مشاهدة النسخة كاملة : رسائل إلى مرسى والإخوان والثوار


aymaan noor
25-11-2012, 01:12 PM
د. مصطفى النجار
رسائل إلى مرسى والإخوان والثوار

"إذا أحسنت فأعينونى.. وإذا أسأت فقومونى"، بهذه الكلمات أطل علينا الدكتور مرسى عقب نجاحه فى الانتخابات الرئاسية، وتمثل بما قاله صحابة رسول الله (ص)، حين تولوا المسئولية، لذلك أكتب إليه هذه الكلمات، وإلى جماعته التى تقف وراءه، بعد أن تولوا مسئولية قيادة الوطن.

إلى الإخوان:
أولاً : من العار عليكم أن تصفوا الثوار الحقيقيين، ومن كانوا شرارة هذه الثورة، فى وقت تثاقل فيه آخرون، أنهم فلول وأعداء للثورة، لمجرد أنهم يعارضون قرارت الرئيس، التى يرون فيها خروجا على الشرعية وبداية لصناعة الاستبداد.
ثانياً : من التدليس أن تقولوا إن المختلفين مع قرار الرئيس يرفضون بعض الإيجابيات التى جاءت بقراراته، لذلك نعلنها بوضوح نحن مع تغيير النائب العام، ومع إعادة المحاكمات للوصول للقصاص، ولكننا لم لن نشرب السم فى العسل، ونتغاضى عما تم خلطه بهذه القرارت من كوارث لا يمكن قبولها من أى مواطن شريف يطمح فى الديمقراطية ويأمل فى مناخ سياسى جديد عقب الثورة.
ثالثاً : من المؤسف أن يستغل الرئيس سلطاته لدعم جماعته وحزبه فى الجمعية التأسيسية، التى اعترضنا جميعاً على تشكيلها من البداية، ولكن عاندتم الجميع، ومضيتم عكس الاتجاه، وأخرجتم لنا مسودات لا علاقة لها بما كنا نأمله فى دستور الثورة، وأخذتم المجتمع لمعركة وهمية حول الشريعة، وكأنها محل الخلاف، والحقيقة التى لا بد أن يعلمها الناس أنكم تريدون تمرير دستور يحتوى تقريباً على مضمون وثيقة السلمى التى اعترضنا عليها جميعاً فى يوم من الأيام، مع تشويه كامل لفصل السلطات الثلاث، حتى وصل بنا الحال أن نتباكى على الدساتير السابقة.
رابعاً : ما معنى تحصين مجلس الشورى الذى أجريت انتخاباته بنفس القانون الذى كان سبباً فى حل مجلس الشعب؟ وما معنى تحصين التأسيسية؟ هل نقوم بإلغاء القضاء حتى ترتاحوا، ولماذا لم نرَ هذا الحماس لتطهير القضاء كما تقولون أثناء انعقاد البرلمان السابق؟.
خامساً : تقولون إن الشورى من الشريعة، وتدعون إلى تطبيق الشورى بين الحاكم والشعب، فأين هذه الشورى التى طبقتموها حين ينفرد الرئيس بقرارات لا يحق له أخذها دون استفتاء الناس والرجوع للأمة؟ تطلبون منا أن نثق بالرئيس، وتقولون هذا استبداد مؤقت، حفاظاً على الثورة، والحقيقة أن الرضى بقليل الاستبداد يفتح الباب للاستبداد الدائم، ولو نزل الفاروق عمر، رضى الله عنه، ليحكمنا الآن ما منحناه هذه الصلاحيات المطلقة التى تتنافى مع الشريعة التى تملأون الدنيا بالحديث عنها وأنتم منها بعيد.

إلى الرئيس:
أولاً : انتخابك كرئيس لا يعطى لك الحق فى الخروج على الشرعية، التى أقسمت على احترامها، وخروجك عنها يسقط شرعيتك، لذلك ننصحك بالتراجع عن القرارات المرفوضة فوراً، وعدم العناد، فلن يستطيع أى سياسى شريف فى مصر أن يؤيدك فى هدم مؤسسات الدولة ونظامها، ومن يرتضى ذلك فهو خائن لهذه الثورة وهذا الوطن، ولن نكون أبداً ممن يصمتون عن الحق والتاريخ لن يرحم أحداً ممن ارتضى نفاقك والتطبيل لما تفعله لغرض أو هوى، وتذكر حديثك عن الستينيات ونقدك لها، وها أنت تعيدنا لمشهد الاعتداء على المستشار السنهورى ثم مذبحة القضاة وبدء مرحلة الاستبداد.
ثانياً : خلال شهورك القليلة فى الحكم، لم نرَ إنجازاً كبيراً لإدارتكم ووزارتكم تستطيع أن تستند عليه الآن وأنت تقرر أنك حامى الثورة والشعب، بل رأينا كوارث تكفى لإسقاط نظام كامل، مثل مجزرة أسيوط التى أزهقت فيها أرواح أطفال مصر، ولا تعتقد أن دعم أفراد التنظيم الذى تنتمى إليه كاف لك لكى تستأثر بما تفعل وأنت تلغى وجود الشعب بالكامل، مصر أكبر من جماعتك وتنظيمك وفكر القبيلة الذى أصبح سمة مميزة لهذه المرحلة.
ثالثاً : غير بطانتك التى ورطتك فى سقطات متتالية لم يتوقعها أحد، وإذا لم تكن تستشيرهم وهم أبرياء من هذه السقطات فمن الواجب عليهم أن يتحلوا بالكرامة والأخلاقية ويخرجون للشعب ويقولون له نحن مجرد ديكور فى مشهد بائس، ولن نستطيع أن نكمل هذا الهزل.

إلى الثوار والقوى الوطنية:
أولاً : بينوا للناس تفاصيل المشهد، حتى لا يدخل عليهم تدليس المدلسين الذين يلبسون الحق بالباطل، قولوا للناس إن الثورة فى خطر، وإن الديمقراطية التى مات أبناؤنا من أجلها تتآكل وتتعرض لاختبارٍ قاسٍ، إما أن تتجاوزه وإما أن نعلن إجهاض الثورة والعودة لعصور الظلام، فقضيتنا قضية أخلاقية وليست مجرد خلاف سياسى مع فصيل بعينه، نحن الآن ندافع عن المبادئ وعن بنية الدولة، ولن نسمح بهذا العبث وفاءً للشهداء الذين ماتوا من أجل أن يكون فى مصر دولة محترمة.
ثانياً : ابتعدوا عن العنف، ولا تستجيبوا للاستفزازات التى تريد إلصاق العنف بكم، أعلنوا براءتكم من أى شخص قد يلجأ للتخريب أو الحرق أو الاعتداء على الممتلكات الخاصة أو العامة، وأخرجوهم من بينكم إن اندسوا، نحن نخاف على هذا الوطن، ولن نسمح لأحد بإسقاط مصر أو إشعال فتيل الحرب الأهلية فيها، لن يتقاتل المصريون فيما بينهم، مهما تغابت السلطة أو خرج فصيل سياسى عن الإطار العام للدولة.
ثالثاً : توحدوا اليوم ولا تتأثروا بالدعاية السلبية التى تتهمكم بالتحالف مع الفلول، فهذه دعاية سمجة، كل مصرى اليوم مطالب بأن ينتفض ويجهر بالحق فى إطار سلمى ليحافظ على بنية الدولة والتوازن بين سلطاتها ومنع اختطاف الديمقراطية فى أى اتجاه.

يا رئيس الجمهورية، دماء المصريين فى رقبتك، أطفئ النار التى أشعلتها ولا تجر مصر لحرب أهلية يقتل فيها المصريون بعضهم البعض، بئس الحزبية وبئس الأيدلوجية التى تجعلكم تأخذون الوطن إلى هذا المنعطف، اتقوا الله فينا، وعودوا للشريعة التى تدعون إليها، فقد خرجتم عنها وانحرفتم، حفظ الله مصر من كل سوء

محمد محمود بدر
25-11-2012, 01:22 PM
د. مصطفى النجار
رسائل إلى مرسى والإخوان والثوار
بين سلطاتها ومنع اختطاف الديمقراطية فى أى اتجاه.

يا رئيس الجمهورية، دماء المصريين فى رقبتك، أطفئ النار التى أشعلتها ولا تجر مصر لحرب أهلية يقتل فيها المصريون بعضهم البعض، بئس الحزبية وبئس الأيدلوجية التى تجعلكم تأخذون الوطن إلى هذا المنعطف، اتقوا الله فينا، وعودوا للشريعة التى تدعون إليها، فقد خرجتم عنها وانحرفتم، حفظ الله مصر من كل سوء
[/color][/size]

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

aymaan noor
25-11-2012, 01:33 PM
مصر تنفلق
وائل قنديل

ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. ينطبق هذا على القرارات الواردة فى الإعلان «الفرعونى» المباغت للرئيس، وينسحب أيضا على ردود الأفعال الغاضبة عليها.

قرارات السلطة ظاهرها الثورة لكن باطنها الاستبداد.. وردود أفعال المعارضة أيضا ظاهرها الثورة والديمقراطية لكن باطنها الهوى الخاص وأحلام الصعود إلى الحكم.

إن كلا من المعسكرين يستخدم شعارات الثورة، كلاهما يهتف «ثوار أحرار هنكمل المشوار» سواء عند الاتحادية، أو مصطفى محمود والاستقامة، ولا يهم هنا كثيرا الاهتمام بعداد الحشود، الذى يتحرك صعودا وهبوطا حسب المتحدث، فكلاهما يرى نفسه ملايين والآخرين آلافا أو مئات.

عند الاتحادية يهتفون للثورة دفاعا عن الاستبداد، وفى ميادين أخرى يهتفون للثورة و«يصلحون ساعات» .

الذين يسلكون وكأنهم فى نسخة مطابقة من «جمعة الغضب» الخالدة يوم 28 يناير 2.11، يتناسون أنها ما كانت لتخلد فى التاريخ لولا أنها كانت جمعة بلا أعلام أو شارات حزبية وتصنيفات فكرية، بل كانت جمعة كل المصريين، ولم تكن مفردة «النخبة» قد احتلت قاموسنا السياسى بعد، إذ كان الشعب كله فى حالة صعود إلى قمة الحلم الجمعى.

وليس معنى اجترار هتافات وشعارات «جمعة الغضب» هنا وهناك، أننا أمام جمعة غضب حقيقية، فالحلم لم يعد واحدا، والجمع صار طوائف وجماعات متناحرة متناثرة.

وليس معنى أن أهل الاتحادية يهتفون «يا شهيد نام وارتاح» أن جمعتهم هى جمعة الشهداء وإنقاذ الثورة وحمايتها، قد تبدو كذلك شكلا، لكنها مضمونا لتأمين وتحصين منصب الرئيس.

وأزعم أن مخاطر حقيقية كانت هناك تتربص بالمرحلة كلها، ربما كانت الدافع لكى يمنح الرئيس نفسه سلطات «فرعونية» غير أن مواجهة هذه المخاطر كانت تتطلب مصارحة للشعب وشفافية مع الجميع لوضعهم أمام مسئولياتهم، وقد تساءلت فى هذا المكان يوم 12 نوفمبر الجارى «من هو رئيس مصر 2.13» وقلت نصا «والحاصل أننا نعيش الآن مرحلة زرع الألغام وتفخيخ الأرض، تمهيدا لانفجار كبير تتم عملية صناعته هذه الأيام، خارج مصر وداخلها، بحيث لا تأتى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، إلا وقد انهدم كل شىء، لتعود الغربان تنعق فى طول البلاد وعرضها، وتحتفل بالانتصار.

وأوضحت أنه «وحسب روايات متعددة قادمة من خارج مصر فإن خصوم الثورة يحتشدون الآن، ويضخون أموالا بلا طائل لتصنيع حالة من الخراب والانفلات والفوضى فى الداخل، بل إن بعضهم بدأ فى تسريب أنباء عن اقتراب العودة للهيمنة على البلاد والعباد، كنوع من الحرب النفسية الدائرة على قدم وساق، من خلال إشاعة مناخ من الرعب والفزع.

وختمت بعلامة تعجب كبيرة «غير أن الأكثر مدعاة للدهشة أن يبدو الرئيس وحزبه وجماعته كما لو كانوا مساهمين فى خدمة الثورة المضادة، بهذا الأداء المرتبك المتلعثم فى عديد من الملفات المفتوحة فى مصر الآن».

لقد كان الأفضل للرئيس أن يخرج على الجماهير التى انتخبته ببيان واضح شفاف يعلن فيه حجم المخاطر ومصادرها، احتراما للناس ولثورتهم، بدلا من أن يصب على رءوسهم زخات من القرارات التى تجعله ديكتاتورا ولو بشكل مؤقت، كما قال شراح الإعلان الدستورى الصادم.. غير أنه تصرف بالطريقة القديمة ذاتها، طريقة القائد الملهم المعلم الذى يعتبر المصريين مجموعة من الأطفال فى حضانة الثورة، وهو الوحيد القادر على حمايتهم وتأمينها.

لكن الذى حدث أن فالقا مخيفا أصاب جدار الحضانة، وها هو يوشك أن ينقض على الجميع.

aymaan noor
25-11-2012, 02:08 PM
هتلر والخومينى و مرسى
عمرو حمزاوى

فى ثلاثينات القرن العشرين، جاءت صناديق انتخابات غير مزورة فى الجمهورية الألمانية (كانت تسمى آنذاك جمهورية فيمار نسبة إلى مدينة فيمار الواقعة فى شرق ألمانيا والتى منها أعلنت الجمهورية) بالنازى أدولف هتلر مستشارا للجمهورية ومن ثم مسئولا سياسيا أول بها. خلال فترة زمنية قصيرة، انقلب هتلر بالإلغاء والتعطيل على الإجراءات الديمقراطية التى جاءت به ورسخ لنظام استبداد مرعب قاد ألمانيا والعالم إلى كارثة إنسانية تمثلت فى محارق اليهود وحرب عالمية ثانية. انقلب هتلر على الديمقراطية مستغلا أزمة اقتصادية ومجتمعية حادة ارتبطت بالكساد العالمى فى الثلاثينات. انقلب هتلر على الديمقراطية موظفا القبول الشعبى فى ألمانيا آنذاك لمعاداته للسامية ولعنفه ضد أتباع الديانة اليهودية. انقلب هتلر على الديمقراطية مستندا إلى عنف ميليشيات حزبه النازى وضعف الأحزاب السياسية المناوئة له، وكانت بالأساس الأحزاب الشيوعية واليسارية.

انقلب هتلر على الديمقراطية واضعا ذاته فوق الدولة ومستتبعا جميع السلطات، وفى مقدمتها القضائية التى عصف باستقلالها التاريخى ووظفها لقمع معارضيه ولتصفية اليهود ولنشر لثقافة خوف وصمت فى المجتمع. «قضاء هتلر» و«عدالة هتلر» و«عدالة المنتصر» و«قانون القوة»، بهذه المفاهيم تشير أبحاث المؤرخين والقانونيين إلى الحقبة المظلمة فى تاريخ القضاء الألمانى بين 1933 و1945 (هزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية وانتحار هتلر) التى تحول بها إلى سلطة خادمة للديكتاتور.

فى سبعينات القرن العشرين، وبعد ثورة شعبية فى إيران ضد استبداد الشاه تمكنت فى 1979 من الإطاحة به، انقضّت التيارات الدينية على مجتمع ودولة ونظام ما بعد الثورة وأسست لجمهورية استبداد دينى ما زالت قائمة إلى اليوم. انقض الخومينى وآيات الله على المجتمع بالسيطرة على قطاعاته الحية كالجامعات والمجتمع المدنى والإعلام، وجميعها كانت مواطن للثورة ضد الشاه وللمطالب الديمقراطية. انقض الإسلاميون على الدولة باختراق الجيش والأمن والقضاء واستتباعهم لخدمة أهداف الثورة التى تحولت إلى ثورة إسلامية وبدأت فى تصفية خصومها وقمع الانتفاضات الشعبية المتكررة (آخرها فى 2007 و2008). انقض الخومينى وأعوانه على النظام السياسى الذى اتسم بعد إسقاط الشاه فى 1979 ولمدة ثلاث سنوات تقريبا بالتنوع وبتمثيل تيارات مختلفة، فأخرج منه تدريجيا اليسار والليبراليين والمحافظين الرافضين للاستبداد الدينى.

فى إيران هيمنت التيارات الدينية على المجتمع والدولة والنظام، وتحول آيات الله إلى أصحاب الأمر والنهى فى إيران وتحولت ميليشياتهم ومجموعاتهم إلى حرس ثورى للجمهورية الإسلامية وأمن للدولة وأجهزة للمخابرات قضت على الحرية (الشخصية والمدنية) وأوغلت فى انتهاك حقوق الإنسان. فى إيران وضع آيات الله ذواتهم فوق الدولة وأنهوا استقلالية سلطاتها واستتبعوا بهيئاتهم الدينية القضاء ووظفوه، ولا يزالون، للهيمنة والقمع بذات مضامين خبرات الاستبداد الأخرى، عدالة المنتصر وقانون القوة.

طوال الأسابيع الماضية، كتبت وتحدثت مرارا عن صناعة الرئيس الفرعون التى تجددت بعد انتخاب محمد مرسى. طوال الأسابيع الماضية، حذرت من سلطات الرئيس الواسعة ومن إعادة إنتاج علاقة القائد والجماهير الديكتاتورية عبر المجموعات الإخوانية وأتباع الإسلام السياسى (بعد خطاب الاستاد). طوال الأسابيع الماضية، أكدت أن تقييد الحريات الإعلامية والتدخل فى السلطة القضائية والتهديد المستمر بإجراءات استثنائية يصنع الاستبداد ويقضى على فرص التحول الديمقراطى.

الآن، وبعد إعلان الاستبداد الرئاسى، لم يعد لا التحذير ولا التنبيه ولا الحديث عن بدايات بكافٍ أو مناسب. فمحمد مرسى أصبح فوق السلطات وعطل الدولة وبدأ فى بناء ديكتاتورية تنتهك كل الحقوق والحريإت وتستبيح القضاء وتهدد المجتمع فى كل قطاعاته الحية والحيوية التى رفعت مطالب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. الآن، ليس أمام كل مواطنة وكل مواطن يريدون الديمقراطية والحرية لمصر إلا مواجهة إعلان الاستبداد الرئاسى بكل الطرق السلمية حتى يسقط بالإلغاء.

a7med bondok
25-11-2012, 02:24 PM
هتلر والخومينى و مرسى
عمرو حمزاوى

فى ثلاثينات القرن العشرين، جاءت صناديق انتخابات غير مزورة فى الجمهورية الألمانية (كانت تسمى آنذاك جمهورية فيمار نسبة إلى مدينة فيمار الواقعة فى شرق ألمانيا والتى منها أعلنت الجمهورية) بالنازى أدولف هتلر مستشارا للجمهورية ومن ثم مسئولا سياسيا أول بها. خلال فترة زمنية قصيرة، انقلب هتلر بالإلغاء والتعطيل على الإجراءات الديمقراطية التى جاءت به ورسخ لنظام استبداد مرعب قاد ألمانيا والعالم إلى كارثة إنسانية تمثلت فى محارق اليهود وحرب عالمية ثانية. انقلب هتلر على الديمقراطية مستغلا أزمة اقتصادية ومجتمعية حادة ارتبطت بالكساد العالمى فى الثلاثينات. انقلب هتلر على الديمقراطية موظفا القبول الشعبى فى ألمانيا آنذاك لمعاداته للسامية ولعنفه ضد أتباع الديانة اليهودية. انقلب هتلر على الديمقراطية مستندا إلى عنف ميليشيات حزبه النازى وضعف الأحزاب السياسية المناوئة له، وكانت بالأساس الأحزاب الشيوعية واليسارية.

انقلب هتلر على الديمقراطية واضعا ذاته فوق الدولة ومستتبعا جميع السلطات، وفى مقدمتها القضائية التى عصف باستقلالها التاريخى ووظفها لقمع معارضيه ولتصفية اليهود ولنشر لثقافة خوف وصمت فى المجتمع. «قضاء هتلر» و«عدالة هتلر» و«عدالة المنتصر» و«قانون القوة»، بهذه المفاهيم تشير أبحاث المؤرخين والقانونيين إلى الحقبة المظلمة فى تاريخ القضاء الألمانى بين 1933 و1945 (هزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية وانتحار هتلر) التى تحول بها إلى سلطة خادمة للديكتاتور.

فى سبعينات القرن العشرين، وبعد ثورة شعبية فى إيران ضد استبداد الشاه تمكنت فى 1979 من الإطاحة به، انقضّت التيارات الدينية على مجتمع ودولة ونظام ما بعد الثورة وأسست لجمهورية استبداد دينى ما زالت قائمة إلى اليوم. انقض الخومينى وآيات الله على المجتمع بالسيطرة على قطاعاته الحية كالجامعات والمجتمع المدنى والإعلام، وجميعها كانت مواطن للثورة ضد الشاه وللمطالب الديمقراطية. انقض الإسلاميون على الدولة باختراق الجيش والأمن والقضاء واستتباعهم لخدمة أهداف الثورة التى تحولت إلى ثورة إسلامية وبدأت فى تصفية خصومها وقمع الانتفاضات الشعبية المتكررة (آخرها فى 2007 و2008). انقض الخومينى وأعوانه على النظام السياسى الذى اتسم بعد إسقاط الشاه فى 1979 ولمدة ثلاث سنوات تقريبا بالتنوع وبتمثيل تيارات مختلفة، فأخرج منه تدريجيا اليسار والليبراليين والمحافظين الرافضين للاستبداد الدينى.

فى إيران هيمنت التيارات الدينية على المجتمع والدولة والنظام، وتحول آيات الله إلى أصحاب الأمر والنهى فى إيران وتحولت ميليشياتهم ومجموعاتهم إلى حرس ثورى للجمهورية الإسلامية وأمن للدولة وأجهزة للمخابرات قضت على الحرية (الشخصية والمدنية) وأوغلت فى انتهاك حقوق الإنسان. فى إيران وضع آيات الله ذواتهم فوق الدولة وأنهوا استقلالية سلطاتها واستتبعوا بهيئاتهم الدينية القضاء ووظفوه، ولا يزالون، للهيمنة والقمع بذات مضامين خبرات الاستبداد الأخرى، عدالة المنتصر وقانون القوة.

طوال الأسابيع الماضية، كتبت وتحدثت مرارا عن صناعة الرئيس الفرعون التى تجددت بعد انتخاب محمد مرسى. طوال الأسابيع الماضية، حذرت من سلطات الرئيس الواسعة ومن إعادة إنتاج علاقة القائد والجماهير الديكتاتورية عبر المجموعات الإخوانية وأتباع الإسلام السياسى (بعد خطاب الاستاد). طوال الأسابيع الماضية، أكدت أن تقييد الحريات الإعلامية والتدخل فى السلطة القضائية والتهديد المستمر بإجراءات استثنائية يصنع الاستبداد ويقضى على فرص التحول الديمقراطى.

الآن، وبعد إعلان الاستبداد الرئاسى، لم يعد لا التحذير ولا التنبيه ولا الحديث عن بدايات بكافٍ أو مناسب. فمحمد مرسى أصبح فوق السلطات وعطل الدولة وبدأ فى بناء ديكتاتورية تنتهك كل الحقوق والحريإت وتستبيح القضاء وتهدد المجتمع فى كل قطاعاته الحية والحيوية التى رفعت مطالب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. الآن، ليس أمام كل مواطنة وكل مواطن يريدون الديمقراطية والحرية لمصر إلا مواجهة إعلان الاستبداد الرئاسى بكل الطرق السلمية حتى يسقط بالإلغاء.


موضوع رائع متميز كعادتك شكرا للاسف قيادات مصر ما زالت تكرهنا في البلد للاسف

darch_99
25-11-2012, 11:25 PM
اؤيد بشدة هذة الكلمات وكنت اتمناها
لقد كان الأفضل للرئيس أن يخرج على الجماهير التى انتخبته ببيان واضح شفاف يعلن فيه حجم المخاطر ومصادرها، احتراما للناس ولثورتهم، بدلا من أن يصب على رءوسهم زخات من القرارات التى تجعله ديكتاتورا ولو بشكل مؤقت، كما قال شراح الإعلان الدستورى الصادم.. غير أنه تصرف بالطريقة القديمة ذاتها، طريقة القائد الملهم المعلم الذى يعتبر المصريين مجموعة من الأطفال فى حضانة الثورة، وهو الوحيد القادر على حمايتهم وتأمينها.

فشكرا لك

محقق قانونى
25-11-2012, 11:34 PM
لعن الله من ايقظ الفتنه

gihanegypt
26-11-2012, 05:23 AM
ربنا معك يا دكتور مرسى

aymaan noor
26-11-2012, 11:15 AM
اصابت امراه واخطا عمر
****************
ان دعمنا للسيد الرئيس منذ انتخابات الاعاده من منطلق ثورى

(وليس ايدولوجى عقائدى فنحنا ايدولوجيتنا هى مبادىء الجمعيه

الوطنيه للتغيير التى احتوت رحابتها القوى الثوريه والتى حقق توحدها

فرص نجاح للجزء الاول لثوره يناير المباركه )ومن ثم فكلما ابتعدت

البوصله الرئاسيه عن اهداف الثوره فلن نصفق لها ولن نخادع انفسنا

قبل ان نخدع من يثقون فينا وسنرفض هذا الابتعاد لها عن توجهها

لتحقيق اهداف الثوره لاننا لنا ضمير ثورى لا نقبل ان نخونه فخرجنا

مع نور الثوره لتوحيد القوى الثوريه كنطير ثورى يفشل مخططات فلول

امن دوله المجرم العادلى التى تلعب على وتر الفتن لتفريق القوى

الثوريه لعلمها بان هذا هو الحل الوحيد لكى تفشل الثوره لا نقوم

بهذا ابتغاء مصالح زائله( فلقد زهدناها بل ودفعنا ضرائب قاسيه

لتصدينا لفساد وجبروت اله المجرم العادلى القمعيه والتى لا نشرف

بان نقول انهم زملاء لنا بل نرى حتميه تطهير وزارتنا منهم ومن

اذنابهم )بل اننا نقوم بهذا ابتغاء وجه الله تعالى وابتغاء انتصار الثوره

لانها ثوره على الطلم والفساد

ولهذا فاننا نرى ان البوصله الرئاسيه ابتعدت عن الاهداف الثوريه التى

وعد الرئيس بتحقيقها الى اهداف ايدلوجيه لمعسكر دون معسكر

مخالفا وعده بانه سيكوةن رئيسا لكل المصريين حين اقر بانه عهد

الولاء للمرشد سيسقط بجلوسه على كرسى الحكم ليكون رئيسا

للمصرييت ولقد ابراه السيد مرشد الجماعه من عهد الولاء ليبريه من

عهد الجماعه الى عهد الوطن ومن ثم نؤيده فى اقاله النائب العام

واعاده محاكمه قتله ثوار ثوره يناير (والذى ننتهز الفرصه لنعلن اننا

بفضل من الله تعالى واذنه لدينا من الخبرات المخلصه لاعاده بناء

مسارح جرائم قتله الشهداء وايجاد ادله اتهام لقتلتهم بدلا للادله

التى اتلفتها دوله المخلوع العميقه الخائنه المتواطئه متى طلب منا

ذلك بصلاحيات تمكنا من ذلك فى توازن مع اعاده كامله لهيكله

الشرطه وفق رؤيه الائتلاف وورشه العمل لمبادره شرطه لشعب

مصر الحاصله على اشاده معهد السلام الدولى المستقل ومركز

الاهرام للدراسات الاستراتيجيه فى مقارنات بمثيلاتها التى تلتها

واقتبست منها الكثير )ونطالبه بسحب التحصينات الوارده فى الاعلان

الدستورى وتحصينات التاسيسيه وتجميع القوى الثوريه والتى كان

يجب مشاورتها قبل اصداره واستعاده وحده الصف الثورى خصوصا

ان تحصينات اعمال السياده واقاله النائب العام المعين من قبل

المخلوع ستتيح هدم دوله فساد المخلوع المترابطه للان نناشدك

بالاسراع فى التراجع عن تلك التحصينات الدستوريه واستعاده وحده

الصف الثورى فاالانقسام الحاد والاستقطاب الشديد والاحتقان مع

وجود خونه من دوله المخلوع وامن دولته يزرعون الفتن تلو الفتن

فيجب ان نفوت الفرصه عليهم فالاوضاع تسير الى منحنى خطير غير

مسبوق ينذر بخطر الحرب الاهليه لقد تراجع سيدنا عمر بن الخطاب

واقر وقال قولته( اصابت امراه واخطا عمر) ننتطر من الرئيس سرعه

استعاده البوصله الثوريه سريعا

اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد

ضباط لكن شرفاء

محمد محمود بدر
26-11-2012, 06:00 PM
****************
فالاوضاع تسير الى منحنى خطير غير

مسبوق ينذر بخطر الحرب الاهليه لقد تراجع سيدنا عمر بن الخطاب

واقر وقال قولته( اصابت امراه واخطا عمر) ننتطر من الرئيس سرعه

استعاده البوصله الثوريه سريعا

اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد

ضباط لكن شرفاء

اللهم فاشهد
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك