مشاهدة النسخة كاملة : "البيان رقم واحد"


aymaan noor
15-12-2012, 12:33 PM
"البيان رقم واحد"
د. بهجت قرني

«البيان رقم واحد» هو عادة الإعلان الأول عندما يزداد تدخل الجيش في السياسة في دول العالم الثالث ويصل إلى حد الإطاحة بالسلطة بعد استقطاب أزمة الحكم. في هذه الحالة تعتقد القوات المسلحة -طواعية أو قسراً- أنها القوة الوحيدة المنظمة والتي يقع على عاتقها «واجب» التدخل لإنقاذ الوطن وإخراجه من الأزمة، فهل نحن عشية مثل هذا الحدث أو ما يقاربه في مصر الآن؟
حتى لا ننخدع بالوهم أو اللاواقع، فإن الأزمة المصرية الحالية لا تنحصر في مسألة الإعلان الدستوري الذي أطلقه الرئيس مرسي يوم 22 نوفمبر. فالإعلان الدستوري ما هو إلا أحد الأعراض التي يراها كل منا بالعين المجردة، فجوهر الأزمة وأساسها هو شيء آخر، وهو ما يجب الحفر عنه وتبيانه بوضوح حتى لا ننخدع بالظاهر من الأشياء.

ولعل ما يميز هذه الأزمة بين الرئيس وبين جزء كبير من الشارع المصري بقيادة عدد من قدامى الفاعلين في مجال العمل السياسي تمثلهم «جبهة الإنقاذ الوطني»، هو الاستقطاب الحاد، والذي تزايد بعد الإعلان الدستوري المذكور، حيث لا يبدو أن هناك أية نقاط تؤشر إلى وجود أرضية مشتركة، وذلك لدرجة أن الاستقطاب وصل إلى المجتمع نفسه الذي أصبح منقسماً على نفسه بل على وشك أن يتقاتل فيما بينه.
وبالإضافة إلى ذلك الاستقطاب الحاد، فقد لاحظنا دخول الجيش هو أيضاً على الخط، ليس فقط من جانب الجيش نفسه الذي أصدر بياناً تحذيرياً أوضح فيه أنه لا يقبل أن يستمر هذا الانقسام الحاد إلى الأبد، وإنما دخول الجيش إلى معترك السياسة الداخلية جاء أيضاً من جانب الرئيس الذي أعطى بعض ضباط الجيش سلطة الضبطية القضائية.

وبالرغم من أن هذه الضبطية القضائية مؤقتة، فإن آثارها قد تكون خطيرة لأنها تجر رجال الجيش إلى داخل حلبة السياسة الداخلية ومعاركها اليومية، وقد تزيد من سلطته لكي يصبح عاملاً حاسماً في هذه الحلبة الآن أو في المستقبل.

لاشك أن كل ذلك يبين أن هذه الأزمة هي في الواقع أكثر خطورة من سابقاتها، حيث تتم الآن في الشارع المصري المقارنة بين نظام مرسي ونظام مبارك، وحتى المطالبة برحيل مرسي، بالرغم من أنه أول رئيس مدني منتخب في تاريخ الجمهورية المصرية منذ نشأتها قبل ما يقرب من 60 عاماً، وأن انتخابه جاء بطريقة مشروعة ودون التزوير الذي ساد في التجارب السابقة... فإن السؤال المثار في هذا الخصوص هو: لماذا إذن تفجّر الغضب ضد مرسي ورئاسته؟

عندما استقال سبعة من مساعديه ومستشاريه، كانت الاستقالة بسبب عدم استشارتهم، وبالرغم من أن ذلك تصرف صحيح وصائب وقد وقع بالفعل، إلا أنه لا يكفي لشرح الأزمة وبيان أسبابها. والسؤال المهم ليس فقط لماذا لم يستشر مساعديه ومستشاريه؟ ولكن أيضاً -وهذا هو الأهم في نظري- كيف اتخذ الرئيس قراره؟ وعلى من اعتمد في استشاراته؟ هذا هو جوهر الأزمة.

إن هناك شعوراً بأن الرئيس الذي انتخبه الشعب في انتخابات حرة لا يمثل كل المصريين أو لا يتواصل معهم، بل يمثل -طواعية أو قسراً- الجماعة التي رشحته للرئاسة: تيار الإسلام السياسي كما هو متمثل في جماعة «الإخوان المسلمين» وذراعها السياسية «حزب الحرية والعدالة»، إلى جانب حلفائه داخل نفس التيار... فهؤلاء هم «عشيرة» الرئيس وأهله.

وبما أن هذه الجماعة وتوجهاتها السياسية لا تحظى بالإجماع في المجتمع المصري، فقد أصبح الرئيس محل عدم ثقة في تمثيله لكل المصريين، طبقاً لما يقوله معارضوه.

والنتيجة من ذلك إذن هي أن الخلاف مع الرئيس لا يقتصر على الإعلان الدستوري بل لم يعد حتى خلافاً سياسياً، وإنما صراعاً عقائدياً مجتمعياً يشبه الحروب الثقافية أو ما سمي أحياناً -مع الفارق بالطبع- «صراع الحضارات».

وجاء دخول السلفيين على الخط ضد الإعلاميين مثلاً، ثم دخول المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، وكذلك نائبه خيرت الشاطر، ثم حديث كل منهما كأنهما يمثلان السلطة العليا في البلاد، بل حتى أعلى من رئيس الجمهورية نفسه... جاء كل ذلك ليؤجج ويزيد من هذه الحرب الثقافية ومن شعور البعض بعدم الثقة إن لم يكن عدم الأمان في ظل وجود الرئيس الحالي وجماعته.

وفي واقع الأمر قد يكون مرسي في وضع صعب: بين واجبه وحتى رغبته في أن يمثل كل المصريين، وبين ضغوط «عشيرته وأهله» في أن يمثل خط الإسلام السياسي الذي يعتقد أنه وصل للحكم بعد طول انتظار، وبالتالي فهو يحاول أن يستثمر هذه الفرصة لتشكيل الحكم وحتى المجتمع طبقاً لرؤيته.

لكن كيف يتصرف مرسي وهو بين شقّي الرحى والضغوط الكبيرة من الناحيتين؟ وكيف ستكون تضاريس الأزمة القادمة؟ وما دور القوة المنظمة الوحيدة الباقية، أي الجيش؟

darch_99
15-12-2012, 01:44 PM
السيد الفاضل / ايمن نور
اشكرك شكرا جزيلا علي هذا المقال الرائع م وجهة نظري ليس لاتفاقي مع كل ما ذكر بالعكس انني اختلف في الرأي في كثيير مما جاء به ولكني اتفق في جزئية هامة جدا او بعض الجزئيات وسأذكرها حال وصولي اليها وهذا يحدث التباين المطلوب لتوضيح الحقائق علي الارض لا من الابراج العاجية المكيفة كما هو الحال مع من يطلقون علي انفسهم نخبة فتحية وتقدير لمجهودات حضرتك ولك كل الاحترام اما بعد

الذي أصدر بياناً تحذيرياً أوضح فيه أنه لا يقبل أن يستمر هذا الانقسام الحاد إلى الأبد، وإنما دخول الجيش إلى معترك السياسة

الجيش حتي الان منحاز بشكل واضح الي الشرعية وليس الي من يدعونه للانقلاب عليها والادلة علي ذلك كالاتي :
1- عندما اطلق الجيش مبادرته كان ذلك بعلم الرئيس في جلسة جمعت وزير الدفاع بالرئيس ولكن اطلاق النشطاء علي الانترنت الخوف مرة اخري من تدخل الجيش بالسياسة حال ومنع واجل هذة المبادرة الي اجل غير مسمي وبشكل صريح انهاها نهائيا وكان هذا ايضا علي هوي المؤيدين للرئيس ايضا .
2- عندما رد الجيس ببيان ردا علي دعوات الانقلاب علي الشرعية رد ردا متوازنا بحيث لا يغضب احد لكن الخبراء وانا شخصيا لما قرات البيان فهمت منه بوضوح انحيازه للشرعية
3- الجيش ليس منحاز للرئيس انحيازا ايدولوجيا ولكنه قد تعلم الدرس جيدا من احداث ليبيا وسوريا ولا يريد نفس المصير وهو يعلم جيدا حجم التاييد الشعبي للرئيس وهي الحماية الحقيقية لمرسي وليس الجيش والمقارنة واضحة بين الحشد لاؤلئك وهولاء
4- من خلال المقال وهو صحيح ( من جانب الرئيس الذي أعطى بعض ضباط الجيش سلطة الضبطية القضائية) هل يعطي الرئيس هذة السلطة للجيش الا وهو يعلم يقينا كم ان الجيش يقف الي جانبة ويتفهم ما يحدث جيدا
5- لو كان الجيش حقيقا لديه النية في التدخل ما انسحب من المبادرة فورا بعد اشعاعة الحوف من تدخلة في السياسة مرة اخري
6- الواقع والمنطق لا يؤيد نية تدخل الجيش فهؤلاء هم في مناصبهم الجديدة الرفيعة بعد خلع الطاقم كله لطنطاوي وعنان ما ىالذي يدعوهم الي التفكيير في مجرد التفكيير في خلخلة النظام القائم وخاصة بعد وضع للجيش في الدستور جيد بالنسبة اليهم وهم يعلمون ايضا حجم التأييد الشعبي الحاصل علية مرسي

7- مشاركة الجيش بقوة في حماية الاستفتاء لهو ابلغ دليل علي نية الجيش

وبالرغم من أن هذه الضبطية القضائية مؤقتة، فإن آثارها قد تكون خطيرة لأنها تجر رجال الجيش إلى داخل حلبة السياسة الداخلية ومعاركها اليومية، وقد تزيد من سلطته لكي يصبح عاملاً حاسماً في هذه الحلبة الآن أو في المستقبل.
هذة المقوله خطأ فادح وليس تحلي منطقي ذلك ان الضبطية القضائية تستمر لدة يوم واحد فقط في ايام الاستفتاء وهو اجراء احترازي (معنوي) اكثر منه مادي وللتوضيح اقول ان وجود الضبطية القضائية مع الجيش هيخلي ناس كثيير اوي تلم نفسها من تلقاء نفسها ولا تتسبب في الفوضي اللي هية تتمناها وبالبلدي حجم الاعمال المتوقعة من الفوضي بعد اعطاء الضبطية القضائية سينخفض جدا ولو حدث لن يؤثر علي الاستفتاء عامة ولان هذة الضبطية تنتهي قانونيا وفورا بعد الانتهاء من الاستفتاء

عندما استقال سبعة من مساعديه ومستشاريه، كانت الاستقالة بسبب عدم استشارتهم، وبالرغم من أن ذلك تصرف صحيح وصائب وقد وقع بالفعل، إلا أنه لا يكفي لشرح الأزمة وبيان أسبابها. والسؤال المهم ليس فقط لماذا لم يستشر مساعديه ومستشاريه
احد اهم اخطاء مرسي انه اختار مستشارية من مختلف القوي الغر منسجمة معه فكريا إرضاءا لهم ولتخفيف حدة الاحتقان الحاصل منهم ضدة فلقد باعوه عند اول ازمه يواجهها لكنهم هم الخاسرون
اما لماذا لم يستشر مستشارية فهذة والله نكته تعمل العملة وتنكرها او تتجاهلها او تتغافل عنها
الم تذكرو فضائح تسريب بعض مستشاري الرئيس للاخبار القصر الجمهوري للصحافة المعادية تحديدا ؟ ! وتكرر ذلك كثيرا فمن اين تأتي الثقة من اناس يخالفونه في الفكر وخانو امانة العمل بحفظ الاسرار وعدم تسريبها الي منتدقيه في الصحف اياها المعروف توجهها .

ولكن أيضاً -وهذا هو الأهم في نظري- كيف اتخذ الرئيس قراره؟ وعلى من اعتمد في استشاراته؟ هذا هو جوهر الأزمة.

هذا من التدخل فيما لايعنية طالما ظل الامر داخل القصر الجمهوري , والا يروح يقعد مكانة ويدير هو

إن هناك شعوراً بأن الرئيس الذي انتخبه الشعب في انتخابات حرة لا يمثل كل المصريين أو لا يتواصل معهم، بل يمثل -طواعية أو قسراً- الجماعة التي رشحته للرئاسة: تيار الإسلام السياسي كما هو متمثل في جماعة «الإخوان المسلمين» وذراعها السياسية «حزب الحرية والعدالة»، إلى جانب حلفائه داخل نفس التيار... فهؤلاء هم «عشيرة» الرئيس وأهله.
شعور واهم فهو له توجهاته وايدلوجية وفكر ولا يعيبة مشاورته من اوصلوه للسلطة لانهم هم احرص الناس علي مصلحته وبقائه , والدندة علي كلمة قالها الرئيس في بداية حكمة وهي ليست معيبة ولكنه امتنع عن ترديدها بتاتا علشان خاطر عيونهم وهذا دليل علي الوهم والتلكيك اللي هما عايشين فيه

وبما أن هذه الجماعة وتوجهاتها السياسية لا تحظى بالإجماع في المجتمع المصري، فقد أصبح الرئيس محل عدم ثقة في تمثيله لكل المصريين، طبقاً لما يقوله معارضوه.

احسنت حين قلت طبقا لما يقوله معارضوة لان هذة فلسفة كدابة ليست لها علاقة بالديمقراطية فكذا الحال في امريكا فالرئيس هناك لا يحظي بالاجماع ما حصل ولن يحصل احد علي الاجماع حتي تقوم الساعة حتي الذي خلق الخلق الله سبحانه وتعالي لم يحظي بإجماع الخلق عليه

والنتيجة من ذلك إذن هي أن الخلاف مع الرئيس لا يقتصر على الإعلان الدستوري بل لم يعد حتى خلافاً سياسياً، وإنما صراعاً عقائدياً مجتمعياً يشبه الحروب الثقافية أو ما سمي أحياناً -مع الفارق بالطبع- «صراع الحضارات».

وانما صراعا عقائديا مجتمعيا لقد وضعت يدك علي الموضع الدقيق الذي نحن بصدده الان حقيقتا

وجاء دخول السلفيين على الخط ضد الإعلاميين مثلاً، ثم دخول المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، وكذلك نائبه خيرت الشاطر، ثم حديث كل منهما كأنهما يمثلان السلطة العليا في البلاد، بل حتى أعلى من رئيس الجمهورية نفسه... جاء كل ذلك ليؤجج ويزيد من هذه الحرب الثقافية ومن شعور البعض بعدم الثقة إن لم يكن عدم الأمان في ظل وجود الرئيس الحالي وجماعته.

لاحظ كل هذا الكلام تحت بند كلمة (كأنهما) يعني ليست هناك صفة رسمية لهم لكن ان كانت لهم تصريحات فالكل يتكلم ويدلوه بدلوه من المؤيدين والمعارضين ولا هو المطلوب ان المعارضة تتكلم بمليء فيها والمؤيدون يخرسوا خالص وغالبا هم رد فعل يعني تصريحات ترد علي تصريحات اخري تبدؤها المعارضة
وفي واقع الأمر قد يكون مرسي في وضع صعب: بين واجبه وحتى رغبته في أن يمثل كل المصريين، وبين ضغوط «عشيرته وأهله» في أن يمثل خط الإسلام السياسي الذي يعتقد أنه وصل للحكم بعد طول انتظار، وبالتالي فهو يحاول أن يستثمر هذه الفرصة لتشكيل الحكم وحتى المجتمع طبقاً لرؤيته.
كل حاكم اتي وحكم مصر في العقود الماضية قد حكمها طبقا لرؤيته هو شخصيا فلا ضير من ذلك لكن الواقع ان هناك دستورا اذا وضعته موضع الدراسة بتجرد كامل بين المؤيدين والمعارضين تخرج بنتيجة مفادها تقليص حقيقي لصلاحيات الرئيس بل والانكي انه اذا جاءت اغلبية معارضة في مجلس النواب سوف تكون هي الحاكمة الفعلية وليس الرئيس


لكن كيف يتصرف مرسي وهو بين شقّي الرحى والضغوط الكبيرة من الناحيتين؟ وكيف ستكون تضاريس الأزمة القادمة؟ وما دور القوة المنظمة الوحيدة الباقية، أي الجيش؟

دع الايام القادمة تجيبك علي هذا السؤال وان غدا لناظره قريب

شكرا جزيلا

محمد محمود بدر
15-12-2012, 05:36 PM
جزاك الله خيرا

ابونرمين
15-12-2012, 07:32 PM
وجاء دخول السلفيين على الخط ضد الإعلاميين مثلاً، ثم دخول المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، وكذلك نائبه خيرت الشاطر، ثم حديث كل منهما كأنهما يمثلان السلطة العليا في البلاد، بل حتى أعلى من رئيس الجمهورية نفسه... جاء كل ذلك ليؤجج ويزيد من هذه الحرب الثقافية ومن شعور البعض بعدم الثقة إن لم يكن عدم الأمان في ظل وجود الرئيس الحالي وجماعته. معك فى هذه النقطة،ولكن لعلنا نسال دوما عند حدوث فاجعة أو كارثة ،البديهى ما سبب حدوثها؟والمشاهد المبصر بعقله لما أفرز هذا التدخل كان التحالف المزرى بين القوى الوطنية وفلول الماضى من جهة ،ومن جهة خطيرة تبنى الأعلام حملة معتمة للعقول،مزيفة للحقائق،مسمومة المعلومات،بالله عليك لو كنت مكانهم ماذا كنت تفعل ؟أوعى تقولى فى تلك اللحظات بالحوار!! لأن التاريخ يذكر دوما أن الحوار بين القوى المتعادلة المتوازنة