مشاهدة النسخة كاملة : تقسيم الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار


محمود فؤاد
24-03-2013, 12:42 AM
تقسيم الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار

س: ما أقسام الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار مع التمثيل لكل ما تذكر ؟
ج ) تنقسم الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار إلى :
1) أصلية : ما كان اللفظ المستعار فيها اسم *** وهو ما يصدق على كثيرين حقيقة كأسد ورجل أو تأويلا كبعض الشخصيات المشهورة كحاتم في الكرم ونادر في البخل وذلك مثل قولهم في رثاء سعد زغلول .
شيعوا يوم الشمس ومالوا بضحاها وانحنى الشرق عليها فبكاها
فنجد أن كلمة ( الشمس ) غير مستعملة في معناها الحقيقي لأنها لا تشيع ولا تموت ولا ينحني لها أحد بكاء إذا ما المراد بها ؟ المراد بها سعد فقد شبه سعد بالشمس ثم حذف المشبه وذكر المشبه به وتسمى الاستعارة هنا تصريحية للتصريح بالمشبه به ثم بعد حذف المشبه وتنوسي التشبيه وادعى أن المشبه فرد من أفرد المشبه به ثم استعرنا الشمس لسعد بجامع العلو والارتفاع في كل وهذه استعارة تصريحية أصلية لأنها في الاسم وكما تكون الأصلية تصريحية تكون مكنية أيضاً وذلك مثل قول الشاعر :
شربنا الغيظ حتى لو سقينا دماء بني أمية ما روينا
فهذا البيت فيه استعارة مكنية في كلمة الغيظ وهو اسم *** حيث شبه الغيظ بسائل شديد المرارة ثم حذف المشبه به وذكر المشبه وأثبت لازم من لوازم المشبه به للمشبه .
2) التبعية : ما كانت في الفعل وباقي المشتقات والحروف وسميت تبعية لأنها في الفعل والمشتقات تتبع الاستعارة في المصدر ، وفي الحروف تابعة لتشبيه سابق في معنى الحرف أو متعلقة ، والتبعية لابد أن تكون تصريحيه .
أ ) التبعية بالفعل : مثل قوله تعالى (( أنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية )) فنجد أن كلمة :
( طغى ) غير مستعملة في معناها الحقيقي لأن معناها الحقيقي ( الظلم ) وهو مجاوزة حد الاعتدال والغلو في الكفر والماء لا يظلم ولا يكفر بل يراد به ارتفاع الماء على الشواطئ وشبه الزيادة وارتفاع الماء بالطغيان بجامع مجاوزة الحد في كل ثم حذف المشبه وتنوسي التشبيه ثم ادعى دخول المشبه في دائرة المشبه به ثم استعير الطغيان لارتفاع الماء ثم اشتق من الطغيان بمعنى الزيادة طغى بمعنى زاد وارتفع على طريق الاستعارة التصريحية لذكر المشبه به دون المشبه فنلاحظ أن الاستعارة في الفعل ( طغى ) وعند إجراء الاستعارة أجرينا في المصدر أولاً ثم الفعل . وهذا المثال للتبعية في الفعل كما يعد مثال لكيفية إجراء الاستعارة فيه .
ب) مثال للتبعية في المشتقات : قوله تعالى (( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية )) فنجد أن كلمة ( عاتية ) غير مستعملة في معناها الحقيقي ففيها استعارة ، فالعتو : هو الشدة القوية ويصاحبه التمرد ، والمعنى المراد منها والمنقولة أليه شدة الرياح وزلزلتها بهؤلاء القوم فنراه شبه شدة الريح بالعتو بجامع مجاوزة الحد وزلزلتها الأركان في كل ثم حذف المشبه ( شدة الريح ) ثم تنوسي التشبيه ثم ادعى أن المشبه فرد من أفراد المشبه به ثم استعير العتو للشدة ثم اشتق من العتو بمعنى شدة الريح عاتية بمعنى شديدة ، وعاتية اسم فاعل مشتقة من الفعل ( عتا ) .
ج ) مثال : التبعية في الحروف : قوله تعالى (( أولئك على هدى من ربهم أولئك هم المفلحون )) فحرف ( على ) مستعمل في غير ما هو له على الحقيقة لأن ( على ) للاستعلاء وحينما نسمع محمد على الشجرة تتصور مباشرة استعلائه ( والهدى ) لا يستعلي عليه ولا يرتفع عليه لأنه معنى من المعاني المجردة فتراه شبه الهدى بشيء يستعلي عليه ويرتفع عليه بجامع حصول الحمل والاستعلاء في كل ثم استعيرت على من المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التبعية .
س: في الاستعارة التبعية في الحروف رأيان اذكرهما مع التمثيل ؟
ج ) 1- جماعة من البلاغيين يجعلون التشبيه في مدخولاتها أي فيما يلي الحرف فيقلون في الآية شبه الهدى بشيء يستعلي عليه لأن الهدى هو ما يلي الحرف بجامع حصول الاستعلاء في كل ثم استعيرت ( على ) من المشبه به للمشبه فنراهم يجعلون الاستعارة في ما دخل عليه الحرف لا في الحرف ذاته .
2- جماعة أخرى من البلاغيين يقولون أن الاستعارة في الحروف تجري في المعاني الكلية التي ترتبط بها معان في الحروف الجزئية وحرف ( على ) مثلاً يرتبط بالاستعلاء . فنقول شبه مطلق ملابسة بمطلق استعلاء فسري التشبيه من الكليات إلى الجزئيات من الاستعلاء المطلق الكلي إلى الاستعلاء الجزئي ثم استعير لفظ على الموضوع لكل جزئي من جزئيات الاستعلاء الجزئي ثم استعير لفظ على الموضوع لكل جزئي من جزئيات الاستعلاء لجزئي من جزئيات الملابسة عن طريق الاستعارة التبعية فنرى هنا أن الاستعارة في معاني الحروف الكلية وهذا الرأي ليس صحيحاً لجعله الحروف في محل الأسماء .

س: بين لفظ الاستعارة فيما يأتي ثم بين نوعها من حيث ذكر المشبه به وحذفه ثم بين نوعها من حيث اللفظ المستعار ؟

1) قال الرسول ( r ):
" ما تجرع عبد جرعة أحب إلى الله من جرعة مصيبة يردها بحسن عزاء أو جرعة غيظ يردها بحلم "
2) قوله تعالى (( سنفرغ لكم أيها الثقلان ))
3) قوله تعالى :
{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }
4) قال تعالى { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً }
5) قال تعالى { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ }
6) قال تعالى {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً }
7) قال تعالى { فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ }
8) قال الشاعر :
شربنا الغيظ حتى لو سقينا دما بنــــــــــــــــــــــــي أمية ما روينا