محمد حسن ضبعون
31-12-2012, 02:52 PM
وقفة للمحاسبة:
مع نهاية عام وبداية عام ينبغي أن تكون لنا وقفة لمحاسبة النفس ومساءلتها عما قدمت في العام الماضي، وماذا كسبت قبل السؤال والحساب بين يدي الله تعالى يوم القيامة.
قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].
فالعبد يجب أن يحاسب نفسه ويسألها ويستعد للحساب بين يدي الله تعالى فقد انقضى جزء من عمره سيحاسبه الله تعالى عليه وعلى عمره كله يوم القيامة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه" [أخرجه الطبراني 11/102, رقم 11177]
أسئلة هامة مع نهاية عام وبداية عام:
بعض الأسئلة الهامة التي ينبغي أن يقف معها الإنسان وهو مع بداية عام ونهاية عام.
أولا: ماذا قدمت لدينك:
فليسأل كل واحد منا نفسه ماذا قدم في هذا العام لدين الله تعالى؟
أ- على مستوى الطاعات والعبادات التي تعبدنا الله تعالى بها: كيف كان حالنا مع الصلاة عماد الدين؟ هل صليناها في وقتها؟ في المسجد؟ في جماعة؟ هل أتممنا ركوعها وسجودها؟ هل أدينا حقها من الأركان والواجبات والسنن؟ هل خشعنا لله تعالى فيها؟ وازددنا خشية منها؟ هل شعرنا أنها غيرت سلوكنا وأثرت في أخلاقنا وتعاملنا مع الخلق؟
والصيام، والزكاة، والحج,وقراءة القرآن، وقيام الليل، والذكر، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وسائر العبادات التي أمرنا الله تعالى بها وسنها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمتُ على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي".
يقول الحسن البصري: ما من يوم ينشق فجره إلا ونادى مناد من السماء يا ابن ادم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني بعمل صالح فاني لا أعود إلى يوم القيامة.
ب- هل نصرنا دين الله تعالى كما ينبغي؟
إن الإسلام يتعرض لهجمة شرسة داخل بلاد المسلمين وخارجها تريد أن تمحو اسمه وتزيل رسمه، وتجعل الناس ينحرفون عن طريقه المستقيم، ومنهجه القويم، والأمة في مجموعها أفرادا وجماعات مطالبة أن تنصر دين الله تعالى بالنفس والنفيس والروح والمال والوقت وبكل ما يملكه المسلم من جهد وفكر {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 111].
كما نصره الصحابة رضوان الله تعالى فنشر الله بهم الدين وأعزهم الله في دنياهم وكتب لهم عظيم الأجر في أخراهم.
فلنسأل أنفسنا ما ذا قدمنا لدين الله تعالى وماذا ننتظر؟.
ج- هل كنت داعية بحق إلى دين الله تعالى؟:
إن مسألة الدعوة إلى دين الله تعالى وبيانه للخلق مسئولية الأمة بأسرها، مسئولية أتباع محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].
فكل مسلم من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم مطالب أن يكون له دور في الدعوة إلى الله تعالى بقدر ما يمكنه على هدى وبصيرة وحكمة، خاصة المسلمون الذين يعيشون في أوربا وفي بلاد غير المسلمين.
وعلى كل مسلم أن يتفنن في الوسائل المشروعة التي يعرف الناس بها بدين الله تعالى بشكل صحيح يزيل الشبهات ويدرأ الأباطيل ويبين حقيقة هذا الدين للعالمين.
لا شك أن كل واحد منا لو جعل ذلك نصب عينيه لتغيرت نظرة الناس للإسلام والمسلمين.
إن أمة الإسلام خرجت للبشرية من قبل لتقدم لها منهج الحياة الأقوم وسبيل السعادة الأمثل، وطريق النجاة في الدنيا والآخرة.
وها هي البشرية تترنح بين مبادئ ونظم لم تشف عليلها، ولم ترو غليلها، ولم تذهب البأس والشقاء عنها.
ومع المسلمين العلاج الناجع والدواء النافع لكنهم لم يحسنوا العمل به ولا دعوة الناس إليه.
ثانيا: ماذا قدمت لدنياك؟:
إن محاسبة النفس على عملها في نهاية العام تقتضي من كل مسلم أن يسأل نفسه أيضا ماذا قدم لدنياه؟
وهل أتقن عمله الذي يعمل فيه؟
في أي ميدان من ميادين الحياة يمكن أن يقدم لنفسه أو لأمته أو للبشرية كلها خيرا.
إن محاسبة النفس عن عمرها الذي مضى ليست عملية سلبية تعني الانسحاب من المجتمع وترك ميدان الحياة يستعلي فيه أهل الشر بشرهم، ويتحكم فيها أهل الباطل بباطلهم.
إنما كل مسلم مطالب أن يسأل نفسه ماذا قدم من نفع في هذه الحياة؟.
إن ميادين العلوم المختلفة ومجالات الصناعات المتعددة انسحب منها المسلمون انسحابا مخزيا وصاروا عالة على غيرهم في شتى الأمور كما يقال من الإبرة إلى الصاروخ .
فصار عدوهم يتحكم في غذائهم ودوائهم وكسائهم وسلاحهم وسائر أمور حياتهم وهذا من الإثم العظيم والمنكر الكبير.
إن أمما كانت لوقت قريب أقل من أمة الإسلام لكنها صممت أن تلحق بمن سبقها في مضمار العلم والتكنولوجيا ومستجدات العصر فاستطاعت أن تلحق بل أن تسبق أيضا ولننظر إلى الصين واليابان والهند.
أما أمتنا فلا زالت تراوح مكانها.
الله تعالى خلقنا وجعل من حكم وجودنا إعمار الحياة قال الله تعالى {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: 61].
فلنسأل أنفسنا ماذا قدمنا لدنيانا؟
ومتى نتحرك أفرادا وجماعات لنصلح الدنيا على منهاج صحيح؟
مع نهاية عام وبداية عام ينبغي أن تكون لنا وقفة لمحاسبة النفس ومساءلتها عما قدمت في العام الماضي، وماذا كسبت قبل السؤال والحساب بين يدي الله تعالى يوم القيامة.
قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].
فالعبد يجب أن يحاسب نفسه ويسألها ويستعد للحساب بين يدي الله تعالى فقد انقضى جزء من عمره سيحاسبه الله تعالى عليه وعلى عمره كله يوم القيامة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه" [أخرجه الطبراني 11/102, رقم 11177]
أسئلة هامة مع نهاية عام وبداية عام:
بعض الأسئلة الهامة التي ينبغي أن يقف معها الإنسان وهو مع بداية عام ونهاية عام.
أولا: ماذا قدمت لدينك:
فليسأل كل واحد منا نفسه ماذا قدم في هذا العام لدين الله تعالى؟
أ- على مستوى الطاعات والعبادات التي تعبدنا الله تعالى بها: كيف كان حالنا مع الصلاة عماد الدين؟ هل صليناها في وقتها؟ في المسجد؟ في جماعة؟ هل أتممنا ركوعها وسجودها؟ هل أدينا حقها من الأركان والواجبات والسنن؟ هل خشعنا لله تعالى فيها؟ وازددنا خشية منها؟ هل شعرنا أنها غيرت سلوكنا وأثرت في أخلاقنا وتعاملنا مع الخلق؟
والصيام، والزكاة، والحج,وقراءة القرآن، وقيام الليل، والذكر، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وسائر العبادات التي أمرنا الله تعالى بها وسنها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمتُ على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي".
يقول الحسن البصري: ما من يوم ينشق فجره إلا ونادى مناد من السماء يا ابن ادم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني بعمل صالح فاني لا أعود إلى يوم القيامة.
ب- هل نصرنا دين الله تعالى كما ينبغي؟
إن الإسلام يتعرض لهجمة شرسة داخل بلاد المسلمين وخارجها تريد أن تمحو اسمه وتزيل رسمه، وتجعل الناس ينحرفون عن طريقه المستقيم، ومنهجه القويم، والأمة في مجموعها أفرادا وجماعات مطالبة أن تنصر دين الله تعالى بالنفس والنفيس والروح والمال والوقت وبكل ما يملكه المسلم من جهد وفكر {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 111].
كما نصره الصحابة رضوان الله تعالى فنشر الله بهم الدين وأعزهم الله في دنياهم وكتب لهم عظيم الأجر في أخراهم.
فلنسأل أنفسنا ما ذا قدمنا لدين الله تعالى وماذا ننتظر؟.
ج- هل كنت داعية بحق إلى دين الله تعالى؟:
إن مسألة الدعوة إلى دين الله تعالى وبيانه للخلق مسئولية الأمة بأسرها، مسئولية أتباع محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].
فكل مسلم من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم مطالب أن يكون له دور في الدعوة إلى الله تعالى بقدر ما يمكنه على هدى وبصيرة وحكمة، خاصة المسلمون الذين يعيشون في أوربا وفي بلاد غير المسلمين.
وعلى كل مسلم أن يتفنن في الوسائل المشروعة التي يعرف الناس بها بدين الله تعالى بشكل صحيح يزيل الشبهات ويدرأ الأباطيل ويبين حقيقة هذا الدين للعالمين.
لا شك أن كل واحد منا لو جعل ذلك نصب عينيه لتغيرت نظرة الناس للإسلام والمسلمين.
إن أمة الإسلام خرجت للبشرية من قبل لتقدم لها منهج الحياة الأقوم وسبيل السعادة الأمثل، وطريق النجاة في الدنيا والآخرة.
وها هي البشرية تترنح بين مبادئ ونظم لم تشف عليلها، ولم ترو غليلها، ولم تذهب البأس والشقاء عنها.
ومع المسلمين العلاج الناجع والدواء النافع لكنهم لم يحسنوا العمل به ولا دعوة الناس إليه.
ثانيا: ماذا قدمت لدنياك؟:
إن محاسبة النفس على عملها في نهاية العام تقتضي من كل مسلم أن يسأل نفسه أيضا ماذا قدم لدنياه؟
وهل أتقن عمله الذي يعمل فيه؟
في أي ميدان من ميادين الحياة يمكن أن يقدم لنفسه أو لأمته أو للبشرية كلها خيرا.
إن محاسبة النفس عن عمرها الذي مضى ليست عملية سلبية تعني الانسحاب من المجتمع وترك ميدان الحياة يستعلي فيه أهل الشر بشرهم، ويتحكم فيها أهل الباطل بباطلهم.
إنما كل مسلم مطالب أن يسأل نفسه ماذا قدم من نفع في هذه الحياة؟.
إن ميادين العلوم المختلفة ومجالات الصناعات المتعددة انسحب منها المسلمون انسحابا مخزيا وصاروا عالة على غيرهم في شتى الأمور كما يقال من الإبرة إلى الصاروخ .
فصار عدوهم يتحكم في غذائهم ودوائهم وكسائهم وسلاحهم وسائر أمور حياتهم وهذا من الإثم العظيم والمنكر الكبير.
إن أمما كانت لوقت قريب أقل من أمة الإسلام لكنها صممت أن تلحق بمن سبقها في مضمار العلم والتكنولوجيا ومستجدات العصر فاستطاعت أن تلحق بل أن تسبق أيضا ولننظر إلى الصين واليابان والهند.
أما أمتنا فلا زالت تراوح مكانها.
الله تعالى خلقنا وجعل من حكم وجودنا إعمار الحياة قال الله تعالى {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: 61].
فلنسأل أنفسنا ماذا قدمنا لدنيانا؟
ومتى نتحرك أفرادا وجماعات لنصلح الدنيا على منهاج صحيح؟