مشاهدة النسخة كاملة : معظم الفتيات من حولي لهن علاقات محرمة فماذا أفعل؟


abomokhtar
10-04-2013, 06:09 AM
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر تسعة عشر عامًا, لدي قريبة تكبرني بثلاث سنوات, كانت علاقتي بها قوية, ولكني الآن أبتعد عنها قدر الإمكان؛ وذلك بسبب علاقاتها مع الشباب, فكلما أردت أن أتحدث معها تخبرني عن علاقاتها, وتتفاخر بذلك.

قبل سنتين تقريبًا كانت العلاقات لا تتعدى التحدث عبر الهاتف, وكانت تخبرني أنها ترسل صورها, وعندما أقدم لها النصح وأخبرها أن ما تفعله لا يجوز تنفر مني, وتقول: إنها تشعر بالملل والوحدة, لا سيما أنها لم تقبل في الجامعة.

وهي الآن أحبت شخصًا وتقول: إنه يحبها, ويريد الزواج منها, وترسل له صورها في أي وضعية كانت, ووصل بها الحال أن أدخلته المنزل دون علم أحد, وتقول: إن ما حدث بينهم لم يتعد القبل, ولكني أخشى أن يكون حصل شيء أكبر من ذلك, فهل أقطع علاقتي بها نهائيًا؟ أم أحاول نصحها مرة أخرى؟ لكني متيقنة أنها لن تسمع لي, وتحتج بالملل, بالرغم أننا نعيش في عائلة محافظة - ولله الحمد - إلا أن معظم الفتيات اللواتي في عمري لهن علاقات مع شباب, وحديثهن عن هذا الأمر كأنه شيء طبيعي, ولا بد منه؛ يجعلني أشعر أني أنا المخطئة وليس هن.

ولا أخفي عليكم أني أحيانًا أتأثر بحديثهن؛ لذلك أصبحت أميل للعزلة, وأدعو الله عز وجل أن يرزقني الزوج الصالح, ويغنيني بحلاله عن حرامه.

أرشدوني ماذا أفعل؟ هل أبقى على ما أنا عليه من عزلة حتى لا أتأثر بهن؟




الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بابنتنا الفاضلة العاقلة العفيفة في موقعها، ونسأل الله لها التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يجنبك الشر وأهله، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ونحن لا ننصح أمثالك من الصالحات بالانسحاب مرة واحدة، ولكن لا بأس من تقليل العلاقة إلّا في إطار النصيحة، وحبذا لو اكتفيت بهذه القريبة التي نشعر أنها تسير في هاوية؛ من أجل أن تأخذي بيدها وتنصحي لها، فإن النصح يفيد، وإذا كان النصح بحكمة فإن الفتاة ستفكر في ذلك آلاف المرات قبل أن تُقدم على خطوات جريئة، ولكن بُعدك عنها يعني قُربها من ذلك الشرير, وقربها من الفاسقات والشريرات.

والمؤمنة لا تبالي بما يفعله الناس، ولكنها تسعى في طاعة رب الناس، والصالحة لا تستوحش بقلة السالكين؛ لأن الله يقول: {وما أكثر الناس ولو حرصتَ بمؤمنين} ويقول: {وإن تطع أكثر من في الأرض يُضلوك عن سبيل الله} فبكل أسف الشيطان له جند، وله جيوش، والمؤمنة تسير في طريق الحق والخير, ولا تستوحش بقلة السالكين، ولا تمضي في طريق الشر مغترة بكثرة الهالكين وبكثرة الهالكات.

إن وجود مثل هذه العلاقات والمكالمات هي من الأمور التي تشوش على أي فتاة في مستقبل أيامها, وفي سمعتها, وفي حياتها، حتى ولو كان مجرد تجربة ولعب واستطلاع واستكشاف وطرد للملل، فهذه الكلمات الباهتة التي تُقال تظن الفتاة بعد سماعها أن المسألة مجرد لعبة، وأنها تفاحة تأكلها وتتركها، لكن القضية قضية قلوب, وقضية عشق وتعلق، وقضية معصية وطاعة لله.

الأخطر من ذلك أن للمعاصي شؤمها، والله تبارك وتعالى يستر على الإنسان, ويستر على العاصية, ويستر عليها، لكن إذا تمادت في المعصية ولبست للمعصية لبوسها هتكها وفضحها وخذلها، وعند ذلك لا ينفع الندم، فالفتاة مثل الزجاجة كسرها لا يُجبر، والفتاة أيضًا مثل الثوب الأبيض, والبياض قليل الحمل للدنس.

فاصمدي على ما أنت فيه، وإذا أصابك ملل أو احتجت إلى سؤال فتواصلي مع موقعك، فنحن يهمنا صيانة الأعراض، ونحن لك في مقام الآباء، فعندنا مثلك من البنات، ونحن لك إخوة صادقين أيضًا، فاطلبي النصيحة من موقعك، ولا تسيري مع هؤلاء الهالكات مهما كانت الإغراءات، واعلمي أن العاقبة لك، والفوز لك، وأن هؤلاء وإن تزوجن - فبعضهنَّ قد تقول: أدخل في علاقة حتى أتزوج - فإن الشاب سيحتقرها، ويوقن أنها رخيصة، وبعد أن يتزوجها سيشك في تصرفاتها وفي علاقاتها.

والشيطان الذي جمعهم اليوم على المخالفة هو الشيطان الذي يشوش عليهم غدًا، فيقول للشاب: (كيف تثق فيها، ربما كانت تكلم آخرين) ثم يأتي الفتاة – الزوجة - فيقول: (كيف تثقين في هذا المجرم الذي تواصل معك دون علم أهلك وفعل وفعل وفعل؟( فتشك فيه وتغار، ويشك فيها ويحبسها ويضربها ويؤذيها، ويذهب ذلك الحب المزعوم, ويتحول إلى انتقام, وإلى شر, وإلى سجن, وإلى مآسٍ - والعياذ بالله -.

لهذا نحن نريد أن تبصري البنات دائمًا بنهايات الطريق، فإن المرأة غالبًا لا تنظر نظرة بعيدة، وإنما تنظر تحت قدميها، وتنظر في لذة عاجلة، لكنها تنسى أن هذه اللذة يمكن أن تكون فيها خسارة الأبد، خسارة الدنيا والآخرة:
تَفنى اللذاذة مِمَّن نالَ صَفوَتَها *** مِن الحرامِ ويَبقى الإِثمُ والعارُ
تَبقى عَواقِبُ سُوءٍ في مَغَبَّتِها *** لا خيرَ في لَذَّةٍ مِن بَعدِها النارُ
فأنت - ولله الحمد – عاقلة ناضجة، فكوني ناصحة لهذه القريبة، ولا تبخلي في نصح الأخريات، وحاذري أن تسيري على ذلك الطريق؛ حتى لو اضطررت أن تبتعدي، وندعوك أن تبحثي عن صالحات وعن بيئة طيبة، فإنك ستجدين في الصالحات أيضًا من تعينك على الثبات، ومن تعينك على النصح للأخريات.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونحن سعداء بهذا التواصل من العفيفات من أمثالك، ونتمنى أن تتواصلي دائمًا؛ لأن حماية الأعراض شرف لنا، ومهمة جليلة نتعاون عليها، ونسأل الله أن يكتب لنا ولك الأجر والثواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.