فكري ابراهيم
16-12-2012, 01:34 PM
وانتصرت إرادة الشعب المصري
http://www.al-sharq.com/NewsImages/WriterImages//ListImage20120418172552.jpg
احمد فودة (http://www.al-sharq.com//WriterProfile.aspx?WID=27&CatID=82&CatName=%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9&type=articles)
(كاتب مصري - مدير مركز النخبة للدراسات بالقاهرة )
11ديسمبر 2012
انكسرت المعارضة في حربها التي تشنها ضد الثورة والنظام السياسي الجديد، بالتعاون مع قوى خارجية تضم بعض الدول الخليجية والولايات المتحدة وإسرائيل، كما أوضحنا في مقالات سابقة.
كانت المعارضة المصرية قد بدأت في تنفيذ المخطط المتفق عليه مع تلك القوى الخارجية الذي كان يحمل اسم (استعادة مصر من حكم الإخوان) منذ شهور، وتحديدا منذ إعلان فشل وزير الدفاع السابق حسين طنطاوي في القيام بالانقلاب على الرئيس مرسي. حيث تم إسناد عملية تنفيذ إسقاط النظام إلى المعارضة التي تسمى نفسها الآن "جبهة إنقاذ مصر".
وبدأت الأحداث كما نعلم جميعا مع الإعلان عن الاحتفال بذكرى أحداث محمد محمود في منتصف شهر نوفمبر الماضي، والتي كانت الوسيلة لبدء إشاعة الفوضى في الشارع المصري، حيث بدأت الاشتباكات مع رجال الشرطة بالتوازي مع عملية إحراق مؤسسات عامة خاصة أبرزها مقرات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة في القاهرة ومحافظات الشمال.
وفي الوقت نفسه بدأت الأخبار تتحدث عن مؤامرة المحكمة الدستورية العليا الجاري تنفيذها لإسقاط مؤسسات الدولة المنتخبة تمهيدا لإسقاط الرئيس، وهو ما دفع الرئيس إلى إصدار الإعلان الدستوري الذي حصن هذه المؤسسات وأفشل مخطط المحكمة الدستورية.
رفضت المعارضة الإعلان الجديد وقامت بتصعيد الأزمة من خلال البدء في حشد المعارضة لأنصارها في ميدان التحرير ثم أمام قصر الاتحادية. وهو ما رد عليه التيار الإسلامي بحشد أعداد هائلة مؤيدة لقرارات الرئيس.
كانت أهداف المعارضة تتمثل في محاولة إسقاط النظام من خلال استخدام ما جاء في الإعلان الدستوري باعتباره يمثل نكوصا عن الديمقراطية التي أرستها ثورة يناير، فضلا عن رفضها مسودة الدستور التي أقرتها الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وسلمتها للرئيس الذي أصدر قرارا بدعوة الناخبين للاستفتاء عليها.
وكان الرئيس وأنصاره يسعون إلى انقضاء الأيام حتى يأتي موعد الاستفتاء على الدستور لأنه سينهي حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها المجتمع منذ حوالي العامين وستبدأ بعدها الدولة في بناء مؤسساتها والانطلاق نحو عملية التنمية والنهضة الشاملة.
ولأن المعارضة تدرك ذلك جيدا، فقد قامت بالتصعيد من خلال العمل على اقتحام القصر الجمهوري أكثر من مرة، كان أخطرها يوم الجمعة الماضي. وهو ما دفع التيار الإسلامي إلى التحرك بسرعة على ثلاثة محاور:
الأول: قيام الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث توجد استوديوهات بث القنوات الفضائية خاصة تلك التي يملكها فلول النظام والمعارضة، والتهديد باقتحامها والسيطرة عليها في حال اقتحام القصر الجمهوري، وإعلان بدء الثورة الإسلامية.
الثاني: نزول عشرات الآلاف من جماعة الإخوان والتيار الإسلامي في شارع صلاح سالم أمام مسجد الرحمن الرحيم وكذلك أمام مسجد رابعة العدوية بالقرب من القصر الجمهوري، وتوجيه تهديدات صريحة بأنه في حال اقتحام القصر الجمهوري فإن الإسلاميين سينقضون على الموجودين أمام القصر وداخله، ولن يخرج أحد منهم سالما.
الثالث: توجه المئات لمحاصرة كنائس شبرا وكذلك محاصرة المقر البابوي في العباسية، لتوجيه رسالة واضحة إلى المسيحيين المشتركين في حصار القصر الجمهوري والذين كانوا يمثلون أكثر من %80 من الموجودين هناك، أنه في حال اقتحام القصر سيتم اقتحام الكنائس وحرقها.
هذه المحاور الثلاثة كانت هي السبب في انفضاض القوى الموجودة أمام القصر الجمهوري ومسارعتها بالابتعاد عنه وإلغاء فكرة اقتحامه، والتمهيد لبدء الحوار الذي دعا إليه الرئيس وانتهى إلى ما أراده باستمرار موعد الاستفتاء على الدستور وإلغاء الإعلان الدستوري السابق وإصدار آخر جديد يضع مزيدا من الصعوبات أمام المعارضة التي تخاف من الاحتكام للشعب، من خلال إقرار أنه في حال رفض مشروع الدستور الحالي سيتم انتخاب جمعية تأسيسية جديدة لوضع مشروع جديد، وهو ما يعني أن الجمعية الجديدة سيسيطر عليها الإسلاميون تماما.. وحينها ستتغير قواعد اللعبة الجارية في مصر الآن
http://www.al-sharq.com/NewsImages/WriterImages//ListImage20120418172552.jpg
احمد فودة (http://www.al-sharq.com//WriterProfile.aspx?WID=27&CatID=82&CatName=%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9&type=articles)
(كاتب مصري - مدير مركز النخبة للدراسات بالقاهرة )
11ديسمبر 2012
انكسرت المعارضة في حربها التي تشنها ضد الثورة والنظام السياسي الجديد، بالتعاون مع قوى خارجية تضم بعض الدول الخليجية والولايات المتحدة وإسرائيل، كما أوضحنا في مقالات سابقة.
كانت المعارضة المصرية قد بدأت في تنفيذ المخطط المتفق عليه مع تلك القوى الخارجية الذي كان يحمل اسم (استعادة مصر من حكم الإخوان) منذ شهور، وتحديدا منذ إعلان فشل وزير الدفاع السابق حسين طنطاوي في القيام بالانقلاب على الرئيس مرسي. حيث تم إسناد عملية تنفيذ إسقاط النظام إلى المعارضة التي تسمى نفسها الآن "جبهة إنقاذ مصر".
وبدأت الأحداث كما نعلم جميعا مع الإعلان عن الاحتفال بذكرى أحداث محمد محمود في منتصف شهر نوفمبر الماضي، والتي كانت الوسيلة لبدء إشاعة الفوضى في الشارع المصري، حيث بدأت الاشتباكات مع رجال الشرطة بالتوازي مع عملية إحراق مؤسسات عامة خاصة أبرزها مقرات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة في القاهرة ومحافظات الشمال.
وفي الوقت نفسه بدأت الأخبار تتحدث عن مؤامرة المحكمة الدستورية العليا الجاري تنفيذها لإسقاط مؤسسات الدولة المنتخبة تمهيدا لإسقاط الرئيس، وهو ما دفع الرئيس إلى إصدار الإعلان الدستوري الذي حصن هذه المؤسسات وأفشل مخطط المحكمة الدستورية.
رفضت المعارضة الإعلان الجديد وقامت بتصعيد الأزمة من خلال البدء في حشد المعارضة لأنصارها في ميدان التحرير ثم أمام قصر الاتحادية. وهو ما رد عليه التيار الإسلامي بحشد أعداد هائلة مؤيدة لقرارات الرئيس.
كانت أهداف المعارضة تتمثل في محاولة إسقاط النظام من خلال استخدام ما جاء في الإعلان الدستوري باعتباره يمثل نكوصا عن الديمقراطية التي أرستها ثورة يناير، فضلا عن رفضها مسودة الدستور التي أقرتها الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وسلمتها للرئيس الذي أصدر قرارا بدعوة الناخبين للاستفتاء عليها.
وكان الرئيس وأنصاره يسعون إلى انقضاء الأيام حتى يأتي موعد الاستفتاء على الدستور لأنه سينهي حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها المجتمع منذ حوالي العامين وستبدأ بعدها الدولة في بناء مؤسساتها والانطلاق نحو عملية التنمية والنهضة الشاملة.
ولأن المعارضة تدرك ذلك جيدا، فقد قامت بالتصعيد من خلال العمل على اقتحام القصر الجمهوري أكثر من مرة، كان أخطرها يوم الجمعة الماضي. وهو ما دفع التيار الإسلامي إلى التحرك بسرعة على ثلاثة محاور:
الأول: قيام الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث توجد استوديوهات بث القنوات الفضائية خاصة تلك التي يملكها فلول النظام والمعارضة، والتهديد باقتحامها والسيطرة عليها في حال اقتحام القصر الجمهوري، وإعلان بدء الثورة الإسلامية.
الثاني: نزول عشرات الآلاف من جماعة الإخوان والتيار الإسلامي في شارع صلاح سالم أمام مسجد الرحمن الرحيم وكذلك أمام مسجد رابعة العدوية بالقرب من القصر الجمهوري، وتوجيه تهديدات صريحة بأنه في حال اقتحام القصر الجمهوري فإن الإسلاميين سينقضون على الموجودين أمام القصر وداخله، ولن يخرج أحد منهم سالما.
الثالث: توجه المئات لمحاصرة كنائس شبرا وكذلك محاصرة المقر البابوي في العباسية، لتوجيه رسالة واضحة إلى المسيحيين المشتركين في حصار القصر الجمهوري والذين كانوا يمثلون أكثر من %80 من الموجودين هناك، أنه في حال اقتحام القصر سيتم اقتحام الكنائس وحرقها.
هذه المحاور الثلاثة كانت هي السبب في انفضاض القوى الموجودة أمام القصر الجمهوري ومسارعتها بالابتعاد عنه وإلغاء فكرة اقتحامه، والتمهيد لبدء الحوار الذي دعا إليه الرئيس وانتهى إلى ما أراده باستمرار موعد الاستفتاء على الدستور وإلغاء الإعلان الدستوري السابق وإصدار آخر جديد يضع مزيدا من الصعوبات أمام المعارضة التي تخاف من الاحتكام للشعب، من خلال إقرار أنه في حال رفض مشروع الدستور الحالي سيتم انتخاب جمعية تأسيسية جديدة لوضع مشروع جديد، وهو ما يعني أن الجمعية الجديدة سيسيطر عليها الإسلاميون تماما.. وحينها ستتغير قواعد اللعبة الجارية في مصر الآن