن أربعة من المدرسات زميلاتها رافضين العودة للمعهد لأنهم «مش قادرين يدخلوه تانى من غير ما تكون هى فيه».
لم تكن آيات وحدها التى ربما كانت لديها إحساس قرب الرحيل، فالطفل محمد أشرف أو الصوت الملائكى كما يلّقبه معلموه، وأهل قريته من جمال صوته فى تلاوة القرآن والإنشاد الدينى، كان على موعد من مؤشرات القدر، حيث قال لنا رئيس مجلس إدارة المعهد إن والده أخبرهم أنه كان حفلة الأسبوع القادم وكان من المقرر أن يلقى فيها الطفل نشيد، فقرر تغيير النشيد الذى كان قد اختاره، ووقع اختياره على نشيد آخر، هو أبيات شعرية للإمام الشافعى تقول «دع الأقدار تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء» وكأنه كان يبعث برسالة لوالده الذى فقد اثنين آخرين من أبنائه إضافة لمحمد يقول له فيها اصبر على قضاء الله، ولعل ذلك هو سر الصمود والثبات الذى عليها ذوو هؤلاء الأطفال.
وتتولى بشائر الأقدار ويروى والد التلميذ عبدالرحمن قائلا فى ذلك اليوم الذى وقعت فيه الحادثة ارتدى عبدالرحمن ملابسه بمفرده وبشكل سريع جدا، على غير المعهود حيث كان يصر أن تقوم والدته بهذه المهمة، ليلحق بالأتوبيس.
ويتابع أحمد والد الطفل الذى يبعد منزله عن «مزلقان» الموت بأمتار قليلة، قال لى بعض من شاهدوا أحمد وهو يركب الأتوبيس «والله وكأن الموت كانت ينتظره كى يأخذ ويرحل حيث ركب الأتوبيس قبل أن يقوم بالحادثة بنحو ثلاثة دقائق لا أكثر».
بلادى على مزلقان الموت
علامة صح ونجمة قام الأستاذ بوضعها على كراسة تسعة أسطر لأحد التلاميذ الذى كان يشير خطه المتعرج والتذبذب فى الكتابة إنه صغير السن وربما فى الصف الأول الابتدائى أو التمهيدى.
هذه الكراسة التى كانت ملقاه بين مجموعة من الأحذية وبقايا الملابس التى كان يرتديها هؤلاء الملائكة، كانت لأحد التلاميذ الذين لقوا حتفهم على مزلقان الموت، وكان آخر ما تم كتبته فيها «بلادى بلادى بلادى.. لك حبى وفؤادى مصر يا أم البلاد أنتى غايتى والمراد.. وعلى كل العباد كم لنيلك من أياد. بلادى بلادى بلادى لك حبى وفؤادى» ربما كان ذلك أول ما تربوا عليه حب الوطن ونشيد بلادى حيث فكما كان كل واحدا منهم هو حلم أبيه وامه، كانوا أيضا حلم لهذه البلاد ذلك الحلم الذى فشل كل المهملون أيا كانوا من هم فى الحفاظ على ذلك الحلم الجميل
نقلا عن الشروق (http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=23112012&id=6cb670e1-6b75-4c54-92f7-3763ed09273a)
«ح» حضور.. «غ» غياب.. «م» متوفى فى گشف حضور فصل 2-2.....
http://www.shorouknews.com/uploadedimages/Sections/Egypt/Eg-Politics/original/kids-assuit.jpg
فى معهد نور الأزهر النموذجى الخاص توافدت ملائكة وزهور قرى مركز منفلوط مع أول ضوء لشمس ذلك اليوم التى أخذت فى الإشراق بحمرة شديدة، وكأنها تنازع للإصرار على البزوغ بصباح يوم جديد، محاولين تجاوز الأزمة بـ«كيس شيبسى، وإزازة بيبس»، قام «بابا وماما فى البيت» بإغرائهم بها حتى «يذهبوا للمدرسة ويتعلموا كل ما هو جديد» هكذا حاول الأهالى إقناع أبنائهم للذهاب للمعهد، بعد أربعة أيام من الحادث، الذى حفر فى ذاكرة التلاميذ، الذين يحملون على أكتفاهم أوجاع فقد زملائهم إلى جانب حقائب المدرسة التى امتلأت بالكتب والكراريس، متذكرين أيضا صحبة، لن يروها مرة أخرى.
محمد وأحمد وعبدالمطلب وعمرو الغياب الحضور فى قائمة 2/2
يدق جرس المعهد، فيتدافع التلاميذ للوقوف فى صفوف متراصة فى طابور الصباح، وتنطلق الإذاعة المدرسية، مستهلة اليوم بالقرآن الكريم، ثم مع الحديث الشريف، وتلقى التلميذة هويدا الحديث موجهة رسالة قوية لكل من قصر، وساهم بإهماله فى فقد زملائها، وهى تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، ويأتى الدور على سمية لتلقى حكمة اليوم «من حفر حفرة لأخيه أوقعه الله فيها» وكأنها توجهها لأشخاص بعينهم. ويقوم الأطفال بملء قلوبهم وأفواههم بتحية العلم، «تحيا جمهورية مصر العربية» ولسان حالهم يقول نموت نحن وتحيا مصر، مرددين الله أكبر والعزة لله.
ينطلق الطلاب بعد تحية العلم إلى فصولهم ولكن قبل أن يدخل كل منهم إلى الفصل يصطدم بقائمة الفصل الذى كتب فيها اسمه وأسماء زملائه على باب الفصل، فبالأمس القريب، كان عبدالمطلب حسن عطية، وعمرو عبدالرحيم أحمد، وأحمد أشرف طلعت، أحمد محمد، يملئون فصل 2/2 بمعهد نور الأزهر صخبا وحضورا، وتنير أسماؤهم قائمة الفصل، ولكن اليوم كتب أمامه (م) متوفى حيث خلت مقاعدهم وأماكنهم فى القصل ولكن ظلوا موجودين على قوائمه. فى حين كتب أمام حبيبة أحمد مصطفى، وروان حسين عبدالرحمن، وسيد ياسر طلعت «مصاب». حيث رقدوا بمستشفى أسيوط التعليمى، على أسرة المرض، وكل منهم يملؤه الأمل فى العودة، غير مدركين حتى الآن أنهم عندما يعودوا لن يجدوا أربعة من تلك الوجوه التى دأبوا على رؤيتها فى الفصل واللعب معهم، والجلوس إلى جوارهم فى «تختة واحدة».
بيان مهم
«الغائبون فى الفترة ما بعد الإجازة وما قبلها قررت إدارة المعهد خصم كل يوم غياب بدرجة من درجات الطالب، وسوف يخطر أولياء الأمور بالغياب وذلك لاستكمال العملية التعليمية» كانت هذه صيغة بيان تم تعليقها فى مدخل المعهد، لتحذير الطلاب من الغياب، ولكن السؤال الذى يتردد على لسان كل من يقرأ البيان، وماذا عن الذين غابوا بسبب الإهمال، وهل سيعاقب من كان سبب فى غيابهم بخصم أيام من أعمارهم عقاب لهم على تغييب هؤلاء الملائكة عن أهاليهم وزملائهم.
بشائر القدر كما رأها «ملائكة» بنى عدى
وكأنهم كانوا يشعرون بقرب رحيلهم عن هذا العالم، «أستاذة آيات مدرسة الانجليزى كانت جادة جدا ووقورة، ولكن فى يوم الرحلة التى كانت يوم الأربعاء الذى سبق الحادثة، كانت هناك رحلة للمعهد، إلى حديقة الفردوس التى ربما حمل اسم الحديقة فى القصة دلالة كبير، وأخذت آيات تلعب مع الأطفال على غير عادتها للدرجة التى جعلتها تؤجل ميعاد ترك الحديقة والعودة من الساعة الواحدة إلى الساعة الرابعة عصر ذلك اليوم» يحكى زميلها بالمعهد الداعية أحمد عبدالله الذى كان مشرف الرحلة فى ذلك اليوم، مضيفا «جاءتنى فى ذلك اليوم وتقول لى تعالى العب مع الولاد يا عالم الوشوش هتتقابل تانى ولا لأ» ويتابع عبدالله وكأنها كانت تشعر بقرب موعدها.
آيات التى حصلت على جائزة المدرسة المثالية بحسب رئيس مجلس ادارة المعهد الدكتور محمود مخلوف، مضيفا أن أربعة من المدرسات زميلاتها رافضين العودة للمعهد لأنهم «مش قادرين يدخلوه تانى من غير ما تكون هى فيه».
لم تكن آيات وحدها التى ربما كانت لديها إحساس قرب الرحيل، فالطفل محمد أشرف أو الصوت الملائكى كما يلّقبه معلموه، وأهل قريته من جمال صوته فى تلاوة القرآن والإنشاد الدينى، كان على موعد من مؤشرات القدر، حيث قال لنا رئيس مجلس إدارة المعهد إن والده أخبرهم أنه كان حفلة الأسبوع القادم وكان من المقرر أن يلقى فيها الطفل نشيد، فقرر تغيير النشيد الذى كان قد اختاره، ووقع اختياره على نشيد آخر، هو أبيات شعرية للإمام الشافعى تقول «دع الأقدار تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء» وكأنه كان يبعث برسالة لوالده الذى فقد اثنين آخرين من أبنائه إضافة لمحمد يقول له فيها اصبر على قضاء الله، ولعل ذلك هو سر الصمود والثبات الذى عليها ذوو هؤلاء الأطفال.
وتتولى بشائر الأقدار ويروى والد التلميذ عبدالرحمن قائلا فى ذلك اليوم الذى وقعت فيه الحادثة ارتدى عبدالرحمن ملابسه بمفرده وبشكل سريع جدا، على غير المعهود حيث كان يصر أن تقوم والدته بهذه المهمة، ليلحق بالأتوبيس.
ويتابع أحمد والد الطفل الذى يبعد منزله عن «مزلقان» الموت بأمتار قليلة، قال لى بعض من شاهدوا أحمد وهو يركب الأتوبيس «والله وكأن الموت كانت ينتظره كى يأخذ ويرحل حيث ركب الأتوبيس قبل أن يقوم بالحادثة بنحو ثلاثة دقائق لا أكثر».
بلادى على مزلقان الموت
علامة صح ونجمة قام الأستاذ بوضعها على كراسة تسعة أسطر لأحد التلاميذ الذى كان يشير خطه المتعرج والتذبذب فى الكتابة إنه صغير السن وربما فى الصف الأول الابتدائى أو التمهيدى.
هذه الكراسة التى كانت ملقاه بين مجموعة من الأحذية وبقايا الملابس التى كان يرتديها هؤلاء الملائكة، كانت لأحد التلاميذ الذين لقوا حتفهم على مزلقان الموت، وكان آخر ما تم كتبته فيها «بلادى بلادى بلادى.. لك حبى وفؤادى مصر يا أم البلاد أنتى غايتى والمراد.. وعلى كل العباد كم لنيلك من أياد. بلادى بلادى بلادى لك حبى وفؤادى» ربما كان ذلك أول ما تربوا عليه حب الوطن ونشيد بلادى حيث فكما كان كل واحدا منهم هو حلم أبيه وامه، كانوا أيضا حلم لهذه البلاد ذلك الحلم الذى فشل كل المهملون أيا كانوا من هم فى الحفاظ على ذلك الحلم الجميل
نقلا عن الشروق (http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=23112012&id=6cb670e1-6b75-4c54-92f7-3763ed09273a)