مشاهدة النسخة كاملة : رغبتي شديدة.. كيف أتخلص منها؟


abomokhtar
02-01-2013, 12:23 AM
السؤال
تأتيني رغبة شديدة في ال***، وأفكر كثيرا في هذا الموضوع مما زاد تعبي وإرهاقي في بدني من شدة تلك الرغبة، مع أني لا أرى أفلاما *****ة، ولا صورا فقط أفرغ ذلك الشيء في نفسي دون استخدام العادة السرية، فقط بالتفكير، كيف أتخلص من ذلك؟ وهل عندما أفكر هكذا، وينزل مني شيء يعتبر جنيا عاشقا؟ لأني سمعت أن تلك الأفكار تكون منه، -والعياذ بالله- وإن كان غير ذلك، فما هو الجني العاشق؟

مع العلم أني محافظة على التحصين، وعند نزول شيء هل يجب أن أغتسل؟

وشكرا لكم.



الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك – مرة أخرى - في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد عنك كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك - ابنتي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لا شك فيه أن المرحلة السنية التي دخلتها خلال هذه الفترة – أقصد بعد مرحلة البلوغ، وإلى الآن – مرحلة تختلف في طبيعتها، وفي سلوكها، وفي تصرفاتها، بل وفي معنوياتها عن المراحل السابقة التي كنت تعيشينها في مرحلة الطفولة المبكرة أو المتأخرة، فأنت منذ أن بلغت – يا بُنيتي – وأنت أصبحت أنثى كاملة الأنوثة، وهذا الوضع الجديد يفرض عليك ظروفًا جسدية، ونفسية مختلفة، أو تختلف تمامًا عما كنت عليه من قبل، ولذلك نجد أن النبي - صلى الله عليه وسلم – بيّن لنا العلماء من كلامه - صلوات ربي وسلامه عليه – علامات البلوغ التي بها يُصبح الفتاة مكلفة تكليفًا شرعيًا كاملاً، ومما لا شك فيه أن التكليف لا يكون إلا مع وفرة العقل وكماله، ومع النضج أيضًا الجسدي والنفسي والمعنوي.

فهذه الأشياء التي تشعرين بها خاصة - فيما يتعلق بالرغبة الشديدة في ال*** – هذه عبارة عن نوع من أنواع الرغبات التي خلقها الله في الإنسان، إلا أنها أصبحت الآن بالنسبة لك تؤدي عملها بطريقة ملفتة ومؤثرة بالنسبة لك، وإلا فنحن عندنا أيضًا هناك رغبات كثيرة موجودة كرغبة الأكل مثلاً، أو الرغبة في التزين، أو الرغبة في جمع المال، أو الرغبة في التميز، هذه كلها رغبات موجودة في الإنسان بعضها منذ صغره، وبعضها يتفجر في مرحلة المراهقة كتلك الرغبة الشديدة التي وردت في رسالتك.

فأنا أقول: إن الرغبة في ال*** سمة طبيعية من سمات هذه المرحلة السنية التي تمرين بها، إلا أن المشكلة أن الأمر أخذ لديك قدرًا كبيرًا من الاهتمام، وأصبح عبارة عن صورة من صور العقاب النفسي والبدني، لأنه عندما زاد عن حده، ولم يجد السبيل إلى إرواءه بالطريقة المشروعة تحول إلى مارد عملاق يقض مضجعك، ويعكر عليك صفوك ويكدر خاطرك.

فنظرًا لأنك تتمتعين -ولله الحمد والمنة- بقدر من الديانة والخوف من الله تبارك وتعالى – وهذا ما فهمته من رسائلك السابقة – وكذلك أيضًا حرصك على القيم والمبادئ والأخلاق الراقية التي نشأت عليها – خاصة فيما يتعلق بعدم رؤية الأفلام ال*****ة، أو الصور أو المقاطع ال***ية المثيرة، كذلك أيضًا عدم استعمال العادة السرية – كل هذه أمور تُحسب لك، وفي صالحك يقينًا (يا بُنيتي)، لكن المشكلة تكمن في أن هذه الشهوة العارمة تحتاج إلى سبيل طبيعي لتخرج من خلاله، وهذا ما لا يتوفر لديك الآن، لأن السبيل الوحيد لإشباع هذه الرغبة إنما هو العلاقة الشرعية ما بين الذكر والأنثى، لأن الله تبارك وتعالى أودع في كلا ال***ين رغبة في ال*** الآخر، وجعل كلاهما أيضًا لا يستغني أبدًا بحال عن الطرف الآخر إذا أراد أن يحيى حياة طبيعية، وأن يحيى حياة عادية، وأن يحيى حياة محترمة، فلابد لنا من هذا السبيل الذي هو النكاح، والذي حثنا عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - .

ولكن أقول لك – يا بُنيتي – أنت تحتاجين إلى نوع من العلاج الوقتي الآن، على اعتبار أن قضية الزواج ليست بيدك، وإنما هي بيد الله تبارك وتعالى أولاً، وثانيًا هناك عوامل قد تحكم هذا الأمر، وقد تجعل من الصعب عليك التخلص من هذه المشكلة الآن، ولذلك أنصحك بالآتي يا بنيتي:

أولاً: الإكثار من الصيام، لأن هذه وصية النبي - صلى الله عليه وسلم – بقوله: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج) إلى أن قال: (ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) أي وقاية. فعليك بالإكثار من الصيام، لأن هذا ثبت فعلاً أنه يلعب دورًا في تخفيف حدة هذه الرغبة الشديدة.

ثانيًا: كم أتمنى أن تضعي أمامك هدفًا آخر أكبر من هذا الوضع الذي أنت عليه، فيبدو أن هذه القضية شغلتك شغلاً كبيرًا، وأصبحتْ محور ارتكاز تفكيرك على مدار الساعة – كما ورد في رسالتك – ولذلك أنت في حاجة إلى إنشاء وإيجاد هدف آخر تصرفين إليه هذه الطاقات، وتلك الأوقات التي تضيع في المقاومة.

هذا الهدف يمكن أن يكون حفظً للقرآن الكريم (مثلا) تستغلي كل الطاقات الفارغة في حفظ القرآن الكريم بجوار الدراسة، الأمر الثاني أيضًا: قد يكون (مثلاً) حفظ بعض أحاديث السنة، أو كتابة شيء من الأشعار، أو تأليف بعض القصص، بمعنى أنك تبدئين في قصة حياتك الشخصية الذاتية، وتعتبرينها قصة من القصص كالذي يُكتب، ثم بعد ذلك تستنفذين فيها الطاقة.

أيضًا من الممكن أن تجعلي الهدف الذي أمامك إنما هو التميز العلمي، بأن تكوني الأولى على مجموعتك، وتكرسي كل طاقاتك وإمكاناتك لتحقيق ذلك.

كذلك عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن الله يخفف عنك هذا العنت، كذلك أيضًا عليك بالإقلال من التفكير في هذا الأمر، ومطاردة الأفكار كلما حاولت أن تقتحم عليك عقلك، حاولي أن تطارديها بتشتيتها، وتغيير الواقع الذي أنت عليه.

أتمنى أن تضعي هدفًا قويًا يستطيع أن يقضي على هذه المشكلة، وبالتالي تشغلي نفسك عن تلك الأمور حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً أو يجعل الله لك سبيلاً.

هذا وبالله التوفيق.

tiger200843
04-01-2013, 12:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم