مشاهدة النسخة كاملة : محمد بن القاسم الثقفي .. أصغر فاتح في الإسلام


abomokhtar
04-03-2013, 11:07 PM
محمد بن القاسم الثقفي قائد أحد جيوش الفتح ومشهور بكونه فاتح بلاد السند، كان والد القاسم الثقفي واليا على البصرة ووالده هو ابن عم الحجاج بن يوسف الثقفي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%AC_%D8%A8%D9%86_ %D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82% D9%81%D9%8A).
اسمه ونسبه



هو: محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، الثقفي.

نشأته

ولد سنة 72هـ بمدينة الطائف (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81) في أسرة معروفة، فقد كان جده محمد بن الحكم من كبار الثقفين. وفي سنة 75هـ صار الحجاج بن يوسف الثقفي والياً عامًّا على العراق والولايات الشرقية التابعة للدولة الأموية في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان. فعيَّن الحجاج عمَّه القاسم واليًّا على مدينة البصرة، فانتقل الطفل محمد بن القاسم إلى البصرة، حيث يحكمها والده، ثم بنى الحجاج مدينة واسط التي صارت معسكرًا لجنده الذين يعتمد عليهم في الحروب، وامتلأت بسكانها الجدد وقوم الحجاج، وفي هذه المدينة وغيرها من العراق نشأ وترعرع محمد بن القاسم وتدرب على الجندية، حتى أصبح من القادة المعروفين وهو لم يتجاوز بعد 19 عامًا من العمر.
بدايه تفكيره في فتح بلاد السند

وكان محمد بن القاسم يسمع كثيرًا عن بلاد السند، ولم تكن تلك البلاد في ذلك الحين غريبة على المسلمين، فقد كان لهم فيها سابقة من غزوات في عهد الخليفة عمر والخليفة عثمان رضي الله عنهما، ثم زاد اهتمام العرب ببلاد السند حين قامت الدولة الأموية على يد الخليفة معاوية في سنة 40هـ حتى نجح في فتح إقليم مهم بتلك البلاد وهو (إقليم مكران) الذي كان يحكمها الولاة الأمويون بعد ذلك بصفة مستمرة.
أول غزواته في بلاد السند

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/dd/QASIM.PNG/220px-QASIM.PNG (http://commons.wikimedia.org/wiki/File:QASIM.PNG) http://bits.wikimedia.org/static-1.21wmf10/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:QASIM.PNG)
خريطة لفتوحات محمد بن القاسمفي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85) إقليم السند


حدث في سنة 88هـ أن سفينة عربية كانت قادمة من جزيرة الياقوت (بلاد سيلان) عليها نساء مسلمات، وقد مات آباؤهنَّ ولم يبق لهنَّ راعٍ هناك، فقررن السفر للإقامة في العراق، ورأى ملك سيلان في ذلك فرصة للتقرب إلى العرب فوافق على سفرهنَّ، بل حمل السفينة بهدايا إلى الحجاج والخليفة الوليد بن عبد الملك، وبينما كانت السفينة في طريقها إلى البصرة مارة بميناء الديبل ببلاد السند، خرج قراصنة من السند واستولوا عليها. وعندئذ كتب الحجاج إلى ملك السند يطلب منه الإفراج عن النساء المسلمات والسفينة، ولكنه اعتذر عن ذلك بحجة أن الذين خطفوا السفينة لصوص لا يقدر عليهم، فبعث الحجاج حملتين على الديبل، الأولى بقيادة عبيد الله بن نبهان السلمي، والثانية بقيادة بديل البجلي، ولكن الحملتين فشلتا، بل *** القائدان على يد جنود السند. ووصلت الأخبار إلى الحجاج أن النساء المسلمات والجنود العرب مسجونين في سجن الديبل، ولا يريد ملك السند الإفراج عنهم عنادًا للعرب، وهنا كانت الأسباب تلح على الحجاج في إرسال جيش كبير لفتح تلك البلاد التي كان قراصنتها يضايقون السفن العربية التجارية المارة بين موانئ البلاد العربية وموانئ بلاد الهند.
وبالفعل قرر الحجاج فتح بلاد السند كلها، وقد وقع اختياره على محمد بن القاسم الثقفي ليقود جيش المسلمين، وجهزه بكل ما يحتاج إليه في ميدان القتال. وتحرك البطل محمد بن القاسم بجيشه المكون من ستة آلاف مقاتل من العراق إلى الشيراز في سنة 90هـ، وهناك انضم إليه ستة آلاف من الجند، وبعد ذلك اتجه نحو بلاد السند، فبدأ بفتح مدينة بعد مدينة لمدة سنتين، حتى التقى جيش المسلمين بقيادته مع الجيش السندي بقيادة الملك داهر، في معركة دامية مصيرية سنة 92هـ، وكان النصر للحق على الباطل، فقد انتصر المسلمون على المشركين، و*** ملك السند في الميدان. واستمر محمد بن القاسم في فتوحاته لبقية أجزاء بلاد السند حتى انتهى منها سنة 96هـ، وبذلك قامت أول دولة إسلامية في بلاد السند والبنجاب أي بلاد باكستان الحالية.
وصف تاريخي له

وكان محمد بن القاسم راجح الميزان في التفكير والتدبير، وفي العدل والكرم، إذا قورن بكثير من الأبطال، وهم لا يكادون يبلغون مداه في الفروسية والبطولة، ولقد شهد له بذلك الأصدقاء والأعداء.
ولم تجتمع أخبار محمد بن القاسم المتفرقة إلى زمن قريب في كتاب، اللهم إلا على شكل مقال أو قصة، ولاسيما قصة بطل السند للأستاذ محمد عبد الغني حسن، وقد استفدت منها بأخذ بعض المعلومات التي تتعلق بحياته قبل فتح بلاد السند عند كتابة هذا المقال، حتى شاء الله أن تكون من نصيبي كتابة تاريخ كامل مفصل لبلاد السند والبنجاب في عهد العرب، في القرون الأربعة الأولى للهجرة، من صدر الإسلام إلى أواخر العصر العباسي، وفي هذا الكتاب يوجد باب مستقل يحتوي على أخبار فتوحات محمد بن القاسم في بلاد السند والبنجاب وأعماله المجيدة لخدمة الإسلام. كما أنني أوضحت الأسباب السياسية التي أدت إلى ***ه نتيجة لنزوات الأحقاد، وبذلك خسر العالم الإسلامي والعربي فاتحًا عظيمًا.
نهاية محزنة لمحمد بن القاسم

ثم لما كان محمد بن القاسم يفكر في أن يتوجه بجيش الفتح إلى حدود بلاد الهند، وصله أمر الخليفة الجديد سليمان بن عبد الملك للتوجه إلى العراق، فرضخ الشاب المؤمن لقضاء الله، وهو يعلم أن مصيره الهلاك، لا لذنب اقترفه ولكن لسوء حظ وقع فيه، بسبب بعض تصرفات سياسية من قريبه الحجاج، واستعد الفتى الحزين للسفر، فخرجت الجموع الحاشدة لتوديعه باكية حزينة، لم يكن العرب وحدهم يبكون على مصيره، بل أهل السند من المسلمين، وحتى البرهميين والبوذيين، كانون يذرفون الدموع الغزيرة، ويرجونه أن يبقى في بلاد السند، وسوف يقفون خلفه إذا دق الخطر بابه، ولكن نفسه الأبية رفضت مخالفة أمر الخليفة.
ووصل محمد بن القاسم إلى العراق، فأرسله والي العراق صالح بن عبد الرحمن مقيدًا بالسلاسل إلى سجن مدينة واسط بسبب عداوته للحجاج، وهناك عذبه شهورًا بشتى أنواع ال***** حتى مات البطل الفاتح - - في سنة 95 للهجرة.
إن البطل محمد بن القاسم الثقفي فاتح بلاد السند، يعتبر من أعظم الأبطال في التاريخ الإسلامي، إنه بطل بما تحمله كلمة البطولة من معانٍ، وقد أودع الله بين جنبيه نفسًا بعيدة المطامح لخدمة الإسلام. وبلاد السند والبنجاب التي فتحها البطل محمد بن القاسم هي بلاد باكستان الحاضرة من أكبر البلاد الإسلامية، وتاريخها جزء عزيز من التاريخ الإسلامي الكبير، ويعتبر محمد بن القاسم الثقفي مؤسسًا لأول دولة إسلامية في الهند، ولذلك يبقى اسمه شامخًا في سجل الفاتحين الأبطال.

abomokhtar
04-03-2013, 11:09 PM
سنطالع اليوم سيرة بطل شاب من أعظم الأبطال في التاريخ الإسلامي، هو فاتح بلاد السند والبنجاب، وقد أودع الله بين جنبيه نفسًا بعيدة المطامح لخدمة الإسلام، وبلاد السند (http://islamstory.com/ar/%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86) والبنجاب (بلاد باكستان الحالية) - هو محمد بن القاسم الثقفي مؤسس أول دولة إسلامية في الهند؛ ولذلك يبقى اسمه شامخًا في سجل الفاتحين الأبطال.
محمد بن القاسم الثقفي .. مولده ونشأته
ولد محمد بن القاسم الثقفي سنة 72هـ بمدينة الطائف في أسرة معروفة، فقد كان جدّه محمد بن الحكم من كبار ثقيف. وفي سنة 75هـ صار الحجاج بن يوسف الثقفي (http://islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82) واليًا عامًّا على العراق والولايات الشرقية التابعة للدولة الأموية في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، فعيّن الحجاج عمّه القاسم واليًا على مدينة البصرة، فانتقل الطفل محمد بن القاسم إلى البصرة. ولما شيد الحجاج مدينة واسط وصارت معسكرًا لجنده الذين يعتمد عليهم في الحروب، وامتلأت بسكانها الجدد، وفيها نشأ وترعرع محمد بن القاسم الثقفي وتدرب على الجندية والفروسية، فلُقّن فنون الحرب وأساليب القتال حتى أصبح من القادة المعروفين وهو لم يتجاوز بعد 17 عامًا من العمر.
صفات محمد بن القاسم الثقفي
بدت على محمد بن القاسم الثقفي أمارات النجابة والشجاعة وحسن التدبير في الحرب منذ نعومة أظفاره؛ مما جعل الحجاج بن يوسف الثقفي يعينه أميرًا على ثغر السند وهو لم يتجاوز 17 عامًا، وكان محمد بن القاسم راجح الميزان في التفكير والتدبير، وفي العدل والكرم، إذا قورن بكثير من الأبطال، وهم لا يكادون يبلغون مداه في الفروسية والبطولة، ولقد شهد له بذلك الأصدقاء والأعداء، وقد سحر الهنود بعدالته وسماحته، فتعلقوا به تعلقًا شديدًا.
وكان من دأب محمد بن القاسم الثقفي أن يجنح إلى الصلح والسلم ما وسعه ذلك، وقد أوصاه بذلك الحجاج بن يوسف الثقفي: "إذا أردت أن تحتفظ بالبلاد فكن رحيمًا بالناس، ولتكن سخيًّا في معاملة من أحسنوا إليك، وحاول أن تفهم عدوك، وكن شفوقًا مع من يعارضك، وأفضل ما أوصيك به أن يعرف الناس شجاعتك، وأنك لا تخاف الحرب والقتال".
وكان محمد بن القاسم يتصف بالتواضع الرفيع، فكان في جيشه من يكبر أباه سنًّا وقدرًا، فلم تجنح نفسه معهم إلى الزهو والمباهاة، ولكنه لم يكن يقطع أمرًا إلا بمشورتهم، بَنَى المساجد في كل مكان يغزوه، وعمل على نشر الثقافة الإسلامية مبسطة ميسرة.
محمد بن القاسم الثقفي وفتح بلاد السند
استولى قراصنة السند من الديبل بعلم من ملكهم "داهر" في عام 90هـ على ثماني عشرة سفينة بكل ما فيها من الهدايا والبحارة والنساء المسلمات، اللائي عمل آباؤهم بالتجارة وماتوا في سرنديب وسيلان، وصرخت مسلمة من بني يربوع "وا حجاج، وا حجاج"، وطار الخبر للحجاج باستغاثتها، فنادى من وراء الجبال والبحار "لبيك لبيك".
وحاول الحجاج بن يوسف الثقفي استرداد النساء والبحارة بالطرق السلمية، ولكن "داهر" اعتذر بأنه لا سلطان له على القراصنة، فثارت ثائرة الحجاج، فأعد الحجاج جيشًا تلو الآخر، الأول بقيادة "عبد الله بن نهبان" فاستشهد، ثم أرسل الحجاج "بديل بن طهفة البجلي" ففاز بالشهادة دون أن يصل إلى أمر حاسم.
فاستشاط الحجاج غضبًا بعد أن رأى قوّاده يتساقطون شهيدًا وراء شهيد، فأقسم ليفتحن هذه البلاد، وينشر الإسلام في ربوعها، وقرّر القيام بحملة منظمة، ووافق الخليفة الوليد بن عبد الملك، وبعد أن تعهد له الحجاج أن يرد إلى خزينة الدولة ضعف ما ينفقه على فتح بلاد السند.
وقد وقع اختيار الحجاج على محمد بن القاسم الثقفي ليقود الجيش الإسلامي؛ لما رآه فيه من حزم وبسالة وفدائية، فجهّزه بكل ما يحتاج إليه في ميدان القتال من عتاد، وتحرك البطل محمد بن القاسم الثقفي بجيشه المكون من عشرين ألف مقاتل من خيرة الأبطال وصفوة الجنود، واجتاز الجيش حدود إيران سنة 90هـ إلى الهند، وبرزت مواهب محمد بن القاسم الفذة في القيادة وإدارة المعارك، فحفر الخنادق ورفع الرايات والأعلام ونصب المنجنيقات، ومن بينها منجنيق يقال له: العروس كان يقوم بتشغيله خمسمائة، تقذف منه الصخور إلى داخل الحصون فيدكها دكًّا.
وبعد ذلك اتجه نحو بلاد السند، فبدأ بفتح مدينة بعد مدينة لمدة سنتين، ثم زحف إلى الديبل، فخندق الجيش بخيوله وأعلامه واستعد لمقاتلة الجيش السندي بقيادة الملك "الراجة داهر" حاكم الإقليم، في معركة مصيرية سنة 92هـ، وكان النصر للحق على الباطل، فقد انتصر المسلمون، وقُتل ملك السند في الميدان، وسقطت العاصمة السندية في أيدي المسلمين. واستمر محمد بن القاسم الثقفي في فتوحاته لبقية أجزاء بلاد السند ليطهرها من الوثنية المشركة، فنجح في بسط سلطانه على إقليم السند، وفتح مدينة الديبل في باكستان، وامتدت فتوحاته إلى ملتان في جنوب إقليم البنجاب، وانتهت فتوحاته سنة 96هـ عند الملقان، وهي أقصى ما وصل إليه محمد بن القاسم من ناحية الشمال، فرفرف عليها علم الإسلام وخرجت من الظلمات إلى النور، وبذلك قامت أول دولة إسلامية في بلاد السند والبنجاب (باكستان حاليًّا).
قالوا عنه
قال حمزة الحنفي فيه:
إن المروءة والسماحة والنـدى *** لمحمد بن القاسـم بن محمـد
ساس الجيوش لسبع عشرة حجّة *** يا قرب ذلك سؤددًا من مولد
وفاة محمد بن القاسم الثقفي
إن العين لتدمع دمعات حزينة حين تُفاجأ بنهاية محمد بن القاسم الثقفي الأليمة، فلو كان البطل الشهيد قد لاقى مصيره في معترك السيوف، لكان مصرعه مدعاة ارتياح لمن يقدرون البطولة، ولكنه يذهب ضحية للحقد، فتختلق الأكاذيب ضده لتلطخ بسوادها المنكر صحيفة بيضاء ساطعة بنور الفضيلة والكرامة والإباء، ويمضي الشهيد إلى ربه صابرًا محتسبًا، فلم يكن للبطل محمد بن يوسف الثقفي من ذنب لدى الخليفة سليمان بن عبد الملك إلا أنه ابن عم غريمه الحجاج بن يوسف الثقفي، فانتقم الخليفة سليمان من الحجاج الذي عزله من قبلُ عن الخلافة في شخص محمد بن القاسم.
ووصل محمد بن القاسم الثقفي إلى العراق، بعد أن ادعت ابنة داهر ملك السند الذي ***ه محمد بن القاسم أن محمد راودها عن نفسها ونالها قسرًا، فأرسله والي العراق صالح بن عبد الرحمن مقيدًا بالسلاسل إلى سجن مدينة واسط، وهناك عذبه شهورًا بشتى أنواع ال***** حتى مات البطل الفاتح في سنة 95هـ، فخرجت الجموع الحاشدة لتوديعه باكية حزينة، لم يكن العرب وحدهم يبكون على مصيره، بل أهل السند من المسلمين، وحتى البرهميين والبوذيين، كانون يذرفون الدموع الغزيرة، وصوَّره الهنود بالحصى على جدرانهم ليبقى شخصه ماثلاً للعيون، وجذعوا لفراقه جزعًا شديدًا.
مات محمد بن القاسم الثقفي ولم يبلغ الرابعة والعشرين من عمره بعد أن فتح الفتوح وقاد الجيوش وضم الباكستان العظيمة إلى رقعة الإسلام، فاستضاء بجهاده وبمن جاء بعده مائة مليون مسلم.
بقلم: د. عماد عجوة

abomokhtar
04-03-2013, 11:11 PM
مفكرة الاسلام: (http://www.islammemo.cc) إن سيرة هذا البطل الذى سوف نتكلم عنه هذه المرة، لهى مصدر فخر وعز وإستعلاء للأمة الإسلامية والدين الإسلامى، الأمة التى كان من أبنائها مثل هذا البطل الذى قاد الجيوش الجرارة وولى الأقاليم الكبيرة وفتح المدن العريقة وأدخل الإسلام إلى بلاد السند والهند وأباد ملوك الكفر وحطم الأوثان والمعابد الشركية، قام بذلك كله وهو فتى فى ريعان شبابه ولم يبلغ العشرين، فحرى بكل أب مسلم أن يربى أبناءه على سيرة أمثال هذا البطل الذى ينبغى أن يكون قدوة للشباب الذين تاهت عقولهم فى أودية الدنيا ولم يعد أمامهم مثل هذا البطل القدوة .

من هو محمد بن القاسم ؟
اسمه بالكامل محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبى عقيل الثقفى، ولد سنة 72 هجرية بأرض العراق وكان أبوه القاسم بن محمد مما جاء لأرض العراق عند الحرب بين ابن الزبير رضى الله عنه وعبد الملك بن مروان، فأقام بها وهو ابن عم الوالى الشهير والمثير للجدل بشدة الحجاج بن يوسف الثقفى، وهذا الرجل رغم مساويه الكثيرة والشناعات العظيمة التى أثرت عنه، إلا أنه محباً للجهاد مهتماً بتدبير الجيوش ونشر الإسلام، وكانت له عين فاحصة فى إختيار الأبطال ومعرفتهم وبخبرته الواسعة بشئون الجهاد، وقعت عينه على ابن عمه الصغير 'محمد بن القاسم' فبدأ فى تقريبه وإسناد بعض المهام الصغيرة من أجل إختبار مدى عزمه وكفاءته وترقى فى إختباراته له حتى أبان الصغير عن همة عالية وكفاءة قيادية منقطعة النظير .


بيئة الأبطال :
كانت دولة بنى أمية معنية أشد الاعتناء بنشر الإسلام فى ربوع المعمورة، لذلك كان سوق الجهاد قائمة فى بنى أمية ليس لهم شغل إلا ذلك، فعلت كلمة الإسلام فى مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها وقد أذلوا الكفر وأهله، وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعباً فلا يتوجه المسلمون إلى بلد إلا أخذوه، ولم تنكسر لهم راية أو يديل عليهم عدو أو يخرج من أيديهم بلد فتحوه، وفى ظل هذه البيئة الجهادية ظهر بطلنا المقدام محمد بن القاسم .

المسلمون وبلاد السند :
كانت بلاد السند [باكستان الآن] هدفاً لحركة الفتح الإسلامى المباركة أيام الخليفة الراشد 'عمر بن الخطاب' رضى الله عنه، فلقد أرسل عامله على البحرين 'عثمان بن أبى العاص' جيشاً بقيادة أخيه 'الحكم' إلى ساحل الهند عند مدينة 'تانة' وذلك سنة 15 هجرية ثم إلى مدينة 'بروص' ثم إلى 'خور الدبيل' وحقق خلالهما عدة إنتصارات ولكن الخليفة خاف من مواصلة الغزو خوفاً على المسلمين من بعد الديار، وكان ذلك أيضا رأى أمير المؤمنين 'عثمان' رضى الله عنه، فلما تولى 'على بن أبى طالب' رضى الله عنه الخلافة أرسل الحارثة بن مرة العبدى إلى السند فأغار على أطرافها وظفر منها وظل بها حتى استشهد فى عهد 'معاوية' رضى الله عنه سنة 42 هجرية .

حدث تطور كبير فى غزو السند أيام 'معاوية بن أبى سفيان' حيث أمر القائد الشهير المهلب بن أبى صفرة بغزو السند ثم غزاها عبد الله بن سوار العبدى ثم سنان بن سلمة الهذلى ففتح 'مكران' ومصرها وأسكنها العرب وهذا أول جزء من غربى البنجاب يدخل فى دولة الإسلام، وبعد ذلك فصل المسلمون بين بلاد الهند وبلاد السند، فلما تولى الحجاج الثقفى جعل من أولوياته فتح هذا الثغر العظيم خاصة بعد *** عامله 'محمد بن هارون النمرى' فى قتاله مع ملك السند 'داهر' وقد رأى أن هذا الفتح لن يتم إلا بجيش قوى على رأسه قائد شجاع لا يبالى بجيوش 'داهر' الضخمة ولا يستوحش من بعد المسافة وطول الطريق إلى السند، وبعد بحث وتقليب نظر فى قائمة القادة الأبطال، وقع الإختيار على بطلنا 'محمد بن القاسم' وكان وقتها فى السابعة عشر من العمر، وكان ذلك سنة 89 هجرية حيث بدأت فصول المجد والبطولة فى حياة هذا القائد الصغير .

معالم البطولة :

عندما تولى 'محمد بن القاسم' قيادة الحملة الجهادية المتجه إلى بلاد السند اشترط على 'الحجاج بن يوسف الثقفى' عدة شروط تبرهن على مدى الكفاءة القيادية والقتالية لمحمد بن القاسم منها :

1. أن يكون الجيش كامل التجهيز والإعداد والمؤن حتى لا تتوقف سيرة الفتح، فأمده الحجاج بجيش يقدر بستة آلاف مقاتل مجهزين بكل شىء حتى المسال والإبر والخيوط .
2. أن يرافق الجيش البرى أسطول بحرى ليكون الهجوم مزدوجاً وفى إتجاهين، ووافق الحجاج .
3. أن يواصل الجهاد والسير حتى ينتهى من فتح بلاد السند كلها، ووافق الحجاج .

رحلة الفتح المبارك :
كان لمحمد بن القاسم فى رحلته للفتح المبارك هدفان الأقرب الانتقام من 'داهر' ملك السند الوثنى الذى *** المسلمين بأرضه وآخرهم 'محمد هارون النمرى'، والأبعد فتح بلاد السند وما ورائها من بلاد الهند ونشر الإسلام فى هذه الربوع الشاسعة .

تحرك محمد بن القاسم بجيشه القوى إلى 'مكران' فأقام بها عدة أيام يستجمع قوته بعد سير طويل وذلك لفتح مدينة 'الدبيل' أحصن مدن السند، وفى الطريق إليها فتح مدينة 'قنزبور' و'أرمانيل' ثم واصل السير حتى نزل على مدينة 'الدبيل' وذلك يوم جمعة ووافاه الأسطول بآلات الحصار ومنها المنجنيق الكبير المشهور باسم 'العروس' وكان يلزمه 500 رجل لتشغيله، وضرب 'محمد بن القاسم' حصاراً شديداً على المدينة الحصينة، واستمات الكفار الهندوس فى الدفاع عن مدينتهم وفكر 'محمد بن القاسم' فى فكرة عبقرية لفتح المدينة تعتمد فى الأساس على خبرته بنفسية الأعداء وطبيعة تفكيرهم، فلقد كان فى المدينة معبد ضخم لصنم معروف عندهم على قمته سارية خشبية طويلة جداً فى نهايتها راية حمراء كبيرة إذا هبت الرياح تحركت هذه الراية كأنها كالمروحة الدائرة، وهى مقدسة عندهم، فأمر 'محمد بن القاسم' بتوجيه قذائف المنجنيق إلى هذه السارية حتى كسرها، وهو يعلم بتشاؤم الهندوس من ذلك، وبالفعل مع إنهيار السارية إنهارت معنويات الكفار واقتحم المسلمون المدينة،وفتحوها بعدمعركةطاحنة وبنى 'محمد بن القاسم' بها مسجداً واستقدم أربعة آلاف من المسلمين وأسكنهم فى المدينة للتأكيد على إسلام هذه المدينة وطمس الهوية الوثنية عنها .

يوم الإنتقام :
بعد فتح مدينة 'الدبيل' أحصن مدن السند، واصل محمد بن القاسم سيره، فكان لا يمر على مدينة إلا فتحها وهدم معابد الوثنية والبوذية بها وأقام شعائر الإسلام وأسكنها المسلمون وبنى المساجد حتى غير خريطة البلاد تماماً وصبغها بصبغة إسلامية تامة .

استطاع محمد بن القاسم أن يبهر الهندوس بشخصيته القوية الحازمة وقد تعجبوا من شجاعته وحسن قيادته لجيش كبير وهو دون الثامنة عشر، وبالفعل أسلم عدد كبير من الزط وهم من بدو الهنود وانضم منهم أربعة آلاف رجل يقاتلون مع محمد بن القاسم وكان لهم أثر كبير فى القتال لخبرتهم بالبلاد ومعرفتهم للغة الهنود .

كانت الأخبار قد وصلت إلى ملك الهند الوثنى 'داهر' فاستعد للقاء المسلمين بجيوش كبيرة مع سلاح المدرعات الشهير وهم الفيلة، وقد داخله الكبر والعجب لضخامة جيوشه واستخف بالمسلمين لقلتهم، ولكنه فوجىء بالإعصار الإسلامى يعبر نهر 'مهران' الفاصل بينه وبين المسلمين، ويجد 'داهر' الذى كان على ظهر فيل كبير نفسه وجهاً لوجه مع محمد بن القاسم وجنوده، ويقتتل الفريقان قتالاً مهولاً لم تشهد مثله أرض السند من قبل ويرى 'داهر' جنوده صرعى من حوله تتخطفهم سيوف المسلمين، فنزل من على ظهر فيله المنيع ويقاتل بنفسه حتى يأتيه قدره المحتوم وي***ه المسلمون وينشد قاتله هذه الأبيات : ـ

الخيل تشهد يوم داهر والقنا ***** ومحمد بن القاسم بن محمد

إنى فرجت الجمع غير معرد ******* حتى علوت عظيمهم بمهند

فتركته تحت العجاج مجندلاً ******** متعفر الخدين غير موسد

وبم***ه أدرك المسلمون ثأرهم وانفتحت أمام بلاد السند على مصراعيها وقد قامت امرأة 'داهر' بحرق نفسها هى وجواريها ووقعت 'صيتا' ابنة داهر فى الأسر .
بعد م*** 'داهر' واصل محمد بن القاسم سيره ليحقق الهدف الأكبر والأبعد كما قلنا بعد أن أنتقم من عدو الإسلام 'داهر' ففتح مدينة 'راور' ثم 'رهماناباذ' ثم استسلم إقليم 'ساوندرى' وأعلنوا إسلامهم ثم 'سمند' ثم فتح محمد بن القاسم مدينة 'الملتان' وذلك بعد قتال عنيف إذ كانت معقل البوذية بالسند وغنم منها أموالاً طائلة حملت كلها إلى الحجاج وقدرت بمائة وعشرين مليون درهم، ومع الغنائم رأس الطاغية 'داهر' وكانت الحملة قد تكلفت ستين مليون درهم فقال الحجاج كلمته الشهيرة [شفينا غيظنا وأدركنا ثأرنا وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس 'داهر' .

دوهر بعد داهر :
بعد ان نجح محمد بن القاسم فى القضاء على ملك السند الكبير 'داهر' برز ملك آخر كان بمثابة الذراع اليمنى لداهر واسمه دوهر وكان ملكاً على إقليم 'الكيرج' وهى أقصى بلاد السند على حدود بلاد الهند، فاستعد دوهر للقاء المسلمين وغره الشيطان بأنه سيحقق ما لم يحققه 'داهر' واصطدم مع المسلمين فنزل به من حر سيوفهم ما لم يطيق فحاول الفرار ولكن ولات حين فرار أدركته سيوف المسلمين ف*** كما *** الذى من قبله والتحق رأسه برأس من سبقه وقال فيه قاتله أيضا :ـ

نحن ***نا داهراً ودوهر **** والخيل تروى منسراً فمنسراً

فى هذه الفترة مات الحجاج والى العراق الشهير وابن عم محمد بن القاسم، ولكن هذا لم يرد عزم محمد بن القاسم عن مواصلة الفتح حيث أصبح الطريق مفتوحاً إلى بلادالهند وبالفعل بدأ محمد بن القاسم فى فتح مدن الهند فبدأ بمدينة 'سرست' فدخل أهلها فى طاعة المسلمين وكانوا بحارة مهرة استفاد منهم المسلمون، وبدا للجميع أن محمد بن القاسم لن يرجع حتى يفتح بلاد الهند أيضا ولكن حدث تطور مأساوى سريع فى حياة محمد بن القاسم .


مأساة بطل عظيم :
بدأت فصول هذه المأساة والمحنة العظيمة التى تعرض لها بطلنا العظيم الصغير، عندما توفى الخليفة الوليد بن عبد الملك وذلك سنة 96 هجرية وتولى مكانه أخوه سليمان بن عبد الملك وكان شديد الكره للحجاج بسبب جرائم الحجاج وسفكه لدماء الكثيرين لأقل شبهة، فلما تولى الخلافة قام بتعيين واحد من أشد خصوم الحجاج وهو 'صالح بن عبد الرحمن' أميراً على العراق فقام هذا الرجل بعزل كل رجال الحجاج من مناصبهم ومنهم بالقطع محمد بن القاسم أمير السند وفاتحها وعين مكانه 'يزيد بن أبى كبشة ال***كى' .

ولما وصل نبأ العزل لمحمد بن القاسم حاول البعض إقناعه بالعصيان والانفراد بهذه البلاد البعيدة عن مركز الخلافة، خاصة وأن جنوده يحبونه وكذلك من أسلم من أهل السند والهند، وسبق أن ثار بهذه البلاد ثائران من العرب هما محمد ومعاوية ابنا الحارث العلافى ولكن وجود 'داهر' حال دون انفرادهما بهذه البلاد، وحاولوا إقناعه بأنه مظلوم ولا ذنب له وتخويفه من صالح بن عبد الرحمن، ولكن محمد بن القاسم كان من الطراز النادر للقادة الذين يعملون لخدمة الإسلام ولا يريدون من الدنيا شيئاً فلا مناصب تهمه ولا دنيا تغريه، وخاف من عاقبة الخروج على الخلافة وما سيؤدى إلى تفرق الأمة وتمزق المسلمين وسفك الدماء بين المسلمين فى فتنة الخروج، ووافق على قرار العزل مع قدرته على المقاومة والانفراد، وأنشد فى ذلك قوله :ـ

ولو كنت أجمعت الفرار لوطئت ***** إناث أعدت للو غى وذكور

وما دخلت خيل السكاسك أرضنا ** ولا كان من عك على أمير

وهكذا توقفت سيرة فتح الهند بعزل هذا البطل ولكن الذى حدث بعد ذلك كان أشد إيلاماً ومأساوية .

مر بنا من قبل أن 'صيتا' ابنة 'داهر' قد وقعت فى الأسر بعد م*** أبيها وانتقلت من العز والملك والغنى والسيطرة إلى أن *** أبوها وانتحرت أمها وضاع ملكها وصارت مملوكة بعد أن كانت ملكة، فامتلأ قلبها غيظاً وحنقاً وبغضاً على البطل الشاب محمد بن القاسم فلما عزل محمد بن القاسم من منصبه وعلمت أن أيامه قد ولت أرادت أن تدرك ثأرها وتشفى غليلها فتقدمت للوالى الجديد 'يزيد بن أبى كبشة' بشكوى ادعت فيها أن محمد بن القاسم قد اغتصبها بالقوة بعد وقوعها فى الأسر وهى تهمة عظيمة وفرية دنيئة من وثنية مشركة على بطل عظيم .

و لان التهمة كبيرة قرر الوالى الجديد القبض على محمد بن القاسم وإرساله إلى والى العراق 'صالح بن عبد الرحمن' للتحقيق، وبالفعل حمل محمد بن القاسم مقيداً بالأغلال إلى العراق فأنشد قائلاً بيته المشهور الذى صار بعد ذلك مثلاً سائراً ويعبر عن صدق إخلاص هذا الرجل ومدى حزنه على توقيفه عن الجهاد فى سبيل الله، قال :ـ

أضاعونى وأى فتى أضاعوا ***** ليوم كريهة وسداد ثغر

وكان مشهد خروج محمد بن القاسم مكبولاً شديد الأثر على أهل السند، فلقد اصطفوا لوداعه وهم يبكون على فراقه وما صار إليه، والعجب العجاب أن الله عز وجل قد أظهر آيه سريعة وباهرة لبراءة البطل العظيم، حيث لم يمض على خليفته فى ولاية السند 'يزيد بن أبى كبشة' سوى سبعة عشر يوماً ثم مات فجأة .

وقد فرح كفار السند لخروج محمد بن القاسم وتنفسوا الصعداء وخلعوا الطاعة وعادوا للكفر وهموا بإخراج المسلمين، كل ذلك لأن الساحة قد غاب عنها أسدها وأشدها .



النهاية الحزينة :

كان والى العراق الجديد 'صالح بن عبد الرحمن' شديد الكراهية والبغضاء للحجاج الثقفى، ذلك لأن الحجاج قد *** آدم أخا صالح وكان يرى رأى الخوارج، فأراد صالح أن يدرك ثأره من الحجاج وذلك بالانتقام من أقربائه وهذا هو عين التعصب والظلم والجور وهو ما كان يفعله الحجاج أيضا مع خصومه، فإن الله عز وجل قال {ولا تزر وازرة وزر آخرى} .

قام صالح بن عبد الرحمن بحبس محمد بن القاسم فى سجن مدينة واسط الذى طالما زج فيه الحجاج خصومه لأدنى شبهة وبنفس آلات ال***** أمر صالح ب***** محمد بن القاسم حتى يعترف هل ارتكب هذه الجناية الشنيعة التى افترتها الوثنية 'صيتا' عليه، ومحمد بن القاسم يقسم أنه برىء ويصر على ذلك، وينشد أشعاراً مؤثرة يقول فيها :ـ

فلئن ثويت بواسط وبأرضها ***** رهن الحديد مكبلاً مغلولاً

فلرب قنية فارس قد رعتها ***** ولرب قرن قد تركت قتيلاً

ويظل محمد بن القاسم صامداً تحت ال***** مستمسكاً ببراءته وطهارته من هذه الفرية الحقيرة ولا ذنب له سوى فتوحاته العظيمة وقهره لملوك الكفر، ولكونه ابن عم طاغية أخذت عشيرته بجريرته، حتى جاءت اللحظة الحزينة التى مات فيها مظلوماً شهيداً إن شاء الله وتنطفىء شمعة لو قدر لها البقاء لصارت شمساً محرقة لأعداء الإسلام ولفتح المسلمون الهند التى تأخر فتحها بعد ذلك بعدة قرون .

وقد مدحه شعراء زمانه ورثوه وبكوا عليه فهذا حمزة بن بيض الحنفى يقول :

إن المروءة والسماحة والندى **** لمحمد بن القاسم بن محمد

ساس الجيوش لسبع عشرة حجة *** يا قرب ذلك سودداً من مولد

فرحمه الله رحمة واسعة وعوض شبابه الغض الطرى بالفردوس الأعلى، والأمر العجيب حقاً أن 'صيتا' ابنة داهر لما علمت بوفاة محمد بن القاسم تحت ال***** بكت وتحرك ضميرها وذهبت لوالى العراق واعترفت بجريمتها فرفع أمرها للخليفة سليمان بن عبد الملك، فأمر ب***ها جزاء وفاقاً وقصاصاً بهذا البطل العظيم .

وهكذا ينصر الله عز وجل أولياءه وجنوده ولو بعد حين ويظهر براءتهم للعالمين حتى لا تبقى فى صدور أى من الناس شىء عنهم .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع :

تاريخ الطبرى / الكامل فى التاريخ / البداية و النهاية / المنتظم

تاريخ الخلفاء / محاضرات الدولة الأموية / فتوح البلدان / أطلس تاريخ الإسلام /التاريخ الأسلامى / سير أعلام النبلاء /وفيات الأعيان / شذرات الذهب / العبر فى خبر من غبر .