abomokhtar
29-12-2012, 09:51 PM
بقلم د/ ناجح إبراهيم
أحزنني مقتل النقيب عمار عبد الجواد بلدياتي الذي اعتبره ابنا ً غاليا ً لي لما وجدت فيه من الأدب والخلق الكريم ولقد قتل هذا الشاب غدرا ًوهو يؤدي واجبه في القبض علي مجموعة من البلطجية في إحدى ضواحي المنيا .. ليفجع أهله وأسرته ومحبيه.. رغم أنه نال ما يصبو إليه فقد كان يردد دوماً أنه يريد الشهادة في سبيل الله.
لقد حزنت كثيرا ً على عمار .. وحزنت أيضا ً لرد فعل بعض زملائه وجنوده على مقتله .. حيث لم يتسم بالانضباط ولم يحكم العقل وترك نفسه للعاطفة وعمم العقاب.
لقد حرك هذا الحادث كوامن حسرتي علي ما أصاب صعيد مصر بعد ثورة 25 يناير .. ففي كل بيت من بيوت الصعيد بندقية آلية أو أكثر .. حتى أن شباب القرى يتباهي الآن بحملها وكأنه يحمل مشاعل العلم أو جائزة نوبل أو مواثيق الخير والبر .. ناسيا ً أنه يحمل رائحة الموت له أو لغيره وثارات قد تمتد لأجيال.. فالآن تؤجر البنادق الآلية ليوم أو يومين لبعض شباب القرى الذي لا يستطيع الحصول عليها .. فيتباهي بها في خيلاء وكبر .. ثم تحدث مشادة كلامية بينه وبين آخرين يسخرون منه فيتحول الكلام إلي رصاص وقتلي وجرحي ومحاكم ومحامين ولجان صلح لا تنتهي.. ليتعانق الموت مع الفقر مع الثأر في صعيد مصر.
لقد وصل عدد القتلى في الصعيد من جراء المشاجرات الثأرية بعد ثورة 25 يناير قرابة ألفي قتيل.. فضلا ً آلاف الجرحى والمصابين.
ولدينا قرية اسمها المندرة تابعة لمدينة ديروط قتل فيها قرابة 21 شخصا ً في شهر رمضان الماضي وحده دون أي سبب منطقي لسقوط هؤلاء القتلى .. ففي الشهر الفضيل الذي نصوم فيه عن الحلال يفطر هؤلاء علي الدماء الحرام .. فياليتهم لم يصوموا عن الطعام والشراب وصاموا عن الدماء الحرام .. التي قال عنها رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وهو ينظر إلي الكعبة " ما أطيبك وما أطيب ريحك .. وما أعظم حرمتك.. والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمة منك ".
لقد كرهت الشرطة التدخل في الصدامات الثأرية .. لأنها حينما تتدخل يقتل ضباطها وأفرادها وإذا قتل أو جرح أحد المواطنين سجن ضباطها حتى حين .. فأثرت السلامة خاصة بعد الهجوم المتواصل عليها من الإعلام والثوار بعد الثورة.. فتنتظر الشرطة الآن حتى تنتهي المعارك لتأخذ القتلى إلي المشرحة والمصابين إلي المستشفيات والمتهمين إلي النيابة التي تخرجهم في اليوم الثاني لأنهم ينكرون كل شيء.. ولكن عمار لم يفعل ذلك .. فقد كان جريئا ً وشجاعا ً .
وقد حدثني صحفي كبير من بلدياتنا الصعايدة أنه علم أن عائلتين كبيرتين من قريته يحضران لمعركة ضخمة بالأسلحة الآلية.. فهرع إلي مدير الأمن لكي يوقف هذه المجزرة .. فقال له: "كيف وأنا لا أستطيع أن أقبض علي أحد.. احضر لي تصاريح بالقبض عليهم من النيابة.. لقد حطمتمونا وعليكم أن تحصدوا ما زرعتم ".
فذهب إلي رئيس النيابة فرفض أن يعطيه التصاريح لأنه لم يحدث شيء.. ثم وقعت المجزرة.
وإذا كان قتلى وجرحى القاهرة والإسكندرية هم ضحايا الصراعات السياسية .. فإن الشيطان أبدل الصعيد مئات القتلى والجرحى شهريا ً نتيجة الصراعات العائلية والبلطجية .. مع أن الأمن الجنائي في الصعيد قبل الثورة كان في غاية الانضباط.
إن المشكلة الحقيقية التي تواجهها مصر الآن هو الحفاظ علي الأمن وسيادة القانون وهيبة الدولة مع كرامة المواطن وحريته دون قهر أو تعذيب؟.
لقد تخلصنا من فرعنة مبارك.. فوقعنا في شراك آلاف الفراعنة من البلطجية وحملة المولوتوف والآلي والسنج والمخدرات الذين لا يردعهم دين أو ضمير ولا يرهبون دولة ولا قانون ألا يمكن أن تعيش مصر بدون فراعنة؟!!.
أحزنني مقتل النقيب عمار عبد الجواد بلدياتي الذي اعتبره ابنا ً غاليا ً لي لما وجدت فيه من الأدب والخلق الكريم ولقد قتل هذا الشاب غدرا ًوهو يؤدي واجبه في القبض علي مجموعة من البلطجية في إحدى ضواحي المنيا .. ليفجع أهله وأسرته ومحبيه.. رغم أنه نال ما يصبو إليه فقد كان يردد دوماً أنه يريد الشهادة في سبيل الله.
لقد حزنت كثيرا ً على عمار .. وحزنت أيضا ً لرد فعل بعض زملائه وجنوده على مقتله .. حيث لم يتسم بالانضباط ولم يحكم العقل وترك نفسه للعاطفة وعمم العقاب.
لقد حرك هذا الحادث كوامن حسرتي علي ما أصاب صعيد مصر بعد ثورة 25 يناير .. ففي كل بيت من بيوت الصعيد بندقية آلية أو أكثر .. حتى أن شباب القرى يتباهي الآن بحملها وكأنه يحمل مشاعل العلم أو جائزة نوبل أو مواثيق الخير والبر .. ناسيا ً أنه يحمل رائحة الموت له أو لغيره وثارات قد تمتد لأجيال.. فالآن تؤجر البنادق الآلية ليوم أو يومين لبعض شباب القرى الذي لا يستطيع الحصول عليها .. فيتباهي بها في خيلاء وكبر .. ثم تحدث مشادة كلامية بينه وبين آخرين يسخرون منه فيتحول الكلام إلي رصاص وقتلي وجرحي ومحاكم ومحامين ولجان صلح لا تنتهي.. ليتعانق الموت مع الفقر مع الثأر في صعيد مصر.
لقد وصل عدد القتلى في الصعيد من جراء المشاجرات الثأرية بعد ثورة 25 يناير قرابة ألفي قتيل.. فضلا ً آلاف الجرحى والمصابين.
ولدينا قرية اسمها المندرة تابعة لمدينة ديروط قتل فيها قرابة 21 شخصا ً في شهر رمضان الماضي وحده دون أي سبب منطقي لسقوط هؤلاء القتلى .. ففي الشهر الفضيل الذي نصوم فيه عن الحلال يفطر هؤلاء علي الدماء الحرام .. فياليتهم لم يصوموا عن الطعام والشراب وصاموا عن الدماء الحرام .. التي قال عنها رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وهو ينظر إلي الكعبة " ما أطيبك وما أطيب ريحك .. وما أعظم حرمتك.. والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمة منك ".
لقد كرهت الشرطة التدخل في الصدامات الثأرية .. لأنها حينما تتدخل يقتل ضباطها وأفرادها وإذا قتل أو جرح أحد المواطنين سجن ضباطها حتى حين .. فأثرت السلامة خاصة بعد الهجوم المتواصل عليها من الإعلام والثوار بعد الثورة.. فتنتظر الشرطة الآن حتى تنتهي المعارك لتأخذ القتلى إلي المشرحة والمصابين إلي المستشفيات والمتهمين إلي النيابة التي تخرجهم في اليوم الثاني لأنهم ينكرون كل شيء.. ولكن عمار لم يفعل ذلك .. فقد كان جريئا ً وشجاعا ً .
وقد حدثني صحفي كبير من بلدياتنا الصعايدة أنه علم أن عائلتين كبيرتين من قريته يحضران لمعركة ضخمة بالأسلحة الآلية.. فهرع إلي مدير الأمن لكي يوقف هذه المجزرة .. فقال له: "كيف وأنا لا أستطيع أن أقبض علي أحد.. احضر لي تصاريح بالقبض عليهم من النيابة.. لقد حطمتمونا وعليكم أن تحصدوا ما زرعتم ".
فذهب إلي رئيس النيابة فرفض أن يعطيه التصاريح لأنه لم يحدث شيء.. ثم وقعت المجزرة.
وإذا كان قتلى وجرحى القاهرة والإسكندرية هم ضحايا الصراعات السياسية .. فإن الشيطان أبدل الصعيد مئات القتلى والجرحى شهريا ً نتيجة الصراعات العائلية والبلطجية .. مع أن الأمن الجنائي في الصعيد قبل الثورة كان في غاية الانضباط.
إن المشكلة الحقيقية التي تواجهها مصر الآن هو الحفاظ علي الأمن وسيادة القانون وهيبة الدولة مع كرامة المواطن وحريته دون قهر أو تعذيب؟.
لقد تخلصنا من فرعنة مبارك.. فوقعنا في شراك آلاف الفراعنة من البلطجية وحملة المولوتوف والآلي والسنج والمخدرات الذين لا يردعهم دين أو ضمير ولا يرهبون دولة ولا قانون ألا يمكن أن تعيش مصر بدون فراعنة؟!!.