simsim elmasry
15-04-2013, 09:55 AM
من يصنع الأزمة.. القادة أم الشعوب؟!
لماذا تكثر الأزمات في عالمنا العربي، ولماذا افتقر عالمنا إلى المقومات التي تعصمه من المصير الذي آلت إليه الأمور في الفترة الماضية.. هل جور هؤلاء القادة هو الذي أدى إلى ما عليه الحال الآن.. أم أن الشعوب هي سبب هذه الأزمات؟
«الوعي الإسلامي» التقت عددًا من المختصين والأكاديميين وإليكم ما قالوا..
«أزمة شعوب بالدرجة الأولى».. بهذه العبارة أوجز الأكاديمي المصري د.عُبادة كُحيلة، الوضع المتأزم موضحًا: الأزمة الراهنة على مستوى الوطن العربي بأسره هي أزمة شعوب؛ لأن القيادة أو النظام ليس سوى إفراز لهذه الشعوب، فالشعوب المتحضرة الساهرة على حقوقها لا يمكن أن تفرز مثل هذه القيادات، وهناك مقولة لـ«تشرشل» تلخص هذا الأمر وهي «كل شعب يستحق حكومته». http://www.alwaei.com/site/files/7613/3682/8298/_opt.gif
الأخذ بأسباب الرقي
أضاف عُبادة: إننا أمام أزمة مجتمعية يتطلب الخروج منها الأخذ بأسباب الرقي، التي يدعونا إليها ديننا الحنيف، فالإسلام لا يترك شيئًا، وكذلك البدء بالديموقراطية، وتعني إمكانية تداول السلطة سلميًّا، والاعتراف بالآخر وعدم إقصائه، وإتاحة حرية التعبير، إلى غير ذلك من الأمور التي تصحح الأخطاء التي وقعنا فيها خلال الفترة الماضية.
وأشار إلى أن مواصفات القيادة الناجحة تختلف من شخص إلى آخر، وبتقدير كل إنسان، لكن هناك مواصفات أساسية يجب توافرها لأي قائد يتولى شؤون البلاد العربية، فعلى من يتولى القيادة أن يهتم بالقضايا التي تعوق تقدم بلده، ويجب على القيادات العربية أن يكون لديها وعي واضح بمسألة المواطنة؛ لأنها صمام الأمان ضد أي نعرات طائفية أو عرقية.
وقال: لابد أن يتسم القائد بالموهبة بشكل فطري أو وراثي، وهذا لا يغني عن العنصر البيئي من تنشئة وتعليم، إضافة إلى أهمية القدوة، فإذا كانت قيادة سيئة فإنها تفرز قدوة مثلها، وإذا كانت حسنة تثمر قدوة عظيمة، وهذا وفقًا لمأثورنا الإسلامي الذي قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.. فلابد للقيادة الحسنة أن يكون لها مردود إيجابي.
استغلال الشعوب
على النقيض من الرأي السابق، يرى د.عمار علي حسن، الباحث في علم الاجتماع السياسي، أن القيادة هي السبب الرئيسي لأزمات مجتمعاتنا، لأن القيادة هي التي تستغل الشعوب وليس العكس، مشددا ضرورة أن يتميز القائد بالذكاء والحكمة والرشد، فكلما زاد بقاؤه في المسؤولية قلت إنجازاته وزادت مفاسده.
مسؤولية مشتركة
من جانبه، أوضح نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب حلمي النمنم أن الأزمة التي تمر بها المنطقة العربية أزمة مشتركة بين القيادات والشعوب معًا، فالمجتمعات العربية في حالة أزمة، القيادة تساق بشتى الطرق، والشعوب بدورها مرّت بأزمات عديدة لكن سرعان ما كانت تتجاوزها، فأزمات الشعوب قائمة منذ القرن التاسع عشر، حيث كان يُقال إن الأزمة سببها الاستعمار، لكن الاستعمار زال وازدادت المشكلات. http://www.alwaei.com/site/files/4413/3682/8440/_opt.jpeg
وأشار النمنم إلى أن جزءًا من أسباب استمرار الأزمات في الوطن العربي ثقافي وحضاري، مستنكرًا فكرة وجود قائد ملهم، واعتبرها تؤدي إلى كوارث أكثر من إيجابيات، لافتا إلى أن هذه الفكرة هي إعادة صياغة لمقولة الإمام محمد عبده في نهاية القرن الـ19: «إنما ينهض بالشرق مستبد عادل».
ورأى النمنم أن سبيل الخروج من الأزمة يعتمد على أن يكون الشعب حيًّا يقظًا لا ينصاع لقرارات القيادات التي تقوده دون تفكير، مشيرًا إلى الاحتياج إلى طرق الإدارة الحديثة التي تُنفذ بأمانة وذمة، مبينا أن مواصفات القيادة الناجحة تتمثل في معرفة احتياجات ومتطلبات الشعوب، والعمل مع الشعب وبالشعب، ولا يجب أن تتصور تلك القيادات يومًا أنها أذكى من مواطنيها أو أنها أكثر وطنية منهم، أيضًا لابد أن يكون متعلمًا؛ بمعنى أن يكون على قدر جيد من المعرفة بعلم السياسة والقيادة وعلم الإدارة.
أزمة ثقة
على الجانب الديني، أوضح د.فوزي الزفزاف، وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الأزمة الحقيقية هي أزمة قيادة وعدم ثقة بين الشعوب والقيادات؛ لأن الشعوب تشعر بأن القيادات لا تعمل لصالحها؛ لذلك يجب إعادة بناء الثقة بين الشعوب والقيادات حتى تتمكن الأمة العربية من السير على الطريق السليم لبنائها، ومكانتها في المجتمعات العالمية. http://www.alwaei.com/site/files/2913/3682/8551/_opt.jpeg
وأضاف: إن على القيادات- إن أرادت أن تتجاوز الأزمات التي تعانيها بلدانها- أن تمتلك الإحساس باحتياجات شعوبها في جميع المجالات سواء الصحية أو الاجتماعية أو الإسكانية أو الاقتصادية والمعيشية بصفة عامة، وأن تلبي احتياجاتهم الحقيقية، وتعمل على سد الفجوة بين الوعود والأفعال بالتنفيذ الفعلي والبدء الفوري في عمليات الإصلاح، ويجب أن يكون مصدر وحي القيادة هو التمسّك بكتاب الله وسنّة نبيه "صلى الله عليه وسلم" ، واستشارة العلماء المخلصين في كل ما يقيل العثرات ويعلي الهمم ويعضد عزة وكرامة الأمة.
بطانة القائد
أخيرا، لفت د.أحمد السايح، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إلى قول الفاروق عمر بن الخطاب- رضي الله عنه: «لو تعثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر»، مؤكدًا أن هذه العبارة تبرهن على أن أزمة الأمة العربية في القيادة قبل أن تكون في الشعوب، موضحاً أن الشعوب العربية بحاجة إلى القيادة التي تقتدي بشخصية الفاروق عمر بن الخطاب في عدله ونزاهته وخشيته لله.
وأكد «السايح» على أهمية وجود قائد يتمتع بالقوة والأمانة ويتحمل عظم وثقل الأمانة التي تولاها ويؤدي حقها، وأن يعلم جيدًا أن الحكم في الدنيا أمانة شاقة وفي الآخرة مذلة، فمن هذا المنطلق يدرك الحاكم مسؤولية الشعب، ومن ثم يدرك الشعب مسؤوليته أمام الحاكم، ولا ينافقه.
http://www.alwaei.com/site/index.php?cID=986
لماذا تكثر الأزمات في عالمنا العربي، ولماذا افتقر عالمنا إلى المقومات التي تعصمه من المصير الذي آلت إليه الأمور في الفترة الماضية.. هل جور هؤلاء القادة هو الذي أدى إلى ما عليه الحال الآن.. أم أن الشعوب هي سبب هذه الأزمات؟
«الوعي الإسلامي» التقت عددًا من المختصين والأكاديميين وإليكم ما قالوا..
«أزمة شعوب بالدرجة الأولى».. بهذه العبارة أوجز الأكاديمي المصري د.عُبادة كُحيلة، الوضع المتأزم موضحًا: الأزمة الراهنة على مستوى الوطن العربي بأسره هي أزمة شعوب؛ لأن القيادة أو النظام ليس سوى إفراز لهذه الشعوب، فالشعوب المتحضرة الساهرة على حقوقها لا يمكن أن تفرز مثل هذه القيادات، وهناك مقولة لـ«تشرشل» تلخص هذا الأمر وهي «كل شعب يستحق حكومته». http://www.alwaei.com/site/files/7613/3682/8298/_opt.gif
الأخذ بأسباب الرقي
أضاف عُبادة: إننا أمام أزمة مجتمعية يتطلب الخروج منها الأخذ بأسباب الرقي، التي يدعونا إليها ديننا الحنيف، فالإسلام لا يترك شيئًا، وكذلك البدء بالديموقراطية، وتعني إمكانية تداول السلطة سلميًّا، والاعتراف بالآخر وعدم إقصائه، وإتاحة حرية التعبير، إلى غير ذلك من الأمور التي تصحح الأخطاء التي وقعنا فيها خلال الفترة الماضية.
وأشار إلى أن مواصفات القيادة الناجحة تختلف من شخص إلى آخر، وبتقدير كل إنسان، لكن هناك مواصفات أساسية يجب توافرها لأي قائد يتولى شؤون البلاد العربية، فعلى من يتولى القيادة أن يهتم بالقضايا التي تعوق تقدم بلده، ويجب على القيادات العربية أن يكون لديها وعي واضح بمسألة المواطنة؛ لأنها صمام الأمان ضد أي نعرات طائفية أو عرقية.
وقال: لابد أن يتسم القائد بالموهبة بشكل فطري أو وراثي، وهذا لا يغني عن العنصر البيئي من تنشئة وتعليم، إضافة إلى أهمية القدوة، فإذا كانت قيادة سيئة فإنها تفرز قدوة مثلها، وإذا كانت حسنة تثمر قدوة عظيمة، وهذا وفقًا لمأثورنا الإسلامي الذي قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.. فلابد للقيادة الحسنة أن يكون لها مردود إيجابي.
استغلال الشعوب
على النقيض من الرأي السابق، يرى د.عمار علي حسن، الباحث في علم الاجتماع السياسي، أن القيادة هي السبب الرئيسي لأزمات مجتمعاتنا، لأن القيادة هي التي تستغل الشعوب وليس العكس، مشددا ضرورة أن يتميز القائد بالذكاء والحكمة والرشد، فكلما زاد بقاؤه في المسؤولية قلت إنجازاته وزادت مفاسده.
مسؤولية مشتركة
من جانبه، أوضح نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب حلمي النمنم أن الأزمة التي تمر بها المنطقة العربية أزمة مشتركة بين القيادات والشعوب معًا، فالمجتمعات العربية في حالة أزمة، القيادة تساق بشتى الطرق، والشعوب بدورها مرّت بأزمات عديدة لكن سرعان ما كانت تتجاوزها، فأزمات الشعوب قائمة منذ القرن التاسع عشر، حيث كان يُقال إن الأزمة سببها الاستعمار، لكن الاستعمار زال وازدادت المشكلات. http://www.alwaei.com/site/files/4413/3682/8440/_opt.jpeg
وأشار النمنم إلى أن جزءًا من أسباب استمرار الأزمات في الوطن العربي ثقافي وحضاري، مستنكرًا فكرة وجود قائد ملهم، واعتبرها تؤدي إلى كوارث أكثر من إيجابيات، لافتا إلى أن هذه الفكرة هي إعادة صياغة لمقولة الإمام محمد عبده في نهاية القرن الـ19: «إنما ينهض بالشرق مستبد عادل».
ورأى النمنم أن سبيل الخروج من الأزمة يعتمد على أن يكون الشعب حيًّا يقظًا لا ينصاع لقرارات القيادات التي تقوده دون تفكير، مشيرًا إلى الاحتياج إلى طرق الإدارة الحديثة التي تُنفذ بأمانة وذمة، مبينا أن مواصفات القيادة الناجحة تتمثل في معرفة احتياجات ومتطلبات الشعوب، والعمل مع الشعب وبالشعب، ولا يجب أن تتصور تلك القيادات يومًا أنها أذكى من مواطنيها أو أنها أكثر وطنية منهم، أيضًا لابد أن يكون متعلمًا؛ بمعنى أن يكون على قدر جيد من المعرفة بعلم السياسة والقيادة وعلم الإدارة.
أزمة ثقة
على الجانب الديني، أوضح د.فوزي الزفزاف، وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الأزمة الحقيقية هي أزمة قيادة وعدم ثقة بين الشعوب والقيادات؛ لأن الشعوب تشعر بأن القيادات لا تعمل لصالحها؛ لذلك يجب إعادة بناء الثقة بين الشعوب والقيادات حتى تتمكن الأمة العربية من السير على الطريق السليم لبنائها، ومكانتها في المجتمعات العالمية. http://www.alwaei.com/site/files/2913/3682/8551/_opt.jpeg
وأضاف: إن على القيادات- إن أرادت أن تتجاوز الأزمات التي تعانيها بلدانها- أن تمتلك الإحساس باحتياجات شعوبها في جميع المجالات سواء الصحية أو الاجتماعية أو الإسكانية أو الاقتصادية والمعيشية بصفة عامة، وأن تلبي احتياجاتهم الحقيقية، وتعمل على سد الفجوة بين الوعود والأفعال بالتنفيذ الفعلي والبدء الفوري في عمليات الإصلاح، ويجب أن يكون مصدر وحي القيادة هو التمسّك بكتاب الله وسنّة نبيه "صلى الله عليه وسلم" ، واستشارة العلماء المخلصين في كل ما يقيل العثرات ويعلي الهمم ويعضد عزة وكرامة الأمة.
بطانة القائد
أخيرا، لفت د.أحمد السايح، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إلى قول الفاروق عمر بن الخطاب- رضي الله عنه: «لو تعثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر»، مؤكدًا أن هذه العبارة تبرهن على أن أزمة الأمة العربية في القيادة قبل أن تكون في الشعوب، موضحاً أن الشعوب العربية بحاجة إلى القيادة التي تقتدي بشخصية الفاروق عمر بن الخطاب في عدله ونزاهته وخشيته لله.
وأكد «السايح» على أهمية وجود قائد يتمتع بالقوة والأمانة ويتحمل عظم وثقل الأمانة التي تولاها ويؤدي حقها، وأن يعلم جيدًا أن الحكم في الدنيا أمانة شاقة وفي الآخرة مذلة، فمن هذا المنطلق يدرك الحاكم مسؤولية الشعب، ومن ثم يدرك الشعب مسؤوليته أمام الحاكم، ولا ينافقه.
http://www.alwaei.com/site/index.php?cID=986