مشاهدة النسخة كاملة : تراجع محدود لمرسي.. جبهة الإنقاذ ترفض والجيش يحذر من الفوضى.. اتهام المتظاهرين بممارس


alien2
10-12-2012, 12:37 AM
تراجع محدود لمرسي.. جبهة الإنقاذ ترفض والجيش يحذر من الفوضى.. اتهام المتظاهرين بممارسة ال*** بالخيام
حسنين كروم

2012-12-09

http://www.alquds.co.uk/today/09qpt970.jpg

القاهرة - 'القدس العربي' نشرت الصحف المصرية روايات مرعبة عن الأفعال التي قام بها المتظاهرون من الاخوان عند القصر الجمهوري - ومنها قطع أذن متظاهر، وسحل سفير سابق هو يحيى نجم، كما أفرجت النيابة عن جميع الذين اتهمهم الإخوان بممارسة العنف، وإرسالهم للطب الشرعي لإثبات إصاباتهم - وتحذيرات الجيش من نشر الفوضى وضرورة الحوار، وإجلاء ميليشيا الإخوان من أمام القصر الجمهوري، وصلاة الرئيس الجمعة داخل القصر، بينما اعلن خطيب مسجد فاطمة الشربتلي المجاور لمسكنه في التجمع الخامس والذي كان يصلي فيه عادة ويلقي خطبة معارضته الإعلان الدستوري مما اثار بعض الموجودين وطلبوا عدم الحديث في السياسة، وإعلان المتظاهرين في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية وسط الدلتا ان المدينة لا تعترف بسلطة مرسي، وقيام جماعة 'حازمون' بمحاصرة بوابة رقم أربعة في مدينة الانتاج الإعلامي لمنع بعض مقدمي البرامج من الدخول والمطالبة بتطهير الإعلام، ومؤتمر للشيخ محمد حسان في الغردقة عرض التقدم بمبادرة منه للحل ناسياً تورطه في التحريض ضد المعارضين، ودوره السابق مع نظام مبارك والمجلس العسكري، وبعد أن استمع الناس له خرجوا في مظاهرة ضد الإخوان، كما رفضت القوى والأحزاب الممثلة في جبهة الانقاذ حضور الحوار الذي دعا إليه الرئيس وحضرته مجموعة من الشخصيات والأحزاب، وبعض الشخصيات حضرت لعدم الإحراج وأحزاب لا قيمة لها، وأما المؤثر منها فكلها تنتمي للتيار الإسلامي، وهي الحرية والعدالة والوسط والبناء والتنمية والأصالة، وقاموا بإصدار إعلان دستوري جديد مع الاحتفاظ بما ترتب على الإعلان السابق من قرارات وعدم الطعن عليها، أي عدم الطعن على تعيين رئيس الجمهورية نائب عام أو على إعلانه السابق، وإجراء الاستفتاء في موعده يوم السبت ورد جبهة الانقاذ بالرفض ودعوتها الجماهير للنزول للميادين، واتهام الإخوان بتقسيم مصر.
هذا وقد أخبرني زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم في صحيفة الشروق انه شاهد بأم عينيه مرشد الإخوان السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف وهو على مكتبه ويقول للرئيس: ولو حد قالك انك بالإعلان الدستوري بتقسم مصر ابقى قولهم زي ما أنا قلت لهم قبل كده، طظ في مصر وأبو مصر، وللأمانة فلم اتصل بعاكف للتأكد من رواية عمرو.
وإلى عرض غير مكتمل لما يحدث:

الاخوان يقودون
البلاد لحرب اهلية

وهكذا وضع الإخوان المسلمون وحلفاؤهم من السلفيين وبعض الشخصيات والاحزاب الصغيرة، وضع مصر هي أمي لأول مرة في تاريخها على أبواب حرب أهلية حقيقية، عندما أصدر رئيس الجمهورية إعلانا دستوريا يلغي به القضاء ويمنع الطعن على قراراته السابقة والتي سيتخذها، وسكت عن حصار أنصاره للمحكمة الدستورية العليا، وأخذ يتحدث عن مؤامرات بررت له إلغاء سلطة القضاء دون أن يقدم أي معلومات عنها يبلغ بها النيابة.
وعندما ألغى وجود الدولة نهائيا لدرجة انه استدعى ميليشيا جماعته من الإخوان بالهجوم على عدة خيام لمحتجين امام القصر وضربهم، بينما الحرس الجمهوري داخل الأسوار كان بإمكانه إصدار الأوامر لضباطه وجنوده بالخروج وحمايته، وتسبب في إشعال حريق هائل في كل المحافظات بعد المشاهد المرعبة التي رآها الجميع ثانية بثانية، وحرق مقرات حزب الإخوان والجماعة ومقرهم العام في المقطم، وهو أمر مؤسف ولا نوافق عليه، وتعرض أحد قادتهم في الإسكندرية للضرب وهو المحامي صبحي صالح، وايقاف سيارته عند محطة القطار في سيدي جابر وانزاله منها وحرقها، وإحداث إصابات جسيمة به، وقال أن عددا من المتظاهرين اقترح ان يوثقوه بالحبال ويضعونه على شريط القطار حتى يدوسه لولا أن آخرين رفضوا وحملوه إلى مستشفى قريب. واتهم صديقنا والسياسي أبو العز الحريري بتدبير الاعتداءات عليه رداً على اعتداء الإخوان عليه هو وزوجته.
وظهر المرشد العام يوم الجمعة في الجامع الأزهر اثناء تشييع جنازة اثنين من شهداء الإخوان وعقد مؤتمرا صحافيا في مقر المقطم، قال فيه ان من بين شهدائهم الثمانية اثنان من ابناء محمود عزت نائب المرشد، وبهذه المناسبة نقدم له أحر التعازي.

المرشد: سنقتل
من قتل من الاخوان

كما قال المرشد انهم سيقتلون من تعرضوا لهم. إذ نشرت 'أخبار' أمس في صفحتها الرابعة بالنص عن تغطية زميلنا أحمد داود قوله: 'لن نترك من تسببوا في القتل والتخريب وإثارة الفوضى أحراراً أو أحياء، والإخوان عاشوا يحترمون الدستور والقانون'.
ولا أعرف أي احترام لدستور ولقانون لدى هؤلاء الناس وهو يدعو علناً إلى القتل ويلغي الدولة، كما قالت شقيقة الشهيد الشاب محمد السنوسي، وشقيقه سامح ان محمد ليس من الإخوان، وقد جاءهم بعض الإخوان وطلبوا منهم أن يقولوا انه منهم، وإخراج جنازته من الأزهر، ولكنهم رفضوا وخرجت الجنازة من حارتهم وأقيم العزاء فيها.

تفاصيل ما جرى حول القصر

والى تطورات الأحداث ورصدها وفي 'أهرام' الجمعة نشرت عدة تحقيقات شارك في إعدادها زملاؤنا وجدي رزق وعصام الدين راضي ونجي البطريق، وجاء في أحدها: 'في جولة لـ'الأهرام' مساء - الأربعاء - في منطقة قصر الاتحادية بدأنا من شارع الثورة مع تقاطع شارع بغداد فوجدنا عددا كبيرا من الاتوبيسات وسيارات الميكروباص التي أتت الى منطقة قصر الاتحادية وقال لنا الأهالي، انهم كانوا يرون شبابا ينزلون من هذه السيارات ثم يحملون شنطا في إيديهم ويتوجهون بها إلى تلك المنطقة المحيطة بالقصر، وبدورنا حاولنا أن نتحقق من كلام المواطنين فوجدنا عددا من هذه السيارات التي تحطمت في الاشتباكات وأرقامها م - ن- 1839 أتوبيس، و، م، ف، أ ميكروباص شبين، و ر، ق، أ، 3756 ميكروباص، وانتقلنا إلى مكان الاشتباكات من اتجاه شارع الميرغني فوجدنا أعداداً هائلة من الإخوان ومؤيديهم، منهم من كان يدير الحركة ومنهم من كان يوجه الناس بصيحة الله أكبر فيتجمع الكل حوله ويبدأون الحشد والهجوم على الطرف الثاني، وكان منهم من هو مكلف بالدخول الى مكان الأحداث ليخطف أحد المعارضين وينهالون عليه ضرباً باليد والركل والحجارة وأحيانا الخشب التي كانت في أيديهم على بعد خمسمائة متر من قصر الاتحادية وذلك حتى يغشى عليه، وجدت ايضا شبابا منهم يحملون أسياخا ضخمة من الحديد بطول متر أو متر ونصف المتر، في أيديهم للاعتداء على المعارضين، وفي منتصف الليل تقريبا التقيت الشيخ عبدالله المحمدي إمام وخطيب مسجد بالتجمع الثالث بالقاهرة الجديدة فسألته عن رأيه ولماذا جاء اليوم إلى قصر الاتحادية؟ فقال أن المجموعة الموجودة الآن من الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية جاءت من أجل الدفاع عن شرعية الرئيس المنتخب، وشرعية الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس بصفته رئيساً للجمهورية خولت إليه سلطة التشريع، وقال الحاج مصطفى عبدالفتاح عامل جراج في شارع كليوباترا بمنطقة مصر الجديدة في السابعة مساء فوجئنا بعدد كبير من السيارات الميكروباص والاتوبيسات تأتي إلينا من خارج القاهرة تنقل الناس وتعود على الفور ثم يذهب هؤلاء إلى قصر الاتحادية وبعد نحو أربعين دقيقة بدأوا في تحطيم السيارات'.

تحالف الاخوان والسلفيين
لضرب المتظاهرين

وهذا تقرير ميداني نشرته صحيفة قومية رئيس تحريرها زميلنا عبدالناصر سلامة عينه الإخوان ويثبت تحالف الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية وسلفيون مع الإخوان، في الترتيب لهذه العملية، والقيام بالاعتداءات.
وفي تحقيق آخر بنفس الصفحة قالت 'الأهرام': 'أضاف شاهد عيان أن هذه الميليشيات كانت تقوم بخطف كبار السن والشباب والفتيات الذين لا تتجاوز أعمارهم ستة عشر عاما ويقومون بالاعتداء عليهم في مداخل العمارات وكسر أيديهم وأقدامهم'.

غرف تعذيب لقوى
المعارضة حول القصر

وإذا تركنا شهادة 'الأهرام' سنجدها تنطبق تماماً مع تحقيق 'المصري اليوم' في نفس اليوم والذي أعده زملاؤنا محمد الجارحي وحسين رمزي وكمال مراد، وجاء فيه: 'بعد سيطرتهم على محيط قصر الاتحادية أقام شباب جماعة الإخوان المسلمين ساحة استجواب عند البوابة المواجهة لمسجد عمر بن عبدالعزيز بشارع الميرغني، كل غرفة منها مؤمنة بكردون أمني وحواجز حديدية ولا يقتصر الاستجواب فيها على من ألقي القبض عليه من المعتصمين المعارضين على، س، وج، بل تحولت إلى غرف تعذيب لانتزاع اعترافات من القوى المعارضة وتعليق بعضهم على أسوار القصر الرئاسي، والمصري اليوم قضت ثلاث ساعات في احدى هذه الغرف والتي دخلناها بصعوبة، وبعد وساطة من زميل يعمل بقناة مصر 25 الفضائية المحسوبة على جماعة الإخوان، المفاجأة أن الموجودين ليسوا فقط من شباب الجماعة، فهناك لواءات وضباط شرطة بملابس عسكرية وآخرون بزي مدني من قسم شرطة النزهة يكتفون بدور المتفرج على ما يجرى من عمليات ضرب وسحل وتعذيب من قبل شباب تميزهم قوة البنيان ويعملون تحت إشراف ثلاثة أشخاص ملتحين يرتدون زياً مهندماً، تبدأ عملية التعذيب بالقبض على احد المتظاهرين المعارضين خلال الاشتباكات، أو عند الاشتباه في أحد الأشخاص في المكان الذي لا يشهد أي اشتباكات بعد فصل الأمن المركزي بين المؤيدين والمعارضين لرئيس الجمهورية بعدها يتناوب أعضاء الجماعة ضربه باليد والقدم والعصى في الوجه والبطن ومختلف أنحاء جسده ويمزقون ملابسه ثم يذهبون إلى أقرب غرفة تعذيب فرعية'.

شهادات بعض الضحايا

هذا وقد عرضت شاشات القنوات حالات مرعبة خاصة عن تعرية رجل من قميصه وضربه بطريقة مروعة، وغطى الدم وجهه وشارك في عملية الضرب الوحشي العشرات بطريقة سادية، وسأله أحدهم عن اسمه فقال لا أعرف لأنه مسيحي، والعجيب أنه مهندس وكان من الذين قالت عنهم 'المصري' انهم من الذين كان الإخوان يشتبهون فيه، ايضاً شاهدت في مساء نفس يوم الأربعاء على قناة 25 الإخوانية مشهدا على الهواء أكد كل هذه الروايات عن التعذيب، فقد كان مراسلها ينقل من أحد هذه الغرف وفيها عدد من المقيدين من أرجلهم وأيديهم، ويسأل أحدهم، وكانت في وجهه إصابات توضح تعرضه لضرب غير إنساني، وسأله المذيع أين كان، فقال حسبي الله ونعم الوكيل في الإخوان، أنا بواب عمارة وكنت في طريقي لشراء طلبات لأحد السكان، فأمسكوني وآتوا بي إلى هنا وضربوني، حسبي الله ونعم الوكيل في الإخوان، وكان هذا على الهواء مباشرة وارتبك المذيع في الاستوديو، وقال للمراسل:
- اسأله مين اللي بيموله.. وقبل أن ينطق الأسير بكلمة قطعوا الاتصال.

العربية دي كانت
بتضرب علينا خرطوش!

ونشرت 'الوطن' يوم الجمعة أيضاً تحقيقا لزميلنا أحمد عطية عن سيارة سوداء ماركة فيرنا محترقة في ميدان روكسي، أعده زميلنا أحمد عطية إذ قال له أحد الشهود في الاشتباكات وهو محمد فتحي: 'العربية دي كانت بتضرب علينا خرطوش وكانت تطلق النيران على مسيرات متجهة إلى قصر الاتحادية من ناحية، ميدان روكسي واستطاعوا محاصرتها واستمر المتظاهرون في تحطيم السيارة الخالية وتكسير زجاجها وكشافاتها وجميع أبوابها وتدخل مجهولون لإزالة ارقام السيارة وإخلائها من كل المتعلقات لكن صورا التقطها المتظاهرون للسيارة أطهرت أن رقمها 4- ج - 524، الوطن تتبعت رقم السيارة من مصادرها لتتوصل لمفاجأة وهي أن السيارة مسجلة بعنوان يقع في شارع النرجس بالتجمع الخامس الى جانب بيت الرئيس محمد مرسي مباشرة، وملك للسيدة أ، م، ع'.

الهجمات بدأت فعلا في المحافظات
ضد مقار الإخوان

وعلى ذكر السيارات القادمة من خارج القاهرة وقالت 'الأهرام' انها تحطمت، وبالنسبة لهذه السيارة القادمة من صاحبة منزل بجوار منزل الرئيس، فقد كانت على اتصال ببعض من كانوا في منطقة الاشتباكات انه بعد وصول أعداد من المعارضين لنجدة زملائهم نجحوا في دفع الإخوان إلى الوراء، واكتشفوا وجود السيارات القادمة من خارج القاهرة فدمروها، وبدأت النداءات لاستقدام المدد وظهر في المساء، تصميم على محاصرة المنطقة التي تتواجد فيها ميليشيا الإخوان وحلفائهم، بما فيها القصر الجمهوري حتى لا يتمكنوا من مغادرتها ثم مهاجمتهم من جميع المداخل وكان معنى ذلك، أن يدفع الإخوان بأعداد أخرى كانت سوف تشتبك، مع الذين يحاصرون زملاءهم وستدور الاشتباكات في مناطق أخرى، وبالتالي تتسع رقعة الاشتباكات، وكان ممكنا جدا لو تم تضييق الحصار على الإخوان أن يحاولوا دخول القصر الجمهوري للاحتماء به.
وتعقب المعارضين لهم داخله، وبالتالي فانه سيكون مشهدا مروعاً على الهواء مباشرة، بالإضافة إلى أن الهجمات بدأت فعلا في المحافظات ضد مقار الإخوان، وبدأ البعض في البحث عن عدد من قادة الجماعة بالذات، يحملونهم سبب ما حدث، وإنزال الميليشيا لمهاجمتهم، ولعل هذا هو السبب الرئيسي في رأيي الى طلب الحرس الجمهوري وأجهزة أخرى من الرئيس أن يأمر بسحب الإخوان فورا وتجنب الكارثة، وخروج الحرس الجمهوري من داخل القصر وحضوره من معسكره القريب واحتلال منطقة واسعة لتأمين القصر، وترك المعارضين للرئيس بعيدا عنه، وهو ما تم يوم الخميس الذي ألقى فيه الرئيس كلمته وانتظر حتى ينتهي لقاء زميلتنا الإعلامية لميس الحديدي مع الحلقة الأولى من حوارها معه في قناة سي، بي، سي، وأدى خطابه الى اشتعال موجات الغضب ضده، إذ دعا كل القوى والأحزاب السياسية الى الحوار يوم السبت الساعة الثانية عشر ونصف ظهرا، بينما يكون الاستفتاء على الدستور قد بدأ بالنسبة للمصريين في الخارج، وبدا واضحا انه أضاع فرصة ثمينة في وقت حرج جدا، للخروج من المأزق الذي وضع نفسه وجماعته فيه، فأولا كان غاضبا جدا من سقوط عدد من القتلى من الإخوان ومن اصابة لأحد سائقي سيارته عند خروجه من القصر، بعد أن تمت محاصرته، ورفضت كل القوى العرض.

ولاء القوات المسلحة الوحيد
للشعب ومصر وأرضها

وأعلنت انها ستزحف على القصر مهما كانت النتائج، وحملت صحف الجمعة تصريحات لوزير الدفاع وقائد الحرس الجمهوري، لم تنشرها صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' قال الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في لقاء مع قادة وضباط وصف من سلاحي المدفعية والمدرعات في إطار اللقاءات الدورية التي يجريها بحضور الفريق صدقي صبحي رئيس الأركان وذلك ضمن سياستها في عدم نشر تصريحاته وأخباره حتى يظل معرفة اسمه مجهولا للجيش والشعب، المهم أن السيسي قال: 'ان القوات المسلحة ستظل دائماً الدرع الواقي والحصن الأمين لهذا الشعب العظيم وأن الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره مهمة مقدسة لا تهاون فيها وأن ولاء القوات المسلحة الوحيد للشعب ومصر وأرضها'.
كما أدلى قائد الحرس الجمهوري اللواء محمد زكي بتصريحات أخرى نشرتها صحف الجمعة جاء فيها: 'ان وجود القوات في محيط القصر للفصل ما بين المؤيدين والمعارضين للرئيس، والحيلولة دون حدوث أي إصابات جديدة والحرس الجمهوري لن يكون أداة لقمع المتظاهرين ولم يتم استخدام القوة ضد أفراد الشعب المصري، ونحن جزء أصيل من الشعب وأنا شخصياً حريص على عدم تكرار الاشتباكات في محيط القصر'.

الاعتداء على الصحافة
والاعلاميين

وبالفعل اتجهت الحشود الهائلة نحو القصر وبعد مدة، انسحبت قوات الحرس الى داخل القصر وتقدمت الحشود الى أسواره، وارتفعت الصيحات في ميدان التحرير، صديقنا المحامي الشيخ صلاح أبو إسماعيل، بقيادة مجموعة من أنصاره الذين يسمون أنفسهم - حازمون - إلى بوابة أربعة بمدينة الانتاج الإعلامي لمنع دخول عدد من الإعلاميين لتقديم برامجهم في قناة أون - تي - في وعلى دريم وأقاموا خيام، وبدأوا في تفتيش السيارات الداخلة ومعرفة من فيها، وهو نفس المشهد الذي قام به منذ عدة أشهر الإخوان عندما حاولوا ضرب زميلنا وصديقنا يوسف الحسيني لمنعه من تقديم برنامجه في أون تي في إلا أنه تمكن من القفز من السور ودخل، أما زميلنا وصديقنا خالد صلاح رئيس تحرير 'اليوم السابع' ومقدم برنامج قناة النهار فقد حطموا زجاج سيارته وضربوه وأصابوه إصابات خفيفة وقدم بلاغا اتهم فيه صديقنا عصام العريان ومحمد البلتاجي بالتحريض عليه، لكننا لم نعد نسمع شيئاً عنه بعد ان تم تعيينه عضوا في المجلس الأعلى للصحافة.

تراجع غير لائق

المهم، انه مساء الجمعة وبعد وصول المتظاهرين الى أسوار القصر واشتعال المظاهرات في المحافظات، ومهاجمة وحرق مقار حزب الإخوان واقتحام المركز الرئيسي للجماعة في المقطم، بدأ التراجع بطريقة مؤسفة وغير لائقة بالمنصب، ولا بالجبروت الذي حاول الإخوان والسلفيون إظهاره لإرهاب الآخرين وإثارة الرعب في قلوبهم، بعد أن انسحبوا من محيط القصر، سواء بعد أن كشر لهم الجيش عن أنيابه أو لانقاذهم من الحصار الذي كان سيتكتمل في الصباح التالي، وحدوث مجزرة وحرب أهلية وهو ما زاد من اتساع شرخ فقدانهم الثقة في أنفسهم، وتسرب الخوف الى نفوسهم، فأرادوا أن يظهروا انهم الذين حقنوا الدماء من موقع قوة، وإيمان، وكان في مقدورهم ان يسحقوا المعارضين، وهو ما لوح به الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية والتي خرج منها حزب النور، إذ قال يوم الجمعة في جريدة الفتح لسان حال الجمعية بالنص في مقال له عنوانه - الانقلاب على الشرعية: 'فبلا شك هناك من هم قادرون على العنف أضعاف ما يقدر عليه الآخرون، فإذا كان هناك حشد يصل الى خمسون ألف وهو رقم مبالغ فيه من المعارضين وتحاول وسائل الإعلام تضخيمه، ونحن نعلم أن منطقة قصر الاتحادية لا تتسع لهذه الأرقام فالجهة الأخرى تستطيع حشد الملايين'.

حقيقة التحالف
بين الاخوان والسلفيين

وأنا أعرف بأي وجه يمكن أن يواجه أنصاره وهو يضحك عليهم بحكاية خمسين ألف أو أقل وهم يرون على الهواء مباشرة جحافل زاحفة، ومظاهرات في المحافظات، اللهم إلا إذا كان مشاركا بالفعل في التخطيط والاشتراك في هجوم الميليشيا ومجزرة الأربعاء، بفصل من الدعوة السلفية وحزب النور، ويبرر فشله أمام أنصارهم الذين يعارضون بشدة التورط في أي أعمال عنف بالمشاركة مع الإخوان، وهم ومنهم ياسر نفسه أعلنوا عندما صدر الرئيس الإعلان الدستوري معارضتهم للسلطات التي منحها لنفسه بالإضــــافة إلى أنهم لم يكـــونوا يريدون مرشحا إخوانيا أو سلفيا رئيساً للجمهورية وهو ما دعاهم إلى تأييد عبدالمنعم أبو الفـــتوح في المرحلة الأولى من الانتــــخابات، بل أن برهامي نفسه وآخرون قالوا علنا انهم يفضلونه في هذه المرحلة، أن يكون الرئيس من خارج التيار الإسلامي، ومن يرجع الى التقارير المنشورة في هذه الفترة سيجد كلامهم منشورا نقلا عنهم، ومرة أخرى السؤال هو: هل اتخذ هو وغيره قرارا منفرداً - من وراء ظهر الآخرين، بانزال مجموعة للمشاركة في المذبحة؟ وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة.

المرشد: الشرخ الذي أصاب الجماعة

أيضا، فان المرشد العام الدكتور محمد بديع، عبر عن هذا الشرخ الذي أصاب الجماعة وأفقدهم الثقة، سواء في خطبته يوم الجمعة في الجامع الأزهر، ثم مؤتمره الصحافي وشبه فيه الإخوان بأنهم هابيل والمعارضون بأنهم قابيل الذي قتل أخاه، للفوز بما في يده، أي شبه أختهما بالسلطة التي في يد الإخوان، دون أن يدري قبح التشبيه، وهو زواج الآخ من أخته، أي انه يعترف ان حصول الإخوان على السلطة ليس زنى محارم، بل زواج محارم، وهو ما يعكس مدى الإضطراب وفقدان التوازن الذي أصابهم، وأخذ يذكر البرادعي بالدعم الذي قدموه له عندما طلب منهم جمع توقيعات له في حملته جمع المليون وقيع ضد مبارك، وقدموا ثمانمائة ألف توقيع وهذا صحيح، وذكر زميلنا وصديقنا حمدين صباحي، بأنه طلب منهم دعمه في انتخابات مجلس الشعب في دائرة بالحامول بمحافظة كفر الشيخ وإخلاء الدائرة له، وفعلوا ودعموه، وأنه لولا ذلك لما نجح، وكلامه عن دعم الإخوان لحمدين صحيح، ولكنه للأسف أغفل الأهم، وهو أن حمدين له شعبيته الكبيرة في دائرته، وأيضا كان هناك تحالف قوي بين الجناح الناصري ممثلا في حزب حركة الكرامة وبين الإخــــوان، استمر حتى انتـــخابات مجــلس الشعب الأخير الذي تم حله، ممثلا في تحالف الجبهة الديمقراطية، أما الأهم، فهـــو أن الإخوان كانوا يخلون عدة دوائر لعدد من أقطاب الحزب الوطني أيام مبارك بالاتفاق بينهم وبين جهاز أمن الدولة، وقادة الوطني فدائرة الزيتون شرق القاهرة كانوا يخلونها لزكريا عزمي ودائرة السيدة زينب كانوا يخلونها لرئيس مجلس الشعب خفيف الظل الدكتور أحمد فتحي سرور، وغيره، لكنه لم يخف حقده عليهما، إذ برزا كأكثر شخصين معارضين لهما قبول شعبي، رغم إدانتهما القوية والمستمرة، للهجمات التي تتعرض لها مقارات الإخوان ايضا لمحت في ملامح بديع ما يكشف عن انهيار حلم الحكم الذي في أيديهم وبدأ يتسرب من بين أصابعهم، وتكشف عن ذهول وعدم تصديق لما يراه أمامه من مشاهد وعاودته روح الإرهاب التي تربوا عليها عندما كانوا أعضاء في تنظيم المرحوم سيد قطب المسلح عام 1965 ووضعوا الخطط للاغتيالات ونسف الكباري والمنشآت، وجمع الأسلحة، ولم يتصور هو ومن كان واقفاً بجواره اثناء المؤتمر الصحافي من قادة 1965، ما يحدث لدرجة أنه وصف ما حدث لمقاراتهم بأنه إفساد في الأرض، ودهشة من الإفراج عن المقبوض عليهم، والإفساد في الأرض، يعني تطبيق حد الحرابة، أي قطع الأيدي والأرجل من خلاف، بينما قام أفراد النيابة العامة الذين يحققون مع الذين قبضت عليهم ميليشيا الجماعة، وعذبتهم بالإفراج عنهم فورا وأحالتهم الى الطب الشرعي، لإثبات الإصابات الشديدة فيهم، وقد علمت انه كان بينهم أطفال وأحداث، والإصابات تكسير عظام أيدي وأرجل وقفص صدري، ورفضوا طلباً بحبسهم أربعة أيام لعدم إحراج الرئيس.

تشويه المتظاهرين باتهامهم
بممارسة ال***

والغريب في الأمر، انهم قاموا بحملة غير أخلاقية بالمرة ويشوبها الانحطاط الذي لا مثيل له، فبعد أن هاجموا أربعة أو خمسة خيام للمعتصمين أمام سور القصر وهدمها وضرب من فيها، أشاعوا أنهم ضبطوا مخدرات وخمور، وأوقية ذكرية وحملة ضد الأقباط، لإحداث فتنة طائفية وتحويل الصراع الى حرب مسلمين ضد كفار ومسيحيين.
وقادت الحملة الإجرامية، جريدة 'المصريون' اليومية المستقلة واحد الاعلاميين الإخواني المحسوب على فضائية الذي كتب في عموده - بلا حدود - بجريدة 'الوطن' اليومية المستقلة يوم الخميس قبل الماضي بالنص: 'مظاهرة شبرا كان من الواضح توجهها الديني ونسبة المشاركين العالية فيها وهؤلاء من حقهم أن يعترضوا ولكن ليس بهذه الطريقة المفضوحة والمثيرة التي أظهرت أن الكنيسة ضالعة في المعارضة للرئيس في الوقت الذي ينبغي فيه ألا تتم المشاركة في تقسيم البلاد بهذه الطريقة وقد شكل هؤلاء نسبة لا بأس بها من الحضور في الميدان، بل ربما شكلوا النسبة الأكبر من الحضور'.
أي اننا أمام تقسيم أدوار بين الشيخ وتلميذه، شيخه يتولى إشعال الحرب بين السنة والشيعة العرب وهو يشعل الحرب بين المسلمين والأقباط في مصر، بمشاركة آخرون، أما الانحطاط الأخلاقي والمهني فقد تكفلت به جريدة 'المصريون' فيوم الجمعة كان المانشيت الرئيسي في الصفحة الأولى هو - الشهداء إخوان - والقتلة بلطجية، مسلحون وأقباط هاجموا مؤيدي مؤيدي الرئيس أمام الاتحادية، وخمور وواقي ذكري في خيام المعتصمين.
وفي حقيقة الأمر، خمور وحشيش وبانـــجو وأفيـــون، مستورد من أفغانستان، ماشي، أما الواقي الذكري - فهو الذي يحتاج الى شيء من التفكير والتدبر، فهو يعني ممارسات ***ية في خيام مفتوحة، للتصوير، أي أنهم لم يكونوا معتصــمون، وإنما يمثلون فيلما ***ياً، ويوم الخميس أي في اليوم السابق، كان مانشيت الجريدة باللون الأحمر هو - الكنيسة تخطط لإسقاط مرسي.

تركوا التحرير والاتحادية
لخيام الأوقية الذكرية!

ويوم السبت كتب رئيس تحريرها التنفيذي زميلنا محمود سلطان يقول بالنص: 'الإخوان والسلفيون وقوى الثورة، أخطأوا حين تركوا التحرير والاتحادية لخيام الأوقية الذكرية'.
ولا أعرف لماذا لم يـــقدموا هذه الأوقــــية الذكرية للنــــيابة لتكــون دليلا آخر، أم أن المهاجمين سرقوها، هي وزجاجات الخمور والبانجو والحشيش والأفيون؟
وقالت صحيفة 'المصري اليوم' يوم السبت في صفحتها الثالثة، عن تغطيتها لخطباء المساجد، في عدد من المدن، وقالت: 'داخل خيام المتظاهرين امام قصر الاتحادية، مواد مخدرة ويكاد يخرج من داخلها أطفال زنى بسبب الأفعال التي تمارس داخلها، هكذا هاجم الشيخ محمود أبو سحيلة خطيب مسجد الوحدة العربية بقناة خلال خطبة الجمعة'.

هذا التحليل منقول كما هو من جريدة القدس العربى اللندنية

alien2
10-12-2012, 12:39 AM
خطأ الإسلاميين القاتل
محمد كريشان

2012-12-04

http://www.alquds.co.uk/data/2012/12/12-04/04qpt697.jpg

يقول مثل تونسي قديم ' من المرسى بدأنا الجدف' ويـُـضرب في استياء المرء من الوقوف المبكـّـر على ما لا يسره. وفي أحوال مصر هذه الأيام يمكن استحداث مثل يقول' من (الرئيس) مرسي بدأنا نعرف ما ينتظرنا من حكم الإسلاميين' لبعض بلاد الثورات العربية.
عندما طرحت جماعة الإخوان المسلمين في مصر شعار 'المشاركة لا المغالبة' كانت تعلم أنها لا تستطيع بل لا تريد تنفيذه لأنها تريد كل الحكم لا جزءا منه، حتى وإن كان كبيرا، وتريد أن تغلب لا أن تشارك... هكذا كـُـتب في أحد المواقع الناصرية قبل أشهر في حمى حملة الانتخابات الرئاسية الصيف الماضي... وهكذا كان يراهم أيضا آخرون ، قبل هذا الموعد وبعده، سواء ممن لديهم معهم خصومة عقائدية أو أولئك الاستئصاليين الذين طالما وقفوا مع أنظمة الحكم العربية في معارك إقصائهم ومطاردتهم وتعذيبهم. في المقابل كان هناك، بعد الثورات العربية، من سعى أن ينأى عن الموقف العدائي التقليدي من الإسلاميين وسوء الظن الدائم بهم ورأى أن يدافع عن حق هؤلاء في أخذ فرصتهم في الحكم التي لم تكن منـّـة من أحد بل جاءت عبر صناديق الاقتراع. إلى حد الآن لا بد من الاعتراف بأن المؤشرات المتصاعدة تعزز للأسف نظرية المتشائمين من الإسلاميين بـ'الفطرة' وتضعف كل يوم من توسـّـم فيهم الخير ظانا أن التجارب السابقة صقلتهم وعلمتهم الكثير.
في مصر اليوم بات واضحا، بعد الإعلان الدستوري المثير للصدمة وما أعقبه من 'سلق للدستور'، وفق تعبير المعارضين، وتطاول غير مسبوق على القضاء، واستعداء للصحافيين، أن الإسلاميين من الإخوان وحلفائهم من السلفيين باتوا في واد وباقي القوى السياسية الأخرى كلها في واد آخر. هذا ليس من الحصافة في شيء فأي فائدة يمكن أن تكون للرئيس مرسي في بداية عهده ألا يجد إلى جانبه اليوم سوى الملتحين من جماعته ومن لف لفها من قوى الإسلام السياسي ومجموع الانتهازيين المستعدين لمناصرة كل العهود، فيما البقية إما ضده بالكامل أو أنها لم تأنس فيه وفي من يرعاه ما يدعو حقيقة إلى الثقة والاطمئنان؟!
الإخوان في مصر قـُـــهروا لعقود والآن بدوا وكأنهم لا يمانعون من قهر غيرهم فبدوا وكأنهم يقيمون الدليل على أن من سبقهم من الحكام لم يكن مخطئا تماما في تعامله القاسي معهم. لقد بات جليا أن إظهار التدين ليس رخصة كفاءة في عالم السياسة إذ ليس مناسبا بالمرة حرق المراحل والانتقال الصادم من موقع المقصي والملاحـَــق إلى موقع المستحـوذ على كل شيء وغير القابل للتنازل عن أي شيء. كان الإسلاميون الملاحقون في مصر وتونس وغيرها يرددون دائما بأنهم لا يطمعون في أكثر من دكان في 'البازار السياسي' لبلدانهم، وهذا حقهم البديهي بلا جدال، لكنهم الآن يريدون لأنفسهم البازار كاملا وقد يتكرمون بقبول البعض باعة جائلين أو أُجراء في دكاكينهم.
الدكتاتورية سيئة سواء في كل الأحوال سواء كانت بذقن أو حليقة، بل حتى لو جاءت عبر صناديق الاقتراع، خاصة وأن هؤلاء الإسلاميين، الذين أعجبتهم كثرتهم فاغتروا بها، يجيـّــــرون لحساباتهم الحزبية موروث الأمة وعقيدتها وأحيانا بتلون غريب فيحلون لأنفسهم ما كانوا يحرّمونه على غيرهم. عوض أن تنطلق مصر الجديدة بعد ثورتها الرائعة على أرضية صلبة توافقية، ها هي تبدأ بالفرقة والاستقطاب ولي الأذرع استقواء بالكثرة العددية والقدرة على الحشد.
قد نصل إلى هذا الوضع بعد سنوات وفي مرحلة متقدمة من دمقرطة الحياة السياسية وصولا إلى ضرورة احترام الأقلية للأغلبية، أما في مراحل الانتقال الديمقراطي الصعبة فلا مفر من سعة الصدر للوصول إلى صيغ توافقية يقبلها الجميع خاصة في موضوع الدستور الذي يجب أن يكون محل إجماع وطني تاريخي حتى يصمد لفترة طويلة. الآن، منطق الأغلبية والأقلية واستعراض العضلات لن يبني وطنا جديدا ولن يؤسس لمستقبل أفضل.

alien2
10-12-2012, 12:42 AM
لا مدنية ولا دينية بل عسكرية
عبد الباري عطوان

إسمحوا لي ان اذكر لكم هذه القصة التي كنت أحد شهودها، ويمكن ان تلخّص الكابوس المزعج الذي ينتابني هذه الايام كلما فكرت بالصورة التي يمكن ان تنتهي اليها الاوضاع في مصر اذا تصاعدت حدة الصدامات والانقسامات.
في ايلول (سبتمبر) عام 1969 كنت اعمل سائقا لحافلة صغيرة توزع الحلويات في مدن الاردن وقراه ونجوعه، في احد الايام كنت في طريقي من مدينة الكرك الى مدينة المزار،وفجأة وقع امامي حادث صدام مرعب، حيث اصطدمت سيارتا مرسيدس أجرة وجها لوجه، ولم ينج احد من الركاب والسائقين طبعا، حيث تعجنت السيارتان من شدة الضربة.
تجمع الناس حول السيارتين، وجاءت سيارة الشرطة وبعدها الاسعاف، ولكن لا فائدة، وبدأنا نسأل عن اسباب الصدام، خاصة ان الطريق كانت خالية ولا زحمة سير او عوائق طبيعية، وتبين ان السائقين اولاد عم، وانهما على خلاف حول احدى فتيات العشيرة، فكلاهما يتنافسان على خطبتها. وبلغ الخلاف ذروته عندما رفض اي منهما ان ينزل بسيارته قليلا عن الاسفلت الرفيع لافساح المجال للآخر، كنوع من العناد ورفض التنازل للآخر، فكان الصدام المرعب.
هذا ما يمكن ان يحدث في مصر حاليا اذا ما استمرت حالة العناد المتفاقمة بين الرئيس مرسي ومعارضيه، حيث يتمسك كل طرف بموقفه، ويرفض التنازل للطرف الآخر، ويلجأ الى انصاره لحشدهم في الميادين العامة. المعارضة تحشد عشرات وربما مئات الآلاف في ميدان التحرير، وكذلك امام قصر الاتحادية الجمهوري، والتيار الاسلامي الذي ينتمي اليه الرئيس مرسي يحشد انصاره في ميدان جامعة القاهرة، واحيانا امام القصر. والمشهد نفسه يتكرر في اكثر من مدينة مصرية.
' ' '
الرئيس مرسي رفض التجاوب مع مطالب المعارضة في سحب الاعلان الدستوري، او الغاء الاستفتاء على مشروع الدستور، حفاظا على هيبته وهيبة الدولة وحرصا على استقرار مصر واحباط مؤامرة للفلول ،مثلما قال في خطابه مساء امس الاول، وجبهة الانقاذ الوطني تتمسك بمواقفها وترفض دعوة الحوار التي وجهها الرئيس في الخطاب نفسه، وتحتكم الى الشارع وحشد الانصار في مظاهرات صاخبة.
جميع المظاهرات والانتفاضات في المنطقة العربية تبدأ سلمية وتنتهي دموية، مع استثناءات قليلة وشاذة عن هذه القاعدة، ولنا في ما حدث في ليبيا وسورية بعض الامثلة الحية في هذا الخصوص، مع خلافات قليلة تجعل المقارنة غير متطابقة.
جبهة الانقاذ المعارضة التي يتزعمها الدكتور محمد البرادعي تطالب بدولة مدنية، والتيار السلفي الاخواني يريدها دولة دينية اسلامية، ويبدو ان الخيار الثالث، اي الدولة العسكرية، هو الاكثر ترجيحا اذا استمر العناد، وانسدت كل آفاق الحوار.
الذين يحشدون المحتجين في الشوارع والميادين من الجانبين، ويتبارزون بسلاح 'المليونيات' ينسون حقيقة راسخة وهي ان حشد الانصار، وتأجيج غضبهم بالخطب والشعارات لشيطنة الطرف الآخر، عملية سهلة للغاية، ولكن السيطرة على هذه الجموع، وضبط سلوكها السلمي هو التحدي الاصعب، بل المستحيل.
الحروب الأهلية على طول التاريخ وعرضه، ابتداء من حرب داحس والغبراء، ومرورا بالحرب الأهلية في لبنان، وانتهاء بأخرى في سورية، كلها بدأت بحادثة صغيرة، بشرارة، باعتداء على ناقة او بعير او حافلة، ولكنها استمرت عقودا، وانتهت بمقتل عشرات او مئات الآلاف وتدمير البلاد وتشريد الملايين.
مصر، ونقولها بقلب يدمي، تنتظر الآن هذه الشرارة، او تلك الحادثة، لتفجير الحرب الأهلية، فالغضب بلغ ذروته، والاحقاد تتضخم، وابناء الثورة الواحدة، والطموحات الواحدة، انقلبوا الى اعداء يكرهون بعضهم البعض، اكثر من كراهيتهم للنظام الفاسد الذي توحدوا وقدموا الشهداء للإطاحة به، ورقصوا سويا احتفالا بالانتصار الكبير، وسقوط دولة الطغيان.
بات من الصعب علينا، والكثيرين مثلنا، الذين نحب مصر، ان نتـــحدث بلغة العقل، ونخاطب الضمائر، ونؤكد على مصالح مصر وشعبها، فالضمائر مخدّرة، والعقل مغيّب، بسبب طغيان لغة التحريض والتكريه والتقسيم.
' ' '
كنا نتمنى لو ان المعارضة احتكمت للعقل والتسامح وذهبت الى قصر الرئاسة للمشاركة بالحوار الذي دعا اليه الرئيس، ليس للقبول بالاعلان الدستوري، ولا لمساندة توجهه بالاستفتاء على مشروع الدستور، وانما لتوضيح وجهة نظرها وجها لوجه، فلعل هذا اللقاء يكسر الجمود، ويرطب العواطف، ويفتح افقا لتجنب النتائج الكارثية لهذا الوضع المتفجر.
نحن لسنا مع الاعلان الدستوري، وطالبنا بتجميده، وما زلنا نطالب، ولكن ما نريده ان يتنازل الجميع من اجل مصر وشعبها، فقد وصلت الرسالة الى الرئيس وحزبه، ولا بدّ من مساعدته للنزول من على شجرة هذا الاعلان العالية. وفي المقابل على الرئيس ان يدرك انه أخطأ، وان يعترف بهذا الخطأ، فليس من المعقول ان يكون هو الوحيد المصيب، بينما معظم مستشاريه يستقيلون ويقفزون من مركبه، ويطالب الأزهر بالتراجع عن هذا الاعلان.
هناك مؤامرة على مصر من الفلول وانصارهم داخل مصر وخارجها، ومن الطبيعي ان توجد، ومن يعتقد ان الفلول سيختفون من المشهد مخطئ بل ساذج، لكن الذكي هو من لا يوفر المناخ لنجاح هذه المؤامرة والداعمين لها.
اخشى ان ينتهي الحال بالدكتور مرسي ومعارضيه مثلما انتهى الحال بالسائقين الاردنيين اللذين اختلفا على الفتاة، ودفعهما العناد الى ذلك الصدام الدموي، فخسرا روحيهما وارواح من كان معهما، دون ان يكسبا الفتاة التي لا يمكن ان تكون اجمل من مصر.

Twier:*abdelbariatwan

alien2
10-12-2012, 12:43 AM
ليته نزع فتيل الازمة
عبد الباري عطوان

2012-12-06

http://www.alquds.co.uk/data/2012/12/12-06/06z999.jpg

اخيرا..وبعد انتظار وترقب طويلين، استجاب الرئيس محمد مرسي لمطالب الكثيرين بالخروج الى الشعب، ومخاطبتهم بصراحة، وتقديم الحلول للخروج من الأزمة الحالية التي تعصف بمصر، ولكنه ربما، صبّ المزيد من الزيت على نيران هذه الأزمة، وقدم ذخيرة لخصومه لمواصلة تعبئة الشارع او جزء منه ضد الرئاسة ونظام الحكم.
الشعب المصري كان ينتظر كلمة واحدة من الرئيس مرسي، وهي الغاء او تجميد الاعلان الدستوري الذي فجر هذه الأزمة، والدعوة الى حوار شامل للقوى السياسية الابرز وشباب الثورة لتحقيق المصالحة ورسم ملامح خريطة طريق لمستقبل قائم على التوافق والتعايش.
الرئيس مرسي لم ينطق بالكلمة السحرية التي كانت كفيلة بنزع فتيل الأزمة، اي تجميد الاعلان الدستوري، وحاول ان يقدم تنازلا محدودا بإلغاء المادة السادسة منه التي تحصّن قرارات الرئيس وتمنع الطعن فيها، ولن نستغرب اصابة الكثيرين في النخبة السياسية المعارضة، او حتى في صفوف بعض المحايدين والمتعاطفين مع الرئيس، بخيبة امل.
مجمع البحوث الاسلامية التابع للأزهر، الى جانب مفتي مصر، وعدد كبير من علماء الدين من خارج حركة الاخوان المسلمين، قدموا سلما صلبا للرئيس مرسي للتراجع عن هذا الاعلان والنزول عن شجرة الأزمة بشرف، عندما طالبوا بتجميد هذا الاعلان المثير للجدل، حفاظا على الوطن، وحقناً للدماء، وترميم الشرخ الكبير في الوحدة الوطنية، ولكنه ضيّع هذه الفرصة في رأينا بإصراره على موقفه.
' ' '
نعم، الاعلان الدستوري مؤقت، وسيسقط فور اجراء الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور، ولكن المشكلة لا تكمن هنا، وانما في عدم تقديم اي تنازل لقوى المعارضة المدنية الليبرالية التي وحّدها هذا الاعلان، وهي التي تكره بعضها بعضا اكثر مما تكره حكم الاخوان المسلمين.
نتفق مع الرئيس مرسي فيما ذكره حول التيار الثالث، الذي اندسّ بين المتظاهرين ومارس اعمال التخريب والتحريض، وتآمر في غرف مغلقة لبذر بذور الفتنة والانقسام وسفك الدماء.
نعم..نقر بأن هناك قوى داخلية وخارجية انفقت الملايين، وربما مئات الملايين، من اجل وأد الثورة، وخلق حالة من الفوضى، والعمل على اعادة نظام القمع والفساد والتوريث، ولكن ما نختلف فيه مع الرئيس مرسي هو في توفير الفرصة، وايجاد الذرائع، وتهيئة الاسباب لهؤلاء ومؤامراتهم لكي يحققوا بعض اهدافهم، ان لم يكن كلها.
الدعوة للحوار في مقر الرئاسة يوم السبت المقبل التي اطلقها الرئيس مرسي تتجاوب مع بعض مطالب المعارضة، وخاصة السيد عمرو موسى الذي قال انه ينتظر دعوة رسمية بهذا الخصوص، والمأمول، ورغم كل تحفظاتنا السابقة، ان ترتقي احزاب المعارضة الى مستوى المسؤولية، وتقبل هذه الدعوة والجلوس الى مائدة الحوار، وطرح وجهة نظرها بكل شجاعة وجرأة من اجل الوصول الى كلمة سواء وارضية وفاق تنقذ البلاد من حمامات دماء.
التظاهر السلمي حق مشروع ومصان، ولكن لا احد يضمن عدم اندساس رموز النظام السابق في اوساط الحشود، وحرف المظاهرة عن اهدافها النبيلة، باتجاهات التأزيم، وتهيئة البيئة للصدام والمواجهات الدموية التي اودت بحياة سبعة شهداء واوقعت اكثر من الف جريح.
الرئيس مرسي مدّ غصن زيتون الى القضاء المصري، واظهر روحا تصالحية عندما قال انه حمى الحريات والحقوق، ومؤسسات الدولة، ولا نعرف ما اذا كانت هذه اللهجة الجديدة ستلقى صدى في اوساط المؤسسة القضائية المنقسمة على نفسها، بين المجلس الاعلى للقضاء الذي وافق على الاشراف على الاستفتاء المتعلق بمشروع الدستور، وبين نادي القضاة (النقابة) الذي عارض ذلك ووقف ندا للرئيس ودستوره واعلانه الدستوري المؤقت.
نضع ايدينا على قلوبنا خوفا على مصر وثورتها العظيمة، واستقرارها المأمول، وفوق كل ذلك دماء شعبها الطيب المهددة بالسفك بسبب نفق المواجهات الذي تتجه اليه البلاد بسرعة غير مسبوقة نتيجة صراع مرعب على السلطة متواز مع حالة تحشيد واستقطاب سياسي على درجة كبيرة من الشراسة.
' ' '
الرئيس مرسي عارض بشدة احداث العنف وتدمير المؤسسات العامة، وحرق المقرات الحزبية، وتعطيل الانتاج، ونحن معه في هذه المعارضة، لان شرارة العنف اذا انطلقت، وبالصورة التي شاهدنا بعض اخطارها امام القصر الجمهوري واماكن اخرى، ستحرق الجميع دون استثناء.
المعارضة المصرية، ومهما كانت مطالبها محقة ومهما كانت تحفظاتها مشروعة ايضا، مطالبة بتحمل المسؤولية والتصرف بعقل وحكمة، والابتعاد عن التشنج ولغة التحريض، لان النتائج المترتبة على ذلك ستكون كارثية.
لا احد يشكك في حقها في اسقاط الاعلان الدستوري والسعي من اجل دستور توافقي، ولكن مطالبتها برحيل رئيس جمهورية منتخب من الشعب، في انتخابات حرة اقرّ الجميع بنزاهتها، ربما لا يخدم قضيتها، ويحشد قطاعا اكبر من الشعب ضدها، وكان الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح مصيبا بل وحكيما عندما انتقد الدعوات واللافتات التي صدرت من قبل بعض رموز جبهة الانقاذ الوطني المعارضة.
مرة اخرى نقول اننا نصلي من اجل مصر وسلامتها واستقرارها وامنها ونحذر من الطابور الخامس، وليس التيار الثالث فقط، هذا الطابور الذي يريد الانتقام ليس من الثورة، وانما ايضا من مصر وشعبها، الشعب المصري العظيم الذي لفظ الديكتاتورية، واقتلع الفساد من جذوره وبدأ خطواته بثقة نحو مستقبل مشرف.
اعداء مصر في الداخل والخارج لا يريدونها ان تستعيد كرامتها وقيادتها وريادتها، بل يريدونها ان تظل ذليلة منكسرة، وهذا ما يجب ان يتوحد الشعب المصري كله لمنعه.
Twier:*abdelbariatwan

ابونرمين
10-12-2012, 12:44 AM
تراجع محدود لمرسي.. جبهة الإنقاذ ترفض والجيش يحذر من الفوضى.. اتهام المتظاهرين بممارسة ال*** بالخيام
حسنين كروم

2012-12-09

http://www.alquds.co.uk/today/09qpt970.jpg

القاهرة - 'القدس العربي' نشرت الصحف المصرية روايات مرعبة عن الأفعال التي قام بها المتظاهرون من الاخوان عند القصر الجمهوري - ومنها قطع أذن متظاهر، وسحل سفير سابق هو يحيى نجم، كما أفرجت النيابة عن جميع الذين اتهمهم الإخوان بممارسة العنف، وإرسالهم للطب الشرعي لإثبات إصاباتهم - وتحذيرات الجيش من نشر الفوضى وضرورة الحوار، وإجلاء ميليشيا الإخوان من أمام القصر الجمهوري، وصلاة الرئيس الجمعة داخل القصر، بينما اعلن خطيب مسجد فاطمة الشربتلي المجاور لمسكنه في التجمع الخامس والذي كان يصلي فيه عادة ويلقي خطبة معارضته الإعلان الدستوري مما اثار بعض الموجودين وطلبوا عدم الحديث في السياسة، وإعلان المتظاهرين في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية وسط الدلتا ان المدينة لا تعترف بسلطة مرسي، وقيام جماعة 'حازمون' بمحاصرة بوابة رقم أربعة في مدينة الانتاج الإعلامي لمنع بعض مقدمي البرامج من الدخول والمطالبة بتطهير الإعلام، ومؤتمر للشيخ محمد حسان في الغردقة عرض التقدم بمبادرة منه للحل ناسياً تورطه في التحريض ضد المعارضين، ودوره السابق مع نظام مبارك والمجلس العسكري، وبعد أن استمع الناس له خرجوا في مظاهرة ضد الإخوان، كما رفضت القوى والأحزاب الممثلة في جبهة الانقاذ حضور الحوار الذي دعا إليه الرئيس وحضرته مجموعة من الشخصيات والأحزاب، وبعض الشخصيات حضرت لعدم الإحراج وأحزاب لا قيمة لها، وأما المؤثر منها فكلها تنتمي للتيار الإسلامي، وهي الحرية والعدالة والوسط والبناء والتنمية والأصالة، وقاموا بإصدار إعلان دستوري جديد مع الاحتفاظ بما ترتب على الإعلان السابق من قرارات وعدم الطعن عليها، أي عدم الطعن على تعيين رئيس الجمهورية نائب عام أو على إعلانه السابق، وإجراء الاستفتاء في موعده يوم السبت ورد جبهة الانقاذ بالرفض ودعوتها الجماهير للنزول للميادين، واتهام الإخوان بتقسيم مصر.
هذا وقد أخبرني زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم في صحيفة الشروق انه شاهد بأم عينيه مرشد الإخوان السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف وهو على مكتبه ويقول للرئيس: ولو حد قالك انك بالإعلان الدستوري بتقسم مصر ابقى قولهم زي ما أنا قلت لهم قبل كده، طظ في مصر وأبو مصر، وللأمانة فلم اتصل بعاكف للتأكد من رواية عمرو.
وإلى عرض غير مكتمل لما يحدث:

الاخوان يقودون
البلاد لحرب اهلية

وهكذا وضع الإخوان المسلمون وحلفاؤهم من السلفيين وبعض الشخصيات والاحزاب الصغيرة، وضع مصر هي أمي لأول مرة في تاريخها على أبواب حرب أهلية حقيقية، عندما أصدر رئيس الجمهورية إعلانا دستوريا يلغي به القضاء ويمنع الطعن على قراراته السابقة والتي سيتخذها، وسكت عن حصار أنصاره للمحكمة الدستورية العليا، وأخذ يتحدث عن مؤامرات بررت له إلغاء سلطة القضاء دون أن يقدم أي معلومات عنها يبلغ بها النيابة.
وعندما ألغى وجود الدولة نهائيا لدرجة انه استدعى ميليشيا جماعته من الإخوان بالهجوم على عدة خيام لمحتجين امام القصر وضربهم، بينما الحرس الجمهوري داخل الأسوار كان بإمكانه إصدار الأوامر لضباطه وجنوده بالخروج وحمايته، وتسبب في إشعال حريق هائل في كل المحافظات بعد المشاهد المرعبة التي رآها الجميع ثانية بثانية، وحرق مقرات حزب الإخوان والجماعة ومقرهم العام في المقطم، وهو أمر مؤسف ولا نوافق عليه، وتعرض أحد قادتهم في الإسكندرية للضرب وهو المحامي صبحي صالح، وايقاف سيارته عند محطة القطار في سيدي جابر وانزاله منها وحرقها، وإحداث إصابات جسيمة به، وقال أن عددا من المتظاهرين اقترح ان يوثقوه بالحبال ويضعونه على شريط القطار حتى يدوسه لولا أن آخرين رفضوا وحملوه إلى مستشفى قريب. واتهم صديقنا والسياسي أبو العز الحريري بتدبير الاعتداءات عليه رداً على اعتداء الإخوان عليه هو وزوجته.
وظهر المرشد العام يوم الجمعة في الجامع الأزهر اثناء تشييع جنازة اثنين من شهداء الإخوان وعقد مؤتمرا صحافيا في مقر المقطم، قال فيه ان من بين شهدائهم الثمانية اثنان من ابناء محمود عزت نائب المرشد، وبهذه المناسبة نقدم له أحر التعازي.

المرشد: سنقتل
من قتل من الاخوان

كما قال المرشد انهم سيقتلون من تعرضوا لهم. إذ نشرت 'أخبار' أمس في صفحتها الرابعة بالنص عن تغطية زميلنا أحمد داود قوله: 'لن نترك من تسببوا في القتل والتخريب وإثارة الفوضى أحراراً أو أحياء، والإخوان عاشوا يحترمون الدستور والقانون'.
ولا أعرف أي احترام لدستور ولقانون لدى هؤلاء الناس وهو يدعو علناً إلى القتل ويلغي الدولة، كما قالت شقيقة الشهيد الشاب محمد السنوسي، وشقيقه سامح ان محمد ليس من الإخوان، وقد جاءهم بعض الإخوان وطلبوا منهم أن يقولوا انه منهم، وإخراج جنازته من الأزهر، ولكنهم رفضوا وخرجت الجنازة من حارتهم وأقيم العزاء فيها.

تفاصيل ما جرى حول القصر

والى تطورات الأحداث ورصدها وفي 'أهرام' الجمعة نشرت عدة تحقيقات شارك في إعدادها زملاؤنا وجدي رزق وعصام الدين راضي ونجي البطريق، وجاء في أحدها: 'في جولة لـ'الأهرام' مساء - الأربعاء - في منطقة قصر الاتحادية بدأنا من شارع الثورة مع تقاطع شارع بغداد فوجدنا عددا كبيرا من الاتوبيسات وسيارات الميكروباص التي أتت الى منطقة قصر الاتحادية وقال لنا الأهالي، انهم كانوا يرون شبابا ينزلون من هذه السيارات ثم يحملون شنطا في إيديهم ويتوجهون بها إلى تلك المنطقة المحيطة بالقصر، وبدورنا حاولنا أن نتحقق من كلام المواطنين فوجدنا عددا من هذه السيارات التي تحطمت في الاشتباكات وأرقامها م - ن- 1839 أتوبيس، و، م، ف، أ ميكروباص شبين، و ر، ق، أ، 3756 ميكروباص، وانتقلنا إلى مكان الاشتباكات من اتجاه شارع الميرغني فوجدنا أعداداً هائلة من الإخوان ومؤيديهم، منهم من كان يدير الحركة ومنهم من كان يوجه الناس بصيحة الله أكبر فيتجمع الكل حوله ويبدأون الحشد والهجوم على الطرف الثاني، وكان منهم من هو مكلف بالدخول الى مكان الأحداث ليخطف أحد المعارضين وينهالون عليه ضرباً باليد والركل والحجارة وأحيانا الخشب التي كانت في أيديهم على بعد خمسمائة متر من قصر الاتحادية وذلك حتى يغشى عليه، وجدت ايضا شبابا منهم يحملون أسياخا ضخمة من الحديد بطول متر أو متر ونصف المتر، في أيديهم للاعتداء على المعارضين، وفي منتصف الليل تقريبا التقيت الشيخ عبدالله المحمدي إمام وخطيب مسجد بالتجمع الثالث بالقاهرة الجديدة فسألته عن رأيه ولماذا جاء اليوم إلى قصر الاتحادية؟ فقال أن المجموعة الموجودة الآن من الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية جاءت من أجل الدفاع عن شرعية الرئيس المنتخب، وشرعية الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس بصفته رئيساً للجمهورية خولت إليه سلطة التشريع، وقال الحاج مصطفى عبدالفتاح عامل جراج في شارع كليوباترا بمنطقة مصر الجديدة في السابعة مساء فوجئنا بعدد كبير من السيارات الميكروباص والاتوبيسات تأتي إلينا من خارج القاهرة تنقل الناس وتعود على الفور ثم يذهب هؤلاء إلى قصر الاتحادية وبعد نحو أربعين دقيقة بدأوا في تحطيم السيارات'.

تحالف الاخوان والسلفيين
لضرب المتظاهرين

وهذا تقرير ميداني نشرته صحيفة قومية رئيس تحريرها زميلنا عبدالناصر سلامة عينه الإخوان ويثبت تحالف الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية وسلفيون مع الإخوان، في الترتيب لهذه العملية، والقيام بالاعتداءات.
وفي تحقيق آخر بنفس الصفحة قالت 'الأهرام': 'أضاف شاهد عيان أن هذه الميليشيات كانت تقوم بخطف كبار السن والشباب والفتيات الذين لا تتجاوز أعمارهم ستة عشر عاما ويقومون بالاعتداء عليهم في مداخل العمارات وكسر أيديهم وأقدامهم'.

غرف تعذيب لقوى
المعارضة حول القصر

وإذا تركنا شهادة 'الأهرام' سنجدها تنطبق تماماً مع تحقيق 'المصري اليوم' في نفس اليوم والذي أعده زملاؤنا محمد الجارحي وحسين رمزي وكمال مراد، وجاء فيه: 'بعد سيطرتهم على محيط قصر الاتحادية أقام شباب جماعة الإخوان المسلمين ساحة استجواب عند البوابة المواجهة لمسجد عمر بن عبدالعزيز بشارع الميرغني، كل غرفة منها مؤمنة بكردون أمني وحواجز حديدية ولا يقتصر الاستجواب فيها على من ألقي القبض عليه من المعتصمين المعارضين على، س، وج، بل تحولت إلى غرف تعذيب لانتزاع اعترافات من القوى المعارضة وتعليق بعضهم على أسوار القصر الرئاسي، والمصري اليوم قضت ثلاث ساعات في احدى هذه الغرف والتي دخلناها بصعوبة، وبعد وساطة من زميل يعمل بقناة مصر 25 الفضائية المحسوبة على جماعة الإخوان، المفاجأة أن الموجودين ليسوا فقط من شباب الجماعة، فهناك لواءات وضباط شرطة بملابس عسكرية وآخرون بزي مدني من قسم شرطة النزهة يكتفون بدور المتفرج على ما يجرى من عمليات ضرب وسحل وتعذيب من قبل شباب تميزهم قوة البنيان ويعملون تحت إشراف ثلاثة أشخاص ملتحين يرتدون زياً مهندماً، تبدأ عملية التعذيب بالقبض على احد المتظاهرين المعارضين خلال الاشتباكات، أو عند الاشتباه في أحد الأشخاص في المكان الذي لا يشهد أي اشتباكات بعد فصل الأمن المركزي بين المؤيدين والمعارضين لرئيس الجمهورية بعدها يتناوب أعضاء الجماعة ضربه باليد والقدم والعصى في الوجه والبطن ومختلف أنحاء جسده ويمزقون ملابسه ثم يذهبون إلى أقرب غرفة تعذيب فرعية'.

شهادات بعض الضحايا

هذا وقد عرضت شاشات القنوات حالات مرعبة خاصة عن تعرية رجل من قميصه وضربه بطريقة مروعة، وغطى الدم وجهه وشارك في عملية الضرب الوحشي العشرات بطريقة سادية، وسأله أحدهم عن اسمه فقال لا أعرف لأنه مسيحي، والعجيب أنه مهندس وكان من الذين قالت عنهم 'المصري' انهم من الذين كان الإخوان يشتبهون فيه، ايضاً شاهدت في مساء نفس يوم الأربعاء على قناة 25 الإخوانية مشهدا على الهواء أكد كل هذه الروايات عن التعذيب، فقد كان مراسلها ينقل من أحد هذه الغرف وفيها عدد من المقيدين من أرجلهم وأيديهم، ويسأل أحدهم، وكانت في وجهه إصابات توضح تعرضه لضرب غير إنساني، وسأله المذيع أين كان، فقال حسبي الله ونعم الوكيل في الإخوان، أنا بواب عمارة وكنت في طريقي لشراء طلبات لأحد السكان، فأمسكوني وآتوا بي إلى هنا وضربوني، حسبي الله ونعم الوكيل في الإخوان، وكان هذا على الهواء مباشرة وارتبك المذيع في الاستوديو، وقال للمراسل:
- اسأله مين اللي بيموله.. وقبل أن ينطق الأسير بكلمة قطعوا الاتصال.

العربية دي كانت
بتضرب علينا خرطوش!

ونشرت 'الوطن' يوم الجمعة أيضاً تحقيقا لزميلنا أحمد عطية عن سيارة سوداء ماركة فيرنا محترقة في ميدان روكسي، أعده زميلنا أحمد عطية إذ قال له أحد الشهود في الاشتباكات وهو محمد فتحي: 'العربية دي كانت بتضرب علينا خرطوش وكانت تطلق النيران على مسيرات متجهة إلى قصر الاتحادية من ناحية، ميدان روكسي واستطاعوا محاصرتها واستمر المتظاهرون في تحطيم السيارة الخالية وتكسير زجاجها وكشافاتها وجميع أبوابها وتدخل مجهولون لإزالة ارقام السيارة وإخلائها من كل المتعلقات لكن صورا التقطها المتظاهرون للسيارة أطهرت أن رقمها 4- ج - 524، الوطن تتبعت رقم السيارة من مصادرها لتتوصل لمفاجأة وهي أن السيارة مسجلة بعنوان يقع في شارع النرجس بالتجمع الخامس الى جانب بيت الرئيس محمد مرسي مباشرة، وملك للسيدة أ، م، ع'.

الهجمات بدأت فعلا في المحافظات
ضد مقار الإخوان

وعلى ذكر السيارات القادمة من خارج القاهرة وقالت 'الأهرام' انها تحطمت، وبالنسبة لهذه السيارة القادمة من صاحبة منزل بجوار منزل الرئيس، فقد كانت على اتصال ببعض من كانوا في منطقة الاشتباكات انه بعد وصول أعداد من المعارضين لنجدة زملائهم نجحوا في دفع الإخوان إلى الوراء، واكتشفوا وجود السيارات القادمة من خارج القاهرة فدمروها، وبدأت النداءات لاستقدام المدد وظهر في المساء، تصميم على محاصرة المنطقة التي تتواجد فيها ميليشيا الإخوان وحلفائهم، بما فيها القصر الجمهوري حتى لا يتمكنوا من مغادرتها ثم مهاجمتهم من جميع المداخل وكان معنى ذلك، أن يدفع الإخوان بأعداد أخرى كانت سوف تشتبك، مع الذين يحاصرون زملاءهم وستدور الاشتباكات في مناطق أخرى، وبالتالي تتسع رقعة الاشتباكات، وكان ممكنا جدا لو تم تضييق الحصار على الإخوان أن يحاولوا دخول القصر الجمهوري للاحتماء به.
وتعقب المعارضين لهم داخله، وبالتالي فانه سيكون مشهدا مروعاً على الهواء مباشرة، بالإضافة إلى أن الهجمات بدأت فعلا في المحافظات ضد مقار الإخوان، وبدأ البعض في البحث عن عدد من قادة الجماعة بالذات، يحملونهم سبب ما حدث، وإنزال الميليشيا لمهاجمتهم، ولعل هذا هو السبب الرئيسي في رأيي الى طلب الحرس الجمهوري وأجهزة أخرى من الرئيس أن يأمر بسحب الإخوان فورا وتجنب الكارثة، وخروج الحرس الجمهوري من داخل القصر وحضوره من معسكره القريب واحتلال منطقة واسعة لتأمين القصر، وترك المعارضين للرئيس بعيدا عنه، وهو ما تم يوم الخميس الذي ألقى فيه الرئيس كلمته وانتظر حتى ينتهي لقاء زميلتنا الإعلامية لميس الحديدي مع الحلقة الأولى من حوارها معه في قناة سي، بي، سي، وأدى خطابه الى اشتعال موجات الغضب ضده، إذ دعا كل القوى والأحزاب السياسية الى الحوار يوم السبت الساعة الثانية عشر ونصف ظهرا، بينما يكون الاستفتاء على الدستور قد بدأ بالنسبة للمصريين في الخارج، وبدا واضحا انه أضاع فرصة ثمينة في وقت حرج جدا، للخروج من المأزق الذي وضع نفسه وجماعته فيه، فأولا كان غاضبا جدا من سقوط عدد من القتلى من الإخوان ومن اصابة لأحد سائقي سيارته عند خروجه من القصر، بعد أن تمت محاصرته، ورفضت كل القوى العرض.

ولاء القوات المسلحة الوحيد
للشعب ومصر وأرضها

وأعلنت انها ستزحف على القصر مهما كانت النتائج، وحملت صحف الجمعة تصريحات لوزير الدفاع وقائد الحرس الجمهوري، لم تنشرها صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' قال الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في لقاء مع قادة وضباط وصف من سلاحي المدفعية والمدرعات في إطار اللقاءات الدورية التي يجريها بحضور الفريق صدقي صبحي رئيس الأركان وذلك ضمن سياستها في عدم نشر تصريحاته وأخباره حتى يظل معرفة اسمه مجهولا للجيش والشعب، المهم أن السيسي قال: 'ان القوات المسلحة ستظل دائماً الدرع الواقي والحصن الأمين لهذا الشعب العظيم وأن الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره مهمة مقدسة لا تهاون فيها وأن ولاء القوات المسلحة الوحيد للشعب ومصر وأرضها'.
كما أدلى قائد الحرس الجمهوري اللواء محمد زكي بتصريحات أخرى نشرتها صحف الجمعة جاء فيها: 'ان وجود القوات في محيط القصر للفصل ما بين المؤيدين والمعارضين للرئيس، والحيلولة دون حدوث أي إصابات جديدة والحرس الجمهوري لن يكون أداة لقمع المتظاهرين ولم يتم استخدام القوة ضد أفراد الشعب المصري، ونحن جزء أصيل من الشعب وأنا شخصياً حريص على عدم تكرار الاشتباكات في محيط القصر'.

الاعتداء على الصحافة
والاعلاميين

وبالفعل اتجهت الحشود الهائلة نحو القصر وبعد مدة، انسحبت قوات الحرس الى داخل القصر وتقدمت الحشود الى أسواره، وارتفعت الصيحات في ميدان التحرير، صديقنا المحامي الشيخ صلاح أبو إسماعيل، بقيادة مجموعة من أنصاره الذين يسمون أنفسهم - حازمون - إلى بوابة أربعة بمدينة الانتاج الإعلامي لمنع دخول عدد من الإعلاميين لتقديم برامجهم في قناة أون - تي - في وعلى دريم وأقاموا خيام، وبدأوا في تفتيش السيارات الداخلة ومعرفة من فيها، وهو نفس المشهد الذي قام به منذ عدة أشهر الإخوان عندما حاولوا ضرب زميلنا وصديقنا يوسف الحسيني لمنعه من تقديم برنامجه في أون تي في إلا أنه تمكن من القفز من السور ودخل، أما زميلنا وصديقنا خالد صلاح رئيس تحرير 'اليوم السابع' ومقدم برنامج قناة النهار فقد حطموا زجاج سيارته وضربوه وأصابوه إصابات خفيفة وقدم بلاغا اتهم فيه صديقنا عصام العريان ومحمد البلتاجي بالتحريض عليه، لكننا لم نعد نسمع شيئاً عنه بعد ان تم تعيينه عضوا في المجلس الأعلى للصحافة.

تراجع غير لائق

المهم، انه مساء الجمعة وبعد وصول المتظاهرين الى أسوار القصر واشتعال المظاهرات في المحافظات، ومهاجمة وحرق مقار حزب الإخوان واقتحام المركز الرئيسي للجماعة في المقطم، بدأ التراجع بطريقة مؤسفة وغير لائقة بالمنصب، ولا بالجبروت الذي حاول الإخوان والسلفيون إظهاره لإرهاب الآخرين وإثارة الرعب في قلوبهم، بعد أن انسحبوا من محيط القصر، سواء بعد أن كشر لهم الجيش عن أنيابه أو لانقاذهم من الحصار الذي كان سيتكتمل في الصباح التالي، وحدوث مجزرة وحرب أهلية وهو ما زاد من اتساع شرخ فقدانهم الثقة في أنفسهم، وتسرب الخوف الى نفوسهم، فأرادوا أن يظهروا انهم الذين حقنوا الدماء من موقع قوة، وإيمان، وكان في مقدورهم ان يسحقوا المعارضين، وهو ما لوح به الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية والتي خرج منها حزب النور، إذ قال يوم الجمعة في جريدة الفتح لسان حال الجمعية بالنص في مقال له عنوانه - الانقلاب على الشرعية: 'فبلا شك هناك من هم قادرون على العنف أضعاف ما يقدر عليه الآخرون، فإذا كان هناك حشد يصل الى خمسون ألف وهو رقم مبالغ فيه من المعارضين وتحاول وسائل الإعلام تضخيمه، ونحن نعلم أن منطقة قصر الاتحادية لا تتسع لهذه الأرقام فالجهة الأخرى تستطيع حشد الملايين'.

حقيقة التحالف
بين الاخوان والسلفيين

وأنا أعرف بأي وجه يمكن أن يواجه أنصاره وهو يضحك عليهم بحكاية خمسين ألف أو أقل وهم يرون على الهواء مباشرة جحافل زاحفة، ومظاهرات في المحافظات، اللهم إلا إذا كان مشاركا بالفعل في التخطيط والاشتراك في هجوم الميليشيا ومجزرة الأربعاء، بفصل من الدعوة السلفية وحزب النور، ويبرر فشله أمام أنصارهم الذين يعارضون بشدة التورط في أي أعمال عنف بالمشاركة مع الإخوان، وهم ومنهم ياسر نفسه أعلنوا عندما صدر الرئيس الإعلان الدستوري معارضتهم للسلطات التي منحها لنفسه بالإضــــافة إلى أنهم لم يكـــونوا يريدون مرشحا إخوانيا أو سلفيا رئيساً للجمهورية وهو ما دعاهم إلى تأييد عبدالمنعم أبو الفـــتوح في المرحلة الأولى من الانتــــخابات، بل أن برهامي نفسه وآخرون قالوا علنا انهم يفضلونه في هذه المرحلة، أن يكون الرئيس من خارج التيار الإسلامي، ومن يرجع الى التقارير المنشورة في هذه الفترة سيجد كلامهم منشورا نقلا عنهم، ومرة أخرى السؤال هو: هل اتخذ هو وغيره قرارا منفرداً - من وراء ظهر الآخرين، بانزال مجموعة للمشاركة في المذبحة؟ وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة.

المرشد: الشرخ الذي أصاب الجماعة

أيضا، فان المرشد العام الدكتور محمد بديع، عبر عن هذا الشرخ الذي أصاب الجماعة وأفقدهم الثقة، سواء في خطبته يوم الجمعة في الجامع الأزهر، ثم مؤتمره الصحافي وشبه فيه الإخوان بأنهم هابيل والمعارضون بأنهم قابيل الذي قتل أخاه، للفوز بما في يده، أي شبه أختهما بالسلطة التي في يد الإخوان، دون أن يدري قبح التشبيه، وهو زواج الآخ من أخته، أي انه يعترف ان حصول الإخوان على السلطة ليس زنى محارم، بل زواج محارم، وهو ما يعكس مدى الإضطراب وفقدان التوازن الذي أصابهم، وأخذ يذكر البرادعي بالدعم الذي قدموه له عندما طلب منهم جمع توقيعات له في حملته جمع المليون وقيع ضد مبارك، وقدموا ثمانمائة ألف توقيع وهذا صحيح، وذكر زميلنا وصديقنا حمدين صباحي، بأنه طلب منهم دعمه في انتخابات مجلس الشعب في دائرة بالحامول بمحافظة كفر الشيخ وإخلاء الدائرة له، وفعلوا ودعموه، وأنه لولا ذلك لما نجح، وكلامه عن دعم الإخوان لحمدين صحيح، ولكنه للأسف أغفل الأهم، وهو أن حمدين له شعبيته الكبيرة في دائرته، وأيضا كان هناك تحالف قوي بين الجناح الناصري ممثلا في حزب حركة الكرامة وبين الإخــــوان، استمر حتى انتـــخابات مجــلس الشعب الأخير الذي تم حله، ممثلا في تحالف الجبهة الديمقراطية، أما الأهم، فهـــو أن الإخوان كانوا يخلون عدة دوائر لعدد من أقطاب الحزب الوطني أيام مبارك بالاتفاق بينهم وبين جهاز أمن الدولة، وقادة الوطني فدائرة الزيتون شرق القاهرة كانوا يخلونها لزكريا عزمي ودائرة السيدة زينب كانوا يخلونها لرئيس مجلس الشعب خفيف الظل الدكتور أحمد فتحي سرور، وغيره، لكنه لم يخف حقده عليهما، إذ برزا كأكثر شخصين معارضين لهما قبول شعبي، رغم إدانتهما القوية والمستمرة، للهجمات التي تتعرض لها مقارات الإخوان ايضا لمحت في ملامح بديع ما يكشف عن انهيار حلم الحكم الذي في أيديهم وبدأ يتسرب من بين أصابعهم، وتكشف عن ذهول وعدم تصديق لما يراه أمامه من مشاهد وعاودته روح الإرهاب التي تربوا عليها عندما كانوا أعضاء في تنظيم المرحوم سيد قطب المسلح عام 1965 ووضعوا الخطط للاغتيالات ونسف الكباري والمنشآت، وجمع الأسلحة، ولم يتصور هو ومن كان واقفاً بجواره اثناء المؤتمر الصحافي من قادة 1965، ما يحدث لدرجة أنه وصف ما حدث لمقاراتهم بأنه إفساد في الأرض، ودهشة من الإفراج عن المقبوض عليهم، والإفساد في الأرض، يعني تطبيق حد الحرابة، أي قطع الأيدي والأرجل من خلاف، بينما قام أفراد النيابة العامة الذين يحققون مع الذين قبضت عليهم ميليشيا الجماعة، وعذبتهم بالإفراج عنهم فورا وأحالتهم الى الطب الشرعي، لإثبات الإصابات الشديدة فيهم، وقد علمت انه كان بينهم أطفال وأحداث، والإصابات تكسير عظام أيدي وأرجل وقفص صدري، ورفضوا طلباً بحبسهم أربعة أيام لعدم إحراج الرئيس.

تشويه المتظاهرين باتهامهم
بممارسة ال***

والغريب في الأمر، انهم قاموا بحملة غير أخلاقية بالمرة ويشوبها الانحطاط الذي لا مثيل له، فبعد أن هاجموا أربعة أو خمسة خيام للمعتصمين أمام سور القصر وهدمها وضرب من فيها، أشاعوا أنهم ضبطوا مخدرات وخمور، وأوقية ذكرية وحملة ضد الأقباط، لإحداث فتنة طائفية وتحويل الصراع الى حرب مسلمين ضد كفار ومسيحيين.
وقادت الحملة الإجرامية، جريدة 'المصريون' اليومية المستقلة واحد الاعلاميين الإخواني المحسوب على فضائية الذي كتب في عموده - بلا حدود - بجريدة 'الوطن' اليومية المستقلة يوم الخميس قبل الماضي بالنص: 'مظاهرة شبرا كان من الواضح توجهها الديني ونسبة المشاركين العالية فيها وهؤلاء من حقهم أن يعترضوا ولكن ليس بهذه الطريقة المفضوحة والمثيرة التي أظهرت أن الكنيسة ضالعة في المعارضة للرئيس في الوقت الذي ينبغي فيه ألا تتم المشاركة في تقسيم البلاد بهذه الطريقة وقد شكل هؤلاء نسبة لا بأس بها من الحضور في الميدان، بل ربما شكلوا النسبة الأكبر من الحضور'.
أي اننا أمام تقسيم أدوار بين الشيخ وتلميذه، شيخه يتولى إشعال الحرب بين السنة والشيعة العرب وهو يشعل الحرب بين المسلمين والأقباط في مصر، بمشاركة آخرون، أما الانحطاط الأخلاقي والمهني فقد تكفلت به جريدة 'المصريون' فيوم الجمعة كان المانشيت الرئيسي في الصفحة الأولى هو - الشهداء إخوان - والقتلة بلطجية، مسلحون وأقباط هاجموا مؤيدي مؤيدي الرئيس أمام الاتحادية، وخمور وواقي ذكري في خيام المعتصمين.
وفي حقيقة الأمر، خمور وحشيش وبانـــجو وأفيـــون، مستورد من أفغانستان، ماشي، أما الواقي الذكري - فهو الذي يحتاج الى شيء من التفكير والتدبر، فهو يعني ممارسات ***ية في خيام مفتوحة، للتصوير، أي أنهم لم يكونوا معتصــمون، وإنما يمثلون فيلما ***ياً، ويوم الخميس أي في اليوم السابق، كان مانشيت الجريدة باللون الأحمر هو - الكنيسة تخطط لإسقاط مرسي.

تركوا التحرير والاتحادية
لخيام الأوقية الذكرية!

ويوم السبت كتب رئيس تحريرها التنفيذي زميلنا محمود سلطان يقول بالنص: 'الإخوان والسلفيون وقوى الثورة، أخطأوا حين تركوا التحرير والاتحادية لخيام الأوقية الذكرية'.
ولا أعرف لماذا لم يـــقدموا هذه الأوقــــية الذكرية للنــــيابة لتكــون دليلا آخر، أم أن المهاجمين سرقوها، هي وزجاجات الخمور والبانجو والحشيش والأفيون؟
وقالت صحيفة 'المصري اليوم' يوم السبت في صفحتها الثالثة، عن تغطيتها لخطباء المساجد، في عدد من المدن، وقالت: 'داخل خيام المتظاهرين امام قصر الاتحادية، مواد مخدرة ويكاد يخرج من داخلها أطفال زنى بسبب الأفعال التي تمارس داخلها، هكذا هاجم الشيخ محمود أبو سحيلة خطيب مسجد الوحدة العربية بقناة خلال خطبة الجمعة'.

هذا التحليل منقول كما هو من جريدة القدس العربى اللندنية
كلامك يدل علي أن مصر لا يسكن علي أرضها سوي الأخوان هم (يفعلون *ويتظاهرون*ويدبرون*ويتهمون *ويقتلون*وأيه أخرة ( ون)

alien2
10-12-2012, 12:47 AM
الفاضل ابو نرمين
هذا ليس راى خاص
انما هو تحليل خاص بجريدة القدس العربى اللندنية
التى يراس تحريرها المحلل السياسى الواعى جدا / عبد البارى عطوان
ليتك انتظرت حتى تقرا باقى التحليلات

راغب السيد رويه
10-12-2012, 12:59 AM
جزاك الله خيرا وبارك فيك

محمد محمود بدر
10-12-2012, 02:56 PM
جزاك الله خيرا