abomokhtar
01-05-2013, 03:49 AM
في قصة (المزرعة)[1]، يعرض الأديب الشاب محمد ذهني لفكرة صناعة العدو والحاجة إليه بطريقة فنية مميزة. فصاحب المزرعة الذي انتقل من موقع المدافع عن دجاجاته إلى موقع المستمتع بتحويل كلابه إلى ***ة، حوّل مزرعته إلى عالم قاس، ليس للأمن والرحمة مكان فيه، بغية الحصول على متعة شخصية نفعية، مستخدمًا أساليب قذرة بعيدة عن الإنسانية والعقلانية، غير عابئ بالنتائج الخطيرة التي يمكن أن تنتج عنها، حتى وصل إلى وقت شعر فيه بالعجز عن التراجع رغم معرفته بما سيلحق به هو نفسه من أذى بسببها مستقبلاً.
هذه القصة كما أراها، هي صورة لما يجري في عالمنا اليوم. هذا العالم الذي نراه يسير إلى الهاوية بخطى متسارعة، برعاية غربيّة لا ترى إلا مصلحتها، مستخدمة وسائل دنيئة، منها نشر مصطلحات مختلفة تعبّر عن فكر تابع مُسَيطَر عليه، يخدم غايات وأهدافًا مرسومة.
ومن بين المصطلحات التي صرنا نسمعها كثيرًا في عصرنا الحديث مصطلح (إسلاموفوبيا)، والذي يعني الخوف من الإسلام، على اعتباره دين الجهاد والتعصب والإرهاب وال***.
هذا المصطلح انتشر بصورة سريعة، وصرنا نسمع تحليلات ونقرأ مقالات تشرحه، وتشرح أبعاده وأسبابه ونتائجه وطرق علاج الظاهرة التي يعبّر عنها.
وظهرت مجموعة من الاستبيانات تؤكد انتشار هذا الخوف في البلاد الغربيّة عمومًا، وتزايد هذا الانتشار بصورة جعلت مسئولين غربيين يبدون قلقهم من انتشار هذه الظاهرة في بلادهم، منهم رئيس الوزراء الفرنسي جان بيير رافاران الذي قال: "أشعر بالقلق من تنامي (إسلاموفوبيا) في بلادي"، كما نقلت عنه وكالة الأسوشيتد برس خلال عرضها لتصريحات أدلى بها بعد زيارة قام بها لمسجد باريس الكبير في وقت سابق من هذا العام.
بالطبع فإنني لا أستغرب تنامي هذا الشعور في البلاد الغربيّة، لا لشيء، إلا لقناعتي بأن زرع هذا الخوف في نفوس الغربيين هو هدف بحد ذاته، استُخدمت لتحقيقه وسائل كثيرة ومتنوعة، إعلامية وثقافية واقتصادية وسياسية...إلخ. بل إنّ إقناع العرب والمسلمين بوجود هذه الظاهرة وانتشارها، هو وجه آخر للهدف الأساس، وأعني به تصوير الإسلام على أنه العدو الذي تجب محاربته والخوف منه.
صناعة العدو حاجة أساسية وأسلوب مهم من الأساليب التي تستخدمها الدول القوية للسيطرة على الشعوب والبلاد. هذه الصناعة هي صناعة بكل معنى الكلمة، لها موادها الخام وآلاتها، وأسواقها، وصنّاعها، ومروّجوها، والمتاجرون بها، ومستهلكوها أيضا. وهي صناعة أثبتت أنها رابحة وفق مقاييس المصالح الأنانية لمجموعة من الناس، استطاعوا السيطرة على الدول القوية وشعوبها بطرق عديدة، وهم لا يهتمون إلا بمصالحهم الخاصة، حتى لو أدى تحقيقها إلى إشعال حروب وفتن وقلاقل قد تؤدي إلى فناء البشرية برمتها.
وحتى لا أدّعي ما ليس لي، فإن هذا الذي أقوله أكدّه مفكرون غربيون في مقالات كتبوها يحذّرون فيها من خطورة هذا الذي يحدث في العالم، فهذا بول آر دون يعلق على استخدام الرئيس الأمريكي لوصف (الفاشية الإسلامية) قائلاً : " إنها الكلمة السحرية الحالية للمحافظين الجدد الذين حرّضوا لحرب العراق. مروّجوها يريدون تأسيس تكافؤ أخلاقي بين ديموقراطيات الحرب العالمية الثانية من ناحية والشر الفاشستي من الناحية الأخرى. إنهم يريدون أن يُنظر الى الموقف الأمريكي في العراق كمعارض للشر المعاصر للفاشية الإسلامية. استعمال العبارة يُدعى رهب الإسلام (إسلاموفوبيا)، صممت لتشويه سمعة معظم العالم الإسلامي"[2].
أما نعوم تشومسكي (http://www.news.islamstory.com/%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%8A-%D8%AA%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D9%84) المفكر الأمريكي الذي يصرخ في كتاباته العديدة محذرًا من خطورة هذه السياسات، ومبينًا أن الحكومة الأمريكية تقنع شعبها بوسائل غير قانونية وبجهاز دعايتها لتسيطر على مفاهيمه وقناعاته، وسمّى ذلك بعملية "ضبط السكان" (Population Control), وهي تستهدف السيطرة على شعوب العالم الثالث, بالإضافة إلى سكان أمريكا نفسها، والغاية هي مصلحة اقتصادية وسلطوية.
ويصنف تشومسكي (http://www.news.islamstory.com/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D8%B1%D8%B3%D9%8A) القائمين على السياسة الأمريكية إلى صنفين: التجار والبروسيين، فالتجار يستخدمون الدعاية والوسائل السلمية، أما البروسيون فيقومون بالقتال والتدخل العسكري وقت الحاجة[3].
يقول تشومسكي مصورًا طريقة بلاده في استخدام وسائل الإعلام في صناعة العدو قائلاً: "إنْ حَمَّلْتَ [أمريكا] عدوًّا مسئوليةَ شيءٍ ما، فباستطاعتكَ أن تتحدّث عنه في ذلك الإعلام"[4]. وهذا ما حصل فعلاً، وكان الإسلام هو العدو المزعوم، وكان مصطلح إسلاموفوبيا مصطلحًا مناسبًا لعرض نتائج صناعة العدو الرابحة.
إن المتابع لما يجري اليوم في العالم، يشعر بأن ما يسمونه بـ (إسلاموفوبيا) وغيره من مصطلحات انتشرت في العالم، مصوّرة العلاقة بين الغرب والإسلام، ليست نتيجة لعلاقات وتفاعلات بين الغرب والإسلام وحسب، وليست نتيجة لسياسات مخططة حديثًا بهدف تحقيق المصالح الأنانية التي تحدثنا عنها فقط، بل هي نتاج أفكار سيطرت ومازالت تسيطر على العالم الغربي، اعتمدت على نظريات ترسخت في عمق اللاوعي الغربي، برر من خلالها الساسة أفعالهم، وبرر من خلالها المستعمرون استغلالهم واستعمارهم، وسيطروا بها على شعوبهم، وعلى الشعوب المُستغلّة، التي استُلبت وأقرّت هي الأخرى بالتفوق الغربي، حتى كأنه حقيقة واقعة لا مجال لنقضها، لأنها مؤكدة علميًّا وتاريخيًّا وعقليًّا[5].
ولعل المسلمين اليوم يعانون اليوم أشد أنواع الانحطاط والخضوع، وهم للأسف يُساقون لما يريده أعداؤهم منهم، فهم أمام مصطلح كهذا إما مدافعون عن دينهم محاولين إظهار سماحته وإقناع الغرب بأن الإسلام لا يشكل خطرًا عليهم، ولا داعي للخوف منه. وإما أنهم متحفّزون لكل حركة ولكل كلمة تصدر في الغرب، ويقابلونها بالشجب والمظاهرات وال*** أحيانًا، فهم يُحرَّكون كما يريد أعداؤهم، وهم بأفعالهم اللاعقلانية يقدّمون الدليل تلو الدليل على صدق ما يُوصف به الإسلام والمسلمون من تخلف وتعصب و***.
ولكن هذا لا يعني عدم وجود فئة ثالثة فهمت الواقع، ووضعت الأمور ضمن سياقها الصحيح وتعاونت مع الشرفاء في العالم لنشر الحقيقة، وكشف الألاعيب الدنيئة، المستخدمة في العالم للسيطرة عليه. ورغم وجود جماعة بين هؤلاء يائسة من الحل، ويرون المستقبل بعين سوداوية مستسلمة عاجزة، أو أنها تبحث عن الحل ولكنها مازالت تتخبط وتجرّب، فإن وجود هذه الفئة الواعية، رغم قلة عدد أفرادها، هو أمر صحي تمامًا، وهو خطوة مهمة في طريق إنقاذ العالم من تسلط من لا يرحم ولا يهتم إلا بمصالحه الضيقة. ومن الضروري قيامها بتوعية غيرها، ومحاولة تشكيل رأي عام عالمي، مناهض للظلم والتسلط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
[1] القصة للكاتب محمد ذهني ومنشورة على الرابط التالي : http://www.madeenah.net/vb/showthread.php?t=2573
[2] بول آر دون، "دعاية أوقاتنا" 17 / 10 / 2006م، ترجمة دجلة وحيد، المحرر، العدد 250، السنة 15، 2006.
[3] انظر، مازن البندك، اليسار في أمريكا، الجيل، المجلد 27، العدد 11، تشرين الثاني/ نوفمبر، 2006. وانظر، جلال أمين، عولمة القهر، القاهرة، دار الشروق، 1422/ 2002م، 98.
[4] من حوار أجراه خاتشيك مراديان مع نعوم تشومسكي عندما زار بيروت في 2 آيار / مايو 2006، نُشرت ترجمته العربية في مجلة الآداب البيروتية، ترجمة سماح إدريس.
[5] انظر، غريغوار مرشو، إيديولوجيا الحداثة بين المثاقفة والفصام الحضاري، دمشق، دار الأهالي، 2000م. ولنفس المؤلف، مقدمات الاستتباع، هيرندن فرجينيا، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، سلسلة قضايا الفكر الإسلامي (18)، 1416/ 1996.
هذه القصة كما أراها، هي صورة لما يجري في عالمنا اليوم. هذا العالم الذي نراه يسير إلى الهاوية بخطى متسارعة، برعاية غربيّة لا ترى إلا مصلحتها، مستخدمة وسائل دنيئة، منها نشر مصطلحات مختلفة تعبّر عن فكر تابع مُسَيطَر عليه، يخدم غايات وأهدافًا مرسومة.
ومن بين المصطلحات التي صرنا نسمعها كثيرًا في عصرنا الحديث مصطلح (إسلاموفوبيا)، والذي يعني الخوف من الإسلام، على اعتباره دين الجهاد والتعصب والإرهاب وال***.
هذا المصطلح انتشر بصورة سريعة، وصرنا نسمع تحليلات ونقرأ مقالات تشرحه، وتشرح أبعاده وأسبابه ونتائجه وطرق علاج الظاهرة التي يعبّر عنها.
وظهرت مجموعة من الاستبيانات تؤكد انتشار هذا الخوف في البلاد الغربيّة عمومًا، وتزايد هذا الانتشار بصورة جعلت مسئولين غربيين يبدون قلقهم من انتشار هذه الظاهرة في بلادهم، منهم رئيس الوزراء الفرنسي جان بيير رافاران الذي قال: "أشعر بالقلق من تنامي (إسلاموفوبيا) في بلادي"، كما نقلت عنه وكالة الأسوشيتد برس خلال عرضها لتصريحات أدلى بها بعد زيارة قام بها لمسجد باريس الكبير في وقت سابق من هذا العام.
بالطبع فإنني لا أستغرب تنامي هذا الشعور في البلاد الغربيّة، لا لشيء، إلا لقناعتي بأن زرع هذا الخوف في نفوس الغربيين هو هدف بحد ذاته، استُخدمت لتحقيقه وسائل كثيرة ومتنوعة، إعلامية وثقافية واقتصادية وسياسية...إلخ. بل إنّ إقناع العرب والمسلمين بوجود هذه الظاهرة وانتشارها، هو وجه آخر للهدف الأساس، وأعني به تصوير الإسلام على أنه العدو الذي تجب محاربته والخوف منه.
صناعة العدو حاجة أساسية وأسلوب مهم من الأساليب التي تستخدمها الدول القوية للسيطرة على الشعوب والبلاد. هذه الصناعة هي صناعة بكل معنى الكلمة، لها موادها الخام وآلاتها، وأسواقها، وصنّاعها، ومروّجوها، والمتاجرون بها، ومستهلكوها أيضا. وهي صناعة أثبتت أنها رابحة وفق مقاييس المصالح الأنانية لمجموعة من الناس، استطاعوا السيطرة على الدول القوية وشعوبها بطرق عديدة، وهم لا يهتمون إلا بمصالحهم الخاصة، حتى لو أدى تحقيقها إلى إشعال حروب وفتن وقلاقل قد تؤدي إلى فناء البشرية برمتها.
وحتى لا أدّعي ما ليس لي، فإن هذا الذي أقوله أكدّه مفكرون غربيون في مقالات كتبوها يحذّرون فيها من خطورة هذا الذي يحدث في العالم، فهذا بول آر دون يعلق على استخدام الرئيس الأمريكي لوصف (الفاشية الإسلامية) قائلاً : " إنها الكلمة السحرية الحالية للمحافظين الجدد الذين حرّضوا لحرب العراق. مروّجوها يريدون تأسيس تكافؤ أخلاقي بين ديموقراطيات الحرب العالمية الثانية من ناحية والشر الفاشستي من الناحية الأخرى. إنهم يريدون أن يُنظر الى الموقف الأمريكي في العراق كمعارض للشر المعاصر للفاشية الإسلامية. استعمال العبارة يُدعى رهب الإسلام (إسلاموفوبيا)، صممت لتشويه سمعة معظم العالم الإسلامي"[2].
أما نعوم تشومسكي (http://www.news.islamstory.com/%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%8A-%D8%AA%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D9%84) المفكر الأمريكي الذي يصرخ في كتاباته العديدة محذرًا من خطورة هذه السياسات، ومبينًا أن الحكومة الأمريكية تقنع شعبها بوسائل غير قانونية وبجهاز دعايتها لتسيطر على مفاهيمه وقناعاته، وسمّى ذلك بعملية "ضبط السكان" (Population Control), وهي تستهدف السيطرة على شعوب العالم الثالث, بالإضافة إلى سكان أمريكا نفسها، والغاية هي مصلحة اقتصادية وسلطوية.
ويصنف تشومسكي (http://www.news.islamstory.com/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D8%B1%D8%B3%D9%8A) القائمين على السياسة الأمريكية إلى صنفين: التجار والبروسيين، فالتجار يستخدمون الدعاية والوسائل السلمية، أما البروسيون فيقومون بالقتال والتدخل العسكري وقت الحاجة[3].
يقول تشومسكي مصورًا طريقة بلاده في استخدام وسائل الإعلام في صناعة العدو قائلاً: "إنْ حَمَّلْتَ [أمريكا] عدوًّا مسئوليةَ شيءٍ ما، فباستطاعتكَ أن تتحدّث عنه في ذلك الإعلام"[4]. وهذا ما حصل فعلاً، وكان الإسلام هو العدو المزعوم، وكان مصطلح إسلاموفوبيا مصطلحًا مناسبًا لعرض نتائج صناعة العدو الرابحة.
إن المتابع لما يجري اليوم في العالم، يشعر بأن ما يسمونه بـ (إسلاموفوبيا) وغيره من مصطلحات انتشرت في العالم، مصوّرة العلاقة بين الغرب والإسلام، ليست نتيجة لعلاقات وتفاعلات بين الغرب والإسلام وحسب، وليست نتيجة لسياسات مخططة حديثًا بهدف تحقيق المصالح الأنانية التي تحدثنا عنها فقط، بل هي نتاج أفكار سيطرت ومازالت تسيطر على العالم الغربي، اعتمدت على نظريات ترسخت في عمق اللاوعي الغربي، برر من خلالها الساسة أفعالهم، وبرر من خلالها المستعمرون استغلالهم واستعمارهم، وسيطروا بها على شعوبهم، وعلى الشعوب المُستغلّة، التي استُلبت وأقرّت هي الأخرى بالتفوق الغربي، حتى كأنه حقيقة واقعة لا مجال لنقضها، لأنها مؤكدة علميًّا وتاريخيًّا وعقليًّا[5].
ولعل المسلمين اليوم يعانون اليوم أشد أنواع الانحطاط والخضوع، وهم للأسف يُساقون لما يريده أعداؤهم منهم، فهم أمام مصطلح كهذا إما مدافعون عن دينهم محاولين إظهار سماحته وإقناع الغرب بأن الإسلام لا يشكل خطرًا عليهم، ولا داعي للخوف منه. وإما أنهم متحفّزون لكل حركة ولكل كلمة تصدر في الغرب، ويقابلونها بالشجب والمظاهرات وال*** أحيانًا، فهم يُحرَّكون كما يريد أعداؤهم، وهم بأفعالهم اللاعقلانية يقدّمون الدليل تلو الدليل على صدق ما يُوصف به الإسلام والمسلمون من تخلف وتعصب و***.
ولكن هذا لا يعني عدم وجود فئة ثالثة فهمت الواقع، ووضعت الأمور ضمن سياقها الصحيح وتعاونت مع الشرفاء في العالم لنشر الحقيقة، وكشف الألاعيب الدنيئة، المستخدمة في العالم للسيطرة عليه. ورغم وجود جماعة بين هؤلاء يائسة من الحل، ويرون المستقبل بعين سوداوية مستسلمة عاجزة، أو أنها تبحث عن الحل ولكنها مازالت تتخبط وتجرّب، فإن وجود هذه الفئة الواعية، رغم قلة عدد أفرادها، هو أمر صحي تمامًا، وهو خطوة مهمة في طريق إنقاذ العالم من تسلط من لا يرحم ولا يهتم إلا بمصالحه الضيقة. ومن الضروري قيامها بتوعية غيرها، ومحاولة تشكيل رأي عام عالمي، مناهض للظلم والتسلط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
[1] القصة للكاتب محمد ذهني ومنشورة على الرابط التالي : http://www.madeenah.net/vb/showthread.php?t=2573
[2] بول آر دون، "دعاية أوقاتنا" 17 / 10 / 2006م، ترجمة دجلة وحيد، المحرر، العدد 250، السنة 15، 2006.
[3] انظر، مازن البندك، اليسار في أمريكا، الجيل، المجلد 27، العدد 11، تشرين الثاني/ نوفمبر، 2006. وانظر، جلال أمين، عولمة القهر، القاهرة، دار الشروق، 1422/ 2002م، 98.
[4] من حوار أجراه خاتشيك مراديان مع نعوم تشومسكي عندما زار بيروت في 2 آيار / مايو 2006، نُشرت ترجمته العربية في مجلة الآداب البيروتية، ترجمة سماح إدريس.
[5] انظر، غريغوار مرشو، إيديولوجيا الحداثة بين المثاقفة والفصام الحضاري، دمشق، دار الأهالي، 2000م. ولنفس المؤلف، مقدمات الاستتباع، هيرندن فرجينيا، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، سلسلة قضايا الفكر الإسلامي (18)، 1416/ 1996.