مشاهدة النسخة كاملة : بعد وعد رئيس الوزراء بحل أزمة «التفاضل»: هل يكون واضع امتحان التفاضل سبباً في إقالة ا


africanooo
23-06-2008, 04:12 PM
http://www.dostor.org/files/images/-نظيف_2.photos.jpg ربما لم يخطر علي بال واضع امتحان التفاضل في الثانوية العامة وهو يجلس في مكتبه يتفنن في وضع أسئلة تعجيزية للطلاب أن هذه الأسئلة يمكن أن تتسبب في إقالة الحكومة التي ربما يُحبها، لكن ما حدث علي مدار الثلاثة أيام الماضية من حالات الإغماء وتمزيق أوراق الإجابات وتأخير الطلاب عن الوصول للجان كشف عن أن الرئيس مبارك يتابع الامتحانات عن قرب، والدليل علي ذلك أنه علم بعدم وصول الطلاب إلي لجان الامتحانات بسبب موكبه وهو يقوم بافتتاح المشروع القومي للإسكان فأمر في حينها بضرورة إضافة وقت لهم لكي يستطيعوا الإجابة عن الأسئلة، ولم يتوقف اهتمام الرئيس عند هذا الحد، لكنه أمر د. أحمد نظيف - رئيس الوزراء -بالذهاب إلي لجنة الامتحان التي تعطل الطلاب فيها عن أداء الامتحان بسبب زيارة الرئيس، وبمجرد أن وصل نظيف إلي هناك وعد الطلاب بأنه سيتدخل لحل أزمة التفاضل باعتبارها قضية قومية، لكن سيادته لم يكشف عن الطريقة التي سيتدخل بها ومدي إلمامه بأزمة التفاضل، والأهم من كل هذا أين كان وزير التعليم أثناء زيارته لجان الامتحان وهل من حقه أن يتدخل في حل أزمة امتحان صعب في الثانوية؟

تحدثنا مع الدكتور حسام بدراوي - رئيس لجنة التعليم في الحزب الوطني - الذي بدأ كلامه قائلا: بصراحة أنا مندهش مما يحدث، فمازلت لا أصدق أن رئيس الوزراء وعد الطلاب بالتدخل لحل أزمة التفاضل وكأنه خبير في شئون الامتحانات، وأنا عن نفسي ضد أن يتدخل أي سياسي في قضية امتحانات الثانوية وتحديداً في مسألة الحديث عن مدي صعوبتها وسهولتها لأن هذا الأمر يخص المتخصصين وحدهم وهم فقط القادرون علي تحديد ما يجب عمله في أي مشكلة تخص معاناة الطلاب في الامتحانات.

ويضيف د. بدراوي: لا أعرف كيف يتحدث رجال السياسة عن صعوبة امتحان التفاضل وحتي الآن لم تصدر نتيجة العينة العشوائية التي بناءً عليها يمكن اتخاذ القرار المناسب إما بالتعامل مع أعلي درجة يحصل عليها طالب باعتبارها الدرجة النهائية للمادة أو بإعادة توزيع الدرجات علي الأسئلة طبقاً لإجابات الطلاب التي تعد المعيار الوحيد للحكم علي مدي صعوبة الامتحان؟!.

وعن إمكانية أن يقوم الرئيس مبارك بإقالة الحكومة أو علي الأقل وزير التعليم لإرضاء الرأي العام بعد أزمة التفاضل قال د. بدراوي: مستحيل أن يتحكم واضع امتحان في مصير الحكومة أو حتي الوزير لأن الوزير، لا علاقة له بالامتحانات ولا يجب أن يعرف عنها شيئاً ولا يمكن أن يتدخل الوزير أو حتي رئيس الوزراء إلا لضمان النزاهة وتحقيق العدالة بين الطلاب.

أما الدكتور كمال مغيث - أحد خبراء التعليم - فيقول: التعليم كله أصبح عملية سياسية بحتة لا علاقة لها بتنمية قدرات الطلاب أو محاولة الارتقاء بهم، لذلك تسيطر علي التعليم «الروح المباحثية» التي تجعل الوزير يجلس أكبر وقت ممكن علي مقعده من خلال نظم تعليم تخدم السلطة، لذلك أتصور أن وعد رئيس الوزراء للطلاب الهدف منه أن «الحكومة تكسب بنط» لدي الشعب ويقال إنها تهتم بمشاكله تماماً مثلما يحدث في أزمة الخبز التي لم يتم الوصول فيها لحل حتي الآن، لذلك لا أتوقع أن يتم الوصول لحل في أزمة التفاضل التي كشفت عن الخلل الموجود في نظام التعليم القائم علي قياس كمية المعلومات التي حصل عليها الطالب بعيداً عن مهاراته الخاصة.

وعن إمكانية أن تتم إقالة الحكومة قال د. كمال: أري أن الرئيس يمكن أن يُفكر في إقالة الحكومة أو علي الأقل وزير التربية والتعليم وذلك لإرضاء الرأي العام خاصة، أنه سبق أن تدخل لحل مشكلة طالبة في أولي ثانوي فما بالك بامتحان يهم 900 ألف طالب أولياء أمورهم، هذا علاوة علي أن الرئيس الراحل أنور السادات بعد اتفاقية «كامب ديفيد» أمر الدكتور مصطفي كمال حلمي - وكان وقتها وزيراً للتعليم - بتسهيل امتحانات الثانوية علي الطلاب لإرضاء الناس وامتصاص غضبهم من الاتفاقية، وهذه الواقعة تؤكد أن احتمالية تدخل الرئيس واردة.

إلي هنا انتهي كلام الخبير التربوي، ولكن الغريب والذي لم يتطرق إليه أحد هو أن هناك احتمالاً كبيراً لتكرار هذه «المذبحة» في فروع الرياضيات التي لم يؤدها الطلاب حتي الآن وهي: الميكانيكا والجبر والهندسة الفراغية، ومن المؤكد أن الذي سيقوم بوضع هذه الامتحانات هو نفسه واضع امتحان التفاضل التعجيزي، وأوراق أسئلة هذه الامتحانات لا يستطيع وزير التعليم أو حتي رئيس الوزراء أن يتدخل لتغييرها لأنها بالفعل تمت طباعتها وبالتالي فالأزمة مازالت قائمة.. وربنا يستر