coo_girl_ool
17-01-2006, 02:02 PM
أيهما أشد : ترك الأمر أم فعل النهي
مخالفة الأمر أعظم من عمل المنهي عنه
قال سهل بن عبدالله : ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهي
لأن آدم نُـهي عن أكل الشجره فأكل منها فتاب عليه ، و إبليس أُمـِـر
أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه .
هذه مسأله عظيمه لها شأن و هي أن ترك الأوامر أعظم عند الله
من ارتكاب المناهي و ذلك من وجوه عديده :
أحدها : ما ذكره "سهل" من شان آدم و عدو الله ابليس .
الثاني : أن ذنب ارتكاب النهي مصدره في الغالب الشهوة و الحاجة
و ذنب ترك الأمر مصدره في الغالب الكبر و العزة ، و لا يدخل الجنة
من في قلبه مثقال ذرة من كبر ، و يدخلها من مات على التوحيد
وإن زنى و سرق .
الثالث : أن فعل المأمور أحب إلى الله من ترك المنهي ، كما دلت
على ذلك النصوص كقوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ :
" أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها "
و قوله : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم وأرفعها
في درجاتكم و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم
ويضربوا أعناقكم
قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ذكر الله "
و قوله ( و اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة )
و غير ذلك من النصوص ..
الرابع : أن فعل المأمور مقصود لذاته ، و ترك المنهي مقصود
لتكميل فعل المأمور ، فهو منهي عنه كونه يخلّ بفعل المأمور
أو يضعفه و ينقصه ، كما نبه ـ سبحانه ـ على ذلك في النهي عن
الخمر و الميسر بكونهما يصدان عن ذكر الله و عن الصلاة
فالمنهيات قواطع و موانع صاده عن فعل المأمورات أو عن كمالها .
الخامس : أن فعل المأمورات من باب حفظ قوة الإيمان و بقائها
و ترك المنهيات من باب الحمية عما يشوش قوة الإيمان و يخرجها
عن الإعتدال ، وحفظ القوة مقدم على الحمية ، لإن القوه كلما قويت
دفعت المواد الفاسدة و إذا ضعفت غلبت المواد الفاسدة .
السادس : أن فعل المأمورات حياة القلب و غذاؤه و زينته وسروره
ونعيمه ، وترك المنهيات بدون ذلك لا يحصل له شيئاً من ذلك ، فلو
ترك جميع المنهيات و لم يأتِ بالإيمان و الأعمال المأمور بها
لم ينفعه ذلك الترك شيئاً .
السابع : أن من فعل المأمورات و المنهيات فهو إما ناجٍ مطلقاً
إن غلبت حسناته سيئاته وإما ناج ٍ بعد أن يؤخذ منه الحق و يعاقب
على سيئاته فمآله إلى النجاة و ذلك بفعل المأمور ..
و من ترك المأمورات و المنهيات فهو هالك غير ناج ٍ و لا ينجو
إلا بفعل المأمور وهو التوحيد ..
هذه بعض الوجوه ، وحيث أن الموضوع طويل ، أكتفي بالمذكور
أعلاه .. آملة أن يفي بالمطلوب
*****
الـفـوائـــد
ابن القيم الجوزية
// موضوع أعجبني //
__________________
تحياتي
مخالفة الأمر أعظم من عمل المنهي عنه
قال سهل بن عبدالله : ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهي
لأن آدم نُـهي عن أكل الشجره فأكل منها فتاب عليه ، و إبليس أُمـِـر
أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه .
هذه مسأله عظيمه لها شأن و هي أن ترك الأوامر أعظم عند الله
من ارتكاب المناهي و ذلك من وجوه عديده :
أحدها : ما ذكره "سهل" من شان آدم و عدو الله ابليس .
الثاني : أن ذنب ارتكاب النهي مصدره في الغالب الشهوة و الحاجة
و ذنب ترك الأمر مصدره في الغالب الكبر و العزة ، و لا يدخل الجنة
من في قلبه مثقال ذرة من كبر ، و يدخلها من مات على التوحيد
وإن زنى و سرق .
الثالث : أن فعل المأمور أحب إلى الله من ترك المنهي ، كما دلت
على ذلك النصوص كقوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ :
" أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها "
و قوله : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم وأرفعها
في درجاتكم و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم
ويضربوا أعناقكم
قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ذكر الله "
و قوله ( و اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة )
و غير ذلك من النصوص ..
الرابع : أن فعل المأمور مقصود لذاته ، و ترك المنهي مقصود
لتكميل فعل المأمور ، فهو منهي عنه كونه يخلّ بفعل المأمور
أو يضعفه و ينقصه ، كما نبه ـ سبحانه ـ على ذلك في النهي عن
الخمر و الميسر بكونهما يصدان عن ذكر الله و عن الصلاة
فالمنهيات قواطع و موانع صاده عن فعل المأمورات أو عن كمالها .
الخامس : أن فعل المأمورات من باب حفظ قوة الإيمان و بقائها
و ترك المنهيات من باب الحمية عما يشوش قوة الإيمان و يخرجها
عن الإعتدال ، وحفظ القوة مقدم على الحمية ، لإن القوه كلما قويت
دفعت المواد الفاسدة و إذا ضعفت غلبت المواد الفاسدة .
السادس : أن فعل المأمورات حياة القلب و غذاؤه و زينته وسروره
ونعيمه ، وترك المنهيات بدون ذلك لا يحصل له شيئاً من ذلك ، فلو
ترك جميع المنهيات و لم يأتِ بالإيمان و الأعمال المأمور بها
لم ينفعه ذلك الترك شيئاً .
السابع : أن من فعل المأمورات و المنهيات فهو إما ناجٍ مطلقاً
إن غلبت حسناته سيئاته وإما ناج ٍ بعد أن يؤخذ منه الحق و يعاقب
على سيئاته فمآله إلى النجاة و ذلك بفعل المأمور ..
و من ترك المأمورات و المنهيات فهو هالك غير ناج ٍ و لا ينجو
إلا بفعل المأمور وهو التوحيد ..
هذه بعض الوجوه ، وحيث أن الموضوع طويل ، أكتفي بالمذكور
أعلاه .. آملة أن يفي بالمطلوب
*****
الـفـوائـــد
ابن القيم الجوزية
// موضوع أعجبني //
__________________
تحياتي