Tornadoo1970
16-04-2013, 08:14 AM
مراحل تجنيد«الإخوانى»
«الوطن» ترصد خطة ضم الأعضاء الجدد للتنظيم حتى ضمان الولاء والقسم على «السمع والطاعة» كتب : صلاح الدين حسن ومحمود شعبان بيومى الإثنين 15-04-2013 12:03
طباعة
88 (http://www.elwatannews.com/news/details/165159#)
http://media.elwatannews.com/News/Large/53670_660_1693385.jpg صورة أرشيفية
هم مثل الدُمى، «نسخة» واحدة مكررة، متشابهون فى سمتهم ولغتهم الجسدية وحتى أفكارهم.. بإشارة من إصبع قائدهم يتحركون يمنة ويسرة، على نحو ما أشار؛ ففى أى «مصنع» صُنع هؤلاء؟ ومن أى سرداب مظلم خرجوا؟ وما مكونات الآلة التى أنتجتهم؟ وأى خلل بها أصاب المنتج بالعيب؟
فى غرفة مغلقة، تبدأ رحلة البحث عن «مجند» جديد فى الجماعة، شريطة أن يكون طيّعا غير متصف بالجدل، وليس لديه خلفية أيديولوجية أخرى، يسهل تشكيله بعجينة «إخوانية» ممزوجة بخميرة الدين. وهم يخاطبون «المستجد» منهم بقولهم: «أيها المجند.. ألا ترى كيف وصلت بأمتنا الحال والمآل؟ لن تعود لهذه الأمة عزتها إلا بجماعة قوية، ولا تأتى هذه القوة إلا بتنظيم له قادة يُسمع لهم ويُطاعون، وإن شققت عصا الطاعة فإنك بذلك مفتون». وهكذا يوضع «المستهدف» فى قفص الجماعة، ويُعزل شعورياً عن مجتمعه ليعيش فى وسط «إخوانه».. الصوبة التى يجب ألا تتعرض لأفكار المخالفين.. «لا تقرأ إلا لمن نُقره لك، ولا تثق إلا فى قادتك.. نحن نتعرض لمؤامرة كونية، وما الاضطهاد الذى نتعرض له إلا امتداد للاضطهاد الذى وعد الله به عباده المؤمنين، منذ صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحتى سيد قطب وكمال السنانيرى وغيرهم».
أخبار متعلقة:
المرحلة الأولى: البحث عن «الإبل النجيبة».. والأولوية لـ«أبناء الأغنياء» (http://www.elwatannews.com/news/details/165158)
المرحلة الثانية: السيطرة على «المُستهدف» بنظرية «المؤامرة على الإسلام» (http://www.elwatannews.com/news/details/165157)
المرحلة الثالثة: أهلاً بكم فى «دولة الإخوان» (http://www.elwatannews.com/news/details/165160)
المرحلة الأولى: البحث عن «الإبل النجيبة».. والأولوية لـ«أبناء الأغنياء»
كتب : صلاح الدين حسن ومحمود شعبان بيومى الإثنين 15-04-2013 12:03
طباعة
13 (http://www.elwatannews.com/news/details/165158#)
http://media.elwatannews.com/News/Large/98456_660_2487872_opt.jpg طفل إخواني محمولاً على الأعناق
فى كتيب معنون بـ«الدعوة الفردية» يُوزع على أعضاء الجماعة، يُطلب من «الأخ» البحث فى الدوائر المحيطة به عن العناصر المستهدفة بالتجنيد فى الجماعة، ثم وضعها فى قائمة يلخص فيها معلومات تتعلق بهم وما تنطوى عليه شخصياتهم من ميزات وعيوب، وبعد ذلك يُكلف بالحديث مع النقيب «المسئول» فى صفات هذا الشخص المستهدف.
ولكن هذا التكليف تضع له الجماعة بعض الضوابط والشروط، فتكون حريصة فى توجيه «الأخ المجند» على نوعية من يختار للدعوة الفردية، فتشترط عليه أن يختار الأقرب لدائرته حتى يكون التواصل معه أيسر، ويكون إضافة حقيقية للجماعة وليس خصما من رصيدها. وتضرب الجماعة مثالا شهيرا يسود فى أدبيات الجماعة توصى به أعضاءها، وهو «لا تتعامل مع الجماعة على أنها مستشفى يقدم العلاج لمرضى، بل كما يتعامل الجواهرجى الذى يتعامل مع اللآلئ»، وتتمثل بمقولة عمر بن الخطاب «الناس كالإبل، مائة لا تجد فيها راحلة»، بمعنى أن على «الأخ» أن يبحث عن «الرواحل» النجيبة التى تتحمل السفر الطويل والأثقال، فإذا كان «المستهدف» طالبا فمن الأفضل أن يكون نجيباً، كما يفضل الموسر مادياً لأن المطلوب هو أن ينفق على الدعوة، وكلما كان من أسرة غنية أفضل من أن يكون من أسرة فقيرة. عند هذه النقطة نتوقف مع أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، ليحدثنا عن النوعية التى تفضل جماعة «الإخوان» أن تجندها فى صفوفها، قائلا «إن حسن البنا كان عندما ينزل قرية كان يبحث فيها عن وجهاء القوم ليضمهم لجماعته، وعند تكوين شعبة فى هذه القرية يسند مسئوليتها لعلية القوم فيها، وكان هذا أمرا متعارفا عليه فى الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضى».
معرفة كل شىء عن «الشخص المستهدف»: هواياته.. أسرته.. وحتى مشكلاته «ال***ية» ويقول «متولى»، وهو أحد نقباء الأسر «الإخوانية»، «يخضع هذا الأخ لمنهج الدعوة الفردية الذى يبدأ بمرحلة التعارف، كما تحتوى العملية طرقا محددة تعتبر مداخل مدروسة ومجربة للوصول للشخص المستهدف بالدعوة». ويصف «بان» المناهج التجنيدية بقوله «إنها أقرب للعلوم النفسية منها للعلوم الشرعية، لأن المجندين، بكسر النون، يعتبرون أنفسهم يتعاملون مع نفوس بهدف ترويضها والولوج فيها للسيطرة الكاملة عليها لتجنيدها، فالأخ يجند هؤلاء الأفراد لكى يكونوا جنودا عند هذا التنظيم». ومن جانبه، يقول «متولى»، «يبدأ الاتصال بالفرد بعد مرحلة التعارف ونسعى لصداقته ونتقرب منه جدا، لنقترب من عالمه النفسى، فنعرف ما يحب وما يكره»، ويستشهد محدثنا بحسن البنا، مؤسس الجماعة، فيقول «كان كلما يريد أن يدعو شخصا يعرف ما يحب هذا الشخص وما يكره، فإذا كان محباً للكلاب يذهب البنا ليقرأ عن الكلاب لكى يشاركه اهتماماته ويقترب منه أكثر، ويكون ذلك مدخله له».
ويضرب «بان» مثالا توضيحيا آخر يردده «الإخوان» كثيرا لأفرادهم المنوط بهم «التجنيد»، قائلا «لو كان المستهدف يعشق جمع الطوابع، فالمفترض أن تكون أنت خبيرا فى جمع الطوابع، وإذا كان من هواة كرة القدم فمن المفترض أن تكون خبيرا فى ذلك، فهذا هو مدخلك لكى تقترب من عالمه النفسى». وبعد مضى مدة، يحاول «المجند» التقرب من «المستهدف» أكثر فيتعرف على محيطه الاجتماعى، فمن الممكن أن يكون لهذا الشخص شقيق أو قريب ينتمى لأحد الأجهزة الأمنية أو الحساسة، التى لها وضعية خاصة لدى التنظيم. وبعد مرحلة التعرف على المحيط الاجتماعى يذهب الداعية المجند إلى النقيب المسئول، لكى يجيب عن عدة أسئلة تتعلق بالعنصر المستهدف، وغالبا ما يقدم تقريرا عنه يتناول سيرته الشخصية ومحيطه الأسرى وهواياته وتحليلا لشخصيته، وما إذا كان مجادلا من عدمه، ودرجة تدينه و«مشاكله ال***ية» وعلاقاته العاطفية. أما الصفات التى يمكن أن يستبعد من أجلها «المستهدف بالتجنيد» من قبل «النقيب المسئول»، فهى أن يوصف بأنه «غير كتوم» ولا يؤتمن على الأسرار، وأن يكون ثرثارا، لأن السرية منهج عند الجماعة.
ويضيف «بان»: «أما عن المجادل فيمكن أن يقبل فى البداية، لكن إن وجد أن الجدال خلق أصيل فيه فيمكن الاستمرار فى ضمه على أن يبقى جزءا من دوائر التنظيم العامة، وهو ما يطلق عليه «الربط العام». ويوصى «النقيب المسئول» عن صرف «المجند المستهدف» أن يبتعد عن مناطق الخلاف الفقهية، فالتنظيم ليس له مذهب فقهى بعينه، ويكتفى فقط بنصحه بقراءة كتاب «فقه السنة» للشيخ السيد سابق، لأنه مبنى على تجميع كل المذاهب الفقهية، ولا يكون ابن مذهب فقهى بعينه. ويحظر على «النقيب» أن يفتح عالمه النفسى للشخص المجند، فلا يعطيه إلا ما يجعله يحبه وينبهر به أكثر، ويقدره أكثر، فهذا الداعية يجب أن يتمكن من نفس المدعو بحيث يصبح هذا الداعية مرجعاً له فى كل شىء فى حياته، يرجع له فى كل أحواله وتصرفاته الكبير منها والصغير، على السواء.
وحتى هذا الوقت لا يحدث الأخ الشخص المجند، أى العنصر المستهدف، فى الإسلام أو الدعوة إلا بقدر ما يسمح به الحوار العادى، على حد قول «بان»، وعندما تتحول العلاقة إلى «علاقة معلقة» ينتقل معه المجند إلى المرحلة الثانية من «التجنيد».
المرحلة الثانية: السيطرة على «المُستهدف» بنظرية «المؤامرة على الإسلام»
كتب : صلاح الدين حسن ومحمود شعبان بيومى الإثنين 15-04-2013 12:03
طباعة
17 (http://www.elwatannews.com/news/details/165157#)
http://media.elwatannews.com/News/Large/98457_660_2484546_opt.jpg إخوانى ينادي بتطبيق الشريعة
بعد انتهاء المرحلة الأولى «التعارُف» ينتقل المجنّد المستهدَف إلى مرحلة جديدة، وهى ما تُسمى بـ«إيقاظ الإيمان»، فيقول «المجند» له «أنت مؤمن، لكن هذا الإيمان مخدّر بداخلك» وإن «هذا الدين هو دين مستهدَف بالمؤامرات على مدار التاريخ»، ثم يستحضر له كل المشاهد قديماً وحديثاً، بدءاً من خُبيب بن عدى حتى سيد قطب وعلاء الزهيرى، وكل شخص أُوذى من أجل دينه.
وبهذا المعنى، تصبح مسيرة الجماعة هى مسيرة هذا «الإسلام المضطّهد»، بحيث تصبح الجماعة هى الامتداد الطبيعى لمسيرة الإسلام على الأرض، لا لمسيرة فصيل معين، فهؤلاء هم «الإسلام» بطريقة ما، فى استكمال لهذا المدخل العاطفى الجذّاب.
ويتذكر أحمد سعيد، وهو «إخوانى» بدرجة منتظم، كيف أن أول تأثر له بـ«الإخوان» كان وقتها «أحمد» طفلاً يبلغ من العمر 10 سنوات، حيث جمع «الإخوان» عدداً كبيراً من أبناء القرية فى بيت أحد الإخوة، وعرضوا عليهم شريط فيديو يُسمى «الوعد»، يحكى عن مآسٍ تعرض لها الفلسطينيون على يد قوات الاحتلال الصهيونى، ودور حركة المقاومة الإسلامية «حماس» فى صد هذا العدوان، فضلاً عن مشاهد من «انتفاضة الحجارة»، وكانت الصورة مصحوبة بأصوات منشدين شاميين.
ويقول «أحمد»: «تأثرنا جميعاً وبكينا، وزاد حبنا لهذا الدين وارتباطنا بالجماعة، كونها هى الأمل الوحيد فى عودة الإسلام ورفع رايته خفّاقة فوق المسجد الأقصى، الأمر الذى كان يحدث بعد ذلك فى حرب البوسنة والهرسك وقبلها فى حروب أفغانستان والشيشان وكوسوفو». وتشكل عقلية العنصر المستهدف تركيباً عاطفياً بحتاً يحاول فيه «المجند» شحذ وجدان «المستهدف»، ويُلهبه حتى يزرع فيه حب التنظيم، لكى يؤمن به على أساس أنه يمثل «درع الأمة» والسبيل الوحيد إلى نصرتها بعدما تقف على أرجلها من جديد.
«أحمد»: شاهدت فيلماً وعمرى 10 سنوات.. وبعده أدركت أن الجماعة «الأمل الوحيد» لعودة الإسلام ويقول علاء محمد، وهو باحث منشق عن جماعة «الإخوان»: «إن الأكثرية تنتمى إلى الجماعة انتماءً عاطفياً فقط»، وهذا المعنى هو نفس ما قاله الدكتور عصام العريان، القيادى الإخوانى، من أن «مَن معنا فى التنظيم أناس عاطفيون فقط، ولا يفهمون إلى أين هم ذاهبون». ويقول الباحث أحمد بان: «هذا أمر دقيق وعميق 10 فى المائة فقط، فهى مادة العمل داخل الصف الإخوانى و2 فى المائة يخرجون عن طاعة التنظيم و8 فى المائة يظلون قانعين بأن يخوضوا معركتهم داخل الصف من الإخوان، و90 فى المائة تسلم قيادها إلى قيادات التنظيم، وتثق فيها ثقة عمياء، من منطلق أنها تدبر لنصرة هذا الدين ولنصرة هذا المشروع، ولقد منحتها الثقة بموجب بيعة شرعية». ويضيف «بان» أن «التنظيم لا يحاول أن يزرع فى وجدان وعقل الأعضاء سوى ركنى الطاعة والثقة فى القيادة، مع أن حسن البنا كان يلجأ إلى الشورى، ويغض التنظيم الطرف عن باقى الأركان، ومنها الفهم والتجرّد، فهو لا يستدعى سوى مفردات الثقة والطاعة، مع أنه لا ثقة ولا طاعة دون فهم، ومن خلال زرع الثقة فى نفسية المستهدف عبر منهج فكرى معين يُصبح مهيأً لفكرة «تفويض القائد» لاتخاذ القرار، وفى التدبير لأمور الجماعة». ويتابع الباحث «وتسود هنا مقولات من نوع (لدىّ ثقة أن لديه من المعطيات ما ليس لدىّ) أو (الرؤية لدى القائد أدق، وقراره صائب)، ومن موجبات هذا العمل الجماعى أن يكون هناك قيادة، ومن موجبات هذه القيادة أن تحظى بالثقة، على أساس أن هذا العمل سيُهدم لو أن كل فرد يفكر ويدبر ويقرر لنفسه بمعزل عن الجماعة، ونحن فى مواجهة التدبير الجماعى للحرب ضد الدين فى حاجة إلى تدبير جماعة فى مواجهة هذه الحرب». ويتم، حسب الباحث، تسويق مقولات دينية فى هذا الصدد، مثل مقولة «لا إسلام إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بالطاعة، ولا طاعة إلا بجماعة»، فضلاً عن الآية الكريمة «ولتكن منكم أمة»، إضافة إلى حشد من الآيات تحض على العمل مع الجماعة، ويتسع نطاق النص ليتم تطويره فى المساحة التى يريدها التنظيم لخدمته، وهو أمر حاضر فى الجماعة على امتداد تاريخها، فعندما نقرأ فى نصوص «البنا» تجد استشهادات قرآنية فى غير موضعها، ويتسع مفهوم النص لكى يلائم ما ذهب إليه من مفهوم.
وشيئاً فشيئاً، تتحول الأمور من التبعية للإسلام إلى التبعية للتنظيم، باعتبارها «ولاءً لله»، مع العلم أن أداة فكرة التمكين للدين والدولة مجرد وعاء لهذا التمكين، فيمضى المستهدف مع هذا التنظيم منذ بداية إدراكه بأن هذا الدين هو المستهدف، وتنبت الأفكار الجذرية التى توضع فى ذهن الشخص وتشكل أفكاره ووجدانه أن «الإخوان هى جماعة المسلمين»، وهذا هو ما يستنبطه الضمير «الإخوانى» وإن ادعى أنه يقول عكس ذلك.
وهكذا، يُلقَّن المستهدف خلاصة تقوده إلى أن «الإخوان» هم من يفهمون الإسلام على حقيقته، وأنهم الممثلون الحصريون لدين الله فى الأرض، وأنه ما من أحد يعمل لهذا الدين سواهم كما يعملون له، وأنهم أدق الناس فهماً لمعانى الإسلام ومراميه.
وهناك جذران ينهض بهما «الأخ» لفهم الدعوة الإسلامية هما كتابا «الطريق لجماعة المسلمين» و«ماذا يعنى انتمائى للإسلام»، وهذا هو الأساس الذى يخضع له تكوين «الأخ» المستهدف تجنيده منذ أن يلج بقدميه أولى عتبات هذا التنظيم المغلق.
وببدء دخوله فى التكوين الفكرى، تنتهى مرحلة التعارف ومرحلة إيقاظ «الإيمان المخدَّر» فى الصدور من خلال تعويده على مجموعة من العبادات، ثم إدراكه أن هناك مؤامرةً على هذا الدين، وهذه المؤامرة تستلزم كيداً جماعياً، وبالتالى يجب أن يكون عمله عملاً جماعياً، وهناك جماعات كثيرة تعمل على الساحة، فأى جماعة سيكون إليها ولاؤه؟ وأى عمل جماعى؟
فى هذه المرحلة تُشرح له طرائق العمل الجماعى التى تدّعى الصلة بالمنهج الإسلامى، فيقال له إن هناك «سلفيين» يهتمون بالعبادات والطقوس والإشارات والمظاهر على حساب الجوهر، وهناك «الصوفيون» وهؤلاء منسحبون من العالم، وهناك أيضاً «الجهاديون» الذين يحملون مهمة الجهاد بالسلاح، ولكن «الإخوان» هم الذين يجمعون كل هذه الأمور، فهى «الجماعة الشاملة».
المرحلة الثالثة: أهلاً بكم فى «دولة الإخوان»
كتب : صلاح الدين حسن ومحمود شعبان بيومى الإثنين 15-04-2013 12:03
http://media.elwatannews.com/News/Large/98458_660_2484556_opt.jpg مظاهرة إخوانية لتأييد مرسي
تبدأ مرحلة التأهيل الفكرى والتربوى بدءا من المرحلة الثالثة، وتعتمد هذه المرحلة على غرس قيم مجتمعية وأخلاقية ودينية داخل الفرد، من خلال إطار تنظيمى ضيق يسمى فى العرف الإخوانى بـ«الجلسات التربوية».
ولا تتمتع هذه الجلسات بالصرامة التنظيمية والانضباط الكامل، فى ظل رغبة الجماعة فى هذه المرحلة التودد إلى «المدعو»، أكثر من توجيه الأوامر له بشكل يدفعه إلى الهروب أو الشعور بالغربة والنفور سريعا من التنظيم.
وتعتمد مرحلة «الجلسات التربوية» على مقومات مهمة، أهمها «المحتوى التربوى» الذى يتم تدريسه للمدعو، ويتضمن كافة القيم الأخلاقية والمجتمعية التى تنوى الجماعة زرعها داخله، وهذه المحتويات الفكرية والثقافية تقوم الجماعة بإسناد وضعها إلى قسم التربية فى التنظيم، ويتم تكليف المسئول «النقيب» بتدريسها للمدعو، ويهدف التنظيم فى هذه المرحلة إلى ترسيخ فلسفة الاستيعاب النفسى للشخص، لكى يشعر بقيمة المجتمع الجديد الذى يبدأ فيه أولى خطوات حياته الجديدة، وتقوم فلسفة الاستيعاب النفسى على ما يسمى بـ«الإحاطة الاجتماعية»، وأولها أن يشعر بأن حوله حفنة من الجمهور الملتزم، أصحاب الأيادى المتوضئة والوجوه النيرة، وأصحاب الحيثية المجتمعية، لتضفى عليه «قيمة ما» فيشعر بدوره فى المجتمع وحاجة هذا المجتمع له، ومن هنا يشعر وكأنه أحد الأعمدة المهمة فى المجتمع دعويا وسياسيا، وتتولد لديه أهمية الانتماء إلى تنظيم دينى ثم الرغبة فى الولاء التام والتبعية لهذا التنظيم.
التنظيم يتحول إلى «بديل» عن الوطن ويلجأ إلى *** «الآخر الإسلامى» وتشويه صورته وثانيها أن يحدث ما يسمى بـ«التآلف المادى» حيث تتبنى الجماعة الكثير من شئونه المالية، خاصة إن كان من أبناء الطبقة المتوسطة أو الفقيرة، لكى يترسخ فى داخله ولاء وتبعية مطلقة، بجانب إيمانه الراسخ بأن «الإخوان» هو التنظيم البديل للدولة، وأنه القادر على خلق كافة الحلول التى يحتاج إليها بما فيها الحلول المالية.
ويتبع كل ذلك الإطار الفكرى الذى يعتبر كالحبل المتين، من خلال استجلاب بعض الكتب التى تؤصل لقدسية التنظيم، مثل كتاب «الطريق إلى جماعة المسلمين» للكاتب حسين جابر، وهو أحد قيادات التنظيم بالسعودية، الذى يؤصل لأهمية العمل للإسلام من خلال الجماعة ويحاول الكتاب إسقاط النصوص الدينية والشرعية على اعتبار أنها «جماعة المسلمين» وليست جماعة من المسلمين، وأن شرف الانضواء تحت رايتها لا يضاهيه شرف. وتعتمد مرحلة الإطار الفكرى على ما يسمى بـ«*** الآخر»، حيث يسعى النقيب إلى تشويه صورة التيارات الإسلامية الأخرى، بدعوى نقص أو عدم اكتمال الفهم الكامل للإسلام لديها، وأن «الإخوان» هى الجماعة الوحيدة التى تفهم الإسلام بشموليته، وهذا موجود فى كتاب حسن البنا «إسلام الإخوان المسلمين».
ويعمد النقيب فى علاج الشبهات الفكرية إلى بعض النصوص الشرعية، لعلاج أقوى ما يمكن مواجهته من جانب المدعو، وهى الشبهات الفكرية التى يلوكها المدعو على أذن الداعية «الإخوانى»، وربما يكون قد سمعها من جانب بعض أفراد التيارات الإسلامية الأخرى، لمداراة عجزه فى تقديم ردود فكرية وثقافية وعقلانية للمدعو، ويتم توجيه أوامر بعدم الخوض فى أى نقاشات جانبية مع التيارات الأخرى، واستخدام حديث النبى، صلى الله عليه وسلم، «إنى زعيم بيت بربوة فى الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقاً»، إذ يعتبر الجدل من الأمور المنهى عنها داخل التنظيم ودائما ما يقول النقيب «خلينا عمليين أحسن»، فتزيد مساحة الحركة على الفكرة، لأن النقيب يريد من العضو أن يكون حركيا أكثر منه مفكرا ولذا تبدأ مرحلة تغييب العقل الإخوانى من مرحلة الدعوة الفردية، ليتم تطويعه بعد ذلك من خلال الثقة فى القيادة، وطاعة القيادات دون نقاش ولا جدال.
وفى حال الفشل التام فى مواجهة الشبهات ينتقل سريعا إلى مرحلة الدفاع من خلال اتهام المدعو بالتقصير فى طاعته لله، ومن ثم يقول له «راجع موقفك من الله ومستوى علاقاتك مع الله».
يعنى واطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اطيعوا المرشد
و اللى اقدم منك فى الجماعه
هكذا يضحكون على عقول السذج و محدودى الفكر و الثقافة
http://www.elwatannews.com/news/details/165159
«الوطن» ترصد خطة ضم الأعضاء الجدد للتنظيم حتى ضمان الولاء والقسم على «السمع والطاعة» كتب : صلاح الدين حسن ومحمود شعبان بيومى الإثنين 15-04-2013 12:03
طباعة
88 (http://www.elwatannews.com/news/details/165159#)
http://media.elwatannews.com/News/Large/53670_660_1693385.jpg صورة أرشيفية
هم مثل الدُمى، «نسخة» واحدة مكررة، متشابهون فى سمتهم ولغتهم الجسدية وحتى أفكارهم.. بإشارة من إصبع قائدهم يتحركون يمنة ويسرة، على نحو ما أشار؛ ففى أى «مصنع» صُنع هؤلاء؟ ومن أى سرداب مظلم خرجوا؟ وما مكونات الآلة التى أنتجتهم؟ وأى خلل بها أصاب المنتج بالعيب؟
فى غرفة مغلقة، تبدأ رحلة البحث عن «مجند» جديد فى الجماعة، شريطة أن يكون طيّعا غير متصف بالجدل، وليس لديه خلفية أيديولوجية أخرى، يسهل تشكيله بعجينة «إخوانية» ممزوجة بخميرة الدين. وهم يخاطبون «المستجد» منهم بقولهم: «أيها المجند.. ألا ترى كيف وصلت بأمتنا الحال والمآل؟ لن تعود لهذه الأمة عزتها إلا بجماعة قوية، ولا تأتى هذه القوة إلا بتنظيم له قادة يُسمع لهم ويُطاعون، وإن شققت عصا الطاعة فإنك بذلك مفتون». وهكذا يوضع «المستهدف» فى قفص الجماعة، ويُعزل شعورياً عن مجتمعه ليعيش فى وسط «إخوانه».. الصوبة التى يجب ألا تتعرض لأفكار المخالفين.. «لا تقرأ إلا لمن نُقره لك، ولا تثق إلا فى قادتك.. نحن نتعرض لمؤامرة كونية، وما الاضطهاد الذى نتعرض له إلا امتداد للاضطهاد الذى وعد الله به عباده المؤمنين، منذ صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحتى سيد قطب وكمال السنانيرى وغيرهم».
أخبار متعلقة:
المرحلة الأولى: البحث عن «الإبل النجيبة».. والأولوية لـ«أبناء الأغنياء» (http://www.elwatannews.com/news/details/165158)
المرحلة الثانية: السيطرة على «المُستهدف» بنظرية «المؤامرة على الإسلام» (http://www.elwatannews.com/news/details/165157)
المرحلة الثالثة: أهلاً بكم فى «دولة الإخوان» (http://www.elwatannews.com/news/details/165160)
المرحلة الأولى: البحث عن «الإبل النجيبة».. والأولوية لـ«أبناء الأغنياء»
كتب : صلاح الدين حسن ومحمود شعبان بيومى الإثنين 15-04-2013 12:03
طباعة
13 (http://www.elwatannews.com/news/details/165158#)
http://media.elwatannews.com/News/Large/98456_660_2487872_opt.jpg طفل إخواني محمولاً على الأعناق
فى كتيب معنون بـ«الدعوة الفردية» يُوزع على أعضاء الجماعة، يُطلب من «الأخ» البحث فى الدوائر المحيطة به عن العناصر المستهدفة بالتجنيد فى الجماعة، ثم وضعها فى قائمة يلخص فيها معلومات تتعلق بهم وما تنطوى عليه شخصياتهم من ميزات وعيوب، وبعد ذلك يُكلف بالحديث مع النقيب «المسئول» فى صفات هذا الشخص المستهدف.
ولكن هذا التكليف تضع له الجماعة بعض الضوابط والشروط، فتكون حريصة فى توجيه «الأخ المجند» على نوعية من يختار للدعوة الفردية، فتشترط عليه أن يختار الأقرب لدائرته حتى يكون التواصل معه أيسر، ويكون إضافة حقيقية للجماعة وليس خصما من رصيدها. وتضرب الجماعة مثالا شهيرا يسود فى أدبيات الجماعة توصى به أعضاءها، وهو «لا تتعامل مع الجماعة على أنها مستشفى يقدم العلاج لمرضى، بل كما يتعامل الجواهرجى الذى يتعامل مع اللآلئ»، وتتمثل بمقولة عمر بن الخطاب «الناس كالإبل، مائة لا تجد فيها راحلة»، بمعنى أن على «الأخ» أن يبحث عن «الرواحل» النجيبة التى تتحمل السفر الطويل والأثقال، فإذا كان «المستهدف» طالبا فمن الأفضل أن يكون نجيباً، كما يفضل الموسر مادياً لأن المطلوب هو أن ينفق على الدعوة، وكلما كان من أسرة غنية أفضل من أن يكون من أسرة فقيرة. عند هذه النقطة نتوقف مع أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، ليحدثنا عن النوعية التى تفضل جماعة «الإخوان» أن تجندها فى صفوفها، قائلا «إن حسن البنا كان عندما ينزل قرية كان يبحث فيها عن وجهاء القوم ليضمهم لجماعته، وعند تكوين شعبة فى هذه القرية يسند مسئوليتها لعلية القوم فيها، وكان هذا أمرا متعارفا عليه فى الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضى».
معرفة كل شىء عن «الشخص المستهدف»: هواياته.. أسرته.. وحتى مشكلاته «ال***ية» ويقول «متولى»، وهو أحد نقباء الأسر «الإخوانية»، «يخضع هذا الأخ لمنهج الدعوة الفردية الذى يبدأ بمرحلة التعارف، كما تحتوى العملية طرقا محددة تعتبر مداخل مدروسة ومجربة للوصول للشخص المستهدف بالدعوة». ويصف «بان» المناهج التجنيدية بقوله «إنها أقرب للعلوم النفسية منها للعلوم الشرعية، لأن المجندين، بكسر النون، يعتبرون أنفسهم يتعاملون مع نفوس بهدف ترويضها والولوج فيها للسيطرة الكاملة عليها لتجنيدها، فالأخ يجند هؤلاء الأفراد لكى يكونوا جنودا عند هذا التنظيم». ومن جانبه، يقول «متولى»، «يبدأ الاتصال بالفرد بعد مرحلة التعارف ونسعى لصداقته ونتقرب منه جدا، لنقترب من عالمه النفسى، فنعرف ما يحب وما يكره»، ويستشهد محدثنا بحسن البنا، مؤسس الجماعة، فيقول «كان كلما يريد أن يدعو شخصا يعرف ما يحب هذا الشخص وما يكره، فإذا كان محباً للكلاب يذهب البنا ليقرأ عن الكلاب لكى يشاركه اهتماماته ويقترب منه أكثر، ويكون ذلك مدخله له».
ويضرب «بان» مثالا توضيحيا آخر يردده «الإخوان» كثيرا لأفرادهم المنوط بهم «التجنيد»، قائلا «لو كان المستهدف يعشق جمع الطوابع، فالمفترض أن تكون أنت خبيرا فى جمع الطوابع، وإذا كان من هواة كرة القدم فمن المفترض أن تكون خبيرا فى ذلك، فهذا هو مدخلك لكى تقترب من عالمه النفسى». وبعد مضى مدة، يحاول «المجند» التقرب من «المستهدف» أكثر فيتعرف على محيطه الاجتماعى، فمن الممكن أن يكون لهذا الشخص شقيق أو قريب ينتمى لأحد الأجهزة الأمنية أو الحساسة، التى لها وضعية خاصة لدى التنظيم. وبعد مرحلة التعرف على المحيط الاجتماعى يذهب الداعية المجند إلى النقيب المسئول، لكى يجيب عن عدة أسئلة تتعلق بالعنصر المستهدف، وغالبا ما يقدم تقريرا عنه يتناول سيرته الشخصية ومحيطه الأسرى وهواياته وتحليلا لشخصيته، وما إذا كان مجادلا من عدمه، ودرجة تدينه و«مشاكله ال***ية» وعلاقاته العاطفية. أما الصفات التى يمكن أن يستبعد من أجلها «المستهدف بالتجنيد» من قبل «النقيب المسئول»، فهى أن يوصف بأنه «غير كتوم» ولا يؤتمن على الأسرار، وأن يكون ثرثارا، لأن السرية منهج عند الجماعة.
ويضيف «بان»: «أما عن المجادل فيمكن أن يقبل فى البداية، لكن إن وجد أن الجدال خلق أصيل فيه فيمكن الاستمرار فى ضمه على أن يبقى جزءا من دوائر التنظيم العامة، وهو ما يطلق عليه «الربط العام». ويوصى «النقيب المسئول» عن صرف «المجند المستهدف» أن يبتعد عن مناطق الخلاف الفقهية، فالتنظيم ليس له مذهب فقهى بعينه، ويكتفى فقط بنصحه بقراءة كتاب «فقه السنة» للشيخ السيد سابق، لأنه مبنى على تجميع كل المذاهب الفقهية، ولا يكون ابن مذهب فقهى بعينه. ويحظر على «النقيب» أن يفتح عالمه النفسى للشخص المجند، فلا يعطيه إلا ما يجعله يحبه وينبهر به أكثر، ويقدره أكثر، فهذا الداعية يجب أن يتمكن من نفس المدعو بحيث يصبح هذا الداعية مرجعاً له فى كل شىء فى حياته، يرجع له فى كل أحواله وتصرفاته الكبير منها والصغير، على السواء.
وحتى هذا الوقت لا يحدث الأخ الشخص المجند، أى العنصر المستهدف، فى الإسلام أو الدعوة إلا بقدر ما يسمح به الحوار العادى، على حد قول «بان»، وعندما تتحول العلاقة إلى «علاقة معلقة» ينتقل معه المجند إلى المرحلة الثانية من «التجنيد».
المرحلة الثانية: السيطرة على «المُستهدف» بنظرية «المؤامرة على الإسلام»
كتب : صلاح الدين حسن ومحمود شعبان بيومى الإثنين 15-04-2013 12:03
طباعة
17 (http://www.elwatannews.com/news/details/165157#)
http://media.elwatannews.com/News/Large/98457_660_2484546_opt.jpg إخوانى ينادي بتطبيق الشريعة
بعد انتهاء المرحلة الأولى «التعارُف» ينتقل المجنّد المستهدَف إلى مرحلة جديدة، وهى ما تُسمى بـ«إيقاظ الإيمان»، فيقول «المجند» له «أنت مؤمن، لكن هذا الإيمان مخدّر بداخلك» وإن «هذا الدين هو دين مستهدَف بالمؤامرات على مدار التاريخ»، ثم يستحضر له كل المشاهد قديماً وحديثاً، بدءاً من خُبيب بن عدى حتى سيد قطب وعلاء الزهيرى، وكل شخص أُوذى من أجل دينه.
وبهذا المعنى، تصبح مسيرة الجماعة هى مسيرة هذا «الإسلام المضطّهد»، بحيث تصبح الجماعة هى الامتداد الطبيعى لمسيرة الإسلام على الأرض، لا لمسيرة فصيل معين، فهؤلاء هم «الإسلام» بطريقة ما، فى استكمال لهذا المدخل العاطفى الجذّاب.
ويتذكر أحمد سعيد، وهو «إخوانى» بدرجة منتظم، كيف أن أول تأثر له بـ«الإخوان» كان وقتها «أحمد» طفلاً يبلغ من العمر 10 سنوات، حيث جمع «الإخوان» عدداً كبيراً من أبناء القرية فى بيت أحد الإخوة، وعرضوا عليهم شريط فيديو يُسمى «الوعد»، يحكى عن مآسٍ تعرض لها الفلسطينيون على يد قوات الاحتلال الصهيونى، ودور حركة المقاومة الإسلامية «حماس» فى صد هذا العدوان، فضلاً عن مشاهد من «انتفاضة الحجارة»، وكانت الصورة مصحوبة بأصوات منشدين شاميين.
ويقول «أحمد»: «تأثرنا جميعاً وبكينا، وزاد حبنا لهذا الدين وارتباطنا بالجماعة، كونها هى الأمل الوحيد فى عودة الإسلام ورفع رايته خفّاقة فوق المسجد الأقصى، الأمر الذى كان يحدث بعد ذلك فى حرب البوسنة والهرسك وقبلها فى حروب أفغانستان والشيشان وكوسوفو». وتشكل عقلية العنصر المستهدف تركيباً عاطفياً بحتاً يحاول فيه «المجند» شحذ وجدان «المستهدف»، ويُلهبه حتى يزرع فيه حب التنظيم، لكى يؤمن به على أساس أنه يمثل «درع الأمة» والسبيل الوحيد إلى نصرتها بعدما تقف على أرجلها من جديد.
«أحمد»: شاهدت فيلماً وعمرى 10 سنوات.. وبعده أدركت أن الجماعة «الأمل الوحيد» لعودة الإسلام ويقول علاء محمد، وهو باحث منشق عن جماعة «الإخوان»: «إن الأكثرية تنتمى إلى الجماعة انتماءً عاطفياً فقط»، وهذا المعنى هو نفس ما قاله الدكتور عصام العريان، القيادى الإخوانى، من أن «مَن معنا فى التنظيم أناس عاطفيون فقط، ولا يفهمون إلى أين هم ذاهبون». ويقول الباحث أحمد بان: «هذا أمر دقيق وعميق 10 فى المائة فقط، فهى مادة العمل داخل الصف الإخوانى و2 فى المائة يخرجون عن طاعة التنظيم و8 فى المائة يظلون قانعين بأن يخوضوا معركتهم داخل الصف من الإخوان، و90 فى المائة تسلم قيادها إلى قيادات التنظيم، وتثق فيها ثقة عمياء، من منطلق أنها تدبر لنصرة هذا الدين ولنصرة هذا المشروع، ولقد منحتها الثقة بموجب بيعة شرعية». ويضيف «بان» أن «التنظيم لا يحاول أن يزرع فى وجدان وعقل الأعضاء سوى ركنى الطاعة والثقة فى القيادة، مع أن حسن البنا كان يلجأ إلى الشورى، ويغض التنظيم الطرف عن باقى الأركان، ومنها الفهم والتجرّد، فهو لا يستدعى سوى مفردات الثقة والطاعة، مع أنه لا ثقة ولا طاعة دون فهم، ومن خلال زرع الثقة فى نفسية المستهدف عبر منهج فكرى معين يُصبح مهيأً لفكرة «تفويض القائد» لاتخاذ القرار، وفى التدبير لأمور الجماعة». ويتابع الباحث «وتسود هنا مقولات من نوع (لدىّ ثقة أن لديه من المعطيات ما ليس لدىّ) أو (الرؤية لدى القائد أدق، وقراره صائب)، ومن موجبات هذا العمل الجماعى أن يكون هناك قيادة، ومن موجبات هذه القيادة أن تحظى بالثقة، على أساس أن هذا العمل سيُهدم لو أن كل فرد يفكر ويدبر ويقرر لنفسه بمعزل عن الجماعة، ونحن فى مواجهة التدبير الجماعى للحرب ضد الدين فى حاجة إلى تدبير جماعة فى مواجهة هذه الحرب». ويتم، حسب الباحث، تسويق مقولات دينية فى هذا الصدد، مثل مقولة «لا إسلام إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بالطاعة، ولا طاعة إلا بجماعة»، فضلاً عن الآية الكريمة «ولتكن منكم أمة»، إضافة إلى حشد من الآيات تحض على العمل مع الجماعة، ويتسع نطاق النص ليتم تطويره فى المساحة التى يريدها التنظيم لخدمته، وهو أمر حاضر فى الجماعة على امتداد تاريخها، فعندما نقرأ فى نصوص «البنا» تجد استشهادات قرآنية فى غير موضعها، ويتسع مفهوم النص لكى يلائم ما ذهب إليه من مفهوم.
وشيئاً فشيئاً، تتحول الأمور من التبعية للإسلام إلى التبعية للتنظيم، باعتبارها «ولاءً لله»، مع العلم أن أداة فكرة التمكين للدين والدولة مجرد وعاء لهذا التمكين، فيمضى المستهدف مع هذا التنظيم منذ بداية إدراكه بأن هذا الدين هو المستهدف، وتنبت الأفكار الجذرية التى توضع فى ذهن الشخص وتشكل أفكاره ووجدانه أن «الإخوان هى جماعة المسلمين»، وهذا هو ما يستنبطه الضمير «الإخوانى» وإن ادعى أنه يقول عكس ذلك.
وهكذا، يُلقَّن المستهدف خلاصة تقوده إلى أن «الإخوان» هم من يفهمون الإسلام على حقيقته، وأنهم الممثلون الحصريون لدين الله فى الأرض، وأنه ما من أحد يعمل لهذا الدين سواهم كما يعملون له، وأنهم أدق الناس فهماً لمعانى الإسلام ومراميه.
وهناك جذران ينهض بهما «الأخ» لفهم الدعوة الإسلامية هما كتابا «الطريق لجماعة المسلمين» و«ماذا يعنى انتمائى للإسلام»، وهذا هو الأساس الذى يخضع له تكوين «الأخ» المستهدف تجنيده منذ أن يلج بقدميه أولى عتبات هذا التنظيم المغلق.
وببدء دخوله فى التكوين الفكرى، تنتهى مرحلة التعارف ومرحلة إيقاظ «الإيمان المخدَّر» فى الصدور من خلال تعويده على مجموعة من العبادات، ثم إدراكه أن هناك مؤامرةً على هذا الدين، وهذه المؤامرة تستلزم كيداً جماعياً، وبالتالى يجب أن يكون عمله عملاً جماعياً، وهناك جماعات كثيرة تعمل على الساحة، فأى جماعة سيكون إليها ولاؤه؟ وأى عمل جماعى؟
فى هذه المرحلة تُشرح له طرائق العمل الجماعى التى تدّعى الصلة بالمنهج الإسلامى، فيقال له إن هناك «سلفيين» يهتمون بالعبادات والطقوس والإشارات والمظاهر على حساب الجوهر، وهناك «الصوفيون» وهؤلاء منسحبون من العالم، وهناك أيضاً «الجهاديون» الذين يحملون مهمة الجهاد بالسلاح، ولكن «الإخوان» هم الذين يجمعون كل هذه الأمور، فهى «الجماعة الشاملة».
المرحلة الثالثة: أهلاً بكم فى «دولة الإخوان»
كتب : صلاح الدين حسن ومحمود شعبان بيومى الإثنين 15-04-2013 12:03
http://media.elwatannews.com/News/Large/98458_660_2484556_opt.jpg مظاهرة إخوانية لتأييد مرسي
تبدأ مرحلة التأهيل الفكرى والتربوى بدءا من المرحلة الثالثة، وتعتمد هذه المرحلة على غرس قيم مجتمعية وأخلاقية ودينية داخل الفرد، من خلال إطار تنظيمى ضيق يسمى فى العرف الإخوانى بـ«الجلسات التربوية».
ولا تتمتع هذه الجلسات بالصرامة التنظيمية والانضباط الكامل، فى ظل رغبة الجماعة فى هذه المرحلة التودد إلى «المدعو»، أكثر من توجيه الأوامر له بشكل يدفعه إلى الهروب أو الشعور بالغربة والنفور سريعا من التنظيم.
وتعتمد مرحلة «الجلسات التربوية» على مقومات مهمة، أهمها «المحتوى التربوى» الذى يتم تدريسه للمدعو، ويتضمن كافة القيم الأخلاقية والمجتمعية التى تنوى الجماعة زرعها داخله، وهذه المحتويات الفكرية والثقافية تقوم الجماعة بإسناد وضعها إلى قسم التربية فى التنظيم، ويتم تكليف المسئول «النقيب» بتدريسها للمدعو، ويهدف التنظيم فى هذه المرحلة إلى ترسيخ فلسفة الاستيعاب النفسى للشخص، لكى يشعر بقيمة المجتمع الجديد الذى يبدأ فيه أولى خطوات حياته الجديدة، وتقوم فلسفة الاستيعاب النفسى على ما يسمى بـ«الإحاطة الاجتماعية»، وأولها أن يشعر بأن حوله حفنة من الجمهور الملتزم، أصحاب الأيادى المتوضئة والوجوه النيرة، وأصحاب الحيثية المجتمعية، لتضفى عليه «قيمة ما» فيشعر بدوره فى المجتمع وحاجة هذا المجتمع له، ومن هنا يشعر وكأنه أحد الأعمدة المهمة فى المجتمع دعويا وسياسيا، وتتولد لديه أهمية الانتماء إلى تنظيم دينى ثم الرغبة فى الولاء التام والتبعية لهذا التنظيم.
التنظيم يتحول إلى «بديل» عن الوطن ويلجأ إلى *** «الآخر الإسلامى» وتشويه صورته وثانيها أن يحدث ما يسمى بـ«التآلف المادى» حيث تتبنى الجماعة الكثير من شئونه المالية، خاصة إن كان من أبناء الطبقة المتوسطة أو الفقيرة، لكى يترسخ فى داخله ولاء وتبعية مطلقة، بجانب إيمانه الراسخ بأن «الإخوان» هو التنظيم البديل للدولة، وأنه القادر على خلق كافة الحلول التى يحتاج إليها بما فيها الحلول المالية.
ويتبع كل ذلك الإطار الفكرى الذى يعتبر كالحبل المتين، من خلال استجلاب بعض الكتب التى تؤصل لقدسية التنظيم، مثل كتاب «الطريق إلى جماعة المسلمين» للكاتب حسين جابر، وهو أحد قيادات التنظيم بالسعودية، الذى يؤصل لأهمية العمل للإسلام من خلال الجماعة ويحاول الكتاب إسقاط النصوص الدينية والشرعية على اعتبار أنها «جماعة المسلمين» وليست جماعة من المسلمين، وأن شرف الانضواء تحت رايتها لا يضاهيه شرف. وتعتمد مرحلة الإطار الفكرى على ما يسمى بـ«*** الآخر»، حيث يسعى النقيب إلى تشويه صورة التيارات الإسلامية الأخرى، بدعوى نقص أو عدم اكتمال الفهم الكامل للإسلام لديها، وأن «الإخوان» هى الجماعة الوحيدة التى تفهم الإسلام بشموليته، وهذا موجود فى كتاب حسن البنا «إسلام الإخوان المسلمين».
ويعمد النقيب فى علاج الشبهات الفكرية إلى بعض النصوص الشرعية، لعلاج أقوى ما يمكن مواجهته من جانب المدعو، وهى الشبهات الفكرية التى يلوكها المدعو على أذن الداعية «الإخوانى»، وربما يكون قد سمعها من جانب بعض أفراد التيارات الإسلامية الأخرى، لمداراة عجزه فى تقديم ردود فكرية وثقافية وعقلانية للمدعو، ويتم توجيه أوامر بعدم الخوض فى أى نقاشات جانبية مع التيارات الأخرى، واستخدام حديث النبى، صلى الله عليه وسلم، «إنى زعيم بيت بربوة فى الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقاً»، إذ يعتبر الجدل من الأمور المنهى عنها داخل التنظيم ودائما ما يقول النقيب «خلينا عمليين أحسن»، فتزيد مساحة الحركة على الفكرة، لأن النقيب يريد من العضو أن يكون حركيا أكثر منه مفكرا ولذا تبدأ مرحلة تغييب العقل الإخوانى من مرحلة الدعوة الفردية، ليتم تطويعه بعد ذلك من خلال الثقة فى القيادة، وطاعة القيادات دون نقاش ولا جدال.
وفى حال الفشل التام فى مواجهة الشبهات ينتقل سريعا إلى مرحلة الدفاع من خلال اتهام المدعو بالتقصير فى طاعته لله، ومن ثم يقول له «راجع موقفك من الله ومستوى علاقاتك مع الله».
يعنى واطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اطيعوا المرشد
و اللى اقدم منك فى الجماعه
هكذا يضحكون على عقول السذج و محدودى الفكر و الثقافة
http://www.elwatannews.com/news/details/165159