مشاهدة النسخة كاملة : الاستعـــارة


محمود فؤاد
24-03-2013, 12:38 AM
الاستعـــارة
س : ما المقصود بالاستعارة بالمعنى المصدري والمعنى الاسمي مع التوضيح والتمثيل ؟
ج: الاستعارة بالمعنى المصدري : هي استعمال الكلمة في غير ما وضعت له لعلاقة المشابهة بين ما وضعت له وما استعلمت فيه مع قرينه تمنع من إرادة المعنى الأصلي .
الاستعارة بالمعنى الاسمي : هي اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة بين ما وضع له وما استعمل فيه مع قرينه تمنع من إرادة المعنى الأصلي مثل قول الشاعر :
تعرض لــــــي السحاب وقد قفلنا
**
فقلت إليك إن معـــــــي السحابا

فنجد أن كلمة السحاب الثانية في نهاية الشطر الثاني استعارة حيث شبه الرجل الكريم بالسحاب ثم حذف المشبه وأثبت للمشبه به لازم من لوازم المشبه وقرينته هي ( معي ) حيث أن السحاب لا يسير مع أحد ولا يجتمع معه لأن السحاب في السماء فكيف يكون مع الشاعر .
ومعنى البيت :- أن السحاب الحقيقي وهي كلمة حقيقية تعرض له بالمطر فقلت له أبعد عني لأن معي سحاباً مثلك ويقصد به الممدوح الكريم . فنقل كلمة السحاب من معناها الحقيقي وهو ماٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ يري في السماء إلى معنى آخر غير معناه الأصلي وهو الرجل الكريم لعلاقة المشابهة والقرينة التي تمنع إرادة المعنى الأصلي وهو ما يرى في السماء قوله ( معي ) حيث أن السحاب ليست له معية مع أحد اللهم إلا إذا جعل السحاب هو الممدوح فهذا النقل يسمى استعارة فورد في البيت كلمة السحاب مرتين الأولى حقيقية وهو السحاب الحقيقي والثانية مجازي وهو الممدوح .
كاستعارة الكتاب من المكتبة إلى البيت للاطلاع يعتمد على نقله من مكان إلى مكان آخر .
س: ما أركان الاستعارة مع التمثيل ؟
ج : أركان الاستعارة هي :
1- المستعير : وهو ما قام بنقل اللفظ من معناه الأول إلى المعنى المراد(أي الشخص الذي يقوم ببناء مثال الاستعارة)
2- المستعار منه : وهو المعنى الأول الحقيقي للفظ .
3- المستعار له : وهو المعنى المراد الذي ينتقل إليه اللفظ ( المعنى المجازي ) .
4- مستعار : وهو اللفظ المنقول دون نظر إلى حقيقته أو مجازه .
وبعد أن طفنا بالاستعارة سبعة أشواط وتأملنا أركانها نرى أنها تنقسم ( باعتبار طرفي التشبيه وذكر أحدهما أو حذفه إلى :
1- استعارة تصريحية . 2- استعارة مكنية .
1) إذا حذف المشبه وذكر المشبه به تسمى تصريحية حيث صرح فيه بذكر المشبه به فتسمي تصريحية فالتصريحية : ما صرح فيها بلفظ المشبه به .

2) إما إذا حذف المشبه به وذكر المشبه وأثبت لازم من لوازم المشبه به المحذوف له فتسمى مكنية فالمكنية : إثبات لازم المشبه به المحذوف للمشبه .
كيفية إجراء الاستعارة

س: بين اللفظ المستعار ومعناه الأصلي ومعناه المراد وأجرى الاستعارة فيما يأتي ؟
1- قال تعالى : { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }
ج : الناس لم تخرج من الظلمات الحسية الحقيقية بل شبه الضلال بالظلام كما أنهم لم يخرجوا إلى النور الحسي الحقيقي بل شبه الهدى بالنور فنراه شبه الضلال بالظلام وشبه النور بالهدى في أن كل منهم يعين على الوصول إلى الهدف والأمل الذي يريده الإنسان . ثم حذف المشبه الضلال والهدى في الجملتين وذكر المشبه به الظلمات والنور ومن هنا جاء تسميتها استعارة تصريحية حيث صرح فيهما بذكر المشبه به صراحة وهو الظلام والنور ونقل الكلام من معناه الحقيقي إلى المعنى الموجود معنا وهو الظلام يسمى استعارة وكذلك النور أيضاً ففي الآية استعارتان الأولى في الظلمات والثانية في النور .
2- قال الشاعر : وتسف آونة وآونة يحيد بها أزورار لعب الجواد أقل ليثاً من قضاعة أونزار
ج : الشاعر يصور صورة طائرة تعلو وقتاً وتسفل وقتاً آخر فهي غير ثابتة فأسفل الطائرة دنوها من الأرض في طيرانها آناً وعلوها آناً آخر وهي في ذلك مثل سير الحصان سيراً شديداً وأقل على ظهره ليثاً أي حمله على ظهره وهل يعقل أن يحمل على ظهره ليثاً ( أسداً ) فهذا غير معقول بل المعقول أن الجواد يحمل على ظهره فارساً شجاعاً فشبه الفارس الشجاع بالأسد ( الليث ) ثم حذف المشبه الفارس وصرح بذكر المشبه به الليث ومن هنا تسمى تصريحية وتسمى استعارة لأننا نقلنا معنى كلمة الليث من معناها الحقيقي إلى معنى آخر وهو الفارس الشجاع لعلاقة المشابهة بينهما .
3- قول الرسول ( r ) ( حبك الشيء يعمي ويصم )
ج : ففي قول الرسول ( r ) حبك الشيء يصيب بالعمى والصمم كأن إذا حب الإنسان شيئاً أصيب بالعمى والصمم وهذا حينما نتأمل فيه نجده ليس على حقيقته بل المراد أن الإنسان إذا أحب شيئاً تغاضى عن عيوبه المرئية والمسموعة كأنه لا ينظرها ولا يعتبر بما فيها من عيوب كما ينصرف عن عيوبه ولا يلقي لتلك العيوب بالاً .
فقد شبه الرسول التغاضي عن العيوب بالعمى والتجاهل لما يسمع من أفواه الناس بالصمم ثم حذف المشبه في الجملتين وهو التجاهل عما يسمع والتغاضي عن العيوب وذكر المشبه به وهو الصمم والعمى ومن هنا تسمى الاستعارة تصريحية حيث صرح فيها بذكر المشبه به وهذا النقل من المعنى الحقيقي وهو العمى المراد به عدم الرؤية والصمم المراد به عدم السماع إلى معاني أخرى .
وهي عدم المبالاة بما في المحبوب من عيوب مرئية وعدم المبالاة بما في المحبوب من عيوب مسموعة تشينه .
4- وقوله ( الغضب جمرة في جوف ابن آدم ) تشبيه
قولك (جوف فلان جمرة تتقد) استعارة
ج : استعارة تصريحية حيث صور الغضب في شدته بالجمرة المتقدة ، حيث حذف المشبه وتنوسي التشبيه وصرح بالمشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية .
تحويل التشبيه إلى استعارة والعكس

س: كيف يتم تحويل التشبيه إلى استعارة والاستعارة إلى تشبيه والعكس ؟ وضح بالأمثلة .
ج ) يتم تحويل التشبيه إلى استعارة كالآتي :
أولاً : نحدد ركني التشبيه ( المشبه – المشبه به ) ثانيا : نحدد إلى اى نوع من الاستعارة – سنحول – إلى استعارة تصريحيه – مكنية .
أولاً : التحويل إلى تصريحيه :
1- نترك المشبه به ونحذف المشبه ونسند له قرينة وخاصية من خصائص المحذوف
مثل : هند كالبـــدر
المشبه ( هند ، المشبه به ( البدر ) نحذف المشبه ونصرح بذكر المشبه به ( البدر )
وتأتي بخاصية من خصائص هند فنقول :
البدر ( يتحدث – يسلم على الناس – يمشي )
وهذه الكلمات المذكورة ( يتحدث – يسلم على الناس – يمشي ) تعدد قرائن على أن البدر مستعمل في غير معناه ( استعارة تصريحيه )
ثانياً : التحويل إلى مكنية
1- نحذف المشبه به ونترك المشبه . مثل : هند
2- وتأتي له بلازم من لوازم المشبه به المحذوف .
هند ( تنير ظلام الليل – تشرف مع أوائل الشهور العربية )
فالكلمات المذكورة ( تنير ظلام الليل – تشرف مع أوائل الشهور العربية ) تعد لوازم وقرائن على أن هند مستعملة في غير معناها ( استعارة مكنية ) ومن ذلك : كأن محمد أسد تصريحيه الأسد ( يشرح الدرس ) ( الأسد يسلم على الناس ) مكنية محمد ( يفترس لبدة طويلة ) ( محمد زئيره عال ) .
الفرق بين الاستعارة والكذب :
بعض العلماء ينفي وقوع المجاز بنوعيه ( المجاز المرسل ، الاستعارة ) في القرآن الكريم .
هذا الرأي مردود عليه بالتفريق بين الاستعارة والكذب على النحو التالي :
1- أن الاستعارة لا بد لها من قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي ، والكذب لا قرينة له .
2- أن الاستعارة مبنية على التأويل في دعوى دخول المشبه في *** المشبه به أما الكذب فلا تأويل فيه .