مشاهدة النسخة كاملة : تمثيلية هزلية


راغب السيد رويه
18-03-2013, 11:43 PM
تمثيلية هزلية



أخيرا عرفنا حقيقة جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، التى جرى تخويفنا بها وقيل لنا إنها ستتولى تقويمنا وتأديبنا، وجعل حياتنا أكثر استقامة وصلاحا وصفحتنا أكثر بياضا.
فقد نشرت جريدة «الشروق» فى عدد 14/3 تحقيقا حول الجماعة المذكورة، ذكرت فيه أنها «اخترقتها» وأمضت يوما فى مقرها الرئيسى بالقاهرة، ونزلت مع بعض عناصرها الذين خرجوا إلى الشارع للقيام باللازم.

أخبرنا التحقيق الذى أعدته إحدى الزميلات أن مؤسس الجماعة المذكورة «ترزى» مصرى يحمل ال***ية الأمريكية سبق أجرت معه إحدى الصحف حوارا قال فيه إن الجماعة هى التى ستحدد طبيعة الثياب التى يتعين على الرجال والنساء ارتداءها فى الشارع تعبيرا عن الاحتشام ودرءا للفتنة. وهى فكرة جديرة بأن تصدر عن ترزى لا يرى المجتمع إلا من خلال السراويل والتنانير. إزاء ذلك فلم يكن مستغربا أن يكون محل الترزى هو المقر الرئيسى لجماعة الأمر المعروف والمنكر التى أسسها الرجل. المحررة التى اخترقت الجماعة زارت المحل، وصادفت فيه اثنين من الأقباط رجل وامرأة دخلا فى الإسلام على أيديها، وذكرت أن المرأة التى انضمت إلى الجماعة تحظى برعايتها الكاملة. حيث تحملت نفقاتها ووفرت لها السكن والعمل. أثناء الوجود فى المحل هكذا مرة واحدة! تلقى رئيس الجماعة اتصالا هاتفيا من الرجل الثانى فيها. ودار الحوار حول «ضرورة النزول إلى المجتمع لفرض فكر الجماعة ــ هكذا كتبت المحررة ــ والسيطرة التامة على الشارع لتطبيق الشريعة»، وبدا أن ثمة اتفاقا على عقد اجتماع لهم للجماعة. بعد قليل حضر الرجل الثانى «مرتديا شالا أبيض على الرأس وجلبابا قصيرا. تبدو الشراسة على ملامحه ويسود وجهه تجهم مفتعل». واجتمع الرجل مع الحضور ومع آخرين توافدوا إلى المكان (لم تذكر عددهم) وبدأو الترتيبات الفعلية للنزول إلى الشارع.

فى ذلك الاجتماع تكلم «الزعيم» ــ الوصف للمحررة ــ مؤكدا على أن الإعلام فاسد ينبغى تجنبه و«إبليس يخاف منه». وأن الديمقراطية كفر بواح يخرج عن ملة الإسلام، وأن الإخوان هم شؤم الديمقراطية وقال إنه يسعى بشدة لفض ميدان التحرير وإخلائه من العلمانيين الليبراليين. وفى هذا الصدد فإنه هدد بغزو الميدان وتحريره بالقوة من الاحتلال.

حسب الكلام المنشور فإن الزعيم المؤسس قال للمجتمعين إنه بدأ ببيته وأن زوجته الثانية تشترك معه فى التبشير بفكر الجماعة فى مصر، وهو ما قامت به فى السعودية. مضيفا أن اجتماعات عقدت بين الهيئة فى مصر وبين رجال الجماعة فى السعودية، وقد رحب الأخيرون بنشاطها، وأبدوا الاستعداد الكامل للتمويل «مهما كانت التكاليف». أضاف الرجل فى كلمته أنه يجهز الشباب للجهاد فى سوريا، وأنه أوفد شابين لهذا الغرض، ثم قال إن الجماعة انتشرت فى مصر كالسرطان، حيث تجاوز عدد أعضائها الملايين من خيرة الشباب، إلى جانب النشء الصغير الذين لا يزيد أعمار بعضهم على 12 عاما.

حين خرجوا إلى العمل رافقتهم المحررة. حيث التقوا برجلين أمام مسجد السيدة زينب، كان أحدهما تاجر مخدرات لكنه تاب وانضم للجماعة. دخل الفريق إلى بعض المحلات التجارية، ولكن الناس لم يرحبوا بهم، ذهبوا إلى أحد المقاهى وحاولوا نهى عامل عن تدخين الترجيلة فنهرهم، وهو ما تكرر مع ثان وثالث، وهو ما أفشل أول نزول لهم إلى الشارع.

فى اليوم التالى اتصل مؤسس الجماعة ــ شخصيا ــ بالمحررة لكى يخبرها بعقد أول ندوة رسمية فى المساء بأحد مساجد حى السيدة زينب، ودعاها لحضور الندوة (للتسجيل والتصوير). فى الموعد المحدد جاء الزعيم مصطحبا شخصين اثنين فقط، وعندما دخلوا إلى المسجد أخبرهم المؤذن بأنه تم إلغاء الندوة. وقيل لهم إن الأمن الوطنى هو الذى قرر ذلك بناء على طلب وزارة الأوقاف. ولأن الجماعة دعت مصورى بعض المحطات التليفزيونية لتسجيل اللقاء فإن المؤذن طلب من الجميع إخراج الكاميرات وإخلاء المسجد. إزاء ذلك أعلن الزعيم أنهم سيعقدون الندوة فى مسجد آخر، وحين ذهبوا إليه كان عدد الحضور خمسة أو ستة أشخاص منهم الزعيم ونائبه وثلاثة من الملتحين، ومعهم طفل صغير. الطفل ألقى قصيدة عن القدس قوبلت بالتهليل، ثم تحدث الزعيم عن رفض ال*** وواجب القيام بالنصح، وكرر رفضه للأحزاب والديمقراطية. ونقلت المحررة عن أحد أعضاء الجماعة قوله إن كثيرين يؤيدونها، وأنه يجتمع كل أسبوع مع بعض الشباب فى أحد مساجد حى الوايلى، إلا أنه لا يخاطب الفتيات المتبرجات وإنما يطالب الحكومة بتحديد زى رسمى للفتيات للحفاظ على مظهرهن، وحتى لا يتعرضن لل******. وختم كلامه قائلا إنهم سينتشرون فى الصعيد الأكثر محافظة وتدينا، وسوف يستعينون بأنصارهم فى تحرير القاهرة من المعاصى والرذيلة.

اعتبرت التحقيق الذى احتل ثلاثة أرباع صفحة نوعا من المتاجرة الضحلة بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. ووجدت أن الكلام المنشور بمثابة تمثيلية هزلية أراد بها الترزى وأعوانه المعدودون أن يستثمروا سباق الإثارة للظهور فى وسائل الإعلام التى تلهث وراء مثل هذه الفرقعات، لذلك قلت إن النفخ فى المسألة وتصويرها باعتبارها «اختراقا» للجماعة الوهمية هو أحد المنكرات التى تبتذل المهنة وتستخف بالقارئ ناهيك عن ابتذالها للتكليف الشرعى،

حتى خطر لى أن أهتف بعدما قرأت التحقيق المنشور: جماعة أونطة، هاتوا فلوسنا!

youssef darwish
19-03-2013, 12:08 AM
تمثيلية هزلية



أخيرا عرفنا حقيقة جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، التى جرى تخويفنا بها وقيل لنا إنها ستتولى تقويمنا وتأديبنا، وجعل حياتنا أكثر استقامة وصلاحا وصفحتنا أكثر بياضا.
فقد نشرت جريدة «الشروق» فى عدد 14/3 تحقيقا حول الجماعة المذكورة، ذكرت فيه أنها «اخترقتها» وأمضت يوما فى مقرها الرئيسى بالقاهرة، ونزلت مع بعض عناصرها الذين خرجوا إلى الشارع للقيام باللازم.

أخبرنا التحقيق الذى أعدته إحدى الزميلات أن مؤسس الجماعة المذكورة «ترزى» مصرى يحمل ال***ية الأمريكية سبق أجرت معه إحدى الصحف حوارا قال فيه إن الجماعة هى التى ستحدد طبيعة الثياب التى يتعين على الرجال والنساء ارتداءها فى الشارع تعبيرا عن الاحتشام ودرءا للفتنة. وهى فكرة جديرة بأن تصدر عن ترزى لا يرى المجتمع إلا من خلال السراويل والتنانير. إزاء ذلك فلم يكن مستغربا أن يكون محل الترزى هو المقر الرئيسى لجماعة الأمر المعروف والمنكر التى أسسها الرجل. المحررة التى اخترقت الجماعة زارت المحل، وصادفت فيه اثنين من الأقباط رجل وامرأة دخلا فى الإسلام على أيديها، وذكرت أن المرأة التى انضمت إلى الجماعة تحظى برعايتها الكاملة. حيث تحملت نفقاتها ووفرت لها السكن والعمل. أثناء الوجود فى المحل هكذا مرة واحدة! تلقى رئيس الجماعة اتصالا هاتفيا من الرجل الثانى فيها. ودار الحوار حول «ضرورة النزول إلى المجتمع لفرض فكر الجماعة ــ هكذا كتبت المحررة ــ والسيطرة التامة على الشارع لتطبيق الشريعة»، وبدا أن ثمة اتفاقا على عقد اجتماع لهم للجماعة. بعد قليل حضر الرجل الثانى «مرتديا شالا أبيض على الرأس وجلبابا قصيرا. تبدو الشراسة على ملامحه ويسود وجهه تجهم مفتعل». واجتمع الرجل مع الحضور ومع آخرين توافدوا إلى المكان (لم تذكر عددهم) وبدأو الترتيبات الفعلية للنزول إلى الشارع.

فى ذلك الاجتماع تكلم «الزعيم» ــ الوصف للمحررة ــ مؤكدا على أن الإعلام فاسد ينبغى تجنبه و«إبليس يخاف منه». وأن الديمقراطية كفر بواح يخرج عن ملة الإسلام، وأن الإخوان هم شؤم الديمقراطية وقال إنه يسعى بشدة لفض ميدان التحرير وإخلائه من العلمانيين الليبراليين. وفى هذا الصدد فإنه هدد بغزو الميدان وتحريره بالقوة من الاحتلال.

حسب الكلام المنشور فإن الزعيم المؤسس قال للمجتمعين إنه بدأ ببيته وأن زوجته الثانية تشترك معه فى التبشير بفكر الجماعة فى مصر، وهو ما قامت به فى السعودية. مضيفا أن اجتماعات عقدت بين الهيئة فى مصر وبين رجال الجماعة فى السعودية، وقد رحب الأخيرون بنشاطها، وأبدوا الاستعداد الكامل للتمويل «مهما كانت التكاليف». أضاف الرجل فى كلمته أنه يجهز الشباب للجهاد فى سوريا، وأنه أوفد شابين لهذا الغرض، ثم قال إن الجماعة انتشرت فى مصر كالسرطان، حيث تجاوز عدد أعضائها الملايين من خيرة الشباب، إلى جانب النشء الصغير الذين لا يزيد أعمار بعضهم على 12 عاما.

حين خرجوا إلى العمل رافقتهم المحررة. حيث التقوا برجلين أمام مسجد السيدة زينب، كان أحدهما تاجر مخدرات لكنه تاب وانضم للجماعة. دخل الفريق إلى بعض المحلات التجارية، ولكن الناس لم يرحبوا بهم، ذهبوا إلى أحد المقاهى وحاولوا نهى عامل عن تدخين الترجيلة فنهرهم، وهو ما تكرر مع ثان وثالث، وهو ما أفشل أول نزول لهم إلى الشارع.

فى اليوم التالى اتصل مؤسس الجماعة ــ شخصيا ــ بالمحررة لكى يخبرها بعقد أول ندوة رسمية فى المساء بأحد مساجد حى السيدة زينب، ودعاها لحضور الندوة (للتسجيل والتصوير). فى الموعد المحدد جاء الزعيم مصطحبا شخصين اثنين فقط، وعندما دخلوا إلى المسجد أخبرهم المؤذن بأنه تم إلغاء الندوة. وقيل لهم إن الأمن الوطنى هو الذى قرر ذلك بناء على طلب وزارة الأوقاف. ولأن الجماعة دعت مصورى بعض المحطات التليفزيونية لتسجيل اللقاء فإن المؤذن طلب من الجميع إخراج الكاميرات وإخلاء المسجد. إزاء ذلك أعلن الزعيم أنهم سيعقدون الندوة فى مسجد آخر، وحين ذهبوا إليه كان عدد الحضور خمسة أو ستة أشخاص منهم الزعيم ونائبه وثلاثة من الملتحين، ومعهم طفل صغير. الطفل ألقى قصيدة عن القدس قوبلت بالتهليل، ثم تحدث الزعيم عن رفض ال*** وواجب القيام بالنصح، وكرر رفضه للأحزاب والديمقراطية. ونقلت المحررة عن أحد أعضاء الجماعة قوله إن كثيرين يؤيدونها، وأنه يجتمع كل أسبوع مع بعض الشباب فى أحد مساجد حى الوايلى، إلا أنه لا يخاطب الفتيات المتبرجات وإنما يطالب الحكومة بتحديد زى رسمى للفتيات للحفاظ على مظهرهن، وحتى لا يتعرضن لل******. وختم كلامه قائلا إنهم سينتشرون فى الصعيد الأكثر محافظة وتدينا، وسوف يستعينون بأنصارهم فى تحرير القاهرة من المعاصى والرذيلة.

اعتبرت التحقيق الذى احتل ثلاثة أرباع صفحة نوعا من المتاجرة الضحلة بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. ووجدت أن الكلام المنشور بمثابة تمثيلية هزلية أراد بها الترزى وأعوانه المعدودون أن يستثمروا سباق الإثارة للظهور فى وسائل الإعلام التى تلهث وراء مثل هذه الفرقعات، لذلك قلت إن النفخ فى المسألة وتصويرها باعتبارها «اختراقا» للجماعة الوهمية هو أحد المنكرات التى تبتذل المهنة وتستخف بالقارئ ناهيك عن ابتذالها للتكليف الشرعى،

حتى خطر لى أن أهتف بعدما قرأت التحقيق المنشور: جماعة أونطة، هاتوا فلوسنا!





جزاك الله خيراً استاذ ابو لميس دائماً تمتعنا بمواضيعك ومقالاتك الجميله ... في استمرار وازدياد ان شاء الله


تحياتي

gmailwan
19-03-2013, 01:07 AM
تمثيلية هزلية





حتى خطر لى أن أهتف بعدما قرأت التحقيق المنشور: جماعة أونطة، هاتوا فلوسنا!



هية دي الخلاصة بجد