تقديم / هشام النجار هي الغربة من جديد.. نسافر في دروبها البعيدة القاسية والمؤلمة بصحبة هشام فتحي الذي استأمناه على قيادة العربة في تلك الدروب المجهولة البعيدة الغريبة .. لسببين هامين جدا ً ألمحَ هو لهما في هذه القصيدة .
الأول: أنه عاشق ولهان ُمغيب تماماً في الوجد ومتيم بالمحبوب.. وقد عانى التجربة وتكبد مشاقها وعايشها بكل كيانه ووجدانه وقد استغرقه الحب تماماً .. فهو يعيش فيه وبه في صحوه ومنامه.. في حله وترحاله.. وفى عمله وعلاقاته اليومية .. وفى رسمه وإبداعه .
وعاشق هذا شأنه لابد له من العودة يوماً ما .. لذلك استأمناهُ على القيادة فنحن لا نحتمل بحال غربة إلى ما لا نهاية بدون أمل في العودة .
لا نحتمل الركوب في عربة سائقها كاره أو يائس أو جاحد.. فهذا لا يعرف خريطة طريق الرجوع .
والسبب الثاني: أنه موجوع .. لكنه يمارس التجربة بحب وشغف وفن ورضا وفرحة وبهجة " ألم الماضي بالنسيان وأنا فرحان " .. و " وعهد الله وأنا راضى " .. وقائد شأنه الرضا والفرح والبحث والتنقيب في عمق المحنة عما يذهب مرارتها .. لابد وأن تكون الرحلة بصحبته أكثر إمتاعا ً وأقل معاناة .
من الجميل أن يصحبنا معه في رحلته .. ومن الرائع أن نظل معه من البداية إلى النهاية.. حتى إذا ما انتهت الرحلة وحان الرجوع اكتشفنا كم كان حجم الوجع.. وأقمنا له عُرساً يليق بحجم التضحيات وطول المشوار وأسرار الرحلة .
بحبك لما نتواعد للشاعر/ هشام فتحي
بحبك لما نتواعد
وتسمع لي
وتهمس لي
تقولي كلامْ
بحبك لما ييجي اليوم
ونتقابل
تاخد بالك
وأنا اخد خطوتين قدّامْ
بحبك لما أكون وحدي
تكون وحدك
ونتهاتف
وتنده لي تقول يا (هشام)
بحبك لما تتمختر
أقوم راسمك
وأجيب دفتر
وأغيب في الحلم قبل ما أنامْ
ما قلت لك
عشان خاطري
عشان خاطرك
وجودك في الزمان ده بكامْ
******
أكيد لما إحنا نتقابل
راح أحكيلك وأنا فرحانْ
هقولك قصة بين قلبين
وكان يا ما كانْ
وهحكيلك عن الأيام
عن النوبة اللي ودتني
بحار الويل وجابتني
عن الحرمانْ
عن القلب اللي عذبته
وداويته يا ريت شفته
دا يوم ما بتيجي قدامي
بحس إني ف ربيع بستانْ
أكيد لما إحنا نتقابل
هجيب ألبومك الماضي
تعبت كتير وأنا راضي
ما دام الحب بين اتنين
ولا بيرحم ضمير إنسان
أكيد يا قلبي راح نحكي
وأطير من فرحتي وأبكي
ويمكن ينفجر بركانْ
أقولك تاني من قلبي
أكيد لما إحنا نتقابل
بلاش . ..الغربة خلتني
ألم الماضي بالنسيان
وأنا فرحان
وعهد الله وأنا راضي
وكمان غلطان