مشاهدة النسخة كاملة : الرابح والخاسر من قرارات الرئيس


أ/محمد ابراهيم
24-11-2012, 12:53 AM
استمعت أمس بإنصات شديد وتأمل في الكلمات الغاضبة والساخطة التي خرجت من معارضي قرارات الرئيس محمد مرسي في عشرات القنوات الخاصة والرسمية والأجنبية والمصرية، وبأمانة كاملة، لم أضع يدي على معنى واحد يقول لي: أين المشكلة بالضبط، أو أين الخلل، كثيرون تحدثوا عن خلل قانوني ودستوري، والمشكلة أن غالبية من تحدثوا لا صلة لهم بالقضاء ولا الدستور من أساسه، هم مثقفون عاديون يصفون أنفسهم بالنخبة، أطباء وكتاب وصحفيين ومهندسين، على العين والرأس غضبهم ورأيهم قطعًا، ولكن من احترام الوطن واحترام اللحظة الصعبة أن يحترم هؤلاء التخصص، وأن يتركوا لأهل القانون والدستور الكلام والحوار في هذه المسألة، لأن دستورية القرارات ليس جلسات مصاطب، وإنما خبرة وعلم ومرجعية تشريعية واختصاص، البعض الآخر قال إن هذا التحول الجديد المفاجئ منح مرسي صلاحيات لم يأخذها رئيس من قبله وتحوله إلى فرعون جديد، وهذا صحيح قطعًا، لكنه ليس مفاجئًا ولا جديدًا، لأن الإعلان الدستوري السابق كان يمنحه سلطة التشريع ويمكنه أن يصدر أي مرسوم بقانون كأي برلمان منتخب فما الجديد إذن، ولماذا الغضب الآن، فقط عندما أطاح بالنائب العام، رأس حربة المسار الانقلابي الذي يتم الترتيب له، ثم إن القرارات التي أصدرها بصيغة إعلان دستوري رهنها بإنجاز مشروع الدستور الجديد، وبالتالي فالبديهة تقول إنه على كل من يريد أن ينهي هذا الوضع غير الصحي وغير الديمقراطي أن يساعد على سرعة إنجاز الدستور خلال هذا الشهر وإلزام الرئيس بدعوة المصريين للاستفتاء عليه، وبالتالي تنتهي كل هذه القرارات وكأنها لم تكن، فالحقيقة أن الذين يريدون صناعة ديكتاتورية هم هؤلاء الذين يهيئون أجواء الوطن للفوضى واليأس والإحباط والأفق المسدود، فهذه الأجواء هي الأجواء الطبيعية لصناعة الديكتاتورية.
الإعلان الدستوري السابق كان يمنح الرئيس مرسي سلطة التشريع، وتلك مصيبة لا يجوز أن تستمر، ومع ذلك لم يستخدم هذه الصلاحية أبدًا، فقط استخدمها مرة واحدة، مرة واحدة فقط من أجل تعديل قانون يمنع حبس الصحفيين في قضايا النشر لكي يحمي صحفي شتمه وأهانه من الحبس بحكم محكمة، وهذا موقف أخلاقي يحسب له بكل تأكيد، والذين يستظرفون في أحاديثهم بأن قرارات مرسي الأخيرة تتيح له أن يستولي على بيتي ولا أملك الاعتراض ولا اللجوء للقضاء، فهذا الكلام كان ساريًا من قبل القرارات وبدونها أصلًا ويستطيع بصلاحياته التشريعية أن يفعل ذلك، فلا داعي للتلاعب بمشاعر الناس وتضليلهم.
بطبيعة الحال، ككل قرارات سياسية مفصلية، يربح منها قطاعات ويخسر منها قطاعات، والمؤكد أن أول رابح في هذه القرارات هي مصر الوطن والشعب والدولة والاقتصاد والأمن والاستقرار، لأن هذه القرارات تحمي كل ذلك وتساعد على انطلاق مشروعات نهوض حقيقية لإنقاذ الوطن وسرعة اكتمال بناء مؤسسات الدولة، ليس معقولًا أن نظل نبني في دستور طوال ستة أشهر ثم ننتظر بعد أسبوع محكمة مسيسة تقول: ألقوا بهذا كله في سلة المهملات واِبدأ من الصفر، وتظل الدولة واقتصادها وشعبها محبوس الأنفاس قبل كل محكمة وكل جلسة لا يعرف متى تنتهي هذه المتاهة، والحقيقة أن هذه ليست "افتكاسة" من الرئيس مرسي، وإنما هي قاعدة قانونية وتشريعية سابقة، ولا ننسى تحصين الدستور للمادة 28 والخاصة بتحصين أعمال اللجنة العليا للانتخابات من أي طعن قضائي من أي جهة، ووافق الشعب على ذلك، ليس لتقديس أشخاص أعضاء اللجنة أو منحهم أوضاعًا استثنائيًا، وإنما القصد حماية مسار الوطن ومنصب الرئاسة من أن يكون دائمَ الاهتزاز ومعلق على أحكام وطعون لا يعرف أحد متى تنتهي فترتبك الدولة جميعًا، فتحصين قرارات مرسي الأخيرة مؤقتًا هي من هذا الباب، ليس تحصينًا لإرادة الرئيس وإنما تحصينًا لمسار ثوري مهم أن يتم إنجازه خلال الشهرين المقبلين حتى تخرج مصر من حال الفوضى بدون أي قلق من مفاجآت قانونية تهدم كل شيء، وبدون شك فإن هناك رابحين آخرين فرعيين، وهي القوى التي تؤيد مرسي سياسيًا والتي نجحت من خلال وصوله إلى رئاسة الدولة في حماية وجودها السياسي من الاستباحة المتوالية، كالإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الأخرى ومجمل التيار الإسلامي، لأنه من الطبيعي أن يبحث هؤلاء عن حماية مكتسبات الثورة ورئيس الجمهورية وسرعة استكمال مؤسسات الدولة.
الخاسرون بوضوح كامل هم الذين راهنوا على "الانقلاب" والذين كانوا يتحدثون طوال الفترة الماضية علنًا عن المحاكم التي ستقلب الأمور رأسًا على عقب والذين ظلوا يلقون الحجارة في طريق إنجاز الدستور أو الانتخابات أو أي مؤسسة منتخبة، وهم لوبي عميق مالي وسياسي وإعلامي تضامن فيه محسوبون على الثورة مع ديناصورات مالية من فلول نظام مبارك من أجل الانقضاض على الثورة، ستمضي المسيرة، وأثق في أن الرئيس محمد مرسي سينجح في الانتقال بمصر إلى دولة الديمقراطية والقانون، ليس فقط كالتزام أخلاقي وليس فقط كمسار سياسي لا يمكنه خيانته أصلًا، وإنما ببساطة لأنه هو وتياره السياسي الرابح في أي سباق ديمقراطي، والكل يعرف ذلك، فهو يكسب بالديمقراطية ويخسر قطعًا بغيرها.
جمال سلطان

أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
24-11-2012, 01:07 AM
فى البداية مقال تحليلى جميل جدااااااااااا

الرابح هو :-

1- من يخاف على هذا البلد يفرح بنجاحها ونجاتها من كبوتها التى كاونا يعدون لها


2- من يتمنى أن تزداد صورة مصر جلالا ووقارا ومكانة مثلما كانت قبل أيام المخلوع


3- من يدرك أن مصر هى قلب العرب بقوتها يقوى العرب وبضعفها يضعف العرب


4- من شعر بكرامة أمته بعد مواقف رئيسنا البطل محمد مرسي - حماه الله - ضد كيان صهيونى غاصب


5- من يشعر بأن دور مصر الاإقليمي بدأ يتبلور من جديد


6- من أحس بتأثير مصر الدولى فى كل المحافل ::: و ان الأبواق كلها تمجد ما صنعه الرئيس البطل محمد مرسي


أما الخاسرون فهم

1- المتطاولون على شرع الله ويخشون تطبيقه


2- العابثون بعقول الناس التى انخدعت بشعاراتهم


3- كل من له مصلحة يريد أن يحققها وعرف أن دكتور محمد مرسي كان له بالمرصاد


4- كل من أراد أن ينال جزء من الكعكة المصرية ولكن للأسف الشب المصرى خذله ولم يجد ما يتمنى


5- كل حاقد وناقم على الاسلام ويذكرنى هذا الموقف بقوله تعالى

" وخسر هنالك المبطلون "



أسف على الإطالة

موضوع أكثر من رائع أستاذى الحبيب


تحياتى لكم

aymaan noor
24-11-2012, 01:58 AM
جزيل شكرى و تقديرى لحضرتك أستاذ محمد على هذا الموضوع الرائع فهو بالفعل مقال تحليلى كlا قال استاذى الفاضل ابو بسملة و لكنى اعتقد أنه يعيبه انi أحادى النظرة أى ينظر الى المسHلة من جانب واحد فقط و هو جانب الدفاع
أولا : أعتقد أنه لا خلاف على أن هناك فارق كبير بين اصدار قانون من السلطة التشريعية والتى أصبحت فى يد رئيس الجمهورية الآن و بين اصدار اعلان دستورى .
ثانيا : تحصين قرارات الرئيس دون الطعن عليها أمر بالغ الخطورة و لايمكن ان تستقيم به الأمور ، صحيح أنا واحد من الذين يثقون فى الرئيس مرسى و يثقون فى عدم استخدامه لهذا الحق ، و لكن هل نحن نشرع لدولة قانون ام لاستثناءات حسب الأشخاص ، كيف يعطى الرئيس لنفسه الحق ان يكون فوق السلطات و الا يكون هناك معقبا على قراراته ، أن الدول لايمكن أن تدار بالنوايا ولكن تدار وفقا لمبدأ المحاسبة للجميع .
ثالثا : ان محاولة تصوير الأمر فى لجنة الدستور على أن الخلاف هو من قلة لاتريد للبلد الاستقرار فيه نوع من المزايدة ومن الظلم لمن انسحبوا خاصة أن بينهم من استمروا فى اجمعية التأسيسية منذ أول يوم ورفضوا الانسحاب فى السابق ، ان الدستور هو خيار و تحدى حقيقى للمصريين فمادمنا ارتضينا جميعا عمل دستور جديد لليبلاد فلابد ان يكون هذا الدستور ممثلا حقيقيا للشعب المصرى كاملا دون فصيل واحد ، فنحن نتحدث عن مصير امة تريد ان تنهض لتواكب عصرها لا ان ترتد الى الوراء .
رابعا : يبدو أن الكاتب لم يتابع الاعلام جيدا لانه يقول ان من يعترضوا على اعلان الرئيس هم اطباء و سياسيون و ليسوا فقها دستور ، لأنه لو كان تابع الاعلام خلال الأمس و اليوم لوجد الكثييرين من فقهاء الستور الذين عقوا على القرار و رفضوه تماما و اعتبروه خطأ كبير من الرئيس فى وقت غير مناسب و انه سيزيد من حالة الصراع الدائرة
و فى النهاية كل مانتمناه هو الخير لمصرنا الحبيبة و لكى يتحقق الخير الذى ننشده لابد ان نرفض فكرة حكم الفرد او الفرد الذى لايحاسب على قراراته حتى و لو كان الاستثناء ليوم واحد .
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

الأستاذة / أم أمل
24-11-2012, 02:06 AM
جزاكم الله خيرا مستر محمد على المقال

أ/محمد ابراهيم
24-11-2012, 02:27 AM
جزيل شكرى و تقديرى لحضرتك أستاذ محمد على هذا الموضوع الرائع فهو بالفعل مقال تحليلى كlا قال استاذى الفاضل ابو بسملة و لكنى اعتقد أنه يعيبه انi أحادى النظرة أى ينظر الى المسhلة من جانب واحد فقط و هو جانب الدفاع
أولا : أعتقد أنه لا خلاف على أن هناك فارق كبير بين اصدار قانون من السلطة التشريعية والتى أصبحت فى يد رئيس الجمهورية الآن و بين اصدار اعلان دستورى .
ثانيا : تحصين قرارات الرئيس دون الطعن عليها أمر بالغ الخطورة و لايمكن ان تستقيم به الأمور ، صحيح أنا واحد من الذين يثقون فى الرئيس مرسى و يثقون فى عدم استخدامه لهذا الحق ، و لكن هل نحن نشرع لدولة قانون ام لاستثناءات حسب الأشخاص ، كيف يعطى الرئيس لنفسه الحق ان يكون فوق السلطات و الا يكون هناك معقبا على قراراته ، أن الدول لايمكن أن تدار بالنوايا ولكن تدار وفقا لمبدأ المحاسبة للجميع .
ثالثا : ان محاولة تصوير الأمر فى لجنة الدستور على أن الخلاف هو من قلة لاتريد للبلد الاستقرار فيه نوع من المزايدة ومن الظلم لمن انسحبوا خاصة أن بينهم من استمروا فى اجمعية التأسيسية منذ أول يوم ورفضوا الانسحاب فى السابق ، ان الدستور هو خيار و تحدى حقيقى للمصريين فمادمنا ارتضينا جميعا عمل دستور جديد لليبلاد فلابد ان يكون هذا الدستور ممثلا حقيقيا للشعب المصرى كاملا دون فصيل واحد ، فنحن نتحدث عن مصير امة تريد ان تنهض لتواكب عصرها لا ان ترتد الى الوراء .
رابعا : يبدو أن الكاتب لم يتابع الاعلام جيدا لانه يقول ان من يعترضوا على اعلان الرئيس هم اطباء و سياسيون و ليسوا فقها دستور ، لأنه لو كان تابع الاعلام خلال الأمس و اليوم لوجد الكثييرين من فقهاء الستور الذين عقوا على القرار و رفضوه تماما و اعتبروه خطأ كبير من الرئيس فى وقت غير مناسب و انه سيزيد من حالة الصراع الدائرة
و فى النهاية كل مانتمناه هو الخير لمصرنا الحبيبة و لكى يتحقق الخير الذى ننشده لابد ان نرفض فكرة حكم الفرد او الفرد الذى لايحاسب على قراراته حتى و لو كان الاستثناء ليوم واحد .
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

اخى الفاضل استاذ ايمن
هذه هى المشكلة التى تؤرق الجميع
الخاسرون بوضوح كامل هم الذين راهنوا على "الانقلاب" والذين كانوا يتحدثون طوال الفترة الماضية علنًا عن المحاكم التي ستقلب الأمور رأسًا على عقب والذين ظلوا يلقون الحجارة في طريق إنجاز الدستور أو الانتخابات أو أي مؤسسة منتخبة، وهم لوبي عميق مالي وسياسي وإعلامي تضامن فيه محسوبون على الثورة مع ديناصورات مالية من فلول نظام مبارك من أجل الانقضاض على الثورة،
للاسف استاذ ايمن
الحقيقة المُرة التى يجب الاعتراف بها
ان القضاء فااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااسد
ويجب تطهيره

مستر مصطفى الناقه
24-11-2012, 04:19 AM
للاسف الشديد هناك فئة تريد مزيد من الدماء وتريد ان تسقط هيبة الدولة
ولكن كلنا ثقة فى الله عزوجل ولن يفلح هؤلاء ان شاء الله
لان الله عز وجل سيحمى مصر وسيظل معنا حتى نعبر تلك المرحلة
وفقك الله سيادة الرئيس الى مافيه الخير للبلاد والعباد

e1m2a3d4
24-11-2012, 10:18 PM
أشكر الأخ الفاضل كاتب هذا المقال الذي يعبر بصدق واخلاص عن الأحداث الجارية.وفق الله كل انسان حريص علي مصلحة الوطن الذي لم نعرف قيمتة الا بعد ان سافرنا الي الخارج ولذالك اقول دائما حفظك الله يأرض الكنانة من كل شر .

alien2
24-11-2012, 10:35 PM
سا سيدى بعيدا عن التحليلات اللفظية
الخاسر رقم واحد هو مصر و شعبها
و الخاسر الثانى هو جماعة الاخوان لانهم يكشفون انفسهم يوما بعد يوم
اما المتزعمون للمشهد المضاد للاخوان فليس عندهم ما يبكون عليه
لانهم بالفعل خارج اى حسابات خسائر قد تنتج عن هذا الموقف