aymaan noor
18-04-2013, 07:31 AM
الملامح الخمسة للتعامل الأمريكي مع تفجيرات ماراثون بوسطن
http://rcssmideast.org/media/k2/items/cache/f886601d84b861950b399355947b6811_L.jpg
عمرو عبد العاطي
باحث مختص في الشئون الأمريكية.
أسفر انفجار قنبلتين وسط حشود عند خط النهاية في "ماراثون بوسطن" عن ثلاثة ***ى، من بينهم طفل لا يتعدى عمره ثماني سنوات، وأكثر من 176 جريحًا، في وقت كانت فيه الشوارع مليئة بعشرات الآلاف لتشجيع العدائين. ويعد تفجير "ماراثون بوسطن" أسوأ هجوم تتعرض له الولايات المتحدة الأمريكية بعد اثني عشر عامًا من تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وتعيد التفجيرات الأخيرة الساحة الأمريكية مجددًا للجدل حول سبل تأمين الأراضي الأمريكية ضد الهجمات الإرهابية، وقدرة الاستخبارات الأمريكية على اكتشاف العمليات الإرهابية قبل وقوعها، وخاصة مع تصاعد الحديث عن أن الولايات المتحدة الأمريكية أضحت بمأمن من العمليات الإرهابية بعد حرب طويلة مكلفة على الإرهاب، وتفكيك التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة.
ويقدم تعامل الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" وأعضاء إدارته مع تلك التفجيرات بخروجه المبكر للشعب الأمريكي لتقديم العزاء، وشرح ملابسات التفجيرات، والخطوات التي ستتبعها الحكومة بكلمات تبعد عن الإنشاء، والتسرع في الكشف عن مرتكبيها، والتأكيد أنه في وقت الأزمات لا فرق بين ديمقراطي وجمهوري؛ نموذجًا للدول التي تمر بأزمات متكررة لكيفية التعامل مع أزماتها.
ملامح إدارة الأزمة
تعامل الحكومات مع الأزمات قد يكون سببًا لشعبيتها أو للنقمة عليها في حال إخفاقها في التعامل مع أزماتها. وما يميز الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" قدرته على التعامل مع الأزمات بما يعود بالنفع عليه. فتعامله مع أزمة استهداف السفارات الأمريكية وم*** السفير الأمريكي في بنغازي عقب أزمة الفيلم المسيء للرسول "صلى الله عليه وسلم" وإعصار "ساندي" وقت احتدام الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وظهوره كرجل دولة همه الأول الشعب الأمريكي؛ كان أحد أسباب تفوقه على منافسه الجمهوري "ميت رومني" في الانتخابات الرئاسية لعام 2012 وتمتعه بشعبيه كبيرة وسط الأمريكيين. وقد اتسم تعامل إدارة "أوباما" مع تفجيرات "ماراثون بوسطن" بخمسة ملامح رئيسية، تتمثل في:
الملمح الأول: الخروج المبكر.عقب التفجيرات بوقت قليل خرج الرئيس الأمريكي في مؤتمر صفحي من البيت الأبيض نقلته كافة وسائل الإعلام الأمريكية والغربية ليقدم العزاء للضحايا ولأسرهم، ولإطلاع الأمريكيين على تطورات الأوضاع، والتأكيد على أن إدارته تعمل على كشف المسئولين عن هذه التفجيرات وتقديمهم للعدالة. ومن جانبه قطع نائب الرئيس "جو بايدن" اتصالا كان يجريه مع لجنة تعديل قانون حمل السلاح، ليعبر عن مواساته لعائلات الضحايا، وتعاطفه مع المصابين.
الملمح الثاني: حذر في توصيف التفجيرات.اتسم تعامل الرئيس الأمريكي بالحذر عند شرحه الموقف للشعب الأمريكي، حيث لم يستخدم في حديثه يوم الإثنين كلمة "الإرهاب" في وصف التفجيرات ليعود لاستخدامها يوم الثلاثاء في وصف الهجمات بالقنابل على مدنيين أبرياء بأنها عمل إرهابي. ولكن مسئولا بالبيت الأبيض سمى تلك التفجيرات بالإرهابية منذ اليوم الأول لها، وأنه سيتم التعامل معها على أنها عمل إرهابي، قائلا: "أي حدث بشحنات متفجرة متعددة، هو بشكل واضح عمل إرهابي، وسيتم التعامل معه كعمل إرهابي". ولم تتسرع الإدارة الأمريكية في الكشف عن هوية مرتكبي الهجمات قبل الانتهاء من التحقيقات، ولم تسم جهة معينة لمسئوليتها عن تلك التفجيرات، قائلة إنها قد تكون من تنفيذ جماعة أجنبية ولم تستبعد أن تكون محلية أو من تدبير شخص "سيئ".
الملمح الثالث: الوقوف على تطورات الوضع.عقب وقوع التفجيرات اجتمع الرئيس الأمريكي بأعضاء إدارته والمسئولين الأمنيين للوقوف على التطورات، والبقاء على التواصل معهم للاطلاع على أي مستجدات. فقد أطلع مدير مكتب التحقيقات الاتحادي "بوب مولر" ووزيرة الأمن الداخلي "جانبيت نابوليتانو" ومساعدون آخرين بالأمن القومي "أوباما" على تطورات الموقف. وأجرى "أوباما" من جانبه اتصالات مع رئيس بلدية بوسطن "توم منينو" وحاكم ولاية ماساتشوستس "ديفال باتريك" لمعرفة تطورات الأوضاع هناك، وعرض تقديم مساعدة اتحادية لهم.
الملمح الرابع: الشروع في اتخاذ إجراءات تأمينية.بعد اندلاع التفجيرات أعطى الرئيس الأمريكي أوامره لتعزيز التدابير الأمنية عبر البلاد، حسب ما تقتضيه الضرورة. وتحسبًا لأن يكون تفجير "ماراثون بوسطن" جزءًا من مخطط أوسع منعت هيئة الطيران المدني التحليق فوق منطقة الانفجار. كما عززت السلطات الأمنية التدابير الأمنية حول المواقع الهامة في العاصمة واشنطن ونيويورك اللتين تعرضتا لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
الملمح الخامس: بدء التحقيقات لمعرفة مرتكبيها.عقب التفجيرات بدقائق بدأت السلطات الأمنية مهمتها في البحث عن قنابل لم تنفجر واكتشاف أي أجسام غريبة يشتبه فيها. وشرعت في إجراء تحقيقاتها لمعرفة مرتكبي التفجيرات. والبحث عما له صلة بين الانفجارين في "ماراثون بوسطن" وانفجار آخر وقع في متحف ومكتبة جون كينيدي الرئاسية.
إدارة في مأزق
بددت تفجيرات "ماراثون بوسطن" ونجاح السلطات الأمريكية من قبل إحباط عملية إرهابية بميدان التايمز بولاية نيويورك في مايو 2010 من رجاحة دعاوى تيار مسيطر داخل إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بتخفيض النفقات الدفاعية الأمريكية بعد سنوات من الحرب على الإرهاب، والقضاء على التنظيمات الإرهابية في أفغانستان، والعراق، واليمن وشمال إفريقيا. حيث تُثبت تلك التفجيرات أن الولايات المتحدة رغم تكلفة الحرب على الإرهاب واستخدام الطائرات بدون طيار لاستهداف أعضاء التنظيمات الإرهابية خارجيًّا لم تجعل الولايات المتحدة في منأى عن الهجمات الإرهابية، وأن الولايات المتحدة ما زالت مستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية، ما يدعم من مواقف الداعين لزيادة الإنفاق العسكري الأمريكي رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة منذ منتصف عام 2008 لنشهد خلال الأيام القادمة صراعًا محتدمًا بين "أوباما" المؤيد لتقليل النفقات الدفاعية ومؤيدي زيادتها، وسينتقل هذا الصراع إلى أروقة الكونجرس الأمريكي.
وإذا كشفت التحقيقات عن أن تلك التفجيرات من تخطيط منظمات إرهابية ذات خلفية إسلامية، رغم أن طبيعة التفجيرات تنفي ضلوع تنظيم القاعدة ونفي طالبان الباكستانية أي دور لها في التفجيرات؛ فإن إدارة "أوباما" ستواجه ضغوطًا لوقف انفتاحها على الدول الإسلامية، وهي سياسة تبناها "أوباما" منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض بعد سنوات من التدهور خلال إدارتي "جورج دبليو بوش"، وستزيد الانتقادات لسياساته المعتدلة مع صعود تيار الإسلام السياسي في المنطقة بعد الربيع العربي، لا سيما من اليمين الأمريكي الذي يرى أن "أوباما" أكبر داعم لحكم الإسلاميين وخاصة في مصر بغض الطرف عن انتهاكاتهم لحقوق الإنسان وقيم الديمقراطية التي تؤمن بها الولايات المتحدة، والتي على أساسها أسس الآباء المؤسسون الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا الشأن؛ يستندون لتناقض خطاب الإسلاميين تجاه الولايات المتحدة، ويدعم هذا ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" واسعة الانتشار ومجلة "السياسة الخارجية" الثلاثاء الموافق 13 إبريل الجاري لأحد أوجه تناقض خطاب الإسلاميين قائلة: إن جماعة الإخوان المسلمين في مصر أصدرت بيانًا باللغة الإنجليزية يظهر التضامن مع الولايات المتحدة مع تقديم العزاء لهأأهالي الضحايا، ولم تذكر الجماعة في بيانها أي حديث عن مؤامرة، بينما كتب "عصام العريان" -نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" الحزب الحاكم في مصر، وأحد أبرز قيادات الجماعة- على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" باللغة العربية: إن التفجيرات مؤامرة على الإسلام والمسلمين.
وخلاصة القول،إن تعامل الإدارة الأمريكية الحذر مع التفجيرات لا ينفي أن المرحلة القادمة ستشهد ضغوطًا على إدارة "أوباما" لتغير من سياساتها مع الحكومات الإسلامية والإنفاق العسكري والحرب على الإرهاب التي تراها لم تعد ذات أولوية أولى بعد القضاء على التنظيمات الإرهابية وتراجع عدد الهجمات الإرهابية عالميا مقارنة بفترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر.
http://rcssmideast.org/media/k2/items/cache/f886601d84b861950b399355947b6811_L.jpg
عمرو عبد العاطي
باحث مختص في الشئون الأمريكية.
أسفر انفجار قنبلتين وسط حشود عند خط النهاية في "ماراثون بوسطن" عن ثلاثة ***ى، من بينهم طفل لا يتعدى عمره ثماني سنوات، وأكثر من 176 جريحًا، في وقت كانت فيه الشوارع مليئة بعشرات الآلاف لتشجيع العدائين. ويعد تفجير "ماراثون بوسطن" أسوأ هجوم تتعرض له الولايات المتحدة الأمريكية بعد اثني عشر عامًا من تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وتعيد التفجيرات الأخيرة الساحة الأمريكية مجددًا للجدل حول سبل تأمين الأراضي الأمريكية ضد الهجمات الإرهابية، وقدرة الاستخبارات الأمريكية على اكتشاف العمليات الإرهابية قبل وقوعها، وخاصة مع تصاعد الحديث عن أن الولايات المتحدة الأمريكية أضحت بمأمن من العمليات الإرهابية بعد حرب طويلة مكلفة على الإرهاب، وتفكيك التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة.
ويقدم تعامل الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" وأعضاء إدارته مع تلك التفجيرات بخروجه المبكر للشعب الأمريكي لتقديم العزاء، وشرح ملابسات التفجيرات، والخطوات التي ستتبعها الحكومة بكلمات تبعد عن الإنشاء، والتسرع في الكشف عن مرتكبيها، والتأكيد أنه في وقت الأزمات لا فرق بين ديمقراطي وجمهوري؛ نموذجًا للدول التي تمر بأزمات متكررة لكيفية التعامل مع أزماتها.
ملامح إدارة الأزمة
تعامل الحكومات مع الأزمات قد يكون سببًا لشعبيتها أو للنقمة عليها في حال إخفاقها في التعامل مع أزماتها. وما يميز الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" قدرته على التعامل مع الأزمات بما يعود بالنفع عليه. فتعامله مع أزمة استهداف السفارات الأمريكية وم*** السفير الأمريكي في بنغازي عقب أزمة الفيلم المسيء للرسول "صلى الله عليه وسلم" وإعصار "ساندي" وقت احتدام الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وظهوره كرجل دولة همه الأول الشعب الأمريكي؛ كان أحد أسباب تفوقه على منافسه الجمهوري "ميت رومني" في الانتخابات الرئاسية لعام 2012 وتمتعه بشعبيه كبيرة وسط الأمريكيين. وقد اتسم تعامل إدارة "أوباما" مع تفجيرات "ماراثون بوسطن" بخمسة ملامح رئيسية، تتمثل في:
الملمح الأول: الخروج المبكر.عقب التفجيرات بوقت قليل خرج الرئيس الأمريكي في مؤتمر صفحي من البيت الأبيض نقلته كافة وسائل الإعلام الأمريكية والغربية ليقدم العزاء للضحايا ولأسرهم، ولإطلاع الأمريكيين على تطورات الأوضاع، والتأكيد على أن إدارته تعمل على كشف المسئولين عن هذه التفجيرات وتقديمهم للعدالة. ومن جانبه قطع نائب الرئيس "جو بايدن" اتصالا كان يجريه مع لجنة تعديل قانون حمل السلاح، ليعبر عن مواساته لعائلات الضحايا، وتعاطفه مع المصابين.
الملمح الثاني: حذر في توصيف التفجيرات.اتسم تعامل الرئيس الأمريكي بالحذر عند شرحه الموقف للشعب الأمريكي، حيث لم يستخدم في حديثه يوم الإثنين كلمة "الإرهاب" في وصف التفجيرات ليعود لاستخدامها يوم الثلاثاء في وصف الهجمات بالقنابل على مدنيين أبرياء بأنها عمل إرهابي. ولكن مسئولا بالبيت الأبيض سمى تلك التفجيرات بالإرهابية منذ اليوم الأول لها، وأنه سيتم التعامل معها على أنها عمل إرهابي، قائلا: "أي حدث بشحنات متفجرة متعددة، هو بشكل واضح عمل إرهابي، وسيتم التعامل معه كعمل إرهابي". ولم تتسرع الإدارة الأمريكية في الكشف عن هوية مرتكبي الهجمات قبل الانتهاء من التحقيقات، ولم تسم جهة معينة لمسئوليتها عن تلك التفجيرات، قائلة إنها قد تكون من تنفيذ جماعة أجنبية ولم تستبعد أن تكون محلية أو من تدبير شخص "سيئ".
الملمح الثالث: الوقوف على تطورات الوضع.عقب وقوع التفجيرات اجتمع الرئيس الأمريكي بأعضاء إدارته والمسئولين الأمنيين للوقوف على التطورات، والبقاء على التواصل معهم للاطلاع على أي مستجدات. فقد أطلع مدير مكتب التحقيقات الاتحادي "بوب مولر" ووزيرة الأمن الداخلي "جانبيت نابوليتانو" ومساعدون آخرين بالأمن القومي "أوباما" على تطورات الموقف. وأجرى "أوباما" من جانبه اتصالات مع رئيس بلدية بوسطن "توم منينو" وحاكم ولاية ماساتشوستس "ديفال باتريك" لمعرفة تطورات الأوضاع هناك، وعرض تقديم مساعدة اتحادية لهم.
الملمح الرابع: الشروع في اتخاذ إجراءات تأمينية.بعد اندلاع التفجيرات أعطى الرئيس الأمريكي أوامره لتعزيز التدابير الأمنية عبر البلاد، حسب ما تقتضيه الضرورة. وتحسبًا لأن يكون تفجير "ماراثون بوسطن" جزءًا من مخطط أوسع منعت هيئة الطيران المدني التحليق فوق منطقة الانفجار. كما عززت السلطات الأمنية التدابير الأمنية حول المواقع الهامة في العاصمة واشنطن ونيويورك اللتين تعرضتا لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
الملمح الخامس: بدء التحقيقات لمعرفة مرتكبيها.عقب التفجيرات بدقائق بدأت السلطات الأمنية مهمتها في البحث عن قنابل لم تنفجر واكتشاف أي أجسام غريبة يشتبه فيها. وشرعت في إجراء تحقيقاتها لمعرفة مرتكبي التفجيرات. والبحث عما له صلة بين الانفجارين في "ماراثون بوسطن" وانفجار آخر وقع في متحف ومكتبة جون كينيدي الرئاسية.
إدارة في مأزق
بددت تفجيرات "ماراثون بوسطن" ونجاح السلطات الأمريكية من قبل إحباط عملية إرهابية بميدان التايمز بولاية نيويورك في مايو 2010 من رجاحة دعاوى تيار مسيطر داخل إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بتخفيض النفقات الدفاعية الأمريكية بعد سنوات من الحرب على الإرهاب، والقضاء على التنظيمات الإرهابية في أفغانستان، والعراق، واليمن وشمال إفريقيا. حيث تُثبت تلك التفجيرات أن الولايات المتحدة رغم تكلفة الحرب على الإرهاب واستخدام الطائرات بدون طيار لاستهداف أعضاء التنظيمات الإرهابية خارجيًّا لم تجعل الولايات المتحدة في منأى عن الهجمات الإرهابية، وأن الولايات المتحدة ما زالت مستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية، ما يدعم من مواقف الداعين لزيادة الإنفاق العسكري الأمريكي رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة منذ منتصف عام 2008 لنشهد خلال الأيام القادمة صراعًا محتدمًا بين "أوباما" المؤيد لتقليل النفقات الدفاعية ومؤيدي زيادتها، وسينتقل هذا الصراع إلى أروقة الكونجرس الأمريكي.
وإذا كشفت التحقيقات عن أن تلك التفجيرات من تخطيط منظمات إرهابية ذات خلفية إسلامية، رغم أن طبيعة التفجيرات تنفي ضلوع تنظيم القاعدة ونفي طالبان الباكستانية أي دور لها في التفجيرات؛ فإن إدارة "أوباما" ستواجه ضغوطًا لوقف انفتاحها على الدول الإسلامية، وهي سياسة تبناها "أوباما" منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض بعد سنوات من التدهور خلال إدارتي "جورج دبليو بوش"، وستزيد الانتقادات لسياساته المعتدلة مع صعود تيار الإسلام السياسي في المنطقة بعد الربيع العربي، لا سيما من اليمين الأمريكي الذي يرى أن "أوباما" أكبر داعم لحكم الإسلاميين وخاصة في مصر بغض الطرف عن انتهاكاتهم لحقوق الإنسان وقيم الديمقراطية التي تؤمن بها الولايات المتحدة، والتي على أساسها أسس الآباء المؤسسون الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا الشأن؛ يستندون لتناقض خطاب الإسلاميين تجاه الولايات المتحدة، ويدعم هذا ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" واسعة الانتشار ومجلة "السياسة الخارجية" الثلاثاء الموافق 13 إبريل الجاري لأحد أوجه تناقض خطاب الإسلاميين قائلة: إن جماعة الإخوان المسلمين في مصر أصدرت بيانًا باللغة الإنجليزية يظهر التضامن مع الولايات المتحدة مع تقديم العزاء لهأأهالي الضحايا، ولم تذكر الجماعة في بيانها أي حديث عن مؤامرة، بينما كتب "عصام العريان" -نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" الحزب الحاكم في مصر، وأحد أبرز قيادات الجماعة- على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" باللغة العربية: إن التفجيرات مؤامرة على الإسلام والمسلمين.
وخلاصة القول،إن تعامل الإدارة الأمريكية الحذر مع التفجيرات لا ينفي أن المرحلة القادمة ستشهد ضغوطًا على إدارة "أوباما" لتغير من سياساتها مع الحكومات الإسلامية والإنفاق العسكري والحرب على الإرهاب التي تراها لم تعد ذات أولوية أولى بعد القضاء على التنظيمات الإرهابية وتراجع عدد الهجمات الإرهابية عالميا مقارنة بفترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر.