آسر الصمت
13-01-2013, 04:28 PM
- في نقاش حاد ( مع أحد المكفراتية ) شاب تبعثرت شعيرات لحيته في وجهه تبعثرا يوحي بالقبضة والنفور منه .. جرب صديقي أن يستفزه بقول لا يعهده .. فصاح أخونا صيحة تحذير وتخويف .. هذا كفر .. هذا قول كفر .. استغفر الله عنه .. صاح هذه الصيحة بنفس أسلوب " اوعي البعبع !! "
- سألته ببرود مصطنع : يعني ايه كفر ؟!
- فإذا بصاحبنا المفكر يرتبك ويبهت من مفاجأة السؤال الذى لم يعتد أن يسأله عنه أحد : يعني ايه كفر ؟!
- أعدت عليه نفس السؤال بلهجة إصرار .. وركزت عيناي في عينه على نحو يوحي بالتحدي .. ورحت أصمم علي أن يفسر لنا ما يتفوه به ..!
- زاد ارتباك أخينا المكفر واحمر وجهه وراح يفتش عن إجابة .. ثم انطلق في غضب بعد أن ارتفع حاجباه الغليظين وارتفع صوته ... كفر ايه ؟ .. ألا تعرف كفر يعني ايه ؟!
- أنا أسئلك .. هل السؤال يزعجك ؟!
- يضغط علي شفتيه في حنك وغيظ ظاهرين .. ويحاول ستر غضبه والسيطرة علي زمام نفسه ثم يجيب " أنا لست غضبانا .. ولكن هل هناك من لا يدرى يعني ايه كفر ؟! )
- أنا لا أعرف .. أتراه عيبا ألا يدرى الإنسان شيئا ما ؟ .. أريد أن أعرف منك أنت معني لفظ يبدو أنك تردده كثيرا .. وبما أنك تردده فلا شك أنك تعرف معناه جيدا ..
- يحاول إخفاء استيائه .. ألست مسلما يا أخي ؟!
- مع أن سؤالك يقع في مغالطة شكلية كبيرة إلا أني سأجيبك .. أنا أظن نفسي مسلما .. ولكني أنتظر إجابتك ليتثنى لي الحكم علي نفسي بشكل جيد وواضح
- كفر يعني كفر يا سيدي ..
- يعني عدم إيمان بالله سبحانه وتعالي ..
- بس كده ؟!
- هو انت ناوى تجنني .. هو ايه اللى بس كده ؟!
- ما المشكلة في أن يؤمن شخص بالله أو لا يؤمن ؟ .. أترى أن إيماني بالله هو الذى سيدعم الله .. أم أن عدم إيماني سيعرض العرش الإلهي للسقوط مثلا ؟!!
- هذا قول أشد كفرا مما قاله صديقك .. ويستطرد في حماس .. " الدنيا كلها لا تساوى عند الله جناح بعوضة "
- إذن ما المعضلة في أن يؤمن شخص بالله أو لا يؤمن .. فليؤمن من يؤمن وليكفر من يكفر .. هب أني كافر .. هل مددت يدي في جيبك ذات يوم .؟
- كلا .. أنا لا أعرفك أصلا
- هل مددت يدى على وجهك وأذيتك ؟
- كلا ..
- هل أطال صديقي لسانه عليك بما يجرحك ؟
- لا ..لم يحدث .. هو شخص ودود للغاية ..
- هل ستحاسب مثلا عن كفرنا يوم القيامة .. بفرض صحة ما ذهبت أنت إليه .. من كوننا كفارا ؟!
- لا .. كل يحاسب عن نفسه .. ولكن الدين النصيحة ؟!
- وهل أصبحت النصيحة بالتكفير ؟!
- يصمت ..
- هب أني مؤمن شديد الإيمان .. وضبطت أنت يدى بجيبك .. هل ستغفر لى ذلك لأنني مؤمن وتتنازل عما أخذته يدي منك ؟
- لا .. طبعا .. لن يحدث
- هل إذا طال كفي وجهك .. ستصمت وتغفر لي .. وتدعو الله ايضا أن يغفر لي ذنبي في حقك ؟
- طبعا لا ..
- وهل لو نال لساني منك وجرحك .. سوف تصمت عن أذى لساني لأنه لسان مؤمن ؟!
- لا طبعا ..
- إذا كان هذا هو حالك .. فماذا يضيرك من كفرى أو إيماني .. وماذا يخصك أنت من تلك القضية الخاصة بي .. فليكفر من يكفر وليؤمن من يؤمن .. هل جعلك الله مثلا وكيلا عنه في أرضه ؟!
- أنا رجل مسلم ومتدين .. وأحب أن أرى كل الناس مؤمنين ..وأدعو لذلك .. لا من أجلك ولا من أجل صديقك .. وإنما من أجل الله ورضائه عني .. ومن حق الخالق الذى خلقنا وأنعم علينا .. أن نؤمن به جميعا
- كيف نؤمن به جميعا .. وكيف لا يكون هناك كفار مع المؤمنين .. هل تعني أن الله مثلا قد وعد بإطفاء ناره وإلغاء جهنم ؟ .. أليس الله هو من خلقنا مختلفين .؟! .. وهو الذى توعد بحسابنا جميعا ؟!
- كلا .. الجنة جعلها لتبقى .. والنار أيضا
- وكيف ستبقى وأنت تسعي لجعل الناس كلهم مؤمنين مثلك ؟ .. ثم حتي ولو سلمنا جدلا بصحة ما تقوله أنت .. أهذه الطريقة المثلى لجعل الناس مؤمنين .. ألا يوجد أفضل من أسلوب " اوعي البعبع " ..!!
- ما لم يرتدع الناس عن فعل الشر خوفا من النار .. واتقاء لعذاب جهنم فما هو الرادع إذن ؟ .. وما لم يعمل الناس الخير أملا في الجنة فما هو الحافز إذن ؟!
- أولا : أنت تعني بكلامك هذا أن فاعلي الشر هم من الكفار فقط .. بينما المؤمنين أعمالهم قاصرة على الخير فقط .. وهو غير صحيح بالمرة ..
- .. وثانيا : الترهيب والترغيب لا يليق سوى بأطفال .. بل ولا يليق بأطفال متحضرين .. فالأطفال المتحضرون يعلمونهم أن حب الخير لأن الخير جمال .. وكره الشر لأن الشر قبح .. حب الخير لأن الخير كالوردة .. وكره الشر لأن الشر كالزبالة .. كالقاذورات .. فمن ذا الذى يكره الوردة .. ومن ذا الذى يحب الزبالة والقذارة .. وهذا هو بيت القصيد وأس الاختلاف .. !
- واستطردت قائلا .. لعلك تعرف أن رابعة العدوية كانت متحضرة في رؤيتها للجنة والنار .. لا تنظر للجنة نظرة الطماع .. ولا تنظر للنار نظرة الجبان الخواف لذا قالت مقولتها المتحضرة ..
اللهم إن كنت أحبك طمعا في جنتك فاحرمني منها
وإن كنت أحبك خوفا من نارك فاحرقني بها
- وهذا يعني أنها كانت تحبه حبا غير قائم على التخويف أو الطمع .. حب الجمال والكمال ..
- هز رأسه هزة المقتنع ولكن كان واضحا علي وجهه أنه يعز عليه جدا أن يتخلص من حشو يملأ رأسه طوال سنوات عمره تقريبا .. لقد طالت عشرتهما معا .. – هو والحشو - .. وأن العشرة لا تهون إلا علي ( ... ! ) فلم يهن عليه أن يقر باقتناع ولم يبد عليه أية نية للإقلاع عن هواية أو مرض ( تخويف الكبار ) .. بالجملة المشهورة " اوعي البعبع "
حـليــم
- سألته ببرود مصطنع : يعني ايه كفر ؟!
- فإذا بصاحبنا المفكر يرتبك ويبهت من مفاجأة السؤال الذى لم يعتد أن يسأله عنه أحد : يعني ايه كفر ؟!
- أعدت عليه نفس السؤال بلهجة إصرار .. وركزت عيناي في عينه على نحو يوحي بالتحدي .. ورحت أصمم علي أن يفسر لنا ما يتفوه به ..!
- زاد ارتباك أخينا المكفر واحمر وجهه وراح يفتش عن إجابة .. ثم انطلق في غضب بعد أن ارتفع حاجباه الغليظين وارتفع صوته ... كفر ايه ؟ .. ألا تعرف كفر يعني ايه ؟!
- أنا أسئلك .. هل السؤال يزعجك ؟!
- يضغط علي شفتيه في حنك وغيظ ظاهرين .. ويحاول ستر غضبه والسيطرة علي زمام نفسه ثم يجيب " أنا لست غضبانا .. ولكن هل هناك من لا يدرى يعني ايه كفر ؟! )
- أنا لا أعرف .. أتراه عيبا ألا يدرى الإنسان شيئا ما ؟ .. أريد أن أعرف منك أنت معني لفظ يبدو أنك تردده كثيرا .. وبما أنك تردده فلا شك أنك تعرف معناه جيدا ..
- يحاول إخفاء استيائه .. ألست مسلما يا أخي ؟!
- مع أن سؤالك يقع في مغالطة شكلية كبيرة إلا أني سأجيبك .. أنا أظن نفسي مسلما .. ولكني أنتظر إجابتك ليتثنى لي الحكم علي نفسي بشكل جيد وواضح
- كفر يعني كفر يا سيدي ..
- يعني عدم إيمان بالله سبحانه وتعالي ..
- بس كده ؟!
- هو انت ناوى تجنني .. هو ايه اللى بس كده ؟!
- ما المشكلة في أن يؤمن شخص بالله أو لا يؤمن ؟ .. أترى أن إيماني بالله هو الذى سيدعم الله .. أم أن عدم إيماني سيعرض العرش الإلهي للسقوط مثلا ؟!!
- هذا قول أشد كفرا مما قاله صديقك .. ويستطرد في حماس .. " الدنيا كلها لا تساوى عند الله جناح بعوضة "
- إذن ما المعضلة في أن يؤمن شخص بالله أو لا يؤمن .. فليؤمن من يؤمن وليكفر من يكفر .. هب أني كافر .. هل مددت يدي في جيبك ذات يوم .؟
- كلا .. أنا لا أعرفك أصلا
- هل مددت يدى على وجهك وأذيتك ؟
- كلا ..
- هل أطال صديقي لسانه عليك بما يجرحك ؟
- لا ..لم يحدث .. هو شخص ودود للغاية ..
- هل ستحاسب مثلا عن كفرنا يوم القيامة .. بفرض صحة ما ذهبت أنت إليه .. من كوننا كفارا ؟!
- لا .. كل يحاسب عن نفسه .. ولكن الدين النصيحة ؟!
- وهل أصبحت النصيحة بالتكفير ؟!
- يصمت ..
- هب أني مؤمن شديد الإيمان .. وضبطت أنت يدى بجيبك .. هل ستغفر لى ذلك لأنني مؤمن وتتنازل عما أخذته يدي منك ؟
- لا .. طبعا .. لن يحدث
- هل إذا طال كفي وجهك .. ستصمت وتغفر لي .. وتدعو الله ايضا أن يغفر لي ذنبي في حقك ؟
- طبعا لا ..
- وهل لو نال لساني منك وجرحك .. سوف تصمت عن أذى لساني لأنه لسان مؤمن ؟!
- لا طبعا ..
- إذا كان هذا هو حالك .. فماذا يضيرك من كفرى أو إيماني .. وماذا يخصك أنت من تلك القضية الخاصة بي .. فليكفر من يكفر وليؤمن من يؤمن .. هل جعلك الله مثلا وكيلا عنه في أرضه ؟!
- أنا رجل مسلم ومتدين .. وأحب أن أرى كل الناس مؤمنين ..وأدعو لذلك .. لا من أجلك ولا من أجل صديقك .. وإنما من أجل الله ورضائه عني .. ومن حق الخالق الذى خلقنا وأنعم علينا .. أن نؤمن به جميعا
- كيف نؤمن به جميعا .. وكيف لا يكون هناك كفار مع المؤمنين .. هل تعني أن الله مثلا قد وعد بإطفاء ناره وإلغاء جهنم ؟ .. أليس الله هو من خلقنا مختلفين .؟! .. وهو الذى توعد بحسابنا جميعا ؟!
- كلا .. الجنة جعلها لتبقى .. والنار أيضا
- وكيف ستبقى وأنت تسعي لجعل الناس كلهم مؤمنين مثلك ؟ .. ثم حتي ولو سلمنا جدلا بصحة ما تقوله أنت .. أهذه الطريقة المثلى لجعل الناس مؤمنين .. ألا يوجد أفضل من أسلوب " اوعي البعبع " ..!!
- ما لم يرتدع الناس عن فعل الشر خوفا من النار .. واتقاء لعذاب جهنم فما هو الرادع إذن ؟ .. وما لم يعمل الناس الخير أملا في الجنة فما هو الحافز إذن ؟!
- أولا : أنت تعني بكلامك هذا أن فاعلي الشر هم من الكفار فقط .. بينما المؤمنين أعمالهم قاصرة على الخير فقط .. وهو غير صحيح بالمرة ..
- .. وثانيا : الترهيب والترغيب لا يليق سوى بأطفال .. بل ولا يليق بأطفال متحضرين .. فالأطفال المتحضرون يعلمونهم أن حب الخير لأن الخير جمال .. وكره الشر لأن الشر قبح .. حب الخير لأن الخير كالوردة .. وكره الشر لأن الشر كالزبالة .. كالقاذورات .. فمن ذا الذى يكره الوردة .. ومن ذا الذى يحب الزبالة والقذارة .. وهذا هو بيت القصيد وأس الاختلاف .. !
- واستطردت قائلا .. لعلك تعرف أن رابعة العدوية كانت متحضرة في رؤيتها للجنة والنار .. لا تنظر للجنة نظرة الطماع .. ولا تنظر للنار نظرة الجبان الخواف لذا قالت مقولتها المتحضرة ..
اللهم إن كنت أحبك طمعا في جنتك فاحرمني منها
وإن كنت أحبك خوفا من نارك فاحرقني بها
- وهذا يعني أنها كانت تحبه حبا غير قائم على التخويف أو الطمع .. حب الجمال والكمال ..
- هز رأسه هزة المقتنع ولكن كان واضحا علي وجهه أنه يعز عليه جدا أن يتخلص من حشو يملأ رأسه طوال سنوات عمره تقريبا .. لقد طالت عشرتهما معا .. – هو والحشو - .. وأن العشرة لا تهون إلا علي ( ... ! ) فلم يهن عليه أن يقر باقتناع ولم يبد عليه أية نية للإقلاع عن هواية أو مرض ( تخويف الكبار ) .. بالجملة المشهورة " اوعي البعبع "
حـليــم