abomokhtar
25-02-2013, 12:51 AM
تقديم/ هشام النجار
قرأتُ القصيدة من أسفل إلى أعلى في البداية.. ومن أعلى إلى أسفل.. ومن آخر طرف الوطن إلى نهايته فتلك طريقتي في قراءة أناشيد الوجع.. وهذا منهجي في تأمل ملامح أبطال العمر المنسيين ورؤية وشوش الناس المجهولين المهمشين .
أسعدني الشاعر بقصيدة فصحى انتظرتها على أحر من النزف .. ففراق الفصحى مُضن والبعد عنها موحش .
أما القصيدة ذاتها فمذهلة في تراكيبها وتصويرها الفني .. وحكاية لا تنتهي من اللعب المحبب بالمعاني وتبادل الأدوار في سلوك شعري احترافي ينسجم تماماً مع الرقص مع الأرزاق.. واللعب مع شخوص القدر .
هي رحلة لا تموت ولا تنتهي في أعماق الفقر وأزقة المنسيين المجهولة المعتمة الباردة.. فيها يجوع ويرقص.. فيها يناضل ويفرح ويحزن ويأسى.. وفيها يثبت ذاته.. وهذه هي الحياة .
لا أكثر من رقصة عيش .. فادعوا إذا ً الذين عاشوا بالطول والعرض.. أدعوا أولاة البذخ وولاة النعم وسكان القصور لحضور هذا العرض المرئي من خلال شاشات العرض الخاصة بسينما المحرومين المجهولين المنسيين المساكين.
في سيناريو يتكرر مع ثلثي الشعب المصري أو يزيد .. وبطولة رجل نراه كل يوم يثبت ذاته ويحقق المستحيل رغم كل شيء.. إنه رجل المستحيل.
المواطن المصري البسيط الذي يكْدح راقصاً.
والآن مع القصيدة:
هي رقصة عيش لا أكثر
للشاعر/ سامح محجوب
أنا آخر أرصفة الشارع
في البرد أقاوم
وجدَ العشاقِ
الحارقْ
مِصباح الليلة
لا يعجبني
مِصباح الليلة
يبتاعُ سجائر للشرطي
وينامُ ذليلاً بين الجَوعى
مِصباحُ الليلة سارقْ
أنا آخر أرصفة الشارع
في البرد
أقاوم صمتَ الوجعِ
المنسي
على أطرافي
وغبارَ جَحَافِلَةِ البشرِ
المنصوبين مشانقْ
أنا شاهدُ
ليلٍ همجيٍّ يبصقُ
في وجهي
الصبحَ:
بيوتًا وشوارع
ناسًا تسترُ عورتها
ببقايا خبزٍ
وفتاتِ مشاعرْ
هي رقصةُ
عيشٍ
لا أكثر
و"حلاوة"روح
ألقاكَ مساءً
يا يومي
بجوار النصب التذكاري
لزعيم المخدوعين
ألقاك صباحًا
في الميدان
حاذر من شيئين:
من ساق امرأة هيفاء
- تنزل مجهدة -
من غُرَفِ الأعرابِ المخصيين
وقراءةِ إعلان الشَّعر الناعم
فوق عمارات الأوقاف
حاذر من قدميك
من نزف جروحك
من وقتك حين يجف
على الأعراف
أنت
وجوهُ المكدودينَ الموجودُ
لدينا في الصحف الأولى
أنت الرائي والمرئي
حين تقيءُ الشاشةُ أخبارا
أنت الواقف وحدك
في طابور الخبزِ
أنت ولا شيء جوارك
بين الطرقات تسيرُ
كريحٍ عمياءْ
تدخلك الأشياء يقينًا
أم أنك تخرجُ
من رحم الأشياءْ
مارس أحزانك جهرًا
لا تأبه بالجثث الملقاةِ
أمامك
من ذاتك فِر
من ذاتك حرر ذاتَ الأنواءْ
لا تنتظر الموتى
عن نفسك قاتل
عن نايك قاتل
عن ظلك فوق الأرض
عن شجرة توتٍ
في حقل أبيك
عن بسمةِ طفلٍ في صبح العيد
عن خيلك
عن سيفك قاتل
لا تنتظر الموتى
هي رقصة عيشٍ
لا أكثر
و"حلاوة" روح
قرأتُ القصيدة من أسفل إلى أعلى في البداية.. ومن أعلى إلى أسفل.. ومن آخر طرف الوطن إلى نهايته فتلك طريقتي في قراءة أناشيد الوجع.. وهذا منهجي في تأمل ملامح أبطال العمر المنسيين ورؤية وشوش الناس المجهولين المهمشين .
أسعدني الشاعر بقصيدة فصحى انتظرتها على أحر من النزف .. ففراق الفصحى مُضن والبعد عنها موحش .
أما القصيدة ذاتها فمذهلة في تراكيبها وتصويرها الفني .. وحكاية لا تنتهي من اللعب المحبب بالمعاني وتبادل الأدوار في سلوك شعري احترافي ينسجم تماماً مع الرقص مع الأرزاق.. واللعب مع شخوص القدر .
هي رحلة لا تموت ولا تنتهي في أعماق الفقر وأزقة المنسيين المجهولة المعتمة الباردة.. فيها يجوع ويرقص.. فيها يناضل ويفرح ويحزن ويأسى.. وفيها يثبت ذاته.. وهذه هي الحياة .
لا أكثر من رقصة عيش .. فادعوا إذا ً الذين عاشوا بالطول والعرض.. أدعوا أولاة البذخ وولاة النعم وسكان القصور لحضور هذا العرض المرئي من خلال شاشات العرض الخاصة بسينما المحرومين المجهولين المنسيين المساكين.
في سيناريو يتكرر مع ثلثي الشعب المصري أو يزيد .. وبطولة رجل نراه كل يوم يثبت ذاته ويحقق المستحيل رغم كل شيء.. إنه رجل المستحيل.
المواطن المصري البسيط الذي يكْدح راقصاً.
والآن مع القصيدة:
هي رقصة عيش لا أكثر
للشاعر/ سامح محجوب
أنا آخر أرصفة الشارع
في البرد أقاوم
وجدَ العشاقِ
الحارقْ
مِصباح الليلة
لا يعجبني
مِصباح الليلة
يبتاعُ سجائر للشرطي
وينامُ ذليلاً بين الجَوعى
مِصباحُ الليلة سارقْ
أنا آخر أرصفة الشارع
في البرد
أقاوم صمتَ الوجعِ
المنسي
على أطرافي
وغبارَ جَحَافِلَةِ البشرِ
المنصوبين مشانقْ
أنا شاهدُ
ليلٍ همجيٍّ يبصقُ
في وجهي
الصبحَ:
بيوتًا وشوارع
ناسًا تسترُ عورتها
ببقايا خبزٍ
وفتاتِ مشاعرْ
هي رقصةُ
عيشٍ
لا أكثر
و"حلاوة"روح
ألقاكَ مساءً
يا يومي
بجوار النصب التذكاري
لزعيم المخدوعين
ألقاك صباحًا
في الميدان
حاذر من شيئين:
من ساق امرأة هيفاء
- تنزل مجهدة -
من غُرَفِ الأعرابِ المخصيين
وقراءةِ إعلان الشَّعر الناعم
فوق عمارات الأوقاف
حاذر من قدميك
من نزف جروحك
من وقتك حين يجف
على الأعراف
أنت
وجوهُ المكدودينَ الموجودُ
لدينا في الصحف الأولى
أنت الرائي والمرئي
حين تقيءُ الشاشةُ أخبارا
أنت الواقف وحدك
في طابور الخبزِ
أنت ولا شيء جوارك
بين الطرقات تسيرُ
كريحٍ عمياءْ
تدخلك الأشياء يقينًا
أم أنك تخرجُ
من رحم الأشياءْ
مارس أحزانك جهرًا
لا تأبه بالجثث الملقاةِ
أمامك
من ذاتك فِر
من ذاتك حرر ذاتَ الأنواءْ
لا تنتظر الموتى
عن نفسك قاتل
عن نايك قاتل
عن ظلك فوق الأرض
عن شجرة توتٍ
في حقل أبيك
عن بسمةِ طفلٍ في صبح العيد
عن خيلك
عن سيفك قاتل
لا تنتظر الموتى
هي رقصة عيشٍ
لا أكثر
و"حلاوة" روح