مشاهدة النسخة كاملة : "إن الناس قد جمعوا لكم"


abomokhtar
24-01-2013, 11:16 PM
تلفت يمينى ويسارى وأمامى وخلفى فوجدت الجميع - إلا قليلًا - فى حرب لم تعد مخفية، بل معلنة، على الدين فى صورة "الإخوان"، الذين ينظر لهم الناس على أنهم هم الدين، فى الوقت الذى لا يمثل الدين لا الإخوان والسلفيون ولا الجماعات، إنما يمثل الدين كل من اعتنق الدين وآمن برب العالمين، وأراد الالتزام به وتطبيق أوامره ونواهيه..
وبما أن الدين سابق للتيارات والجماعات والأحزاب الحديثة، فيصبح الدين للجميع وينضوى تحته الجميع، ويستطيع أن يستوعب الجميع، مهما كانوا ومها اتسعت هوة الاختلافات بينهم..
وقد وسع الدين أصحاب جيش على وجيش معاوية فى موقعة صفين وأصحاب جيش على، وجيش عائشة فى موقعة الجمل - القديمة طبعًا وليست جمل التحرير -، واستوعب الدين من نصروا عثمان ومن حاصروه ثم ***وه، وكان الكل ينتمى للدين، وقد تباينت آراؤهم وزادت خلافاتهم لكنهم فى النهاية لم يخرجوا عن بوتقة الدين، وإن كانوا قد اقترفوا ما يستنكره الدين نفسه وينهى عنه ويجرم فعله.
أصحاب الدين الحقيقى الذين لم يختلف اثنان عليهم وهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المطرودون من ديارهم، المضطهدون من بنى عمومتهم وخؤولتهم وأهلهم وأقربائهم، جمع الناس لهم وهم يلملمون جراحاتهم بعد موقعة أحد، وقد ثخنت بها الأجساد المهنكة والروح المعنوية شبه المنتهية، وقيل لهم بالقول الصريح:" إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم"، ومع كل الظروف التى هم فيها إلا أنهم استعانوا بالله واستقووا على الناس برب الناس فقالوها مجلجلة شهد لهم بها خالق الناس :"حسبنا الله ونعم الوكيل"..
ولما كانوا صادقين فى الشعار توكلًا حقيقًا وليس تواكلًا، وقد أخذوا الأهبة للعدو، ولم يبالوا بقوته وضعفهم وصحته وجراحاتهم وانتصاره وانكسارهم فقد حازوا هذه الشهادة الربانية الكبيرة فقال لهم :"فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء".
لقد سمعت واستمعت وقرأت وشاهدت، فوجدت المجتمع بطوائفه، المسلمة قبل المسيحية، والمتدينة قبل المنفلتة من الدين، يتبرم من الإخوان، البعض يضرب من تحت الحزام والبعض يضرب فى الوجه مباشرة، حتى إن بعض إعلاميينا وصفهم بأنهم "بغال وبتوع برسيم"!
وهى عبارة بذيئة لا تصح أن ينطق بها رجل يحسب على المثقفين والإعلاميين، و"تقل من قيمته" قبل أن تقلل من قيمتهم هم، ولو قيلت منهم- أى الإخوان- فيه هو، لقامت الدنيا ولم تقعد؛ انتصارًا للإعلام إياه وحمية للإعلام المصرى "الشريف"، الذى سبه هؤلاء الإخوان"قليلو الأدب" كما وصفهم أيضًا بعض أنصار هذا الإعلام.
أما والعكس هو القائم فكأن الأمر لم يكن وليس هناك أى غضاضة أن يوصف الإخوان بأنهم "بغال" أو "قليلو أدب" أو حتى "كفرة فجرة"..
فالنغمة السارية الآن هى سبهم ولعنهم والشماتة فيهم بكل صورة وبكل خلق ذميم، لم يشهده عصر سبق عصر رئيس ينتمى إليهم وخرج من تحت عباءتهم، وكان الشعب المحروم من الديمقراطية انطلق من عقال وفهم أن الحرية الحقيقية أن تسب وتشتم وتلعن وتسخط دون أن تقدم ما يفيد بلدك وبالطبع السب والشتم واللعن وقلة الأدب على الفضائيات أو فى الصحف لن تخدم بلدًا ولن تعمر وطنًا، ولن تخلصه من أزماته المتعددة وأهمها الخبز والبنزين والبوتاجاز!
إن كنا لا نريد من التيارات الدينية كلها - بما فيهم الإخوان- إن يكونوا غلاظًا فى القول أو إرهابيين فى الفعل أو مرهبين فى الكلمة، فالقول نفسه ينطبق على جميع تيارات المجتمع، ونحثهم على أن ينطقوا بالقول الحسن، وأن يكتبوا الكلام الحسن، وألا تكون تصرفاتهم تصرفات إرهابيين، أو كلماتهم كلمات "عربجية" تأنف منها الأذن العفيفة وتعف عنها النفس الكريمة الأبية.
********************************
◄◄ آخر كبسولة
◄يحكى أن رجلًا زوّج ابنتيه :واحدة إلى فلّاح، والأخرى إلى صانع فخّار
سافر الرجل بعد عام ليزور ابنتيه، فقصد أولًا ابنته زوجة الفلاح التى استقبلته بفرح، وحينما سألها عن أحوالها قالت :استأجر زوجى أرضًا واستدان ثمن البذور وزرعها ..وإذا أمطرت الدنيا فنحن بألف خير وإن ما أمطرت،
فإننا سنتعرض إلى مصيبة ..
ترك الرجل ابنته الأولى وذهب لزيارة ابنته الثانية زوجة صانع الفخار التى استقبلته بفرح ومحبة ..وفى جوابها على سؤاله التقليدى عن الحال والأحوال قالت :اشترى زوجى ترابًا بالدين وحوله إلى فخار، ووضعه تحت الشمس ليجف.. فإن لم تمطر الدنيا فنحن بألف خير.. أما إذا أمطرت فإن الفخار سيذوب وسنتعرض إلى مصيبة.
و لمّا عاد الرجل إلى زوجته التى سألته عن أحوال بناتها، قال لها :إن أمطرت فاحمدى الله، وإن لم تمطر، فاحمدى الله .
= بعد القصة الطريفة هذه قولوا:"الحمد لله على كل حال"، ينصلح لكم كل حال.
دمتم بحب


محمد خضر الشريف (http://www.almesryoon.com/search.php?q=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%AE%D8% B6%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81)

راغب السيد رويه
25-01-2013, 02:42 AM
جزاك الله خيرا وبارك فيك