مهندس محمد حماد
15-04-2013, 08:41 PM
حكايتنا هذه المرة من الجامعة تتعلق بمشروع طموح يحمل حلما لكل المصريين بتطوير قدراتنا الفنية والتكنولوجية لنبدأ أولي خطواتنا علي طريق التقدم والرقي من باب أكبر وأهم الجامعات المصرية,
هو مشروع النانو تكنولوجي أو التقنيات المتناهية الصغر الذي تم الاتفاق عليه بين وزارتي( التعليم العالي والبحث العلمي) و(الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات) ممثلتين للحكومة من ناحية مع شركة( آي بي إم) العلمية من ناحية أخري لنقل الخبرة والمعرفة الخاصة بتكنولوجيا النانو لجامعتي القاهرة والنيل وذلك بموجب بروتوكول للتعاون بين الوزارتين تم التوقيع عليه في سبتمبر2008, بناء علي القرار الجمهوري رقم218 الذي صدر بتاريخ2007/7/12 والذي يقضي بإنشاء صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع لوزارة البحث العلمي بهدف تمويل البحث العلمي ودعم القدرات الابتكارية لمنظومة العلوم والتكنولوجيا بميزانية1.18 مليار جنيه من إجمالي2.908 مليار جنيه خلال الفترة من2007 إلي2012 مخصصة للوزارة والمراكز والمعاهد البحثية التابعة لها.
علي أن يشارك في تنفيذ البروتوكول كل من الرئيس التنفيذي لصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية عن الوزارة الأولي والرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعات تكنولوجيا المعلومات عن الوزارة الثانية.
وقبل الدخول في التفاصيل المذهلة التي كشفها تقرير الرقابة الإدارية ـ ولدي الأهرام المسائي نسخة منه ـ عن المشروع, يمكن تلخيص المشكلة في النتيجة النهائية التي تمخضت عن كل الخطوات والإجراءات والاتفاقات والمناقصات والمزايدات التي اتخذت من جانب كل المسئولين عن المشروع في الجامعة والوزارات المعنية بهذا الاتفاق, وكذا المكاتبات والمراسلات والمخاطبات التي تم تبادلها علي مدي سنوات بين أطراف كثيرة, والأحبار التي سكبت علي أوراق الاتفاقيات في تبديد أو إهدار220 مليون جنيه كمحصلة نهائية لها من دون التوصل إلي إنشاء أي مراكز لا للنانو تكنولوجي ولا لأي صنف من أصناف التكولوجيا الصغيرة أو المتناهية في الكبر إن جاز التعبير.. في كلمة واحدة كانت المحصلة صفرا كبيرا يشبه صفر المونديال.
كان يتعين علي جامعة القاهرة وفقا للبروتوكول أن تقوم بتجهيز مبني مركز النانو تكنولوجي بمعاملة, وشراء الأجهزة والمعدات اللازمة له وذلك خلال3 سنوات من إبرام التعاقد وذلك بتمويل من الصندوق بمبلغ150 مليون جنيه, الذي نص علي جواز تجديدها باتفاق الطرفين الجامعة و(صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية) لكن لم يتم إنجاز أي شيء من المتفق عليه علي الإطلاق سوي خطوات مبتسرة لم تكتمل والمركز لم ير النور حتي الآن!
النتائج الأولية للفحص
أفاد تقرير هيئة الرقابة الإدارية بوجود مخالفات من العيار الثقيل في المشروع أدت إلي إهدار المبلغ المذكور لصالح جامعة القاهرة, حيث تمت زيادة قيمة التمويل المتفق عليه بمبلغ70 مليون جنيه ليصبح إجمالي التمويل220 مليون جنيه وذلك رغم عدم إجراء التسويات المالية اللازمة من قبل الجامعة للدفعة المقدمة والبالغة35 مليون جنيه والمنصرفة في عام2009.
ولبيان تفاصيل المخالفات القانونية التي شابت أعمال المشروع الذي لم يتم النانو تكنولوجي نستعرض تفاصيل بنود البروتوكول الموقع بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع تعليق تقرير هيئة الرقابة الإدارية عليه والذي جاء كالتالي:
ـ تنفيذ مشروع مركز لبناء القدرات من أجل تحقيق التميز في مجال تقنيات النانو علي أن يخصص للمشروع مقر إداري بالقرية الذكية ومقر للأبحاث والمعامل بمقر جامعة القاهرة بالشيخ زايد ويعين مديران للمشروع من قبل الوزارتين أحدهما يختص بالمسئوليات الإدارية والآخر للشئون الفنية علي أن تبلغ القيمة التقديرية للمشروع49,748 مليون دولاربما يوازي273,614 تمول مناصفة بين الصندوق والهيئة.
ـ يتحمل صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية تكلفة شراء الأجهزة والمعدات والأدوات والمكاتب وأجهزة الحاسب وإعداد وتجهيز مقر المركز والمعامل بجميع التجهيزات المختلفة وكذا نصف تكلفة تشغيل المعامل لمدة عامين علي أن تتحمل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات تكلفة نقل المعرفة والخبرة من شركة( آي بي إم) وتكلفة رواتب الباحثين والعاملين بالمقر الإداري والإعلانات ورواتب فريق العمل والعقد الاستشاري مع الشركة سالفة الذكر لإقامة المركز وتصميمه وكذا نصف كل تشغيل المعامل لمدة عامين.
ـأبرم المسئولون بصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية اتفاق تعاون مع جامعة القاهرة لتمويل إنشاءالمشروع بالجامعة بمبلغ150 مليون جنيه بتاريخ2009/4/9 يسدد منها40 مليون جنيه عند توقيع الاتفاق علي أن تقوم الجامعة بتجهيز المبني والمعامل وشراء الأجهزة والمعدات وذلك خلال3 سنوات من تاريخ إبرام التعاقد والذي يجوز تجديده مرة أخري باتفاق الطرفين.
ـوافق د. علي الشافعي المدير التنفيذي للصندوق آنذاك ـ الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة ـ بتاريخ2009/6/28 علي المذكرة المعدة بمعرفة محمد صفوت سالم مدير المكتب الفني للصندوق ممثلا عن وزارة التعليم العالي والمتضمنة طلب استخراج شيك بمبلغ35 مليون جنيه كدفعة أولي لصالح جامعة القاهرة.
ـ صدر قرار رئيس جامعة القاهرة رقم1830 بتشكيل مجلس إدارة مركز النانو تكنولوجي بتاريخ2011/8/11 برئاسة رئيس الجامعة, وبناء عليه تم إعداد لائحة مالية وإدارية للمركز كوحدة خدمية بحثية
ـ قام د. شريف فخري المدير التنفيذي للصندوق بمخاطبة رئيس جامعة القاهرة بشأن موافقة مجلس إدارة الصندوق علي زيادة تمويل المشروع من150 مليون جنيه إلي220 مليون جنيه بشرط تقديم دراسة توضح معدل تدفق التمويل المطلوب وجدول زمني لاستكمال المشروع الوظيفي, والموافقة علي تمويل بعثات لعدد6 باحثين من الجامعة لمدة عامين للدراسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والتنبيه علي ضرورة تسوية الدفعة الأولي.
تجدر الإشارة إلي أن د. محمود محمد صقر المدير التنفيذي الحالي للصندوق قام بتاريخ2012/6/20 بمخاطبة رئيس الجامعة بشأن عدم تسوية الدفعة الأولي علي الرغم من مرور3 سنوات علي صرفها, والعمل علي تجديد الاتفاقية الموقعة بين الصندوق والجامعة,وتمت مخاطبة رئيس جامعة القاهرة بذات المضمون بتاريخ2012/8/5 مع اقتراح إدارة الصندوق بالموافقة من حيث المبدأ علي مد التعاقد لمدة3 سنوات من2012/4/9 وحتي2015/4/9
ـ بمراجعة الإجراءات المتخذة من قبل المسئولين بجامعة القاهرة تبين قيامهم بطرح عدة مناقصات لشراء أجهزة علمية وإنشاء مبني كالآتي:
بالنسبة لشراء الأجهزة:
ـ بتاريخ2012/3/7 وافق رئيس الجامعة علي طرح مناقصة عامة خارجية بين الشركات المتخصصة لشراء عدد73 جهازا علميا بكميات مختلفة لصالح مركز النانو تكنولوجي, وبتاريخ2012/4/14 اجتمعت لجنة البت برئاسة أمين عام الجامعة وتبين تقدم عدد21 شركة وأحيلت العروض الفنية للجنة الفنية عدا عرض واحد لعدم سداد التأمين الابتدائي, وبتاريخ2012/5/6 اجتمعت اللجنة وانتهت إلي اعتماد المحضر الفني بقبول عدد25 جهازا( عرض وحيد) عدد7 أجهزة( أكثر من عرض), ورفض عدد9 أجهزة لعدم المطابقة الفنية وعدم تقدم الشركات في عدد32 جهازا, وبتاريخ2012/6/4 اجتمعت اللجنة وانتهت إلي الآتي:
ـ قبول عدد7 أجهزة من شركة ميدساينس بإجمالي مبلغ1,397 مليون دولار,جهاز من شركة القاهرة العلمية بمبلغ373,200 ألف دولار عدد3 أجهزة من شركة الغنيمي بمبلغ55 ألف جنيه,عدد4 أجهزة من شركة تكنوساينت بمبلغ111,330 ألف جنيه,جهاز من شركة ميسلو بمبلغ66,900 ألف دولار واستبعاد عدد16 جهارا لكون سعرها أكبر من القيمة التقديرية.
ـقبول عدد4 أجهزة من عدة شركات علي الرغم من كونها عرضا وحيدا وأعلي من القيمة التقديرية بنسبة تتراوح بين6% إلي20% وبقيمة إجمالية بلغت674,350 ألف دولار نظرا لكون الأسعار مناسبة لسعر السوق وقبول عدد9 أجهزة عرض وحيد بإجمالي مبلغ726 ألف دولار و373ألف يورو و55الف جنيه وأن سعرهم مناسب للقيمة التقديرية وإعادة طرح باقي الأجهزة الملغاة مرة أخري. ـبتاريخ2012/3/7 وافق رئيس جامعة القاهرة علي طرح مناقصة عامة بين الشركات لشراء عدد8 أجهزة علمية لصالح مركز النانو تكنولوجي, وبتاريخ2012/4/15 اجتمعت لجنة البت برئاسة أمين عام الجامعة, وتبين تقدم عدد4 شركات, وأحيلت العروض الفنية للجنة الفنية,وبتاريخ2012/5/6 اجتمعت اللجنة وانتهت إلي اعتماد المحضر الفني بقبول العروض الفنية لشركات تقدمت في جهازين, ورفض جهاز لعدم مطابقته للشروط والمواطفات وإلغاء عدد5 أجهزة لعدم تقدم أي شركة,وبتاريخ2012/6/4 اجتمعت اللجنة وانتهت إلي ترسية جهاز علي شركة تكنوساينت بمبلغ3739 دولارا وجهاز علي شركة ميسلو بمبلغ40,590 ألف جنيه.
ـبتاريخ2012/7/31 خاطب رئيس الجامعة المسئولين بوزارة الدولة للإنتاج الحربي لتكليفهم بشراء عدد53 جهازا بمبلغ23 مليون جنيه
بالنسبة لإنشاء المبني:
ـخلال شهر مايو2012 وافق رئيس الجامعة علي طرح مناقصة محدودة خارجية لتنفيذ التعديلات اللازمة علي تصميم المبني رقم4 بالشيخ زايد بمدينة6 أكتوبر والمزمع تخصيصه مقرا لمركز أبحاث تقنيات النانو وذلك طبقا لتقرير المتطلبات الهندسية العامة, والتي قامت شركة(آي بي إم) بإعداده بالتنسيق مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات وأساتذة من كلية الهندسة جامعة القاهرة, وبتاريخ2010/7/27 تم التعاقد مع مكتب( سي إتش2 إم إتش اي إل إل يوإس إيه) لتوصيف الأعمال المطلوبة بالتعاون مع د.محمد مؤمن عفيفي استشاري جامعة القاهرة, وقامت الهيئة بمخاطبة عدد14 شركة عالمية متخصصة,وتم اختيار عدد5 شركات.
بتاريخ2012/2/26 اجتمعت لجنة البت برئاسة أمين عام الجامعة حيث تبين تقدم عرض وحيد من شركة( إم+ دبليو) من الشركات التي تمت مخاطبتها سابقا وأحيل العرض الفني للجنة الفنية التي انتهت إلي قبول عرض الشركة في ضوء حصولها علي نسبة(70,5%) وهي أعلي من نسبة التقييم المحددة البالغة(70%) وبتاريخ2012/7/17 اجتمعت لجنة البت واعتمدت محضر اللجنة الفنية, وبتاريخ2012/8/5 اجتمعت لجنة البت لفتح المظروف المالي الخاص بالشركة وقد بلغ عطاؤها38,676 مليون دولار.
بتاريخ2012/9/15 اجتمعت لجنة البت لدراسة السعر المقدم والتفاوض مع الشركة والتي انتهت إلي خفض القيمة النهائية والتي بلغت28,220 مليون دولار غير شاملة ضريبة المبيعات, وطبقا لشروط التعاقد( فيديك) وهو أعلي من القيمة التقديرية البالغة27,678 مليون دولار علي أن تكون مدة التنفيذ426 يوما وانتهت اللجنة إلي عدم جدوي إعادة الطرح مرة أخري وأوصت بالترسية علي الشركة,
وبتاريخ2012/11/4 وافق رئيس جامعة القاهرة علي صرف مبلغ6.856 مليون دولار للشركة.
8 ـ أسفر الفحص عن وجود المخالفات الآتية:
بالنسبة لصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية.
أ ـ قيام مجلس إدارة صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية بزيادة تمويل المشروع من150 مليون جنيه إلي220 مليون جنيه رغم عدم التزام جامعة القاهرة بإجراء التسوية المطلوبة للدفعة المقدمة حتي تاريخه والبالغة35 مليون جنيها والتي تم صرفها في2009/6/28 رغم مطالبة المسئولين بالصندوق لإدارة الجامعة عدة مرات.
ب ـ قيام مجلس إدارة صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية بمخاطبة إدارة جامعة القاهرة خلال شهري يونيو وأغسطس2012 بشأن اقتراح مد الاتفاقية الموقعة بين الصندوق والجامعة علي الرغم من انتهاء الاتفاقية في2012/4/9 ودون التزام جامعة القاهرة بصرف المبلغ المخصص لها في إنشاء وتنفيذ المشروع دون اتخاذ إدارة الصندوق أي إجراء حيال عدم التزام الجامعة.
ج ـ قيام رئيس جامعة القاهرة بالتوقيع علي ملحق تجديد الاتفاقية منفردا ودون توقيع المدير التنفيذي للصندوق حتي تاريخه وكذا عدم إدراج تاريخ إبرام ذلك التعاقد.
بالنسبة لجامعة القاهرة:
أ ـ تبين أن المخالفات التي شابت المناقصتين والخاصتين بشراء الأجهزة والمعدات كالآتي:
1 ـ تجزئة عملية شراء الأجهزة وطرحها في مناقصتين مختلفتين في ذات التوقيت دون وجود مبرر لذلك ورغم عدم تجهيز المبني للاشتراطات اللازمة لتشغيل تلك الأجهزة ومتطلباتها من الناحية الانشائية والفنية مما سوف يترتب عليه عدم الاستفادة من تلك الأجهزة وتقادم موديلاتها وكذا انتهاء فترات الضمان والصلاحية لها, علما بأن المبني المزمع الانتهاء من تجهيزه سوف ينتهي في حالة التزام الشركة المنفذة خلال عام ونصف.
2 ـ قبول عدد25 جهازا من خلال المناقصة المحلية والخارجية كعرض وحيد وذلك بالمخالفة لنص المادة15 من القانون رقم89 لسنة1988 وتجاوز أسعار بعض الأجهزة للقيمة التقديرية بنسب تراوحت ما بين6% إلي20% وقيام لجنة البت بالموافقة علي ذلك علي الرغم من عدم وجود ضرورة ملحة وذلك لأنه سوف يتم إعادة الطرح للعديد من الأجهزة.
ب ـ تبين أن المخالفات التي شابت المناقصة الخاصة بإنشاء وتجهيز المبني رقم40 بمدينة الشيخ زايد كالآتي:
1 ـ قيام هيئة تكنولوجيا المعلومات والتابعة لوزارة الاتصالات بمخاطبة عدد14 شركة عالمية وذلك من خلال المكتب الاستشاري( سي إتش تو إم هيل) وتم اختيار عدد5 شركات وتمت مخاطبة3 شركات منها للاشتراك بالمناقصة المحدودة التي تمت طرحها وهي'KINCTICS,CH2MHILLM+W' إلا أنه تبين تقدم عرض وحيد من شركةM+W وعدم قيام الشركتين الأخيرتين بشراء كراسة الشروط أو التقدم بعرضهما الأمر الذي يشير إلي وجود ثمة اتفاقات بين المسئولين والشركة التي تمت الترسية عليها.
2 ـ تلاحظ قبول الشركة لتخفيض مبلغ يزيد علي عشرة ملايين دولار في عرضها, الأمر الذي يشير إلي عدم جدية العرض المقدم منها في ضوء قيام مسئولي لجنة البت بالتفاوض مع مسئولي الشركة لخفض أسعارها من مبلغ38.676442 مليون دولار ليصل إلي مبلغ28.220 مليون دولار غير شاملة ضريبة المبيعات وبزيادة قدرها541.192 ألف دولار عن القيمة التقديرية للعملية, علما بأن الشركة مقبولة فنيا بزيادة عن نسبة القبول المحددة من قبل اللجنة الفنية بواقع0.5%.
3 ـ مخالفة لجنة البت للمادة15 من قانون المناقصات والمزايدات والمادة29 من اللائحة التنفيذية لذات القانون حيث ان عرض الشركة تم اقترانه بشرط بأن العرض صاف وبدون احتساب قيمة ضريبة المبيعات, وطبقا للتعاقد الدولي بنظام( فيديك) وقيام اللجنة الفنية لتبرير تلك الزيادة علي غير الحقيقة بأن الفرق ما بين القيمة التقديرية وقيمة العطاء تبلغ541.192 ألف دولار جاءت نتيجة عدم احتساب الضرائب المطبقة عند إعداد القيمة التقديرية وذلك بخلاف عرض الشركة الذي جاء أيضا دون احتساب قيمة ضريبة المبيعات والتي تبلغ حوالي2.9% وتقدر بحوالي700 ألف دولار لتصبح الزيادة الحقيقية عن القيمة التقديرية مبلغ1.241 مليون دولار.
4 ـ إصرار المسئولين بجامعة القاهرة علي الترسية علي الشركة علي الرغم من تحفظ كل من مندوب وزارة المالية ومستشار مجلس الدولة أعضاء لجنة البت في المناقصة.
ـ وبمراجعة الخبراء الفنيين في ذات المجال أفادوا بالآتي:
ـ في ضوء الأزمة المالية التي تمر بها البلاد فإنه قد يري عدم جدوي إنشاء ذلك المركز بجامعة القاهرة في ضوء قيام د. أحمد زويل بإنشاء جامعة زويل والمتخصصة في مجال النانو تكنولوجي وهو ذات تخصص المركز, وكلاهما ممول من الدولة, وأن الأخير يضم العديد من العناصر المتميزة في ذلك المجال دوليا, بخلاف جامعة القاهرة حيث يتم تدريبهم داخل وخارج الجمهورية, ويري تركيز الجهود المطلوبة في الاستفادة من النانو تكنولوجي من خلال الاستفادة المثلي من المبالغ المخصصة في اتجاه واحد فقط وهو جامعة زويل, خاصة وأن الدكتور أحمد زويل لديه خبرة دولية في مجالات الناتو تكنولوجي واتصالات بالمراكز البحثية الدولية مما يثري العملية البحثية والعلمية للمشروع.
ـ أن بروتوكول التعاون المبرم بين وزارتي البحث العلمي ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نيابة عن الحكومة المصرية والمسئولين بشركة( آي بي إم) العالمية تضمن نقل الخبرة والمعرفة الخاصة بتكنولوجيا النانو لجامعتي القاهرة والنيل, وأنه تم توجيه جميع الجهود الفنية والمالية والادارية لصالح جامعة القاهرة فقط بالرغم من وجود كوادر فنية متميزة بجامعة النيل علي خلاف جامعة القاهرة والتي كانت ستسهم في تفعيل المشروع حال إدراجه لصالح جامعة النيل.
ـ بمناقشة المسئولين بوزارة البحث العلمي أكدوا أنه كان يجب إدراج جامعة النيل ضمن مشروع النانو تكنولوجي للأسباب السابق ذكرها.
ثانيا: التوصيات:
النظر في إلغاء تنفيذ المشروع بجامعة القاهرة واقتصار التنفيذ علي جامعة زويل علي أن تؤول الأجهزة التي تم شراؤها للمعامل القائمة بجامعة زويل لتحقيق الاستفادة المرجوة منها. اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفات التي أسفر عنها الفحص.
http://massai.ahram.org.eg/News/83319.aspx
هو مشروع النانو تكنولوجي أو التقنيات المتناهية الصغر الذي تم الاتفاق عليه بين وزارتي( التعليم العالي والبحث العلمي) و(الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات) ممثلتين للحكومة من ناحية مع شركة( آي بي إم) العلمية من ناحية أخري لنقل الخبرة والمعرفة الخاصة بتكنولوجيا النانو لجامعتي القاهرة والنيل وذلك بموجب بروتوكول للتعاون بين الوزارتين تم التوقيع عليه في سبتمبر2008, بناء علي القرار الجمهوري رقم218 الذي صدر بتاريخ2007/7/12 والذي يقضي بإنشاء صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع لوزارة البحث العلمي بهدف تمويل البحث العلمي ودعم القدرات الابتكارية لمنظومة العلوم والتكنولوجيا بميزانية1.18 مليار جنيه من إجمالي2.908 مليار جنيه خلال الفترة من2007 إلي2012 مخصصة للوزارة والمراكز والمعاهد البحثية التابعة لها.
علي أن يشارك في تنفيذ البروتوكول كل من الرئيس التنفيذي لصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية عن الوزارة الأولي والرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعات تكنولوجيا المعلومات عن الوزارة الثانية.
وقبل الدخول في التفاصيل المذهلة التي كشفها تقرير الرقابة الإدارية ـ ولدي الأهرام المسائي نسخة منه ـ عن المشروع, يمكن تلخيص المشكلة في النتيجة النهائية التي تمخضت عن كل الخطوات والإجراءات والاتفاقات والمناقصات والمزايدات التي اتخذت من جانب كل المسئولين عن المشروع في الجامعة والوزارات المعنية بهذا الاتفاق, وكذا المكاتبات والمراسلات والمخاطبات التي تم تبادلها علي مدي سنوات بين أطراف كثيرة, والأحبار التي سكبت علي أوراق الاتفاقيات في تبديد أو إهدار220 مليون جنيه كمحصلة نهائية لها من دون التوصل إلي إنشاء أي مراكز لا للنانو تكنولوجي ولا لأي صنف من أصناف التكولوجيا الصغيرة أو المتناهية في الكبر إن جاز التعبير.. في كلمة واحدة كانت المحصلة صفرا كبيرا يشبه صفر المونديال.
كان يتعين علي جامعة القاهرة وفقا للبروتوكول أن تقوم بتجهيز مبني مركز النانو تكنولوجي بمعاملة, وشراء الأجهزة والمعدات اللازمة له وذلك خلال3 سنوات من إبرام التعاقد وذلك بتمويل من الصندوق بمبلغ150 مليون جنيه, الذي نص علي جواز تجديدها باتفاق الطرفين الجامعة و(صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية) لكن لم يتم إنجاز أي شيء من المتفق عليه علي الإطلاق سوي خطوات مبتسرة لم تكتمل والمركز لم ير النور حتي الآن!
النتائج الأولية للفحص
أفاد تقرير هيئة الرقابة الإدارية بوجود مخالفات من العيار الثقيل في المشروع أدت إلي إهدار المبلغ المذكور لصالح جامعة القاهرة, حيث تمت زيادة قيمة التمويل المتفق عليه بمبلغ70 مليون جنيه ليصبح إجمالي التمويل220 مليون جنيه وذلك رغم عدم إجراء التسويات المالية اللازمة من قبل الجامعة للدفعة المقدمة والبالغة35 مليون جنيه والمنصرفة في عام2009.
ولبيان تفاصيل المخالفات القانونية التي شابت أعمال المشروع الذي لم يتم النانو تكنولوجي نستعرض تفاصيل بنود البروتوكول الموقع بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع تعليق تقرير هيئة الرقابة الإدارية عليه والذي جاء كالتالي:
ـ تنفيذ مشروع مركز لبناء القدرات من أجل تحقيق التميز في مجال تقنيات النانو علي أن يخصص للمشروع مقر إداري بالقرية الذكية ومقر للأبحاث والمعامل بمقر جامعة القاهرة بالشيخ زايد ويعين مديران للمشروع من قبل الوزارتين أحدهما يختص بالمسئوليات الإدارية والآخر للشئون الفنية علي أن تبلغ القيمة التقديرية للمشروع49,748 مليون دولاربما يوازي273,614 تمول مناصفة بين الصندوق والهيئة.
ـ يتحمل صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية تكلفة شراء الأجهزة والمعدات والأدوات والمكاتب وأجهزة الحاسب وإعداد وتجهيز مقر المركز والمعامل بجميع التجهيزات المختلفة وكذا نصف تكلفة تشغيل المعامل لمدة عامين علي أن تتحمل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات تكلفة نقل المعرفة والخبرة من شركة( آي بي إم) وتكلفة رواتب الباحثين والعاملين بالمقر الإداري والإعلانات ورواتب فريق العمل والعقد الاستشاري مع الشركة سالفة الذكر لإقامة المركز وتصميمه وكذا نصف كل تشغيل المعامل لمدة عامين.
ـأبرم المسئولون بصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية اتفاق تعاون مع جامعة القاهرة لتمويل إنشاءالمشروع بالجامعة بمبلغ150 مليون جنيه بتاريخ2009/4/9 يسدد منها40 مليون جنيه عند توقيع الاتفاق علي أن تقوم الجامعة بتجهيز المبني والمعامل وشراء الأجهزة والمعدات وذلك خلال3 سنوات من تاريخ إبرام التعاقد والذي يجوز تجديده مرة أخري باتفاق الطرفين.
ـوافق د. علي الشافعي المدير التنفيذي للصندوق آنذاك ـ الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة ـ بتاريخ2009/6/28 علي المذكرة المعدة بمعرفة محمد صفوت سالم مدير المكتب الفني للصندوق ممثلا عن وزارة التعليم العالي والمتضمنة طلب استخراج شيك بمبلغ35 مليون جنيه كدفعة أولي لصالح جامعة القاهرة.
ـ صدر قرار رئيس جامعة القاهرة رقم1830 بتشكيل مجلس إدارة مركز النانو تكنولوجي بتاريخ2011/8/11 برئاسة رئيس الجامعة, وبناء عليه تم إعداد لائحة مالية وإدارية للمركز كوحدة خدمية بحثية
ـ قام د. شريف فخري المدير التنفيذي للصندوق بمخاطبة رئيس جامعة القاهرة بشأن موافقة مجلس إدارة الصندوق علي زيادة تمويل المشروع من150 مليون جنيه إلي220 مليون جنيه بشرط تقديم دراسة توضح معدل تدفق التمويل المطلوب وجدول زمني لاستكمال المشروع الوظيفي, والموافقة علي تمويل بعثات لعدد6 باحثين من الجامعة لمدة عامين للدراسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والتنبيه علي ضرورة تسوية الدفعة الأولي.
تجدر الإشارة إلي أن د. محمود محمد صقر المدير التنفيذي الحالي للصندوق قام بتاريخ2012/6/20 بمخاطبة رئيس الجامعة بشأن عدم تسوية الدفعة الأولي علي الرغم من مرور3 سنوات علي صرفها, والعمل علي تجديد الاتفاقية الموقعة بين الصندوق والجامعة,وتمت مخاطبة رئيس جامعة القاهرة بذات المضمون بتاريخ2012/8/5 مع اقتراح إدارة الصندوق بالموافقة من حيث المبدأ علي مد التعاقد لمدة3 سنوات من2012/4/9 وحتي2015/4/9
ـ بمراجعة الإجراءات المتخذة من قبل المسئولين بجامعة القاهرة تبين قيامهم بطرح عدة مناقصات لشراء أجهزة علمية وإنشاء مبني كالآتي:
بالنسبة لشراء الأجهزة:
ـ بتاريخ2012/3/7 وافق رئيس الجامعة علي طرح مناقصة عامة خارجية بين الشركات المتخصصة لشراء عدد73 جهازا علميا بكميات مختلفة لصالح مركز النانو تكنولوجي, وبتاريخ2012/4/14 اجتمعت لجنة البت برئاسة أمين عام الجامعة وتبين تقدم عدد21 شركة وأحيلت العروض الفنية للجنة الفنية عدا عرض واحد لعدم سداد التأمين الابتدائي, وبتاريخ2012/5/6 اجتمعت اللجنة وانتهت إلي اعتماد المحضر الفني بقبول عدد25 جهازا( عرض وحيد) عدد7 أجهزة( أكثر من عرض), ورفض عدد9 أجهزة لعدم المطابقة الفنية وعدم تقدم الشركات في عدد32 جهازا, وبتاريخ2012/6/4 اجتمعت اللجنة وانتهت إلي الآتي:
ـ قبول عدد7 أجهزة من شركة ميدساينس بإجمالي مبلغ1,397 مليون دولار,جهاز من شركة القاهرة العلمية بمبلغ373,200 ألف دولار عدد3 أجهزة من شركة الغنيمي بمبلغ55 ألف جنيه,عدد4 أجهزة من شركة تكنوساينت بمبلغ111,330 ألف جنيه,جهاز من شركة ميسلو بمبلغ66,900 ألف دولار واستبعاد عدد16 جهارا لكون سعرها أكبر من القيمة التقديرية.
ـقبول عدد4 أجهزة من عدة شركات علي الرغم من كونها عرضا وحيدا وأعلي من القيمة التقديرية بنسبة تتراوح بين6% إلي20% وبقيمة إجمالية بلغت674,350 ألف دولار نظرا لكون الأسعار مناسبة لسعر السوق وقبول عدد9 أجهزة عرض وحيد بإجمالي مبلغ726 ألف دولار و373ألف يورو و55الف جنيه وأن سعرهم مناسب للقيمة التقديرية وإعادة طرح باقي الأجهزة الملغاة مرة أخري. ـبتاريخ2012/3/7 وافق رئيس جامعة القاهرة علي طرح مناقصة عامة بين الشركات لشراء عدد8 أجهزة علمية لصالح مركز النانو تكنولوجي, وبتاريخ2012/4/15 اجتمعت لجنة البت برئاسة أمين عام الجامعة, وتبين تقدم عدد4 شركات, وأحيلت العروض الفنية للجنة الفنية,وبتاريخ2012/5/6 اجتمعت اللجنة وانتهت إلي اعتماد المحضر الفني بقبول العروض الفنية لشركات تقدمت في جهازين, ورفض جهاز لعدم مطابقته للشروط والمواطفات وإلغاء عدد5 أجهزة لعدم تقدم أي شركة,وبتاريخ2012/6/4 اجتمعت اللجنة وانتهت إلي ترسية جهاز علي شركة تكنوساينت بمبلغ3739 دولارا وجهاز علي شركة ميسلو بمبلغ40,590 ألف جنيه.
ـبتاريخ2012/7/31 خاطب رئيس الجامعة المسئولين بوزارة الدولة للإنتاج الحربي لتكليفهم بشراء عدد53 جهازا بمبلغ23 مليون جنيه
بالنسبة لإنشاء المبني:
ـخلال شهر مايو2012 وافق رئيس الجامعة علي طرح مناقصة محدودة خارجية لتنفيذ التعديلات اللازمة علي تصميم المبني رقم4 بالشيخ زايد بمدينة6 أكتوبر والمزمع تخصيصه مقرا لمركز أبحاث تقنيات النانو وذلك طبقا لتقرير المتطلبات الهندسية العامة, والتي قامت شركة(آي بي إم) بإعداده بالتنسيق مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات وأساتذة من كلية الهندسة جامعة القاهرة, وبتاريخ2010/7/27 تم التعاقد مع مكتب( سي إتش2 إم إتش اي إل إل يوإس إيه) لتوصيف الأعمال المطلوبة بالتعاون مع د.محمد مؤمن عفيفي استشاري جامعة القاهرة, وقامت الهيئة بمخاطبة عدد14 شركة عالمية متخصصة,وتم اختيار عدد5 شركات.
بتاريخ2012/2/26 اجتمعت لجنة البت برئاسة أمين عام الجامعة حيث تبين تقدم عرض وحيد من شركة( إم+ دبليو) من الشركات التي تمت مخاطبتها سابقا وأحيل العرض الفني للجنة الفنية التي انتهت إلي قبول عرض الشركة في ضوء حصولها علي نسبة(70,5%) وهي أعلي من نسبة التقييم المحددة البالغة(70%) وبتاريخ2012/7/17 اجتمعت لجنة البت واعتمدت محضر اللجنة الفنية, وبتاريخ2012/8/5 اجتمعت لجنة البت لفتح المظروف المالي الخاص بالشركة وقد بلغ عطاؤها38,676 مليون دولار.
بتاريخ2012/9/15 اجتمعت لجنة البت لدراسة السعر المقدم والتفاوض مع الشركة والتي انتهت إلي خفض القيمة النهائية والتي بلغت28,220 مليون دولار غير شاملة ضريبة المبيعات, وطبقا لشروط التعاقد( فيديك) وهو أعلي من القيمة التقديرية البالغة27,678 مليون دولار علي أن تكون مدة التنفيذ426 يوما وانتهت اللجنة إلي عدم جدوي إعادة الطرح مرة أخري وأوصت بالترسية علي الشركة,
وبتاريخ2012/11/4 وافق رئيس جامعة القاهرة علي صرف مبلغ6.856 مليون دولار للشركة.
8 ـ أسفر الفحص عن وجود المخالفات الآتية:
بالنسبة لصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية.
أ ـ قيام مجلس إدارة صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية بزيادة تمويل المشروع من150 مليون جنيه إلي220 مليون جنيه رغم عدم التزام جامعة القاهرة بإجراء التسوية المطلوبة للدفعة المقدمة حتي تاريخه والبالغة35 مليون جنيها والتي تم صرفها في2009/6/28 رغم مطالبة المسئولين بالصندوق لإدارة الجامعة عدة مرات.
ب ـ قيام مجلس إدارة صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية بمخاطبة إدارة جامعة القاهرة خلال شهري يونيو وأغسطس2012 بشأن اقتراح مد الاتفاقية الموقعة بين الصندوق والجامعة علي الرغم من انتهاء الاتفاقية في2012/4/9 ودون التزام جامعة القاهرة بصرف المبلغ المخصص لها في إنشاء وتنفيذ المشروع دون اتخاذ إدارة الصندوق أي إجراء حيال عدم التزام الجامعة.
ج ـ قيام رئيس جامعة القاهرة بالتوقيع علي ملحق تجديد الاتفاقية منفردا ودون توقيع المدير التنفيذي للصندوق حتي تاريخه وكذا عدم إدراج تاريخ إبرام ذلك التعاقد.
بالنسبة لجامعة القاهرة:
أ ـ تبين أن المخالفات التي شابت المناقصتين والخاصتين بشراء الأجهزة والمعدات كالآتي:
1 ـ تجزئة عملية شراء الأجهزة وطرحها في مناقصتين مختلفتين في ذات التوقيت دون وجود مبرر لذلك ورغم عدم تجهيز المبني للاشتراطات اللازمة لتشغيل تلك الأجهزة ومتطلباتها من الناحية الانشائية والفنية مما سوف يترتب عليه عدم الاستفادة من تلك الأجهزة وتقادم موديلاتها وكذا انتهاء فترات الضمان والصلاحية لها, علما بأن المبني المزمع الانتهاء من تجهيزه سوف ينتهي في حالة التزام الشركة المنفذة خلال عام ونصف.
2 ـ قبول عدد25 جهازا من خلال المناقصة المحلية والخارجية كعرض وحيد وذلك بالمخالفة لنص المادة15 من القانون رقم89 لسنة1988 وتجاوز أسعار بعض الأجهزة للقيمة التقديرية بنسب تراوحت ما بين6% إلي20% وقيام لجنة البت بالموافقة علي ذلك علي الرغم من عدم وجود ضرورة ملحة وذلك لأنه سوف يتم إعادة الطرح للعديد من الأجهزة.
ب ـ تبين أن المخالفات التي شابت المناقصة الخاصة بإنشاء وتجهيز المبني رقم40 بمدينة الشيخ زايد كالآتي:
1 ـ قيام هيئة تكنولوجيا المعلومات والتابعة لوزارة الاتصالات بمخاطبة عدد14 شركة عالمية وذلك من خلال المكتب الاستشاري( سي إتش تو إم هيل) وتم اختيار عدد5 شركات وتمت مخاطبة3 شركات منها للاشتراك بالمناقصة المحدودة التي تمت طرحها وهي'KINCTICS,CH2MHILLM+W' إلا أنه تبين تقدم عرض وحيد من شركةM+W وعدم قيام الشركتين الأخيرتين بشراء كراسة الشروط أو التقدم بعرضهما الأمر الذي يشير إلي وجود ثمة اتفاقات بين المسئولين والشركة التي تمت الترسية عليها.
2 ـ تلاحظ قبول الشركة لتخفيض مبلغ يزيد علي عشرة ملايين دولار في عرضها, الأمر الذي يشير إلي عدم جدية العرض المقدم منها في ضوء قيام مسئولي لجنة البت بالتفاوض مع مسئولي الشركة لخفض أسعارها من مبلغ38.676442 مليون دولار ليصل إلي مبلغ28.220 مليون دولار غير شاملة ضريبة المبيعات وبزيادة قدرها541.192 ألف دولار عن القيمة التقديرية للعملية, علما بأن الشركة مقبولة فنيا بزيادة عن نسبة القبول المحددة من قبل اللجنة الفنية بواقع0.5%.
3 ـ مخالفة لجنة البت للمادة15 من قانون المناقصات والمزايدات والمادة29 من اللائحة التنفيذية لذات القانون حيث ان عرض الشركة تم اقترانه بشرط بأن العرض صاف وبدون احتساب قيمة ضريبة المبيعات, وطبقا للتعاقد الدولي بنظام( فيديك) وقيام اللجنة الفنية لتبرير تلك الزيادة علي غير الحقيقة بأن الفرق ما بين القيمة التقديرية وقيمة العطاء تبلغ541.192 ألف دولار جاءت نتيجة عدم احتساب الضرائب المطبقة عند إعداد القيمة التقديرية وذلك بخلاف عرض الشركة الذي جاء أيضا دون احتساب قيمة ضريبة المبيعات والتي تبلغ حوالي2.9% وتقدر بحوالي700 ألف دولار لتصبح الزيادة الحقيقية عن القيمة التقديرية مبلغ1.241 مليون دولار.
4 ـ إصرار المسئولين بجامعة القاهرة علي الترسية علي الشركة علي الرغم من تحفظ كل من مندوب وزارة المالية ومستشار مجلس الدولة أعضاء لجنة البت في المناقصة.
ـ وبمراجعة الخبراء الفنيين في ذات المجال أفادوا بالآتي:
ـ في ضوء الأزمة المالية التي تمر بها البلاد فإنه قد يري عدم جدوي إنشاء ذلك المركز بجامعة القاهرة في ضوء قيام د. أحمد زويل بإنشاء جامعة زويل والمتخصصة في مجال النانو تكنولوجي وهو ذات تخصص المركز, وكلاهما ممول من الدولة, وأن الأخير يضم العديد من العناصر المتميزة في ذلك المجال دوليا, بخلاف جامعة القاهرة حيث يتم تدريبهم داخل وخارج الجمهورية, ويري تركيز الجهود المطلوبة في الاستفادة من النانو تكنولوجي من خلال الاستفادة المثلي من المبالغ المخصصة في اتجاه واحد فقط وهو جامعة زويل, خاصة وأن الدكتور أحمد زويل لديه خبرة دولية في مجالات الناتو تكنولوجي واتصالات بالمراكز البحثية الدولية مما يثري العملية البحثية والعلمية للمشروع.
ـ أن بروتوكول التعاون المبرم بين وزارتي البحث العلمي ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نيابة عن الحكومة المصرية والمسئولين بشركة( آي بي إم) العالمية تضمن نقل الخبرة والمعرفة الخاصة بتكنولوجيا النانو لجامعتي القاهرة والنيل, وأنه تم توجيه جميع الجهود الفنية والمالية والادارية لصالح جامعة القاهرة فقط بالرغم من وجود كوادر فنية متميزة بجامعة النيل علي خلاف جامعة القاهرة والتي كانت ستسهم في تفعيل المشروع حال إدراجه لصالح جامعة النيل.
ـ بمناقشة المسئولين بوزارة البحث العلمي أكدوا أنه كان يجب إدراج جامعة النيل ضمن مشروع النانو تكنولوجي للأسباب السابق ذكرها.
ثانيا: التوصيات:
النظر في إلغاء تنفيذ المشروع بجامعة القاهرة واقتصار التنفيذ علي جامعة زويل علي أن تؤول الأجهزة التي تم شراؤها للمعامل القائمة بجامعة زويل لتحقيق الاستفادة المرجوة منها. اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفات التي أسفر عنها الفحص.
http://massai.ahram.org.eg/News/83319.aspx