alien2
28-12-2012, 06:49 PM
عصام الإسلامبولي : "الإخوان" يخططون لتغيير "هوية مصر" (http://www.alwafd.org/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA/95-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20/338423-%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A8%D 9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AE%D8%B7%D8%B7%D9%88%D9%86-%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1)
الدستور يخدم مصالح الجماعة ولا يعبر عن جموع المصريين (http://www.alwafd.org/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA/95-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20/338423-%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A8%D 9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AE%D8%B7%D8%B7%D9%88%D9%86-%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1)
http://cdn.alwafd.org/images/news/128609468045sd6f.jpg عصام الإسلامبولي
أجري الحوار: حسام عبدالبصير وتصوير - محمد كمال منذ 17 ساعة 51 دقيقة
بين نخبة تتعالي علي الشارع وتتخذ من المليونيات وسيلة للنجومية وتخلط بين طموحها الشخصي وأزمات بلد علي وشك الإفلاس، وبين أغلبية لا يتسع صدرها لمنتقديها فترميهم بالكفر تارة وبالخيانة تارة وتفرط الثقة في التفاف الشوارع حولها،
تعيش مصر في متاهة فهل تصدق نبوءة الرئيس المسجي علي سريره في مستشفي سجن طرة والذي رفع في أيامه الأخيرة وقبل جلاء أسرته عن قصر الرئاسة شعاراً مفاده «أنا أو الفوضي»؟!
طوال عامين كاملين، كلما خطت مصر خطوة للأمام ارتدت خطوات للخلف ليزداد الطريق تشعبا وتلقي الفتنة بظلالها علي مشارق البلاد ومغاربها، فكيف انتقلنا في لحظة من «بستان الأمل» إلي «وحشة اليأس» وكيف تحولت صدورنا إلي قبور متحركة وأصبحت مصر وطناً نعيش فيه ولا يعيش فينا وتحول التحرير من «ميدان الحرية» إلي «منفي لدفن الأحلام»؟!
الآن وبعد أن حطت حرب الاستفتاء علي الدستور أوزارها، ونجح الإسلاميون في الفوز بـ «نعم» وخرج الوطن أكثر اختلافاً وتشرذماً، كيف سيكون حال مصر خلال الفترة المقبلة؟!
في بداية حواري مع الفقيه الدستوري عصام الإسلامبولي أردت ان أبدأ معه من حيث وصل الحلم الناصري والذي يعد أحد أبرز رموزه، فإذا به يباغتني قائلاً: هذا وقت إسقاط كافة الخلافات ولابد من رواية واحدة ترفع في وجه من اغتصبوا السلطة وانقلبوا علي الإجماع الوطني وحولوا الثورة إلي حرب وحصلوا علي كافة غنائمها بينما لم يتركوا لصناع الثورة شيئاً يذكر.. تحرك بكرسيه للأمام فتخيلت أنه في الطريق ليوجه لي الكلمة بعد أن ضم أصابعه علي بعضها وأكمل قائلاً: «بالذمة دام كلام.. جاي تقولي أنت ناصري وأخبار الناصرية إيه والبلد بيولع وبيتفكك.. فوقوا بقي»!
http://www.alwafd.org/images/2-13%286%29.jpg
< قلت له لما تفوقوا أنتم الأول. ألستم أنتم النخبة اللي ودت البلد في داهية؟
- ابتلع ريقه وقال: «دا مش وقت نقطع في بعض» أمامنا طريق واحد الوحدة أو السقوط في الهاوية.
< هذا يتماهي مع شعار مبارك «أنا أو الفوضي».. فكيف تري الطريق الآمن للخروج من هذه المتاهة؟
- لابد من العمل علي إسقاط المخطط الذي يرمي لتغيير هوية مصر والدفع بها نحو المستقبل الذي يليق بها، فلم يقم الشعب قبل عامين بالنزول للشوارع بالملايين ليدحر أحد أشرس حكامه، ليخضع في نهاية الأمر لنظام أشد استبداداً وهو مكتب الإرشاد.
< وما علاقة مكتب الإرشاد بالأمر.. تقصد نظام الرئيس محمد مرسي؟
- مرسي يحكم البلاد بالتنسيق مع مكتب الإرشاد بل لا أبرح الحقيقة حينما أقول بأن مكتب الإرشاد برئاسة محمد بديع هو الذي يتولي مقاليد الأمور ويدفع بالقرارات وهو الذي قام بدور بطولي في حشد الناس وتوجيههم من أجل التصويت للدستور.
< هل تنفي أي دور لـ «مرسي» في الأمر؟
- لا طبعاً «مرسي» له دور ولكنه ليس دورياً قيادياً.
< وهل بتنا في مأزق بعد أن فاز أهل «نعم» علي أهل «لا»؟
- لن نعدم الحيلة ونحن في انتظار ما سيسفر عنه حكم المحكمة الدستورية بشأن الطعن المقدم حول دستورية الجمعية التأسيسية للدستور.
< أليس هناك أمل في هذا السياق؟
- من الممكن ان تحكم المحكمة بعدم دستورية الجمعية الدستورية، فمن بين القواعد الدستورية ان النصوص المعيبة لا يطهرها الاستفتاءات وقد سبق وصدر حكمان عن المحكمة الدستورية في هذا السياق، الأول في القضية 56 لسنة 6 قضائية جلسة 21/6/1986 والقضية رقم 14 لسنة 8 دستورية جلسة 7/3/1992.
< النظام الجديد يردد بأنه في الطريق لنقل مصر من قاع التاريخ إلي سلم المجد الذي يليق بها وجبهة الانقاذ تروج لان بقاء «مرسي» في الحكم للفترة المتبقية من ولايته سيدفع لكارثة محققة.. فكيف تنظر للأمر؟
- أري أننا تعرضنا لأكذوبة ومؤامرة لتمرير دستور مشوه بمختلف الطرق القانونية وغير القانونية، والتجاوزات التي شهدها الاستفتاء خير مثال علي ذلك، فالحيل التي اتبعها الإخوان وشركاؤهم لا تخفي علي أحد، فقد خدعوا المصريين واستخدموا سحر الحديث باسم الدين ليوهموا العوام بأنه لا سبيل للخروج من الأزمات التاريخية التي تعيشها البلاد سوي بالسير في ركابهم، واستخدم مكتب الإرشاد سائر الحيل وافتري رموز الجماعة بمشاركة عدد من رموز السلفيين وسائل لا تليق باسم الدين من أجل أن يخيفوا الناس ويرعبوهم كي يصوتوا بـ «نعم» للدستور وإلا فهم من الكفار الذين سيكون مآلهم إلي جهنم وبئس المصير وهكذا نجحوا مع استخدام سلاح التزوير والترغيب والتهديد لأن يصلوا إلي مرادهم لكننا نقول ان المعركة لم تنته بعد والطريق أمامنا طويل ومازالت هناك جولات وجولات وحتماً ستكتشف الجماهير انه تم استدراجها لفخ من أجل دعم المشروع الإخواني الذي لا يراد منه سوي محو هوية مصر.
< لكن الإسلام يشكل رافداً مهما في وجدان المصريين ولا يمكن محوه بأي حال والغالبية من الشعب تري الخلاص في اتباع الدين.
- تحدثني وكأنني والمعارضين للإخوان كفار وهو أمر غير صحيح فالإسلام والإيمان مستقر في قلوبنا ولا يوجد من يرفض ان يتمثل لأمر الله لكننا لا نستغل الخطاب باسم الله من أجل ان نستدرج الجماهير كما يروجون هم. أخبرني ماذا انجزوا طيلة الشهور الماضية؟.. الأوضاع الاقتصادية منذ ان تولي «مرسي» الرئاسة تسير من سيئ إلي أسوأ ولا يوجد بريق واحد يشير إلي أننا نسير في الطريق الصحيح.
< يري البعض ان تردي الأوضاع يرجع إلي حالة عدم الاستقرار الذي نجم عن الترصد للرئيس والوقوف في وجه مشروعه؟
- أين هذا المشروع؟.. لقد رفع شعار برنامج النهضة وتعهد بأنه سيقضي خلال مائة يوم علي العديد من المشاكل فإذا بنا الآن في وضع اسوأ من زمن «مبارك» مما جعل الكثير من البسطاء يترحمون علي أيام النظام البائد.
< إذن أنت مع من شعروا بالندم لأنهم لم يصوتوا لـ «شفيق»؟http://www.alwafd.org/images/789ds.jpg
- لا طبعاً.. «شفيق» أحد أركان «مبارك» ولو وصل لسدة الحكم لشهدت مصر كوارث ولعدنا للمربع صفر.
< وما الحل؟
- الحل هو الاصطفاف صفاً واحداً من أجل التصدي لمشروع الإخوان لأنهم سوف يتسببون في ضياع البلد.
< الرئيس «مرسي» سعي لتحقيق مطالب ثورية من بينها إقالة النائب العام وإعادة محاكمة رموز النظام السابق.. فلماذا ثارت القوي المدنية عليه؟
- بالطبع كان مطلب عزل المستشار عبدالمجيد محمود مطلباً ثورياً لكنه تم عبر طريق غير دستورية وما سعي إليه الرئيس من محاولات القضاء علي المحكمة الدستورية يؤكد أنه يدبر مؤامرة للقضاء علي قيم الدولة الحديثة وهدم أهم أركانها المتمثل في القضاء وما نراه اليوم من وقف العمل في العديد من المحاكم وحالة العصيان بين القضاة تؤكد ان «مرسي» يدوس قلعة العدالة بحذائه.. فكيف تكون تلك مطالب ثورية؟ كما ان الرئيس كان يريد إضافة التخلص من عبدالمجيد محمود كإنجاز قبل انتهاء المائة يوم التي تعهد بها والطريقة التي اتبعها أدت إلي شعور القضاء بحالة من التربص وأجواء المؤامرة لبث الفرقة بين القضاة، والحديث عن تطهير تلك المؤسسة واتهام أفرادها بالفساد يؤكد رغبته في ان يوقع الفتنة بينهم وبين الشعب، كما أن تقديم نائب الرئيس لاستقالته يثير العديد من الشكوك منها أنه استقال ليحصل علي منصب النائب العام.
< يقول أنصار «مرسي» إنه سعي أيضاً لتدعيم مجلس الشوري بوجوه من المعارضة من أجل تعضيد دوره في الحياة التشريعية؟
- بالعكس.. تعيين أعضاء مجلس الشوري في هذا التوقيت يؤكد أنهم يستعدون لإصدار قوانين متعلقة بالمحكمة الدستورية ومباشرة الحقوق السياسية للاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة بعد شهرين، وكل ما يحدث الآن علي الساحة يؤكد المؤامرة التي ستعرض مصر للعديد من المشاكل، لأن الدستور الجديد يشبه دستور 30 الذي قدمه عزيز صدقي للتحالف مع القصر الملكي ضد الشعب، وأنا متأكد ان المعارضة ستعمل علي فضح دستور الإسلاميين والقضاء عليه.
< هل كنت متعاطفاً مع النائب العام السابق؟!
- بالطبع لا فأنا ضد ممارسات النائب العام، لكني مع الدستور الذي يمنع العزل وكان هناك أمام الرئيس خيارات أخري غير العزل مثل الطرق التأديبية لتقاعسه في اتخاذ الإجراءات المناسبة في العديد من القضايا الخاصة بالفساد وتقديم الأدلة وكذلك رفع دعوي مخاصمة ضده يعزل علي إثرها إذا تم الحكم ضده فيها.
< هل تري تشابهاً بين أسلوب الحزب الوطني البائد وبين الإخوان المسلمين في طريقتهم لإدارة شئون البلاد والتعامل مع خصومهم؟
- هناك العديد من أوجه الشبه أبرزها منهج الإخوان في إقصاء الآخرين وعدم الاعتراف بالمعارضة وسلوكهم في إدارة الأزمات التي وقعت أخيراً مثل قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، فهذا الأسلوب يشبه تماماً منهج الحزب الوطني في موقعة الجمل.
< كيف تري ما آلت إليه ثورة 25 يناير؟
- للأسف الشديد تم السطو علي الثورة وعلي كل المواقع القيادية في مصر وأخيراً تم السطو علي الدستور بالوجه الذي رأيناه جميعاً.
< علينا ان نقبل بما جاءت به نتائج الصندوق ونحترم إرادة الشعب؟
- هذا كلام حق يراد به باطل، ويعبر عن وجهة نظر الإسلاميين الذين سلقوا الدستور ثم سرقوه علي النحو الذي تابعناه جميعاً، وقدرنا الذي لا مفر منه هو أن نواجه تلك المؤامرة، فهذا الدستور لا يخدم مصر وليس هناك من أمل في ان يسفر عن تلبية طموحات الجماهير ولا الشهداء الذين سقطوا وهم ينشدون الحرية.
< كيف حيكت المؤامرة إذا كنت تراها كذلك؟
- المؤامرة علي الثورة بدأت مبكراً بمشاركة من المجلس العسكري والتيارات الإسلامية، بتوجيه من الولايات المتحدة وكان الغرض منها في الأساس وصول الإخوان وشركائهم للسلطة من أجل مواجهة إيران وقوي أخري في مقدمتها فصائل المقاومة التي ترفض الانصياع للهيمنة الأمريكية، وقد حيكت تلك المؤامرة بليل وتم إلهاء الجماهير واستدراجهم بإدخالهم في دوامات من الفوضي والمشاكل ووقف عجلة الاقتصاد حتي يكفر الناس بالثورة ويقبلوا بأي حل يعرض عليهم.
< ما رأيك في الدستور؟
- الدستور بطبيعته عام ومجرد وينظم الحالة الاجتماعية ولا يمكن قطعاً بأي حال من الأحوال ان تبني مواد الدستور من مواد متعارضة، ومن حق الأجيال القادمة ان تشارك في وضعه، والمشكلة الرئيسية في الدستور الذي اختطفه الإخوان تكمن في العديد من مواده والكارثة الأكبر في تفسير القوانين التي ستصدر لاحقاً.
< ألا يعد الدستور الجديد بأي حال من الأحوال معبراً عن ثورة يناير؟
- بالتأكيد لا يجسد تلك الثورة ومبادئها وما دعت إليه.. ماذا تنتظر من دستور شارك فيه ضابط في مباحث أمن الدولة؟! لقد عاد بنا الإخوان إلي العصر البائد حيث كان هناك ترزية قوانين.. نفس الأجواء تم استلهامها عند وضع الدستور الجديد فهناك ترزية قوانين أيضاً للنظام الحالي وهناك مواد مضحكة في الدستور مثل «كل طفل له الحق باسم مناسب» وكأنه أضاف شيئاً جديداً، وعندما قلنا ان هذه المادة مضحكة وليس لها معني، قالوا نقصد اسماً لا يسيء إلي حامله.
< هل الأجواء التي وضع خلالها الدستور ساهمت في حالة رفض القوي المدنية له؟
- الدساتير بشكل عام لا يمكن أن توضع في أجواء تربصية، أو انتقامية أو تهدف لخدمة مصالح فصيل بعينه علي النحو الذي جري، فالنصوص الموجودة الآن كلها تربصية مثل التربص ضد الإعلام والحريات، ولا يمكن ان يوضع دستور لتحقيق مصالح، مثل الحاصلين علي ***يات أجنبية علي سبيل المثال، وحينما نستدعي التاريخ فإننا نكتشف انه لولا الأجواء التي عاشتها مصر في ثورة 19 ما كان ظهر للنور دستور عام 23.
< هناك من اعتبر تصويت خيرت الشاطر في الاستفتاء كفيلاً بالتشكيك في النتيجة النهائية.. هل هذا صحيح قانوناً؟
- السماح له بالتصويت يعد مخالفة صريحة لصحيح القانون، فنائب المرشد العام للإخوان المسلمين كان يتوجب عليه الانتظار 6 سنوات وفقا للقانون ولا يمارس الحياة السياسية حتي يرد اعتباره بزوال الأثر الناجم عن سجنه فيما اشتهر بقضية «ميليشيات الأزهر» لذا فإن ما حدث هو انتهاك قانوني صارخ يجب البت فيه، وفي ذات السياق فإن إدلاء الرئيس محمد مرسي بصوته في لجنة انتخابية غير دائرة سكنه بالتجمع الخامس أو الشرقية وتصويته في دائرة بمصر الجديدة يعد مخالفة صريحة كان يجب ألا تتم.
< تعتقد ماذا سيفعل الإخوان إذا بقوا في سدة الحكم مع أحزاب المعارضة؟
- ما سيفعلونه مع الجماهير كافة من تضييق علي الحريات ومزيد من الفقر وارتفاع أسهم الأثرياء وحدهم.. إننا في انتظار كارثة كبرى.
< هل لديهم ثأر مع الشعب الذي منحهم أصواته؟
- عندهم أجندتهم الخاصة ولا يفكرون في أماني الشعب كما يزعمون، بل لهم ثأر تاريخي مع الناصريين والوفديين وتاريخهم حافل بالدموية في زمن حزب الوفد خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى واسأل في ذلك المستشار طارق البشرى أو راجع كتاباته عن الحياة المدنية وستعرف الكثير.
< هل تعتقد أننا بدأنا بالفعل الموجة الثانية من الثورة؟
- أعتقد أننا بالفعل علي أعتاب ثورة جديدة وأرجو أن نحقق ما لم نحققه من قبل، فالشعب كسر حاجز الخوف وأسقط «مبارك» ونظامه القمعي في 25 يناير وللأسف كنا نأمل أن يتعلم الرئيس «مرسى» من أخطاء المخلوع، وأن يعمل علي الاهتمام بالوضع المتردى للاقتصاد والخروج من تلك الأزمة لكنه صم أذنيه عن النصائح التي وجهت له وأصر علي ألا يخلع عباءة الإخوان ليصبح خادماً لدي الشعب الذي جاء به رئيسًا لمصر وليس مسئولاً لتحقيق مطالب وخطط الجماعة كما هو واضح الآن.
< هل تصدق ما ينشر حول نجاح الإخوان في التسلل للمؤسسات السيادية مثل الجيش والقضاء؟
- أنا علي يقين بأنهم بالفعل لديهم تشكيلاتهم في كلتا المؤسستين، والدليل علي ذلك رموزهم الذين انشقوا عنهم، فضلاً عن ولاءات عدد من القضاة الذين كشفوا عن تعاطفهم مع الجماعة بشكل غير مسبوق وإذا عدت لمذكرات وكتابات المنشقين من قيادات الجماعة مثل ثروت الخرباوي وآخرين فضلاً عن مراقبين ستعرف أن الاخوان لهم تشكيلات داخل القوات المسلحة.
< إذن هم يمتلكون زمام القوة وإذا كان التخلص من مبارك كان أمراً صعباً فإن التخلص من الاخوان أمر مستحيل؟
- بالطبع الأمر يمثل صعوبة ما لكنني أنا على يقين بأن الشعب الذي ادهش العالم بثورته المجيدة قادر على أن يدحر الاخوان بعدما بدت نواياهم التي ليس من بينها صنع نهضة ولا تخليص البلاد من الكوارث التي تعيشها.
< هل وحدت الرغبة في الخلاص من الاخوان والمحامين والقضاة بعد فترة من القطيعة؟
- اعتقد أن تلك الرغبة في انقاذ مصر من براثن الاخوان وحدت القوى الوطنية كافة وليس فقط المحامين والاخوان، فقد اتحد الجميع بمن فيهم أغلب الرموز الذين ترشحوا في الانتخابات الرئاسية وغابت الى حد كبير روح الخلاف وارجو أن تشهد الايام القادمة مزيداً من اللحمة الوطنية.
< ولماذا تبدو العلاقة بين المحامين والقضاة متوترة؟
- لا شك أن بعض القضاة يأتون بتصريحات تفتقر للحصافة واللياقة في وجه المحامين أحياناً محتمين بنفوذ المنصة التي يجلسون عليها، غيرأن الامر بدا مختلفاً وأعتقدأن حالة من الوحدة والرغبة في لم الشمل باتت تسيطر علىكافة القوى الوطنية.. «ضاحكاً» وبهذه المناسبة ينبغي أن نوجه الشكر للاخوان لأنهم تسببوا بغبائهم في أن يحشدوا كافة القوى على قلب رجل واحد ضدهم.. هناك أيضاً بعض المحامين تصدر منهم تصرفات لا تليق بهم وفي الحقيقة أن هناك أموراً متراكمة بين الطرفين منذ زمن بعيد، فهناك قضاة كثيرون يتأخرون في بدء الجلسات في الميعاد المحدد لها قانونا في التاسعة صباحاً وهذا يمثل انتقاصاً لهيئة القضاة وللقاضي.. كما أن هناك تصرفات تصدر من بعض المحامين لا تليق بالمهنة كعدم ارتداء روب المحاماة ونفس الأمر هناك من القضاة من لا يرتدي الوشاح.
< ماذا تقول للرئيس «مرسي»؟
- انقذ نفسك كي لا توضع مع «مبارك» في سلة واحدة.
< وللمشير «طنطاوي»؟
- سامحكم الله انت ومن معك أنتم سبب مانحن فيه اليوم من بلاء.
< ولجبهة الانقاذ الوطني؟
- اتحدوا وتخلوا عن المصالح الشخصية.. مصر في خطر داهم وانقاذها بيدكم ويد الشعب.
< كيف ترى وجه الشبه بين الرئيسين مرسي وجمال عبد الناصر؟
- «غاضباً».. حرام عليك.. اسأل عن وجه الخلاف.
< وما وجه الخلاف؟
- الأول كان لا يغيب الفقراء عن عينيه.. عاش ومات وهم هاجسه.. أما «مرسي» فهو رهن اشارة مكتب الارشاد.
بطاقة شخصية عصام الإسلامبولى
< فقيه دستورى، ووجه بارز فى مجال حقوق الإنسان
< ساهم فى عضوية لجنة الدفاع عن حقوق الشهداء والمتظاهرين قبل أن ينسحب منها، وشارك فى العديد من قضايا الحريات العامة والرأى.
< عضو مؤسس فى جماعة تنمية الديمقراطية والمنظمة القومية لحقوق الإنسان وعضو فى العديد من الجمعيات العلمية القانونية، من بينها «اتحاد المحامين العرب» و«الجمعية المصرية العلمية للقانون الجنائى» و«الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع» و«الجمعية المصرية للقانون الدولى» و«الجمعية المصرية للدراسات التاريخية».
< صدر له العديد من المؤلفات.
< اختير محاضراً فى العديد من الفعاليات والمؤتمرات.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - عصام الإسلامبولي : "الإخوان" يخططون لتغيير "هوية مصر" (http://www.alwafd.org/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA/95-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20/338423-%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A8%D 9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AE%D8%B7%D8%B7%D9%88%D9%86-%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1#ixzz2Ggj31TbY)
الدستور يخدم مصالح الجماعة ولا يعبر عن جموع المصريين (http://www.alwafd.org/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA/95-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20/338423-%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A8%D 9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AE%D8%B7%D8%B7%D9%88%D9%86-%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1)
http://cdn.alwafd.org/images/news/128609468045sd6f.jpg عصام الإسلامبولي
أجري الحوار: حسام عبدالبصير وتصوير - محمد كمال منذ 17 ساعة 51 دقيقة
بين نخبة تتعالي علي الشارع وتتخذ من المليونيات وسيلة للنجومية وتخلط بين طموحها الشخصي وأزمات بلد علي وشك الإفلاس، وبين أغلبية لا يتسع صدرها لمنتقديها فترميهم بالكفر تارة وبالخيانة تارة وتفرط الثقة في التفاف الشوارع حولها،
تعيش مصر في متاهة فهل تصدق نبوءة الرئيس المسجي علي سريره في مستشفي سجن طرة والذي رفع في أيامه الأخيرة وقبل جلاء أسرته عن قصر الرئاسة شعاراً مفاده «أنا أو الفوضي»؟!
طوال عامين كاملين، كلما خطت مصر خطوة للأمام ارتدت خطوات للخلف ليزداد الطريق تشعبا وتلقي الفتنة بظلالها علي مشارق البلاد ومغاربها، فكيف انتقلنا في لحظة من «بستان الأمل» إلي «وحشة اليأس» وكيف تحولت صدورنا إلي قبور متحركة وأصبحت مصر وطناً نعيش فيه ولا يعيش فينا وتحول التحرير من «ميدان الحرية» إلي «منفي لدفن الأحلام»؟!
الآن وبعد أن حطت حرب الاستفتاء علي الدستور أوزارها، ونجح الإسلاميون في الفوز بـ «نعم» وخرج الوطن أكثر اختلافاً وتشرذماً، كيف سيكون حال مصر خلال الفترة المقبلة؟!
في بداية حواري مع الفقيه الدستوري عصام الإسلامبولي أردت ان أبدأ معه من حيث وصل الحلم الناصري والذي يعد أحد أبرز رموزه، فإذا به يباغتني قائلاً: هذا وقت إسقاط كافة الخلافات ولابد من رواية واحدة ترفع في وجه من اغتصبوا السلطة وانقلبوا علي الإجماع الوطني وحولوا الثورة إلي حرب وحصلوا علي كافة غنائمها بينما لم يتركوا لصناع الثورة شيئاً يذكر.. تحرك بكرسيه للأمام فتخيلت أنه في الطريق ليوجه لي الكلمة بعد أن ضم أصابعه علي بعضها وأكمل قائلاً: «بالذمة دام كلام.. جاي تقولي أنت ناصري وأخبار الناصرية إيه والبلد بيولع وبيتفكك.. فوقوا بقي»!
http://www.alwafd.org/images/2-13%286%29.jpg
< قلت له لما تفوقوا أنتم الأول. ألستم أنتم النخبة اللي ودت البلد في داهية؟
- ابتلع ريقه وقال: «دا مش وقت نقطع في بعض» أمامنا طريق واحد الوحدة أو السقوط في الهاوية.
< هذا يتماهي مع شعار مبارك «أنا أو الفوضي».. فكيف تري الطريق الآمن للخروج من هذه المتاهة؟
- لابد من العمل علي إسقاط المخطط الذي يرمي لتغيير هوية مصر والدفع بها نحو المستقبل الذي يليق بها، فلم يقم الشعب قبل عامين بالنزول للشوارع بالملايين ليدحر أحد أشرس حكامه، ليخضع في نهاية الأمر لنظام أشد استبداداً وهو مكتب الإرشاد.
< وما علاقة مكتب الإرشاد بالأمر.. تقصد نظام الرئيس محمد مرسي؟
- مرسي يحكم البلاد بالتنسيق مع مكتب الإرشاد بل لا أبرح الحقيقة حينما أقول بأن مكتب الإرشاد برئاسة محمد بديع هو الذي يتولي مقاليد الأمور ويدفع بالقرارات وهو الذي قام بدور بطولي في حشد الناس وتوجيههم من أجل التصويت للدستور.
< هل تنفي أي دور لـ «مرسي» في الأمر؟
- لا طبعاً «مرسي» له دور ولكنه ليس دورياً قيادياً.
< وهل بتنا في مأزق بعد أن فاز أهل «نعم» علي أهل «لا»؟
- لن نعدم الحيلة ونحن في انتظار ما سيسفر عنه حكم المحكمة الدستورية بشأن الطعن المقدم حول دستورية الجمعية التأسيسية للدستور.
< أليس هناك أمل في هذا السياق؟
- من الممكن ان تحكم المحكمة بعدم دستورية الجمعية الدستورية، فمن بين القواعد الدستورية ان النصوص المعيبة لا يطهرها الاستفتاءات وقد سبق وصدر حكمان عن المحكمة الدستورية في هذا السياق، الأول في القضية 56 لسنة 6 قضائية جلسة 21/6/1986 والقضية رقم 14 لسنة 8 دستورية جلسة 7/3/1992.
< النظام الجديد يردد بأنه في الطريق لنقل مصر من قاع التاريخ إلي سلم المجد الذي يليق بها وجبهة الانقاذ تروج لان بقاء «مرسي» في الحكم للفترة المتبقية من ولايته سيدفع لكارثة محققة.. فكيف تنظر للأمر؟
- أري أننا تعرضنا لأكذوبة ومؤامرة لتمرير دستور مشوه بمختلف الطرق القانونية وغير القانونية، والتجاوزات التي شهدها الاستفتاء خير مثال علي ذلك، فالحيل التي اتبعها الإخوان وشركاؤهم لا تخفي علي أحد، فقد خدعوا المصريين واستخدموا سحر الحديث باسم الدين ليوهموا العوام بأنه لا سبيل للخروج من الأزمات التاريخية التي تعيشها البلاد سوي بالسير في ركابهم، واستخدم مكتب الإرشاد سائر الحيل وافتري رموز الجماعة بمشاركة عدد من رموز السلفيين وسائل لا تليق باسم الدين من أجل أن يخيفوا الناس ويرعبوهم كي يصوتوا بـ «نعم» للدستور وإلا فهم من الكفار الذين سيكون مآلهم إلي جهنم وبئس المصير وهكذا نجحوا مع استخدام سلاح التزوير والترغيب والتهديد لأن يصلوا إلي مرادهم لكننا نقول ان المعركة لم تنته بعد والطريق أمامنا طويل ومازالت هناك جولات وجولات وحتماً ستكتشف الجماهير انه تم استدراجها لفخ من أجل دعم المشروع الإخواني الذي لا يراد منه سوي محو هوية مصر.
< لكن الإسلام يشكل رافداً مهما في وجدان المصريين ولا يمكن محوه بأي حال والغالبية من الشعب تري الخلاص في اتباع الدين.
- تحدثني وكأنني والمعارضين للإخوان كفار وهو أمر غير صحيح فالإسلام والإيمان مستقر في قلوبنا ولا يوجد من يرفض ان يتمثل لأمر الله لكننا لا نستغل الخطاب باسم الله من أجل ان نستدرج الجماهير كما يروجون هم. أخبرني ماذا انجزوا طيلة الشهور الماضية؟.. الأوضاع الاقتصادية منذ ان تولي «مرسي» الرئاسة تسير من سيئ إلي أسوأ ولا يوجد بريق واحد يشير إلي أننا نسير في الطريق الصحيح.
< يري البعض ان تردي الأوضاع يرجع إلي حالة عدم الاستقرار الذي نجم عن الترصد للرئيس والوقوف في وجه مشروعه؟
- أين هذا المشروع؟.. لقد رفع شعار برنامج النهضة وتعهد بأنه سيقضي خلال مائة يوم علي العديد من المشاكل فإذا بنا الآن في وضع اسوأ من زمن «مبارك» مما جعل الكثير من البسطاء يترحمون علي أيام النظام البائد.
< إذن أنت مع من شعروا بالندم لأنهم لم يصوتوا لـ «شفيق»؟http://www.alwafd.org/images/789ds.jpg
- لا طبعاً.. «شفيق» أحد أركان «مبارك» ولو وصل لسدة الحكم لشهدت مصر كوارث ولعدنا للمربع صفر.
< وما الحل؟
- الحل هو الاصطفاف صفاً واحداً من أجل التصدي لمشروع الإخوان لأنهم سوف يتسببون في ضياع البلد.
< الرئيس «مرسي» سعي لتحقيق مطالب ثورية من بينها إقالة النائب العام وإعادة محاكمة رموز النظام السابق.. فلماذا ثارت القوي المدنية عليه؟
- بالطبع كان مطلب عزل المستشار عبدالمجيد محمود مطلباً ثورياً لكنه تم عبر طريق غير دستورية وما سعي إليه الرئيس من محاولات القضاء علي المحكمة الدستورية يؤكد أنه يدبر مؤامرة للقضاء علي قيم الدولة الحديثة وهدم أهم أركانها المتمثل في القضاء وما نراه اليوم من وقف العمل في العديد من المحاكم وحالة العصيان بين القضاة تؤكد ان «مرسي» يدوس قلعة العدالة بحذائه.. فكيف تكون تلك مطالب ثورية؟ كما ان الرئيس كان يريد إضافة التخلص من عبدالمجيد محمود كإنجاز قبل انتهاء المائة يوم التي تعهد بها والطريقة التي اتبعها أدت إلي شعور القضاء بحالة من التربص وأجواء المؤامرة لبث الفرقة بين القضاة، والحديث عن تطهير تلك المؤسسة واتهام أفرادها بالفساد يؤكد رغبته في ان يوقع الفتنة بينهم وبين الشعب، كما أن تقديم نائب الرئيس لاستقالته يثير العديد من الشكوك منها أنه استقال ليحصل علي منصب النائب العام.
< يقول أنصار «مرسي» إنه سعي أيضاً لتدعيم مجلس الشوري بوجوه من المعارضة من أجل تعضيد دوره في الحياة التشريعية؟
- بالعكس.. تعيين أعضاء مجلس الشوري في هذا التوقيت يؤكد أنهم يستعدون لإصدار قوانين متعلقة بالمحكمة الدستورية ومباشرة الحقوق السياسية للاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة بعد شهرين، وكل ما يحدث الآن علي الساحة يؤكد المؤامرة التي ستعرض مصر للعديد من المشاكل، لأن الدستور الجديد يشبه دستور 30 الذي قدمه عزيز صدقي للتحالف مع القصر الملكي ضد الشعب، وأنا متأكد ان المعارضة ستعمل علي فضح دستور الإسلاميين والقضاء عليه.
< هل كنت متعاطفاً مع النائب العام السابق؟!
- بالطبع لا فأنا ضد ممارسات النائب العام، لكني مع الدستور الذي يمنع العزل وكان هناك أمام الرئيس خيارات أخري غير العزل مثل الطرق التأديبية لتقاعسه في اتخاذ الإجراءات المناسبة في العديد من القضايا الخاصة بالفساد وتقديم الأدلة وكذلك رفع دعوي مخاصمة ضده يعزل علي إثرها إذا تم الحكم ضده فيها.
< هل تري تشابهاً بين أسلوب الحزب الوطني البائد وبين الإخوان المسلمين في طريقتهم لإدارة شئون البلاد والتعامل مع خصومهم؟
- هناك العديد من أوجه الشبه أبرزها منهج الإخوان في إقصاء الآخرين وعدم الاعتراف بالمعارضة وسلوكهم في إدارة الأزمات التي وقعت أخيراً مثل قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، فهذا الأسلوب يشبه تماماً منهج الحزب الوطني في موقعة الجمل.
< كيف تري ما آلت إليه ثورة 25 يناير؟
- للأسف الشديد تم السطو علي الثورة وعلي كل المواقع القيادية في مصر وأخيراً تم السطو علي الدستور بالوجه الذي رأيناه جميعاً.
< علينا ان نقبل بما جاءت به نتائج الصندوق ونحترم إرادة الشعب؟
- هذا كلام حق يراد به باطل، ويعبر عن وجهة نظر الإسلاميين الذين سلقوا الدستور ثم سرقوه علي النحو الذي تابعناه جميعاً، وقدرنا الذي لا مفر منه هو أن نواجه تلك المؤامرة، فهذا الدستور لا يخدم مصر وليس هناك من أمل في ان يسفر عن تلبية طموحات الجماهير ولا الشهداء الذين سقطوا وهم ينشدون الحرية.
< كيف حيكت المؤامرة إذا كنت تراها كذلك؟
- المؤامرة علي الثورة بدأت مبكراً بمشاركة من المجلس العسكري والتيارات الإسلامية، بتوجيه من الولايات المتحدة وكان الغرض منها في الأساس وصول الإخوان وشركائهم للسلطة من أجل مواجهة إيران وقوي أخري في مقدمتها فصائل المقاومة التي ترفض الانصياع للهيمنة الأمريكية، وقد حيكت تلك المؤامرة بليل وتم إلهاء الجماهير واستدراجهم بإدخالهم في دوامات من الفوضي والمشاكل ووقف عجلة الاقتصاد حتي يكفر الناس بالثورة ويقبلوا بأي حل يعرض عليهم.
< ما رأيك في الدستور؟
- الدستور بطبيعته عام ومجرد وينظم الحالة الاجتماعية ولا يمكن قطعاً بأي حال من الأحوال ان تبني مواد الدستور من مواد متعارضة، ومن حق الأجيال القادمة ان تشارك في وضعه، والمشكلة الرئيسية في الدستور الذي اختطفه الإخوان تكمن في العديد من مواده والكارثة الأكبر في تفسير القوانين التي ستصدر لاحقاً.
< ألا يعد الدستور الجديد بأي حال من الأحوال معبراً عن ثورة يناير؟
- بالتأكيد لا يجسد تلك الثورة ومبادئها وما دعت إليه.. ماذا تنتظر من دستور شارك فيه ضابط في مباحث أمن الدولة؟! لقد عاد بنا الإخوان إلي العصر البائد حيث كان هناك ترزية قوانين.. نفس الأجواء تم استلهامها عند وضع الدستور الجديد فهناك ترزية قوانين أيضاً للنظام الحالي وهناك مواد مضحكة في الدستور مثل «كل طفل له الحق باسم مناسب» وكأنه أضاف شيئاً جديداً، وعندما قلنا ان هذه المادة مضحكة وليس لها معني، قالوا نقصد اسماً لا يسيء إلي حامله.
< هل الأجواء التي وضع خلالها الدستور ساهمت في حالة رفض القوي المدنية له؟
- الدساتير بشكل عام لا يمكن أن توضع في أجواء تربصية، أو انتقامية أو تهدف لخدمة مصالح فصيل بعينه علي النحو الذي جري، فالنصوص الموجودة الآن كلها تربصية مثل التربص ضد الإعلام والحريات، ولا يمكن ان يوضع دستور لتحقيق مصالح، مثل الحاصلين علي ***يات أجنبية علي سبيل المثال، وحينما نستدعي التاريخ فإننا نكتشف انه لولا الأجواء التي عاشتها مصر في ثورة 19 ما كان ظهر للنور دستور عام 23.
< هناك من اعتبر تصويت خيرت الشاطر في الاستفتاء كفيلاً بالتشكيك في النتيجة النهائية.. هل هذا صحيح قانوناً؟
- السماح له بالتصويت يعد مخالفة صريحة لصحيح القانون، فنائب المرشد العام للإخوان المسلمين كان يتوجب عليه الانتظار 6 سنوات وفقا للقانون ولا يمارس الحياة السياسية حتي يرد اعتباره بزوال الأثر الناجم عن سجنه فيما اشتهر بقضية «ميليشيات الأزهر» لذا فإن ما حدث هو انتهاك قانوني صارخ يجب البت فيه، وفي ذات السياق فإن إدلاء الرئيس محمد مرسي بصوته في لجنة انتخابية غير دائرة سكنه بالتجمع الخامس أو الشرقية وتصويته في دائرة بمصر الجديدة يعد مخالفة صريحة كان يجب ألا تتم.
< تعتقد ماذا سيفعل الإخوان إذا بقوا في سدة الحكم مع أحزاب المعارضة؟
- ما سيفعلونه مع الجماهير كافة من تضييق علي الحريات ومزيد من الفقر وارتفاع أسهم الأثرياء وحدهم.. إننا في انتظار كارثة كبرى.
< هل لديهم ثأر مع الشعب الذي منحهم أصواته؟
- عندهم أجندتهم الخاصة ولا يفكرون في أماني الشعب كما يزعمون، بل لهم ثأر تاريخي مع الناصريين والوفديين وتاريخهم حافل بالدموية في زمن حزب الوفد خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى واسأل في ذلك المستشار طارق البشرى أو راجع كتاباته عن الحياة المدنية وستعرف الكثير.
< هل تعتقد أننا بدأنا بالفعل الموجة الثانية من الثورة؟
- أعتقد أننا بالفعل علي أعتاب ثورة جديدة وأرجو أن نحقق ما لم نحققه من قبل، فالشعب كسر حاجز الخوف وأسقط «مبارك» ونظامه القمعي في 25 يناير وللأسف كنا نأمل أن يتعلم الرئيس «مرسى» من أخطاء المخلوع، وأن يعمل علي الاهتمام بالوضع المتردى للاقتصاد والخروج من تلك الأزمة لكنه صم أذنيه عن النصائح التي وجهت له وأصر علي ألا يخلع عباءة الإخوان ليصبح خادماً لدي الشعب الذي جاء به رئيسًا لمصر وليس مسئولاً لتحقيق مطالب وخطط الجماعة كما هو واضح الآن.
< هل تصدق ما ينشر حول نجاح الإخوان في التسلل للمؤسسات السيادية مثل الجيش والقضاء؟
- أنا علي يقين بأنهم بالفعل لديهم تشكيلاتهم في كلتا المؤسستين، والدليل علي ذلك رموزهم الذين انشقوا عنهم، فضلاً عن ولاءات عدد من القضاة الذين كشفوا عن تعاطفهم مع الجماعة بشكل غير مسبوق وإذا عدت لمذكرات وكتابات المنشقين من قيادات الجماعة مثل ثروت الخرباوي وآخرين فضلاً عن مراقبين ستعرف أن الاخوان لهم تشكيلات داخل القوات المسلحة.
< إذن هم يمتلكون زمام القوة وإذا كان التخلص من مبارك كان أمراً صعباً فإن التخلص من الاخوان أمر مستحيل؟
- بالطبع الأمر يمثل صعوبة ما لكنني أنا على يقين بأن الشعب الذي ادهش العالم بثورته المجيدة قادر على أن يدحر الاخوان بعدما بدت نواياهم التي ليس من بينها صنع نهضة ولا تخليص البلاد من الكوارث التي تعيشها.
< هل وحدت الرغبة في الخلاص من الاخوان والمحامين والقضاة بعد فترة من القطيعة؟
- اعتقد أن تلك الرغبة في انقاذ مصر من براثن الاخوان وحدت القوى الوطنية كافة وليس فقط المحامين والاخوان، فقد اتحد الجميع بمن فيهم أغلب الرموز الذين ترشحوا في الانتخابات الرئاسية وغابت الى حد كبير روح الخلاف وارجو أن تشهد الايام القادمة مزيداً من اللحمة الوطنية.
< ولماذا تبدو العلاقة بين المحامين والقضاة متوترة؟
- لا شك أن بعض القضاة يأتون بتصريحات تفتقر للحصافة واللياقة في وجه المحامين أحياناً محتمين بنفوذ المنصة التي يجلسون عليها، غيرأن الامر بدا مختلفاً وأعتقدأن حالة من الوحدة والرغبة في لم الشمل باتت تسيطر علىكافة القوى الوطنية.. «ضاحكاً» وبهذه المناسبة ينبغي أن نوجه الشكر للاخوان لأنهم تسببوا بغبائهم في أن يحشدوا كافة القوى على قلب رجل واحد ضدهم.. هناك أيضاً بعض المحامين تصدر منهم تصرفات لا تليق بهم وفي الحقيقة أن هناك أموراً متراكمة بين الطرفين منذ زمن بعيد، فهناك قضاة كثيرون يتأخرون في بدء الجلسات في الميعاد المحدد لها قانونا في التاسعة صباحاً وهذا يمثل انتقاصاً لهيئة القضاة وللقاضي.. كما أن هناك تصرفات تصدر من بعض المحامين لا تليق بالمهنة كعدم ارتداء روب المحاماة ونفس الأمر هناك من القضاة من لا يرتدي الوشاح.
< ماذا تقول للرئيس «مرسي»؟
- انقذ نفسك كي لا توضع مع «مبارك» في سلة واحدة.
< وللمشير «طنطاوي»؟
- سامحكم الله انت ومن معك أنتم سبب مانحن فيه اليوم من بلاء.
< ولجبهة الانقاذ الوطني؟
- اتحدوا وتخلوا عن المصالح الشخصية.. مصر في خطر داهم وانقاذها بيدكم ويد الشعب.
< كيف ترى وجه الشبه بين الرئيسين مرسي وجمال عبد الناصر؟
- «غاضباً».. حرام عليك.. اسأل عن وجه الخلاف.
< وما وجه الخلاف؟
- الأول كان لا يغيب الفقراء عن عينيه.. عاش ومات وهم هاجسه.. أما «مرسي» فهو رهن اشارة مكتب الارشاد.
بطاقة شخصية عصام الإسلامبولى
< فقيه دستورى، ووجه بارز فى مجال حقوق الإنسان
< ساهم فى عضوية لجنة الدفاع عن حقوق الشهداء والمتظاهرين قبل أن ينسحب منها، وشارك فى العديد من قضايا الحريات العامة والرأى.
< عضو مؤسس فى جماعة تنمية الديمقراطية والمنظمة القومية لحقوق الإنسان وعضو فى العديد من الجمعيات العلمية القانونية، من بينها «اتحاد المحامين العرب» و«الجمعية المصرية العلمية للقانون الجنائى» و«الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع» و«الجمعية المصرية للقانون الدولى» و«الجمعية المصرية للدراسات التاريخية».
< صدر له العديد من المؤلفات.
< اختير محاضراً فى العديد من الفعاليات والمؤتمرات.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - عصام الإسلامبولي : "الإخوان" يخططون لتغيير "هوية مصر" (http://www.alwafd.org/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA/95-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20/338423-%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A8%D 9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AE%D8%B7%D8%B7%D9%88%D9%86-%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1#ixzz2Ggj31TbY)