tareq23
29-12-2012, 10:50 AM
http://www.almesryoon.com/thumbnail.php?file=________________________8505453 97.jpg&size=summary_medium
الاستفتاء على الدستور كان علامة على رقى الشعب المصرى وتحضره، ودليلاً دامغاً على توحش ما يسمى بالنخبة التى تعبث بدماغه ليل نهار عبر فضائيات اللصوص الكبار وصحف الضرار ومواقع الإفك والبهتان. كان الشعب المصرى يقف فى طوابير طويلة تحت البرد والمطر، ويقدم العجائز والشيوخ والنساء درسًا فائقاً فى الإصرار على أداء الواجب الوطنى بالتصويت دون قلق أو ملل، ودون أن تراق قطرة دم واحدة كما بشرتنا النخبة فى أدبياتها الهابطة. قال كل مواطن رأيه بالقبول أو الرفض، ولم يحدث تقطيع هدوم أو تهشيم رءوس، بل كانت العائلة الواحدة تتوزع بين موافق ورافض دون أن يتغير العالم.
هذا الدرس البليغ الذى قدمه الشعب المصرى المتحضر لم تستوعبه النخبة الشغوف بالشهرة والممتلئة بشهوة الكلام على الشاشات الفلولية والخليجية، بل والرسمية، والصفحات المسودة بالتدليس والكذب والتضليل، ولكن النخبة تمادت فى لغوها وهزلها وعبثها، وأصرت على أن تعيش هيستريا غير مفهومة وغير مبررة. الشعب يقول كلمته، والنخبة تتهمه أنه أهبل، وأمى، وجاهل، وتمادى بعضهم فوصفه بالبهائم!
هل يليق أن يوصف شعبنا الذى قيل عنه إنه يفهمها وهى طائرة بمثل هذه الأوصاف؟ إن التنافس السياسى مطلوب، والعمل لكسب الأنصار وتعميق الآراء مفهوم، ولكن إهانة الشعب المصرى غير مطلوبة وغير مفهومة، وخاصة فى وقت اسمه الثورة التى أطاحت برموز الطغيان والاستبداد والأكاذيب.
ما معنى أن يوجه أحدهم تهديدًا لمرشد الإخوان: "هتتفرم أنت وجماعتك"، وما معنى أن يطالب أحدهم الأمم المتحدة بالإشراف على الانتخابات القادمة، وما معنى أن يبشر أحدهم المصريين بالجوع لأن نتيجة الاستفتاء لم تعجبه؟ وما معنى أن يسخر بعضهم ويقول: معركتنا القادمة على البرلمان (شكلها حتكون على البرطمان)، وما معنى أن يهاجم أحدهم الرئيس الدكتور "محمد مرسى" ويسبه على الهواء دون مبرر مقنع، وما معنى أن يظهر مقدم برامج على الهواء مباشرة ويواجه الجمهور بالقول أنا ( .....) كلمة سوقية، ثم يوجه انتقادات عنيفة للتيار الإسلامى بكلمات "سوقية" أيضًا؟!
إن بعض الذين يصطنعون الحكمة وهى منهم براء يشيعون ما يتمنونه من خلال تخرصاتهم عن الانفلات المقصود الذى يؤدى إلى تفكيك الدولة المركزية والانتقال إلى ما يسمى الدولة الدينية، حيث لا وجود للقضاء ولا الشرطة ولا الجيش.. ثم يشبهون الإسلاميين بالنازيين، لدرجة أنهم يفضلون احتلال الغزاة اليهود لمصر كلها على الوضع الحالى.. ويضيفون إلى ذلك كلامًا سخيفًا آخر عن الإرهاب الفكرى والمادى المتستر بالدين*. ثم يبشروننا بهجرة الأقلام والأدباء وسيادة النماذج المسطحة التى تلبى احتياجات التسلية كما نرى الآن!
أفهم أن تقوم النخبة بمحاولة الاقتراب من الشعب، والنزول إليه، وفهم مطالبه، ومعرفة رغباته، وإقناعه بوجهة نظرها، والحصول على تأييده عبر الصناديق، أما أن يقول بعضهم إننا سنتفق مع أنصار النظام القديم الفاسد لمواجهة الإسلاميين أو سنتحالف مع من نختلف معهم فكريًا للحصول على الأغلبية وقهر التيار الإسلامى، فهذا ليس تصرفاً سياسيًا سليمًا، ولا تفكيرًا نخبويًا صحيحًا. والتعبير عن ذلك تعبير فج يشبه خصومة تجرى فى إحدى الحوارى الضيقة ولا يليق بمعالجة مصير وطن يخرج من تحت الرماد، ومطلوب أن نرفع عنه الأنقاض والركام.
إن التحالف مع الفلول لإسقاط الإسلاميين ليس حلاً سياسيًا، بل هو انتكاس وخسران وهزيمة، فالفلول ومنهم كثير من أفراد النخبة المتوحشة؛ لعبوا دورًا كبيرًا فى أعمال العنف والشغب والمعارك التى جرت حول مسجد القائد إبراهيم والاتحادية ومجمع التحرير ومن قبل فى محمد محمود وقصر العينى ومجلس الوزراء وغيرها، لا يمكن أن يقبلوا بالثورة أو بالحكم الديمقراطى الذى يحقق العدل والرشد، لسبب بسيط وهو أنهم لصوص. ولصوص من نوعية بشعة لم يسبق لها مثيل فى التاريخ الحديث، سماهم حلمى مراد ورفعت المحجوب بالقطط السمان، وتحولوا فى عهد المخلوع إلى الحيتان، وامتلكوا البلد وما فيه من إعلام وتعليم وثقافة واقتصاد وتجارة وسياحة وعقارات.. بقوة القانون الذى كانوا يصوغونه عبر الترزية التابعين لهم والعاملين عندهم.
إننى أتمنى أن يقوم المعارضون من النخبة المتوحشة بعمل يحسب لهم بتشكيل حزب واحد أو قائمة واحدة يخوضون بها الانتخابات، ويحرزون الأغلبية وفق مشروع متكامل يقتنع به الشعب المصرى ويرى فيه تحقيقاً لمطالبه وطموحاته. سوف أصفق لهم إذا نجحوا وحققوا الأغلبية وبدأوا فى تنفيذ خططهم للتنمية والإصلاح وبناء الحكم الرشيد. أما إذا ظلوا فى قصورهم العاجية يخاطبون الشعب من خلال الشاشات الليلية بلغة حنجورية يطلع عليها النهار فيمحوها، فالأمر لا يحتاج إلى تعليق!
إن النخبة المتوحشة يجب أن تعترف بالأمر الواقع الجديد، وهو أن الشعب صار صاحب الكلمة العليا، ولن يكون هناك طاغية أو فرعون أو هتلر أو نيرون على أرض مصر مرة أخرى، فالشعب المتحضر يعرف كيف يسقط الظالمين وأعوانهم بأسلوبه الذى دشنه اعتبارًا من الخامس والعشرين من يناير سنة 2011م، ثم إن فريقاً أو جماعة أو حزبًا لن يستأثر وحده بامتيازات من أى نوع، لأن مطلب العدل صار يجرى فى الدورة الدموية للمواطنين جميعًا، ولن يضحك أحد على شعب عريق قوى موحد عرف قيم الحضارة منذ سبعة آلاف عام، وأكدها بالإسلام ونظمها بقيمه وأخلاقه!
المصدر
http://www.almesryoon.com/permalink/72900.html
الاستفتاء على الدستور كان علامة على رقى الشعب المصرى وتحضره، ودليلاً دامغاً على توحش ما يسمى بالنخبة التى تعبث بدماغه ليل نهار عبر فضائيات اللصوص الكبار وصحف الضرار ومواقع الإفك والبهتان. كان الشعب المصرى يقف فى طوابير طويلة تحت البرد والمطر، ويقدم العجائز والشيوخ والنساء درسًا فائقاً فى الإصرار على أداء الواجب الوطنى بالتصويت دون قلق أو ملل، ودون أن تراق قطرة دم واحدة كما بشرتنا النخبة فى أدبياتها الهابطة. قال كل مواطن رأيه بالقبول أو الرفض، ولم يحدث تقطيع هدوم أو تهشيم رءوس، بل كانت العائلة الواحدة تتوزع بين موافق ورافض دون أن يتغير العالم.
هذا الدرس البليغ الذى قدمه الشعب المصرى المتحضر لم تستوعبه النخبة الشغوف بالشهرة والممتلئة بشهوة الكلام على الشاشات الفلولية والخليجية، بل والرسمية، والصفحات المسودة بالتدليس والكذب والتضليل، ولكن النخبة تمادت فى لغوها وهزلها وعبثها، وأصرت على أن تعيش هيستريا غير مفهومة وغير مبررة. الشعب يقول كلمته، والنخبة تتهمه أنه أهبل، وأمى، وجاهل، وتمادى بعضهم فوصفه بالبهائم!
هل يليق أن يوصف شعبنا الذى قيل عنه إنه يفهمها وهى طائرة بمثل هذه الأوصاف؟ إن التنافس السياسى مطلوب، والعمل لكسب الأنصار وتعميق الآراء مفهوم، ولكن إهانة الشعب المصرى غير مطلوبة وغير مفهومة، وخاصة فى وقت اسمه الثورة التى أطاحت برموز الطغيان والاستبداد والأكاذيب.
ما معنى أن يوجه أحدهم تهديدًا لمرشد الإخوان: "هتتفرم أنت وجماعتك"، وما معنى أن يطالب أحدهم الأمم المتحدة بالإشراف على الانتخابات القادمة، وما معنى أن يبشر أحدهم المصريين بالجوع لأن نتيجة الاستفتاء لم تعجبه؟ وما معنى أن يسخر بعضهم ويقول: معركتنا القادمة على البرلمان (شكلها حتكون على البرطمان)، وما معنى أن يهاجم أحدهم الرئيس الدكتور "محمد مرسى" ويسبه على الهواء دون مبرر مقنع، وما معنى أن يظهر مقدم برامج على الهواء مباشرة ويواجه الجمهور بالقول أنا ( .....) كلمة سوقية، ثم يوجه انتقادات عنيفة للتيار الإسلامى بكلمات "سوقية" أيضًا؟!
إن بعض الذين يصطنعون الحكمة وهى منهم براء يشيعون ما يتمنونه من خلال تخرصاتهم عن الانفلات المقصود الذى يؤدى إلى تفكيك الدولة المركزية والانتقال إلى ما يسمى الدولة الدينية، حيث لا وجود للقضاء ولا الشرطة ولا الجيش.. ثم يشبهون الإسلاميين بالنازيين، لدرجة أنهم يفضلون احتلال الغزاة اليهود لمصر كلها على الوضع الحالى.. ويضيفون إلى ذلك كلامًا سخيفًا آخر عن الإرهاب الفكرى والمادى المتستر بالدين*. ثم يبشروننا بهجرة الأقلام والأدباء وسيادة النماذج المسطحة التى تلبى احتياجات التسلية كما نرى الآن!
أفهم أن تقوم النخبة بمحاولة الاقتراب من الشعب، والنزول إليه، وفهم مطالبه، ومعرفة رغباته، وإقناعه بوجهة نظرها، والحصول على تأييده عبر الصناديق، أما أن يقول بعضهم إننا سنتفق مع أنصار النظام القديم الفاسد لمواجهة الإسلاميين أو سنتحالف مع من نختلف معهم فكريًا للحصول على الأغلبية وقهر التيار الإسلامى، فهذا ليس تصرفاً سياسيًا سليمًا، ولا تفكيرًا نخبويًا صحيحًا. والتعبير عن ذلك تعبير فج يشبه خصومة تجرى فى إحدى الحوارى الضيقة ولا يليق بمعالجة مصير وطن يخرج من تحت الرماد، ومطلوب أن نرفع عنه الأنقاض والركام.
إن التحالف مع الفلول لإسقاط الإسلاميين ليس حلاً سياسيًا، بل هو انتكاس وخسران وهزيمة، فالفلول ومنهم كثير من أفراد النخبة المتوحشة؛ لعبوا دورًا كبيرًا فى أعمال العنف والشغب والمعارك التى جرت حول مسجد القائد إبراهيم والاتحادية ومجمع التحرير ومن قبل فى محمد محمود وقصر العينى ومجلس الوزراء وغيرها، لا يمكن أن يقبلوا بالثورة أو بالحكم الديمقراطى الذى يحقق العدل والرشد، لسبب بسيط وهو أنهم لصوص. ولصوص من نوعية بشعة لم يسبق لها مثيل فى التاريخ الحديث، سماهم حلمى مراد ورفعت المحجوب بالقطط السمان، وتحولوا فى عهد المخلوع إلى الحيتان، وامتلكوا البلد وما فيه من إعلام وتعليم وثقافة واقتصاد وتجارة وسياحة وعقارات.. بقوة القانون الذى كانوا يصوغونه عبر الترزية التابعين لهم والعاملين عندهم.
إننى أتمنى أن يقوم المعارضون من النخبة المتوحشة بعمل يحسب لهم بتشكيل حزب واحد أو قائمة واحدة يخوضون بها الانتخابات، ويحرزون الأغلبية وفق مشروع متكامل يقتنع به الشعب المصرى ويرى فيه تحقيقاً لمطالبه وطموحاته. سوف أصفق لهم إذا نجحوا وحققوا الأغلبية وبدأوا فى تنفيذ خططهم للتنمية والإصلاح وبناء الحكم الرشيد. أما إذا ظلوا فى قصورهم العاجية يخاطبون الشعب من خلال الشاشات الليلية بلغة حنجورية يطلع عليها النهار فيمحوها، فالأمر لا يحتاج إلى تعليق!
إن النخبة المتوحشة يجب أن تعترف بالأمر الواقع الجديد، وهو أن الشعب صار صاحب الكلمة العليا، ولن يكون هناك طاغية أو فرعون أو هتلر أو نيرون على أرض مصر مرة أخرى، فالشعب المتحضر يعرف كيف يسقط الظالمين وأعوانهم بأسلوبه الذى دشنه اعتبارًا من الخامس والعشرين من يناير سنة 2011م، ثم إن فريقاً أو جماعة أو حزبًا لن يستأثر وحده بامتيازات من أى نوع، لأن مطلب العدل صار يجرى فى الدورة الدموية للمواطنين جميعًا، ولن يضحك أحد على شعب عريق قوى موحد عرف قيم الحضارة منذ سبعة آلاف عام، وأكدها بالإسلام ونظمها بقيمه وأخلاقه!
المصدر
http://www.almesryoon.com/permalink/72900.html