مشاهدة النسخة كاملة : هل يمكن إسقاط مرسى؟!


seryo
03-02-2013, 11:30 AM
http://almesryoon.com/permalink/89105.html

مطلوب من المعارضة أن تحدد بوضوح هل هي مع شرعية الرئيس محمد مرسي باعتباره منتخبًا من الشعب بحرية وديمقراطية، أم أنها تسعى لإسقاطه بشتى السبل؟. لأنني أشعر من سياق الأحداث الدموية أن المعارضة أو قوى فيها ومعها ائتلافات شبابية وجماعات تخريبية تسعى إلى إسقاط مرسي على طريقة مبارك.
وإثارة الفوضى وتوسيعها هو السيناريو الظاهر لدفع القوات المسلحة لعزل مرسي وسيطرتها على السلطة تحت مبرر إنقاذ البلد. والسؤال: هل القوات المسلحة في وارد التفكير في مثل هذا الأمر إذا ماتأزمت الأوضاع أكثر، أي تنقلب على الشرعية؟، إنها لم تقم بانقلاب صريح على مبارك، إنما وقفت على الحياد في الأيام الأولى للثورة، ثم بعد ذلك إنحازت إلى المطالب الشرعية للثورة دون أن تقوم بعزل مبارك، لكنها بعد معركة الجمل وخسارته لهذه الجولة وإشتداد عود الثورة واتساعها أفقيًا ورأسيًا لم تنفذ الانقلاب أيضًا، إنما قامت بما يشبه الاتفاق الودي معه على الرحيل الهادئ عندما نقل عمر سليمان إليه اقتراحًا لأحمد شفيق مدعومًا من المشير طنطاوي بأن يتنحى لمصلحة البلد لأن الأوضاع تسير في منحنى خطر، وقد استجاب بعد أن رأى أن الاقتراح موجه إليه من أقرب جنرالاته. لكن هل مرسي هو مبارك حتى يتكرر معه نفس السيناريو؟ بالطبع لا، وألف لا، لأسباب كثيرة جدًا معروفة، وبالتالي لا يمكن المقارنة بينهما، لكن هل هذا قد يمنع تكرار نفس السيناريو مع تفاقم الأوضاع وإتساع الحريق الذي تفتعله فرق وميليشيات وعصابات تحظى بغطاء سياسي من تيارات في المعارضة ومن الإعلام؟.
لا أحد يعلم إلى أين يمكن أن تسير الأمور، لكن سيناريو إسقاط مرسي بهذا الشكل لن يكون سهلًا لو فكرت فيه القوات المسلحة لأن هناك القوى الإسلامية التي لم تتحرك حتى الآن، وهي تكظم غيظها وتضبط أعصابها إلى أقصى درجة لتقدم نموذجًا في الاحتمال والصبر والحكمة والتسييس ونبذ ال*** لتنقلب الآية الآن ليكون الإسلاميون هم دعاة السلمية والتعقل والاستقرار، بينما يكون من بين القوى المدنية دعاة لل*** والتخريب.
إسقاط مرسي على طريقة مبارك حتى لو تولت القوات المسلحة السلطة سيدخل البلد في صراع داخلي مدمر ذلك أن وراءه شوارع وميادين وأنصار وحشود ومتعاطفين أضعافًا مضاعفة لأولئك الذين مع المعارضة، وهم مستعدون للدفاع عن الرئيس لآخر مدى، ولديهم مبرر ذلك وهو أنه رئيس شرعي منتخب لم يمض بالحكم سبعة أشهر بينما مبارك لم ينتخبه أحد وبقي في الحكم 30 عامًا بخلاف الفساد والمظالم والقهر والطغيان المرتبط به ونظامه. ومن المؤسف أن نتكلم بلغة التقسيم، وهذا الطرف، وذاك، وكأن مصر صارت فسطاطين، وخطورة التصعيد والاستفزاز أن الإسلاميين قادرون على الدفاع عن الرئيس، والتضحية من أجله، وهناك تجارب سابقة لصراع دموي بين فصائل منهم وبين نظام مبارك، وهم نبذوا ال*** وانخرطوا في العمل السياسي وأثبتوا كفاءة ومقدرة فلا يجب استدراجهم إلى هذه المنطقة الخطرة لأن الطرف الآخر الذي يقول إنه ليبرالي مدني مسالم يحتمي بميليشيات *** و*** وتدمير الآن ويبرر وجودها ويدافع عنها ويسوق لها في إعلامه في فجور مابعده فجور، والطبيعي في هذه الحالة هو سحق تلك الميليشيات، وغلق القنوات التي تروج لها
وتستضيف عناصرها، فليس هناك أي دستور أو قانون أو حرية أو ديمقراطية في أي بلد في العالم يسمح بذلك، ولو حصل ذلك في الغرب الديمقراطي من ترويج لجماعات *** فإن الدنيا تقوم ولاتقعد، لكن مرسي صار رئيسًا محشورًا في زاوية ضيقة ويتم الاستفادة من ذلك في نشر الفوضى والاستباحة لإظهار أنه غير قادر على الحكم والإدارة وحفظ الأمن.
لا تستفزوا الإسلاميين الكامنين الآن، والذين يتلمزون غيظًا، لا نريد معسكرين متحاربين في مصر، نريد معسكرًا وطنيًا واحدًا متحابًا متصافيًا ومختلفًا أيضًا في السياسة والفكر والرؤى والبرامج والمواقف لكن بسلمية وتحضر وانفتاح وتسامح وديمقراطية